أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وهيب أيوب - أصول الاستبداد عند بني يعرب














المزيد.....

أصول الاستبداد عند بني يعرب


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 7312 - 2022 / 7 / 17 - 13:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أريد العودة إلى التاريخ القديم إلا للدلالة على أصلانية ذهنية الاستبداد لدى العربان والمسلمين منذ ظهور الإسلام قبل 1400 سنة، وهي ذهنية متجذّرة ومستمرّة منذ اجتماع سقيفة بني ساعدة ومن تولّوا السلطة والحكم من الخلفاء ، ومن حينها تمّ فُرض الخليفة الأول أبو بكر بالقوّة وحدّ السيف رغماً عن كل من عارض ، فلا مكان هنا لمناقشة أو قبول أي رأيٍ آخر يرفض زعامة قريش ، وهذا السلوك الاستبدادي المستند للقوّة والقمع والفرض مستمرّ منذ الخلافة الراشدة ، مروراً بالخلافة الأموية والعباسية وكل ما تفرّع عنهم من دول ودويلات ، سلاجقة، فاطميين، أيوبيين، مماليك وعثمانيين ، كلّه جرى بالقهر والقمع وبالسيف والدمّ ، وهذا نهجٌ متأصل في ذهنية العربان والمسلمين ، وهو سائدٌ حتى اليوم ...
انتقالاً إلى العهد الحديث ؛ في العام 1954 ، وبعد انقلاب ما سُميّ بـ " الضباط الأحرار " انقلاب العساكر الذي سُمّي زوراً وبُهتاناً " ثورة يوليو 52 " ، جرى خلاف بين رئيس مصر الأول محمد نجيب من جهة وبين عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة المزعوم من جهة أُخرى ، أرادوا يومها إزاحة محمد نجيب لمطالبته بالديموقراطية والحياة البرلمانية. لكن جماعة الضباط ومناصري "الثورة" خرجوا بمظاهرات حول البرلمان والقصر الجمهوري ، ومن أغرب ما حصل في تلك المظاهراتة ؛ هتافات الجماهير المحتشدة بشعارات : " لا أحزاب ولا برلمان " " تسقط الديمقراطية تسقط الحرية "
هكذا ؛ وتحت ذريعة سيادة الثورة والشعارات الوطنجية والقومجية الهادرة ، تم استفراد عبد الناصر كحاكم ديكتاتور أوحد ، وتأسيس دولة الأمن والمخابرات والبوليس السرّي وكمّ الأفواه ، والويل لمن يعترض .
وكانت أولى إنجازات عروبية عبد الناصر وقومجيته وشعارات الوحدة العربية بعد " الثورة " المزعومة ، بانفصال مصر عن السودان عام 56 وإعلان استقلالها .
ثمّ أتت الهزيمة العسكرية التالية في ذات العام 56 بما سمّي العدوان الثلاثي ، فرنسا وبريطانيا وإسرائيل على مصر .
وفي عام الـ 58 وبخطوة ارتجالية جرى إقامة الوحدة بين مصر وسوريا ، كان شرط البطل القومجي عبد الناصر يومها إلغاء الأحزاب في سوريا كما في مصر ، وانتقل الحكم البوليسي الأمني المخابراتي إلى سوريا ليسحق كل صوت معارض ، لدرجة أن رجُل عبد الناصر في سوريا عبد الحميد السرّاج قد أذاب السياسي الشيوعي فرج الله الحلو بالأسيد ، بعد أن قال له عبد الناصر ؛ لا أريد أن أسمع باسم هذا الرجل ، كما اغتال السياسي اللبناني كامل مروّة بسبب معارضته لسياسة عبد الناصر الديكتاتورية القمعية ، ورمى عبد الناصر ومخابراته بالسجون كل من عارض ذاك النهج ، بمن فيهم على سبيل المثال لا الحصر الشاعر أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام .
كانت إذاعة " صوت العرب " التي أنشأها عبد الناصر وضبّاطه ، تصدح وتبثّ الأغاني والأناشيد القومجية الثورجية ، وتتوعّد االعصابات الصهيونية والدولة العبرية الوليدة بالويل والثبور وعظائم الأمور وانتظار رميهم بالبحر لتلتهمهم الأسماك ، هذا ردّاً على الهزيمة التي ألحقتها تلك العصابات الصهيونية عام 48 بجيش الإنقاذ والجيوش العربية المشاركة ، التي رفضت قرار التقسيم الصادر من الأمم المتحدة ، وأرادوا تحرير فلسطين من البحر إلى النهر دون نقصان ، لكنهم لاحقاً وبعد الهزائم المتتالية وأبرزها هزيمة الـ 67 الساحقة الماحقة على ثلاث جبهات واحتلال سيناء وغزّة والضفة والقدس والجولان ؛ ما انفكوا يُطالبون بتطبيق ذات القرارات التي رفضوها سابقاً ولو بالحدّ الأدنى ، ولكن دون أن يجدوا لهم صاغياً حتى اليوم ...
مع ذلك ظلّت ذهنية الاستبداد والديكتاتورية وحكم الفرد تطغى على شعوب المنطقة ونُخبِها ، فانتقلت تلك الشعارات الثورجية القومجية وجماهيرها من الرعاع والغوغاء ، إلى الجزائر وليبيا والعراق وسوريا واليمن ولبنان ، وهي اليوم دول مدمّرة فاشلة ، بعد أن خاضت جميعها حروب أهلية ، كان سببها الأول والأخير الاستبداد والطغيان والحكم الديكتاتوري البوليسي الفاشي ، الذي مهّد له "الشبّ الأسمر" عبد الناصر ، ناهيك عن الدول الملكية المؤسّس فيها الاستبداد منذ قرون ؛ دينياً وقبلياً ومُثبّت دستورياً .
ما يكشف تجذّر تلك الذهنية الاستبدادية واستمرائها من قِبل الكثير من النُخب السياسية والمثقفين ، ما زالوا حتى اليوم يشيدون بإنجازات عبد الناصر وهواري بومدين وصدام حسين والقذافي وحافظ الأسد ، وهؤلاء جميعاً أورثوا الهزائم والهلاك لمجتمعاتهم وأخرجوهم من الحضارة والتاريخ . فكيف الخروج من عنق الزجاجة ومن هذا الكهف ؛
وأين المفرّ ؟؟؟



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هستيرية بني يعرب!
- نازيون بسمنة ونازيون بزيت ...!
- الحلقة الجهنّميّة !
- -الغزو مستمرّ-
- أهداف خارج المرمى!
- -وداوني بالتي كانت هي الداءُ-
- متى تتناسون ومتى تعتذرون ؟!
- هلاك سوريا؛ الماسون أم البعث ومشتقاته؟
- الدوران حول المورَج ...!
- إخوان الصفا، وسطو ابن خلدون على رسائلهم !
- التلقين والترديد؛ فالتخلّف !
- لزوم الحضارة ؛ متحضّرون
- آفة الخوف والمجتمعات الممسوخة!
- - ناقصات عقلٍ ودين - !
- عن الدين والتربية والأخلاق
- بين المعرّي والشريف المرتضى، وطه حسين وشيخ أزهري
- مهزلة ومأساة العقل المسلم !
- خدعوك فقالوا -الحضارة العربية الإسلامية-
- لا تزدني من الشعرِ بيتاً !
- حكاية إبريق الزيت!


المزيد.....




- جين من فرقة -BTS- شارك في حمل شعلة أولمبياد باريس 2024
- العثور على أندر سلالات الحيتان في العالم
- الجمهوريون يرشحون ترامب رسميا لخوض الانتخابات والأخير يختار ...
- ليبرمان: نتنياهو يعتزم حل الكنيست في وقت مبكر من نوفمبر
- هل تنهي أوروبا أزمة أوكرانيا دون واشنطن؟
- موسكو: لا يوجد أي تهديد كيميائي لأوكرانيا من قبل روسيا
- الولايات المتحدة تؤيد دعوة روسيا لحضور -قمة السلام المقبلة- ...
- غروزني.. منتدى القوقاز الاستثماري
- شاهد.. احتفالات زفاف العام الفاخرة لابن أغنى رجل في آسيا تتو ...
- انتعاش الموسم السياحي في تونس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وهيب أيوب - أصول الاستبداد عند بني يعرب