أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام بن الشاوي - عندما يحب الشعراء...














المزيد.....

عندما يحب الشعراء...


هشام بن الشاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1681 - 2006 / 9 / 22 - 09:22
المحور: الادب والفن
    


للضـياع وجــه آخـــــر

أول الكلام:
" سعداء يبدأ الشعراء ، لكـن التعاسة تنتظرهم في آخر المطاف ".
(1)
تحت جنح الظلام ، لاحت لي واقفة أمـام باب البيت .. بتنورتها القصيرة ، وأصباغها الفاقعة .. جـذ بـتها من يدها ، دون أن أنبس بكـلمة ...
لم أكن أعرف لم لم أكن أستلطفها ، ولم أفكر في يوم من الأيام أني سأمتطي صهوتها .. هي ، أول امرأة أدخلها إلى حياتي ، وأول امرأة تدخل جحري ..
اجتازت عتبة حجرتي ، وفي عينيها سرور، وكأنما تدخل معي إلى معبد.. فهي الوحيدة في هذا الحي المقبري ، التي تعترف بموهبتي، وتقرأ أشعاري.. وكم من مرة ضبطتها متلبسة باختلاس النظر إلي ، وأنا أكتب حماقاتي ، وهي تنشر الغسيل ، فإذا التقت نظراتنا ، ندت عنها آهة حارقة ، وعضت على شفتها السفلى .. أهي مغرمة بي ؟
(2)
في مقهى الفنانين، أناقش وصديـقي الناقد موضوع مقاله الأخير عن الشاعر وتجاربه الوجدانية والحياتية في شعره... وبينما أنا أمسح المكان بعيني، لمحت فتاة واقفة بالشرفة، في ربيعها التاسع عشر... تتـسلى بالنظر إلى المارة.. اهتـز كياني ، وتزلزل فؤادي من أول نظرة .. ونسيت كل ما حولي ، و أنا أنظر إليها مأخوذا ...
(3)
أشعلت المصباح، واصطدمت عينا عاهـرتي ببيت شعري كتبته عـلى الـجدار بقطعة فحم، أعرف أنها لا تعرف أنه لأبى الطيب:
بــــم الـتــعـــلـل لا أهل ولا وطن
ولا نـديـــم ولا كــأس ولا سكــــن
لملمت أوراقي .. التي يحلو لي أن أتركها مبعثرة ، لأن منظرها هكذا يمنحني إحساسا غامضا، لا يعرفه إلا من تلظى بنار الكلمة... لم تسألني من صاحبه، ولكن لم اختـرت هـذا الـبيت بالذات ... ربما ، لأنها تعودت أ ن تـرى أ قـراني يفجرون مكبوتاتهم على جدران حجراتهم... أجبتها: لأني أحس من أعماق أعماقي أني بلا وطن، وحتى وجودي لا مبرر له... ألم يطرد أفلاطون الشعراء من عالمه الطوباوي ؟
(4)
بقلب كسير أعود إلى حجرتي ، وفي طريقي إلى منفاي ، صفعني حديث شابين ، يفكران بصوت مرتفع : ما هي أفضل مهنة في هذا الزمن الملعون ؟ أجابه رفيقه : لص أو قواد ... !
لو كانت لي حبيبة لبكيت بين يديها ودفنت أحزاني في صدرها .. ! !
(5)
كنت أتوهم ، وأنا مراهق حالم ، غارق في رومانسيتي ، أني حين أصبح شاعرا ... ستطاردني البنات في كل مكان ، وسأختار دائما من هي أجمل ...
(6)
جلست على الرصيف ، وبين أناملي لفافة تلفظ أنفاسها الأخيرة .. حين غادرت العمارة ، تبعتها ، لم أكن أتوقع أن تصدني – هـذه الجميلة الصغيرة – بكل هذه القسوة ، كأنها امرأة بلا قلب.. فلم أسمع منها كلمة واحدة ، وأنا أسير إلى جانبها ، كتفا إلى كتف ... توقـفـت بمحاذاتنا سيارة مرسيدس ، فتـح الـباب ، ركبت إلى جانب العجوز الأصلع ، بلا تردد .. كان ينظر إلي كما لو كنت حشرة ، فتمنيت أن أبصق في وجهه...
اسودت الدنيا في عيني ، تملكني حزن غامض لا تصفه غير الدموع ... لعنت والداي ، وهما في قبريهما، لأنهما أخرجاني إلى هذه الحـياة التي لم أختر المجيء إليها ، ولعنت اللحظة التي كان فيها أيروس ثالثهما ...
(7)
لم أكن أكره جارتي لذاتها ، لكني أمقت أن تتنقل من فراش إلى آخر، حتى لو لم تكن أختي .. تقول لي ، بصوت مبلل بالدموع : هذا الصباح، اقترضت عشرين درهما... لأذهب إلى السوق ... لأن الكلب الذي (...) الـبارحة ، لم يعطني سنتـيما... الخبز "حار" ، ورعاية ثلاثة إخوة يتامى أمر.. !
احتقرت ذلك الحيوان القابع في داخلي ، الذي يحاول مرارا أن يتمرد على سلطة الأنا الأعلى ... ناولتها ورقة مالية كانت كـل ما أملكه ، بعدما بعت بعض كتبي لأحد الطلبة صباحا.. لأثبت رجولتي أمام فاتنتي الصغيرة ... هل صحيح أن عيسى لم يلمس أية امرأة ؟ تمددت على سريري ، لأنام ، وقـلت لها : يمكنك أن تذهبي .. وقد انـشطر قــلبـي إلى قطعـتـــيـن تبكيان امرأتان ........



#هشام_بن_الشاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصوص مفخخة جدا
- رسالتان الى روح مليكة مستظرف...أميرة جراح الروح والجسد
- وشاية بأصدقائي ( مرثية لزمن البهاء)
- بيت لا تفتح نوافذه ...
- الصفعة
- *في بيتنا رجل


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام بن الشاوي - عندما يحب الشعراء...