صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 7308 - 2022 / 7 / 13 - 17:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من مدونتي / في يوليو - تموز - 2022
المعارضون السياسيون بالفضائيات – أصحاب القناوات – كثروا , ويزدادون كل يوم , بازدياد الظلم والقسوة علي الشعب , والقهر والسجن والتعذيب والاختفاء القسري .. وكلما عاقبوا معارض بالخارج – يوتيوبر – بالتنكيل بوالديه – ظهر غيره آخرون . فقد طفح الكيل ( آخر من ظهروا , شاب نكلوا بوالديه , ويقول : " لن أسكت " ليتك الفيديو رقم 6 بالهامش
وهؤلاء المعارضون يدعون الشعب للخروج .. !
والشعب خرج مرتين , في 18 و19 يناير 1977 , 25 يناير 2011 .. ولم يجد قيادات تقود به نحو الخلاص .. بل قيادات لا تعرف سوي هتافات : الشعب يريد .. الشعب يطالب .. ( يريدون من السارق اعادة ما سرقه ! يريدون من الظالم التخلي عن ظلمه ! يريدون من الحاكم , أن يضع لهم السُلطة علي صينية من الفضة , ويقدمها لهم , وينصرف مغادراً كل مقرات الحكم .. ! )
ماذا لو حدثت المعجزة وحصلت البلاد علي الاستقلال من الحكم العسكري - أسوأ استعمار .. حيث خلعه أشد صعوبة من أي استعمار أجنبي - ؟
، ماذا لو تحررت البلاد بعد ٧٢ سنة من حكم مماليك وأغاوات لواءات نظام ٢٣ يوليو ١٩٥٢ ??
وما هو البديل ؟؟
بشهادة مذكرات العديد من ضباط 23 يوليو .. جميع حروبهم العسكرية طوال ال 70 سنة الماضية , كانت خراب ويباب وخسائر رهيبة وهزائم - من حرب مقامرة عبد الناصر في 1956 في محاربة 3 دول معا ! ومروراً بهزيمة 1967 وحماقة اعتباطات ما أسماه عبد الناصر " حرب استنزاف " بشهادة واحد من القادة " أمين هويدي " كانت خراباً , ومواصلة للحرب الاعتباطية . حيث سماء مصر كانت مكشوفة تماماً أمام العدو !! ( مع احترامنا للبطولات الفردية , التي ذهبت أرواح وجهود أصحابها , دون احراز نصر كامل شامل يشار اليه )
الفرصة الوحيدة الباقية أمام أي حاكم عسكري - سواء السيسي , أو من قد يرثه في الحكم من العسكريين .. لاحراز بطولة وحيدة في تاريخ حكم عسكر 23 يوليو , هي : ترك السلطة للمدنيين . وانهاء حكم العسكر . والابتعاد التام عن السياسة دون تسلل أو تحايل , دون الحكم من خلف ستار مدني . ولا علي هامش الحكم المدني .
المعارضة بالخارج , لم تشكل حكومة في المنفي ( كبديل ) .ولا شكلت المعارضة في 25 يناير 2011 , حكومة بديلة !!
لو تشكلت الآن , حكومة في المنفي ونشرت الأسماء علناً , فسوف يتعرضون - كالمعتاد - لتشويه صورة المعارض السياسي , وترهيبه بشتي الطرق الفاحشة والكاذبة والفاجرة ..
فهل تمت دراسة كيفية التعامل مع تلك الأساليب لتعطيلها .
انهم ينادون : اخرج يا شعب .. اخرج يا شعب ..
خرج الشعب من قبل .. وأحد أقسام الشرطة – أو السجون – بمحافظة قريبة من القاهرة , أطلق سراح الاجراميين المحجوزين أو السجناء , وسلمهم سلاح , وقال لهم , اخرجوا وافعلوا بالشعب ما تشاءون .. فانتشرت البلطجة والخطف والاغتصاب - بالعاصمة - و ,, و الخ . !
فهل من يدعون الشعب للخروج , قد تحسبوا لكي لا تتكرر المكيدة مرة أخري .. ؟؟
خرج الشعب من قبل .. : وظهر في 25 يناير 2011 من يقولون انهم " ضباط جيش مع الثورة " ! , ومن قالوا انهم " ضباط شرطة مع الثورة " ! – أغلبهم كانوا مسكنات ومخدرات كاذبة , وقل من كان صادقاً - و بلا فعالية - ! وظهر ضابط كبير بالجيش وسط ميدان التحرير – واعترف فيما بعد - لاحدي الفضائيات - انه كان يتظاهر بانه مع الثورة , و يدس الشائعات بين الثوار - بميدان التحرير - , لاحداث بلبلة –
هل تعلمتم ذاك الدرس !! قبل دعوة الشعب للخروج ؟؟
خرج الشعب من قبل .. : وقامت دبابات ومدرعات الجيش بدهس الثوار , والقناصة أصطادوا بالرصاص الحي .. عيون حوالي 2000 من الثوار الذين خرجوا للثورة – أشهرهم دكتور حرارة , الطبيب الميداني المتطوع , الذي فقد عيناً , وواصل الخدمة التطوعية ففقد العين الاخري برصاص قناصة الجيش - .
فهل خاطبتم الجنود وصغار الضباط .. من الآن ,, وعلمتموهم كيف يفعلوا اذا صدر لهم أمر ضابط كبير بضرب الشعب الثائر بالسلاح وسحقه ! وتعرية بنات الثورة وسحلهن سحلاً بساحة الميدان العام .. والقبض علي أخريات واذلالهن بالكشف علي عذريتهن .. ؟!!
هل هيأتم بالتوعية - جنود الجيش والشرطة والامن المركزي المجندين , بألا يضربوا شعبهم عندما يثور , بل يضربوا بلا تردد , من يأمرهم بضرب الشعب ؟؟
يقولون : أخرج يا شعب .. أخرج ياشعب ..
خرج الشعب , واضطر حسني مبارك , للتنحي – فقط عن منصب رئيس الجمهورية ( فقط ) ! – في بيان قرأه رئيس المخابرات وقتذاك " عمر سليمان : " أعلن الرئيس حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية " .
(( أعلن لمن ؟؟ أعلن لعمر سليمان - في أذنه ؟؟ ))
ما علينا من هذه .. خلونا في الأهم والأخطر :
تنحي مبارك عن منصب رئيس الجمهورية – صيغة كان معناها أن له مناصب أخري وسوف يستخدمها ضد الثورة وقياداتها وضد الشعب – وقد حدث ! – كان المطلوب وقتها , من قيادات الثورة – وكانوا في موقع قوة يمكنهم من املاء طلبات الشعب – أن يصرّوا علي تنحي "مبارك " عن كافة مناصبه ...
ولكنهم لم يفعلوا .. !
فكانت النتيجة أن مبارك اختار بمزاجه من يتولي السلطة ! المجلس العسكري . لفترة انتقالية مزعومة , لحين اجراء انتخابات. !
و لم تتكلم قيادات الثوار ! وكانوا في موقع قوة ويحسب لهم حساب !
كان المفروض أن يعترضوا , ويقولوا ان الشعب سحب الثقة من حسني مبارك , ولم تعد له أهلية تعيين أو تفويض أحد بأية مهمة ..
وكان يجب عليهم – قيادات الثوار - تشكيل حكومة مدنية – تكنوقراط – تدير البلاد . ولكنهم لم يفعلوا !!
فكانت النتيجة تشكيل حكومة أخري برئاسة عسكري آخر كان من أحب أعوان المخلوع – الطيار العسكري حسني مبارك ! وهو " الفريق – الطيار العسكري- أحمد شفيق " ! ( وهكذا عسكرها حسني مبارك . بعد تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية .. عسكرها باب وشباك !! تفويض مجلسه العسكري لادارة البلاد , وتعيين طيار عسكري رئيساً للوزراء !!
وقيادات الثوار لم تعترض - وكانوا في موقع قوة !!
فأين كانت مطالب الثوار بحكم مدني وهتافات كثيرة : يسقط يسقط حكم العسكر ؟؟
هل ذاك الدرس , تعلمه وحفظه أؤلئك الكرام الذين يقولون للشعب : اخرج يا شعب .. اخرج يا شعب ؟؟
وماذا بعد أن يخرج الشعب ؟؟ هل سيجد قيادات جماهيرية كتلك القيادات التي أضاعت خروجه وبددت ثورته مرتين : في 18 و 19 يناير 1977 , وكررتها في 25 يناير 2011 ؟؟
كثرة الضغط الحكومي علي الشعب قد يؤدي لانفجاره وخروجه - لكن بعشوائية مدمرة تزيد من الخسائر والخراب , وقد لا تحل مشاكله ومآسيه مع من يحكمون .. بل سيغيروا له الأشخاص والأسماء فقط دون الأفعال والسياسات ! .
هل أعلن المعارضون بالفضائيات, من الآن , أسماء من سحقوا الثوار بآلات الجيش , وأسماء من داسوهم بالجمال – موقعة الجمل – وأسماء من خططوا لهم , واسم الضابط أو الضباط القنّاص الذي – ضرب الرصاص الحي في عيون ثوار 25 يناير وفقأ أعين حوالي 2000 منهم , واسم من كان بجانبه , يهلل له ويقول : " جدع يا باشا " ؟! وأسماء من عرِّوا وسحلوا فتاة الثورة في ميدان التحرير .. وأعلنتم ان جرائم هؤلاء لن تسقط بالتقادم – ليتعظ غيرهم ٍ؟؟
أم كل ما تعرفوه وكل ما يهمكم هو أن يخرج الشعب , دون تأمين خروجه , و دون تأمين نجاح ثورته , وبدون أية حسابات لعواقب خروج الشعب .. !!؟؟
ان استمرار اعتصام ملايين بأهم ميادين العاصمة والشوارع المجاورة لمدة طويلة جداً , دون حسم ثوري له خطة معروفة - مسبقاً - من حيث الخطوات , ومعلومة المدة = تخريب للإقتصاد , ووقف حال أصحاب المحلات والمتاجر والمصالح , والمواطنين اللي رزقهم يوم بيوم ) . !
والاكتفاء بالقول : الشعب يريد .. الشعب يطالب .. و : " ارحل ارحل " - دون حسم ثوري .. هو كارثة وليس ثورة ..
تعداد المجرمين الخطرين المسجلين يعادل تعداد جيش دولة .. ! ( يقال انهم ما بين 100 ألف : 150 ألف مسجل .. جيش ! ) وهؤلاء , هل خاطبتموهم وأفهمتموهم بان الثورة مخططة لأجل مستقبلهم كجزء من مستقبل الوطن , وستحولهم الي مواطنين محترمين , مثلما حولت بريطانيا مجرميها للعيش في جزيرة مكتشفة غير مأهوله وقتذاك - استراليا – وزودتهم بكل سبل تحويلها الي جنة - ووطن يتمني الكثيرون الآن من كل دول العالم أن يعيشوا في استراليا - .. وأن بلدكم مصر - أيها المسجلون خطرين وسوابق اجرام - فيه صحراء شاسعة يمكن تسليمكم مساحة كبيرة منها , وتزويدكم بكل بما تحتاجوه لتجعلوا منها جنة ل 100 ألف مسجلين خطرين - جنايات .. تعيشوا بها وتستفيدوا ويستفيد الوطن من الخير الذي سيخرج من أياديكم , وتستفيد البلاد : الأمان الكبير , بعد اعادة تأهيلكم كمواطنين صالحين وشرفاء .. ؟؟
هل يا من تدعون الشعب للخروج , لديكم مخطط هكذا وطرحتموه امام الشعب ليعلم جيش المسجلين خطر كمجرمين , أن لهم نصيب ومستقبل – في برنامج الثورة .. كي لا يقفوا ضدها اذا قررت سلطات أمن العسكر اطلاق هؤلاء الوحوش علي الشعب وثواره , انتقاماً من ثورته علي فساد نظامهم .. ؟
هل خاطبتم جنود الجيش والشرطة المجندين , وأفهمتوهم بأن الثورة تعدهم بان زمن معاملتهم كعبيد في ظل النظام العسكري القائم والجاري منذ 70 عاماً ؟, ذاك الأسلوب الذي يعاملهم به النظام , تحت اسم : تأدية واجب الخدمة الوطنية العسكرية !! بل سيعاملوا كمواطنين شرفاء , كرامة أي جندي مجند تتساوي تماماً مع كرامة وزير الدفاع شخصياً , وكما كرامة وزير الداخلية , وكما كرامة رئيس جهاز الأمن .. ولن يعملوا سخرةً – كمجندين بالجيش أوالشرطة أو الأمن – في شركات وأعمال تجارية ربحية تعود أرباحها لكبار الضباط .. وانما لابد وأن يكون للجندي المجند راتباً شهرياً يليق بموقع العمل وبالجهد الذي يؤديه .. ولن يكون سُخرةً أبداً في وطن حر كريم .
هل أوصلتم للجنود المجندين تلك الرسالة , باسم الثورة ؟؟.
هل القيادات الداعية لخروج الشعب , أعدت العدة لتأمين الحدود الشرقية لمنع قدوم عصابة من حماس , - غزة – أو دواعش سيناء , مرة أخري , وتتكرر عملية اقتحام السجون المصرية كما حدث في هوجة 25 يناير 2011 , واطلاق سراح سجناء وارهابيين - وما نتج عن ذلك فيما بعد ؟
هل توجد قيادات ثورة ( لو خرج الشعب طلباً لندائهم ) خططوا لتأمين السجون , لكي لا يتم تهريب " محمد مرسي " تحت اسم آخر , ويخرج من السجن لقصر رئاسة الدولة – كما حدث من قبل - ؟ وبعد سنة تخرج الملايين ضده , ثم تعود الكُرة لملعب الجيش , بانذار بالتدخل , ثم يتدخل ويعزل / الرئيس مرسي الثاني / , فتعود أغنية تسلم الأديادي , ويعود معها حكم الجيش مرة أخري , وتتغير البدلة العسكرية للرئيس العسكري , ببدلة مدنية .. !؟
أم ان هذا هو ما يريده بعض أصحاب دعوة " اخرج يا شعب , اخرج يا شعب " من جماعات الاخوان الموجودين بالخارج – أصدقاء منظمة حماس , وزملاء دواعش سيناء ؟ أو غيرهم . الذين أسهل شيء عندهم هو القول : اخرج يا شعب ,, اخرج ياشعب !
---
تدوينة لنا بالفيسبوك منذ عشر سنوات . في 7-12-2012
Salah El Din Mohssein
المعارضة ان لم تشكل حكومة في أسرع وقت ستتسب في تضييع ثورة الشعب - تماما كما حدث في 18 و19 يناير 1977 ضد السادات . و تتحمل مسؤولية الأرو اح واادماء والشهداء
----
أخيراً :
الثورة الرشيدة لا تحرق ولا تدمر المنشآت أو الممتلكات العامة ولا الخاصة . بل تحميها , وتقف بالمرصاد لمن يحاول فعل ذلك .
--- ----
هامش - روابط مقالات :
1 - مقال : اصلاح مؤسسة الجيش أساس كل اصلاح
2014 / 10 / 9
https://www.ahewar.org/m.asp?i=815#google_vignette
2 - الطريق لانهاء حكم العسكر :
2011 / 11 / 26
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=284926
3- 6 – شاب لن يسكت :
https://m.youtube.com/watch?v=JKgQLcbtxOM&feature=youtu.be
===
والي المقال القادم : البديل ؟؟؟
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟