|
الدولة في الفكر الإسلامي
أحمد مجباس
الحوار المتمدن-العدد: 7315 - 2022 / 7 / 20 - 16:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تشكل الدولة في المجتمع الاسلامي محورا للاهتمام والتحليل السياسي حتى وان الية ادارتها كانت وما زالت في احيان كثيرة وافقا لدراسة سياسية كما هي متواجدة في الكثيرة من الاتجاهات التي تختص بالنظر في الدولة وقضاياها التي تتعرض لها ومنها (الاتجاه الليبرالي -الماركسي -الاشتراكي -المحافظ-اليمين) كل منهم تشكل نظريات حول الية عمل الدولة من وجهة نظر السياسية والدينية وفي الكثير من الاحيان توجد العديد من النظريات تفسير كيفية نشأة الدولة ومن هذا النظريات الهامة نظرية (العقد الاجتماعي) ان مفهوم الدولة في الفكر الاسلامي هو ان تجعل من القران الكريم والسنة النبوية مصدرا مهما في الية الرجوع اليها في التعاملات التي تقوم بهذه سوءا ذلك كان على الصعيد الداخلي او الخارجي اضافة الى تعاملاتها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كل ذلك يجب ان يتم وفقا لشريعة الاسلامية اضافة الى ذلك لا توجد هنالك عملية انشطار ما بين الإسلام والسياسية في الدولة الاسلامية وانما يتم العمل وأصدر الاحكام التي تسير الدولة بموجها يجب ان تكون مستنبطة من الشريعة الاسلامية كذلك الدستور الدولة يجب ان يكون متوفقا مع احكام الشريعة ومن هنا يمكن ايجاز اهم اهداف التي ترمي الدولة الاسلامية الى تحقيقها في خضم الفكر الاسلامي المعاصر هي: أولا: كيفية تطبيق النظام داخل المجتمع الاسلامي: ان الية تطبيق النظام السياسي والاسلامية في داخل المجتمع يقع على عائق الدولة اذا انه من الواجبات الملقة انه عليها حفظ وحماية الحقوق والحريات كذلك حفظ الاموال والنفوس من الضياع وعدم المفارقة والتفضيل بين الحقوق والحريات الشخصية والحقوق والحريات الجماعية التي تخص الافراد في المجتمع الاسلامي ولكن يجب ان يوجد نوع من الموازنة العقلانية في ادارة هذه الشؤون العامة وكما ورد في الحديث الشريف لرسول الله (صل الله عليه وسلم) ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)) ولقد امر الله في محكم كتابه العزيز (بالعدل والاحسان) كما ان العدل يعد بمثابة واجبا ملقة على عاتق الدولة وهي مسؤولة على تطبيقه اما الانسان فهو احب على الدولة وعليها تحقيقه وان الدولة ملزمة في ان تجعل من القانون المساحة الواسع التي تحدث من خلاله تقوية الاواصر والروابط المجتمعية ما بين الافراد المجتمع ولا تجعل من القانون والية تطبيقه مجحفة بحق افراد المجتمع وجاء في محكم كتابه عز وجل قوله تعالى ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )) . ثانيا: الية حفظ العدل: ان العدل هي فطرة في كل انسان ويطلب بها كل انسان يعني اعطاء كل ذي حق حقه وعدم حرمان شخص من حقه على سحاب شخص اخر وتعني انها انصاف في عملية اعطاء الحقوق واسترجاعها الى اصحابه ولقد ورد في العديد من العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة في هذا الخصوص ومنها في كتابه عز وجل قوله تعالى ((وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)) وايضا تكون هنالك عدالة اجتماعي في داخل المجتمع الاسلامي من اجل الاحتفاظ كل فرد من افراد المجتمع بالحقوق وكل الامور التي قد تكون من حقه من اجل تحقيق سعادته داخل هذا المجتمع وان تطبيق العدل من قبل الدولة يجعل الفرد في مأمن داخل مجتمعه وداخل دولته أيضا لأنه يعلم ان سلب حقه فأنه هنالك قوانين قادرة على اعادة هذه الحقوق. ثالثا: تحقيق الرفاهية المجتمعية: من اهم الاهداف التي ينبغي على الدولة توفيرها بهذه الصدد يعني ان يوجد هنالك العديد من الوسائل المتاحة التي تضمن رفاهية الافراد داخل الدولة كافة بدون تميز وان تحفظ حريتهم وكرامتهم داخل وخارج الدولة والعمل على تطور البنه التحتية للمجتمع باسره بكافة الوسائل والطرق الحديثة حتى يشعر الفرد انه على ثقة في الدولة وما تقوم بها الدولة من اجله وتعمل على توفير كافة متطلبات والاحتياجات والفعاليات التي تكون الفرد في حاجة لها كذلك توفير فرق العمل لجميع من اجل ضمان حقوقهم لكي لا يحدث نوع من الارباك وكما جاء في محكم كتاب الله عز وجل قوله تعالى (( ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ)). رابعا: حماية حقوق الانسان في تشريع القوانين: لقد اتخاذ الاسلام من الانسان محور الكون والانسان هو نقطة المراكز من اجل سن القوانين والتشريعات كافة سواء أكانت اقتصادية او اجتماعية او سياسية جميع هذا القانون تصب وبالدرجة الاساس في مصلحة الانسان لذا فأن اي تشريع لأي قانون يتم تشريعه من قبل الدولة هو في صالح الانسان وصالح حريته وعدم التعدي عليها ايان كانت الاسباب فان حقوقه وحرياته هي مصونة من قبل الدولة وعدم التعرض او التجاوز عليها لأنها حرمة ولقد أكد الله سبحانه وتعالى جعل الانسان الاول في كل شيء وحدد حقوقه وحريته وكرامته كما ورد في محكم كتابه العزيز قوله تعالى (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِىَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ* وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ* وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ). خامسا: كيفية تطبيق القانون: ان الية اصدر القانون وحده لا تكفي ولكن يجب ان يكون هناك اداة لتنفيذ هذه القوانين و كذلك يوجد الى جانب السلطة التشريعية في الدولة الاسلامية سلطة تنفيذ لتطبيق هذه القوانين بحرفية عالية داخل الدولة والمجتمع من اجل تحقيق العدالة والمساواة ما بين الافراد في الدولة الاسلامية تعمل القانون كالسيف الذي يجعل بقونه اداة لإعطاء كل ذي حق حقه وتعد القوانين في الدولة الاسلامية كالسيف الحد الذي يعطي الحقوق الى اصحابه بالقوة اما في الدولة الحديثة او ما تسمى )الدكتاتورية)فأنه ورغم وجود القوانين والسلطة النفاذة لتطبيقها ولكن مع ذلك يرافقها الظلم والاستبداد والتعدي على حقوق الاخرين وسلب حقوقهم بالقوة تحت مسميات عديد من اجل الى الغير مستحقيها كما ورد في الحديث النبوي الشريف قال رسول الله (صل الله عليه وسلم) ((كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام راعٍ وهو مسؤول عن رعيته والرجل في أهله راعٍ وهو مسؤول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعيةٌ وهي مسؤولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راعٍ وهو مسؤول عن رعيته)). ان الاهداف التي تسعى الدولة الى تحقيقها والية احداث الموازين في خلق العدالة والمساواة ما بين افراد المجتمع الاسلامي وكيفية ادارة الاموال والثروات التي تخص البلاد والتي من خلالها تستطيع الدولة تحقيق الرفاهية المجتمعية والية وضع القوانين والدستور التي تستمدها من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة.
#أحمد_مجباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدعم الاسرائيلي ليهود الفالاشا
-
الكونفوشيوسية
المزيد.....
-
إعلان وصول الرهائن السبعة المفرج عنهم من خان يونس إلى إسرائي
...
-
إصابة شاب برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين واقتحامات غربي
...
-
ترامب يطرح سؤالا على برج مراقبة مطار ريغان
-
سماعات ذكية لمراقبة صحة القلب
-
جهاز للمساعدة في تحسين النوم والتغلب على الأرق
-
ماذا يعني حظر إسرائيل للأونروا بالنسبة لملايين الفلسطينيين؟
...
-
كيف يفكر دونالد ترامب في إعادة إعمار غزة؟
-
الإمارات تتسلم أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية في صفقة
...
-
ميركل تنتقد زعيم حزبها بسبب تمرير خطة اللجوء بأصوات -البديل-
...
-
الجيش الإسرائيلي يغتال أسيرا محررا في نابلس (صورة)
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|