أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - النصرانية و القبطية بين المسدس و الكتاب المقدس















المزيد.....

النصرانية و القبطية بين المسدس و الكتاب المقدس


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 1681 - 2006 / 9 / 22 - 07:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تروي لنا بعض كتب التاريخ و كما أظهرت السينما المصرية أيضا في بعض أفلامها إن ضباط الجيش المصري عندما دبّروا لانقلابهم العسكري عام 52 فقد أقسموا بالولاء بعضهم لبعض بأن رددوا القسم و قد وضعوا أيديهم علي المصحف و المسدس. و هم لم يبتكروا هذا القسم بل كما يقال إن هذا هو قَسَم جماعة الاخوان المسلمين عند إنضمام أي شخص الي قيادتهم الرئيسية بأن يضع يده علي المصحف و المسدس و هو يردد قسم الولاء و الانصياع لتنظيم الجماعة . و يتفق هذا الطقس مع عقلية الاسلام العروبي الذي يري أن المصحف لابد أن يلازمه سيف أو بالاحري إن السيف العربي يلزم له مصحف عربي ليبرر إستخدامه. و مازال رسم السيف يظهر جنبا الي جنب مع إسم الله أو صورة المصحف علي أعلام أو يافطات بعض الحكومات العربية مثل السعودية و معظم الجماعات العربية الاسلامية التي تنادي بالجهاد المسلح لادخال الناس في دين الله أفواجا و خاصة النصاري الصليبيين لانهم كفار و مشركون
و الجدير بالذكر يا قارئي العزيز إن عمرو بن العاص و المتحدث بإسمه عبادة بن الصامت كانا قد حملا السيف الي مصر كأي فاتح غاز أتي أرض مصر من قبلهم و لم يحملا المصحف معهم فإنه لم يكن قد جُمِع بعد و لم يُذكَر عن أيهما أنه من شارحيه أو معلّميه. لذلك كانت عبارتهم الشهيرة أو تهديدهم للمقوقس حاكم مصر الروماني "الاسلام أو الجزية أو السيف" لم يكن يُفهم منه الدعوة إلي الدين الاسلامي كما يعرفه المسلمون المتدينون اليوم. فقد كان الاسلام الذي صار يكتسح العالم علي أسنة الرماح و تحت صليل السيوف و سنابك الخيل يعني في مفهوم الامم المقهورة أنه الاستسلام و الصيرورة جزء من الدولة العربية التي عاصمتها يثرب. كذلك يعني الانضمام الي الجيش الغازي تحت لواء الخليفة العربي. فلا يستطيع أحد أن ينكر أن الاسلام الذي أتي الي مصر كان إسلاما عربيا لا دخل له بتعاليم النبي محمد عن مصر و المصريين و لا بتعاليم القرآن عن الله و لا بالعقيدة الدينية الاسلامية التي يُشكك بعض الباحثين في صحة إعتناق عمرو إبن العاص لها و صحة عبادة إبن الصامت في فهمها. لذلك قد إقتَصَرَت الدعوة أو التهديد العربي الذي حمله هؤلاء العرب الي مصر المسيحية علي التسليم و الاذعان دون مناقشة أو تساؤل و الاعتراف بالنبي محمد علي أنه رسول الله و أن الحاكم في يثرب هو خليفة رسول الله. أمّا من هو الله هذا الذي فرض العرب علي الناس إن واحدا منهم رسوله و الاخر خليفته فلم يكن بالامر المهم فالكل في نظر العرب نصاري أو كفّار دينهم كدين القبائل العربية أو النصرانية التي توحّدت بالسيف و أجبرت علي الاذعان و الاستسلام للاسلام. فنظرة العرب الي هذه الشعوب التي غزوها كانت تعتبرهم إنهم إما مشركون و إما كُفّار و لا يهم إذا كان المسيحيون في الدول التي قهرها العرب بسيوفهم قد آمنوا و نادوا بعقيدة أن لا إله إلا الله ستمائة سنه قبل النبي محمد و أن اليهود قد نادوا بها الفين وخمسمائة سنة قبله. فمشكلة العرب ليست في نشر الايمان بالله الواحد الخالق الباري بل في إخضاع الكل لدولة عربية تكونت بالسيف و سادت بالسيف و الدم و الحرب و الخراب و طمس العقول تحت إسم الاسلام حتي إن أحفادهم ينادون اليوم في شوارع القاهرة و جامعاتها و جوامعها "لا تُجادل و لا تُناقش يا أخي المؤمن" حتي لو أدي هذا الي قتل فرج فوده و ذبح نجيب محفوظ و تكفير طه حسين و العديد من العلماء المسلمين المفكرين
كما ينبغي أن نلاحظ أن الخيارات الثلاث التي وُضِعَت أمام مصر و العالم أجمع أي الاسلام أو الجزية أو السيف ليس فيها من الدين و لا الايمان بالله شئ. فخيار الاسلام أي الاستسلام و الدخول في دين الجيش الغازي كان يعني للعرب الغزاة أن يدفع المهزوم الذي إعتنق الاسلام العربي تحت تهديد السيف الضريبة الاسلامية المكني عنها بالزكاة و هي عُشر ما يملكه الفرد تُقدّر عليه سنويا و ليست عُشر ما يكسبه الفرد في السنة. و هذا التقدير يُدفع سنويا الي بيت الخِراج أو بيت المال في يثرب. أما بعد ذلك فإذا إتبع الانسان ـ الذي أسلم تحت تهديد السيف ـ القرآن بتفسيره العربي و السّنة بنمطها البدوي أو لم يتبعها فإن الله غفور رحيم و إن الله يُحب الخطّائين التوابين. لكن لا يستطيع أحد من الذين إنصاعوا الي الاسلام أن يتأخر عن دفع ضريبة الزكاة هذه أو أن يمتنع عن الجهاد أي الانضمام الي جيش العرب المسلمين إذا ما دُعي الي ذلك و إلا أُقيم عليه الحد. أما الجزية فهي ضريبة علي كل من لم ينصاع للدخول في دين الجيش العربي و يقدّرها قائد الجيش الفاتح أو بحسب ما يطلب منه أمير المؤمنين خليفة رسول الله في يثرب أو في غيرها من المدن و هي إلزامية لا يُعفي منها إلا الفقير المدقع. و في معظم أطوار الدولة العربية أُجبر الناس العاجزين عن الدفع الي بيع أولادهم عبيدا أو أن يكون الجيش العربي قد إغتصبهم عنوة من أهاليهم سدادا لدَين الجزية. أما الخيار الثالث و هو السيف فكان أكثر الخيارات ربحا للعرب إذ يقتلون الممتنع عن الاسلام و عن الجزية و يأخذون ماله و أرضه و أولاده و نسائه غنيمة للعرب و لخليفة رسول الله. أما من قُتِلَ من العرب و هو يجاهد الكفار فهو الي الجنة المملوءة من الحور العين و الصبيان و بقية مستلزمات النعيم من الارائك و الوسائد و أنهار اللبن و الخمر و العسل
تحت هذه المفاهيم غَزَت الجيوش العربية العالم المعروف آن ذاك و إستباحته و إغتنمته لصالح الخليفة العربي الجالس علي عرش يثرب خليفة للنبي محمد كما يزعمون. لان النبي محمد لم يترك نظاما محددا للخلافة و لا لاقامة دولة عربية في الجزيرة أو في غيرها فقاد أبوبكر الذي نصّبه العرب أول خليفة للنبي محمد حركة تسييس الاسلام. و كان هو أول قائد له تحت لقب خليفة رسول الله فأسس للعرب دولة توسعت في عهد مَن جاء بعده و أخضعت شعوب عديدة لعرب الجزيرة و أخرجتهم من معتقداتهم الاصلية الي الاسلام العروبي القائم علي الخيارات الثلاث فأخضع الناس و أذلهم بلاهوت السيف دون أن يجرؤ أحد أن يسأل أين؟ و لماذا؟ و كيف؟
و مما فصل المجتمع المصري و قَسَمه طبقا لسياسة التعريب هذه أنه قد إستمر مسيحيو مصر ـ الذين أخذ تعدادهم يتناقص يوما بعد يوم تحت ضغط الاحتلال العربي و هم يعيشون جنسيتهم و هويتهم و ديانتهم تحت الاسم القديم الاقباط ـ يدفعون الجزية أحيانا أو تُنهَب بيوتهم أحيانا أخري بينما إنفصل المسلمون المصريون عن هذه التسمية. فأصبح المصريون المسلمون يدعون أنفسهم أحيانا عربا و أحيانا مصريين و أحيانا مصريين عرب المهم إنهم ليسوا قبطا بينما بقي المسيحيون المصريون أقباطا تميزا لهم عن باقي المصريين المسلمين الذين تم تعريبهم دينا و دنيا. و هكذا إنقسمت مصر تحت حكم الاحتلال العربي الي أقباط و مسلمين. و الغريب إن هذه التسمية "أقباط" صارت تطلق علي المصريين الغير مسلمين عوضا عن تسميتهم مسيحيين أي المصريين الذين يعتنقون الديانة المسيحية. فلا يقال مسيحيو مصر بل أقباطها تمييزا و فصلا لهم عن بقية المصريين المسلمين. و بذلك إنتهت من مصر تحت الحكم العربي التسمية التي ذكرها الكتاب المقدس عن تلاميذ يسوع المسيح المذكورة في سفر الاعمال "و دعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولا". لأنه تحت المفهوم و الاحتلال العربي فقد تم نسبة المسيحيين عربيا في مصر إلي مصر كبلد تحت إسم الاقباط و كنيستهم سُمّيت بالكنيسة القبطية بدلا من نسبتهم الي المسيح كشخص لان كلمة مسيحي ليست واردة في القرآن العربي.
و طوال الاربعة عشر قرنا الماضية كان الاقباط ينسلّوا عن المسيحية و ينضموا الي العرب الغزاة و ديانتهم إما بالترغيب تحت نظام الدولة العربية التي تحتقر غير المسلمين أو بالترهيب تحت إضطهاد المجتمع العربي الاسلامي الذي كان فكره ينمو ضد الديانة المسيحية بسبب الفتوحات العربية و إزدهار التفسير العربي للقرآن في هذا الجو الحربي. فمنذ أن وقعت مصر فريسة للامبراطورية العربية بكافة أطوارها إبتداء من دولة الخلافة الي ما قبل الدولة العثمانية فكان تعريبها يتم بالتدريج حتي صار أغلب سكانها الان حوالي تسعين بالمائة من المسلمين و العشر الباقي من المسيحيين
و المتابع لتاريخ و تطور الغزو و الحكم العربي لمصر سيجد إن كل ما كان يسعي اليه الحكام العرب هو جمع الاموال و إرسالها الي الوالي أو الخليفة. فكان الخراب و القبض علي الناس و القسوس و الرهبان و حتي البطاركة و تعذيبهم ليس بغرض أن يتركوا ديانتهم و ينضموا الي الاسلام بل لكي يدفعوا الجزية التي فرضها عليهم المحتل العربي في جميع مراحل الاحتلال و حسب نظام الدول أو الخلافة العربية المتعاقبة علي مصر. فالمال و المال وحده كان الهدف من الفتح العربي لمصر . و لمدة طويله لم يُضطَهد الاقباط في مصر بسبب دينهم بل كان دائما بسبب المال و جمعه أو الدسائس السياسية لدي الحاكم عن تمردهم علي سلطة الاحتلال فلم يختلف في هذا مطلقا حكم الفرس عن الرومان البيظنطيين عن العرب. الا أنه إحقاقا للتاريخ فإن الاضطهاد لم يقع علي الاقباط بسبب دينهم ـ و ليس بسبب أموالهم ـ إلا في العصور الوثنية عند إبتداء المسيحية ثم في العصر البيظنطي و ذلك لاختلاف مسيحية الاسكندرية عن المسيحية في القسطنطينية. أما الاضطهاد العربي فكان بسبب الذهب و الفضة و المال الذي كان هَمّ العرب و مقصدهم من مصر و لا بأس عندهم أن يكون محمد رسول الله أو المسيح إبن الله فهذه دائما كانت مسألة ثانوية للمحتلين العرب . فكان هدم الكنائس ليس بسبب صلبانها بل بسبب حجارتها التي كانت تُجلَب لبناء الجوامع و قصور الامراء العرب و قتال الاقباط ليس بسبب عقيدتهم أن المسيح إبن الله بل لانهم حاولوا إخفاء كنوزهم و أموالهم عن العرب . و في بعض الاحيان كان الاقباط يُضطَهَدون ليس إلا لانهم متميّزين في زيهم و أن مظهرهم كان أكثر رونقا عن مظهر العرب و أن إحتفالاتهم و أعيادهم الدينية و الوطنية كانت أكثر ترفا و بهجة مما أثار حِنق العرب عليهم. فنقب العرب كنوز مصر و نهبوا قصورها و هُم نبشوا حتي مقابرها بحثا عن الذهب أما الصليب فلم يكن مشكلة للعرب الا إذا كان من فضة أو من ذهب أو مرصع بحجارة كريمة ـ مما يوجب الاستيلاء عليه ـ بل بالعكس ففي وقت من الاوقات قد أجبر العرب مسيحيي مصر علي أن يعلقوا في رقابهم صلبانا تدل علي مسيحيتهم ظاهرة للكل يمشون بها في الشوارع علي أن تكون هذه الصلبان من خشب أو من حديد. أما الاضطهاد الديني الاسلامي لمسيحيي مصر فلم يظهر إلا تقريبا في أواخر الدولة الاموية و حتي إلي أواخر حكم المماليك أي في بداية إستقلال مصر عن الدولة العربية و حتي هذا كان مصحوبا ليس بالقتل فقط بل بالسرقة و النهب
و لما حدث إنقلاب العسكر سنة 52 و ما نتج عنه من تدهور إقتصادي فمن أجل مواجهة إنحطاط الدولة المصرية الحديثة الناتج عن الفساد و سوء الادارة الحكومية فقد رفعت الجماعات الاسلامية الشعار الهُلامي "الاسلام هو الحل" فتلقفه العقل المصري العروبي الذي إندحر منذ سبعينيات القرن الماضي أمام فِقه لا تُجادل و لا تُناقش و طفقوا يرفعون هذا الشعار في كل مكان و في كل مناسبة الاسلام هو الحل. و هلل له الشعب المصري الذي يؤمن بأن شربة الحاج محمود هي التي تشفي الرمد و السرطان و البواسير و تدرأ العين عن كل مولود
و إبتدأ الاضطهاد الاسلامي الحديث للمسيحيين في مصر تحت وازع و دافع لا يختلف في غرضه الذي هو الحصول علي المال بل يختلف في ميكانيكيته أي من أين يأتي المال. فالاضطهاد القائم الان علي الاقباط في مصر هدفه قد صار فعلا إخراج الاقباط من دينهم أو من ديارهم ليس لوجه الله و لوجه الاسلام بل للحصول علي المال الذي أصبح يتدفق علي الجماعات الاسلامية من دول النفط الوهابية و خاصة بعد أن أعلن السادات نفسه رئيسا مسلما لدولة مسلمة. و هو الذي دسّ في الدستور المصري إن دين الدولة الاسلام و الشريعة الاسلامية مصدرا للقوانين و زجّ بالبطيرك القبطي في سجن الدير. فكان السادات يستقبل القسوس الامريكان و يُصلي معهم صلاة مسيحية حتي أن البعض قالوا أنه قد صار مسيحيا ثم يذهب و يحج الي قصور البترول. فكان يقبض من أمريكا كلما صلي الصلاة المسيحية و يقبض من السعودية كلما زج بالاقباط في السجن. و أطلق الجماعات الاسلامية عليهم و صار كل شئ مباح في عصر الانفتاح . و تابع خُطاه وريثه حسني مبارك الذي عرف أن الاقباط مصدر رزق و أن وراءهم لقمة دسمة فأطلق عليهم أمن الدولة بهدف أن يرتفع صراخ الاقباط و يصل الي مكة الي آذان حامي حمي الحرمين الشريفين. و فرِح حسني مبارك جدا لما ذهب الاقباط الي أمريكا و صرخوا في نيويورك لانه كلما علا صراخهم و وصل من أمر يكا الي آذان السعوديين و العرب الوهابيين كلما زاد سخائهم و كلما أعلن هو للامريكان الذين يسمعون الصراخ أنه في طريقه لحل مشاكل الاقباط فيزاد هَبَل الامريكان و يغدقوا عليه دولاراتهم . فلا غرابة في أن يعشق حسني مبارك كل من عدلي أبادير و ميكل منير و وحيد حسب الله (رغم إنتقادهم الشديد و اللاذع و كراهيتهم لسياسته) كما يعشق أيضا كل قبطي ناشط يلجاء الي الامم المتحدة و لا يلجاء الي الله
و حتي اذا نظرنا نظرة مبسطة الي الشعار المرفوع من الجماعات الاسلامية و الاخوان المسلمين "الاسلام هو الحل" فسنجد أنه شعار إقتصادي بحت لا يمت للدين بصلة. بمعني أنه إذا زالت النصرانية من مصر (أقصد المسيحية) فإن الاحوال في البلد ستنصلح بمعني إنتعاش الاقتصاد و سيعم الرخاء علي المسلمين الباقين في مصر بعد رحيل المسيحيين عنها أو أسلمتهم. فالغرض هو المال أو الاقتصاد و ليس نشر الدين الاسلامي و هذا ما يدل علي سيادة العقلية العربية و إحتلالها لمصر حتي اليوم
و المتأمل في سلوك الكنيسة المصرية تحت الاضطهاد في عصورها الاولي قبل و بعد الغزو العربي فسيجد أن المصريين المسيحيين كانوا دائما يواجهون الاضطهاد أما بالتسليم أو الهرب من الاضطهاد. و لما أتي العرب لأخذ الجزية و الزكاة تحت شعار "إسلم تسلم" إستسلم المصريون لهم و قاموا بدفع كل ما يملكون للعرب في سبيل بقائهم علي دينهم و تمسكهم بتقاليد كنيستهم أو كانوا يهربون الي النوبة أو السودان أو إثيوبيا و يتركون بلادهم و أرضهم لخليفة رسول الله. و البعض سلّموا رقابهم للذبح إذا وقعوا في الاسر و لم يستطيعوا دفع الجزية. و لم يذكر التاريخ أبدا و مطلقا حركة مقاومة مصرية مسيحية لصد ظلم الحاكم سواء كان بيظنطيا أو عربيا فكان الدم المصري يسيل علي أرض الوادي بينما قوافل القراصنة العرب تشحن الاطفال و النساء الي حيث يباعون عبيدا و إماء في أسواق مكة و يثرب
لذلك قد صار البعض يتساءل الان أين المقاومة القبطية في ظل الخطف و الاسلمة و حرق و نهب متاجر المسيحيين و القتل و الاعتداءات الجسدية الي جانب الاضطهادات في الاشغال و المدارس؟ و البعض بدأ يطالب بتغيير سلوك الكنيسة التقليدي القديم و يحـرّض علي المقاومة المسلحة؟ و أنا أتعجب لهذه النّدآت التي أدعو الله أن يوئدها في مقبرة العقل و الفهم و الادراك حتي قبل أن يوئدها في نور الكتاب المقدس. و أنا أتساءل و أتعجب هل تأسلم فكرالاقباط من طول العِشرة و دخلت اليهم أو أصيبوا بعدوي الفكر الوهابي؟ هل نسي الاقباط أن كنيستهم تسمي بكل فخر كنيسة الشهداء؟ وهل يعتقد الاقباط أن سيوفهم و رماحهم (و هي لم تكن أبدا عبر تاريخهم) هي التي أبقتهم الي اليوم كنيسة تفتخر بها المسيحية؟ أم هي معجزة إلاهية من نعمة الله المكتوب عنها في الكتاب المقدس أنه من إحسانات الرب أننا لم نفنَ؟
و لكن لنترك هذا جانبا و نتساءل: مقاومه مسلحة؟ بعد إيه؟ بعد 1400 سنه إحتلال عربي و بعد أن تحوّل المصريون الي عرب جاء الان من ينادي بالمقاومة المسلحة. أين كنا من 1400 سنه حين دهس العرب أرضنا غزاة و فاتحين لينهبوا أموالنا و يرسلوها الي يثرب؟ مقاومة مسلحة ضد من؟ ضد أخي المصري المسلم؟ أخاف أن تكون جرثومة الفكر العربي قد انتقلت عدواها الي ما بقي لمصر من الفكر القبطي المسيحي.
إن المهمة الموضوعة علي الفكر المصري المسيحي المخلص لوطنه هو أن يقرأ الاسلام بعيون مسيحية متفهمة و ينفض غبار العروبة عن المفهوم و الادعاء العروبي عن مفهوم ماهو الاسلام الذي فَصَلَه العرب عن الواقع المرسوم في الكتاب المقدس و أنا أعتقد أنه بالتأمل في التاريخ و في الفكر المسيحي فإن الاختيار لن يكون صعبا أمام الاقباط هل سيختارون المسدس العربي أم الكتاب المقدس المسيحي؟





#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحسب اللغة العربية و القرآن و المفهوم العربي .... المسلمون ل ...
- جمال مبارك أول رئيس للجمهورية المصرية الثانية
- الدستور المصري القادم بين الاسلام و الجزية و السيف
- لعبة التلات ورقات الامريكية ...السنيورة ... نصر الله ... أول ...
- نهضة مصر بين تمثال مختار و آمال المصريين و واقع مصر المنهار
- أحلام كاتب بائس : العراق شهيد العروبة و لبنان ضحيتها و فلسطي ...
- العلمانية الكاملة -إعطوا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله-
- بعد أن هرب من تناحر السنة و الشيعة في العراق الاستاذ عامر ال ...
- فلسطين أرض مصرية
- أطالب الحكومة المصرية بالسماح بعرض فيلم شفرة دافينشي
- الاستاذ / عامر الامير : يسوع ليس أسطورة ...... يمكنك مقابلته ...
- الي الاستاذ عامر الامير و كل من يهمه الامر: مازال إسمه يسوع ...
- الاسلام بين الكتاب و السيف .... حوار الطرشان بين نهرو و قلاد ...
- مصر تتحدث عن نفسها........ فماذا ستقول الآن من بعد أم كلثوم
- بين الدين و السياسة... عبادة الله و المسيح عيسي ابن مريم في ...
- هدية الحكومة المصرية الي عُمّال مصر في عيدهم .... و نصيحة لو ...
- الجنرال جون أبي زيد ... ماذا يفعل في مصر؟ !!! صباح الخير يا ...
- إيران ستضرب إسرائيل بالقنبلة الذرية
- ولدي .... من الموت الي الحياة
- إضطهاد الاقباط في مصر و مسؤلية الكنيسة .... الدين هو الحل


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - النصرانية و القبطية بين المسدس و الكتاب المقدس