أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - فلسطين ليست قضيتي















المزيد.....

فلسطين ليست قضيتي


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7308 - 2022 / 7 / 13 - 17:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فلسطين ليست قضية المتصهينين العرب من انصار الأنظمة المتهالكة , وانما هي قضية تهم وتقلق كل احرار العالم . انها قضية عربية, إسلامية, و انسانية . انها قضية عربية لان ارض فلسطين عربية وشعبها عربي والاحرار لا يقبلون باحتلال أراضيهم من قبل عدوان اجنبي . ان القبول بإسرائيل يعني خيانة لكل شهيد جزائري سقط من اجل تحرير ارضه من الاستعمار الفرنسي , وخيانة الى دماء شهداء العراق وهم يقاتلون الاحتلال الإنكليزي , وخيانة الى دماء شهداء لبيا وهم يقاتلون المستعمر الإيطالي . بكلام اخر , ان قبول الاحتلال الصهيوني لفلسطين وبقاء العرب يتفرجون انما هي خيانة للتاريخ, خيانة للهوية العربية , وخيانة الى دينهم الذي حرض على الجهاد وأعطى له اعلى الاوسمة , دخول الجنة .
انها قضية إسلامية , لان الإسلام حرص على حماية الأرض والعرض وكافئ من يسقط دفاعا عن ارضه وعرضه الجنة . ارض فلسطين اول قبلة للمسلمين , وان المسجد الأقصى ثالث اقدس مسجد , بعد مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف عند عامة المسلمين , وعليه فان قبول احتلاله من قبل الكيان الصهيوني يعني قبول الاحتلال الصليبي والذي دافع المسلمون الأوائل عنه طيلة قرنين من الزمن ذهب ضحيتها ربما مئات الاف من المسلمين , حيث ذكر صاحب كتاب " اعمال الفرنجة", " ان جثث قتلى المسلمين وضعت في اكوام حتى حاذت البيوت ارتفاعا" . وفي رسالة الى البابا يخبرونه بما فعلوا قائلين" اذا ما اردت ان تعلم ما جرى لأعدائنا الذين وجدناهم بالمدينة , فثق انه في ايوان سليمان او معبده كانت خيولنا تخوض في بحر من دماء الشرقيين المتدفقة الى ركبتيها".
انها قضية إنسانية لان احتلال فلسطين من قبل الصهيونية يخالف جميع قوانين الأرض. الاحتلال يعارض مع مفهوم السيادة الوطنية , مع حقوق الانسان , مع حق تقرير المصير , ومع العيش بشرف وبكرامة . وبسبب إصرار الولايات المتحدة الامريكية والغرب والمنظمات الأممية التي تهيمن عليها القوى الغربية في دعم الكيان الصهيوني ,أصبحت جميع المبادئ التي تنادي بها محل استهزاء و لا تجد لها قبولا عالميا , او اصبح العالم يعرف يوما بعد يوم ان المفاهيم التي يريد الغرب من نشرها تطبق على الدول المعارضة لها وطريقا للانتقام منها وليست للدول الصديقة لها . وهنا استحضر قول الرئيس الأمريكي رونالد ريغن عندما عرف بان صدام حسين قد استخدم السلاح الكيمياوي ضد المكون الكردي في العراق مكتفيا بالقول " صدام ابن قحبتنا ", ولم يقوم باي اجراء ضده على الرغم من ان الكثير من أعضاء الكونغرس كانوا يحثونه بفرض عقوبات على النظام العراقي .
لقد نجح الاعلام الصهيوني والغربي , في ظل تراجع الإعلامي الملتزم والحر , باستدراج كثيرا من العرب وخاصة في دول الخليج العربية الى قبول التطبيع عبر تضخيم الخطر الإيراني ضد ابناءها , وبذلك بعلم او غير علم اعطوا حجما لإيران اكبر من حجمها الطبيعي ,على الرغم من ان هذا البلد قد اعطى العهود تلو العهود الى حكام المنطقة بانه ليس له هدف ضدهم وخير دليل انه لم يجري أي اعتداء على بلد خليجي منذ تأسيس الدولة الإسلامية لحد الان . ان دول المنطقة وابناءها فات عليهم ان إسرائيل وليس ايران من يملك على الأقل 50 قنبلة ذرية , وان هذا النظام تأسس من اجل الهيمنة على المنطقة وسوف لن يتوانى دقيقة واحدة في استخدام ما بجعبته من أسلحة في حالة تعرض امنه الى الخطر.
ومن يرى ان التطبيع مع العدو الإسرائيلي سوف يجلب الخير والرفاهية والسلام الى المنطقة فانه على خطا كبير . التطبيع سيضمن السلام الى إسرائيل , ولكن سوف لن يجلب أي خير او رفاهية اقتصادية الى المنطقة. هذا الامر اوضحته وزيرة الاعلام الأردنية السابقة السيدة جمانة غنيمات في مقالا لها وهي تصف ما جنته الأردن من التطبيع مع إسرائيل وتنصح العرب الاتعاظ واخذ العبر والدروس من التجربة .
السيدة الوزيرة تحدثت عن اتفاقية وادي عربه في 1994. وكالعادة ضخم الاعلام عن فوائد التطبيع من تقدم وازدهار , ولكن بالحقيقة , كما تقول السيدة الوزيرة , اصبح اليهود يدخلون و يخرجون من الأردن على راحتهم واصبح هناك تبادل تجاري و ثقافي وسياحي , ولكن لم يستفد الأردن وابنائه من هذا الانفتاح . حسب ما جاء في مقال الوزيرة جمانة , فان المصانع التي تعود الى الإسرائيليين في الأردن تصدر انتاجها الى أمريكا بدون كمارك , فيما ان منتجات المدن الفلسطينية المحتلة والتي لا تسمح دخولها الدول الغربية تصدرها على أساس انها منتوجات اردنية . يضاف الى ذلك ان الشركات الإسرائيلية لا تستخدم العمالة الأردنية وانما عمالة اسيوية رخيصة .
معظم الصناعات الإسرائيلية في الأردن هي من المصنوعات الخطرة على حياة الناس والبيئة والتي ترفض إسرائيل تصنيعها , وان المستفيد من هذه المعامل هم رجال اعمال متنفذين من الإسرائيليين الذين يدعمون سياسة إسرائيل والاردنيين " الفاسدين ".
الاتفاق وعد الأردن بإعادة جزء من ماء نهر الأردن بعد ان تم مصادرة مياهه عام 1964 . ولكن الاتفاق لم يحدد نوعية الماء ومصادره , فانتهت الأردن استلام مياه المجاري الغير مكتملة التكرير.
بعد التطبيع تم اختراق بعض وسائل الاعلام الأردنية , وتم شراء ذمم بعض الإعلاميين والفنانين , فما عادوا يكتبون لصالح القضايا العربية , ولا الوحدة العربية , والتضامن العربي و " كأنما تم صهينتهم".
بعض اليهود يدخلون بصفة سياح الى الأردن , الا انهم يبحثون عن التحف الاثرية والعملات القديمة بالطرق الغير شرعية. البعض منهم يتحدث باللغة اهل المنطقة الا انهم يعملون مع الموساد الإسرائيلي .
اشتكى اكثر من أستاذ جامعي بان بعض الإسرائيليين يجمعون المعلومات عن أساتذة متخصصين بعلوم الفيزياء النووية , الكيمياء, الرياضيات , هندسة الطيران , وعلم البكتيريا .
اغراق الأسواق الأردنية بالمنتجات الزراعية والصناعية الإسرائيلية والسيطرة على الامن الغذائي.
اغتيال شخصيات مرموقة مستغلين المزايا الدبلوماسية , ولا يسمح للأردن محاكمة القتلة حسب اتفاقية السلام.
تقوم بعض المجموعات السياحية بزيارة الأردن بيوم واحد , مستخدمين حافلتهم ,ولا ينزلون في فندق, بل البعض منهم يجلب معه سندويشته وماء وعصير من إسرائيل . مدير مرفق سياحي من البتراء قال عنهم بالحرف الواحد انهم يحضرون ليستخدموا المرافق الصحية وقضاء حاجتهم مجانا عندنا , ونحن لا نستفيد من سياحتهم.
كانت ديون الأردن حوالي 4 مليارات دولار عند توقيع اتفاقية وادي عربه عام 1994 , صارت الان 65 مليار دولار.
والكلام الأخير , التطبيع يعني الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة , مثل ما هيمنت الولايات المتحدة الامريكية على القرار الأوربي . ونذكر الذين يدافعون عن التطبيع بقول الله عز وجل " ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة أهلها اذلة وكذلك يفعلون ".



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا انتعاش للاقتصاد الوطني بدون دعم القطاع الخاص
- اللقالق تخلت عن زيارة بغداد
- هل ان افلاس روسيا متوقعا؟
- علاقة الصادرات بالتنمية الاقتصادية
- G7 قاطعت الذهب الروسي , فما تاثير ذلك على سوقه؟
- ما حقيقة -تضخم بوتين-؟
- النفط مقابل فلسطين
- بعد استقالة نواب الكتلة الصدرية.. انفراج سياسي ام دم و دمار؟
- محنة الراسمالية مع الحرب الحرب في اوكرانيا
- اسعار النفط في طريقها الى التراجع.. ماذا على العراق فعله ؟
- بغض النظر عن من هو الفاعل , قصف اربيل يجب ان لا يغلق ملفه
- هل ينتقل مرض القتل العشوائي في الولايات المتحدة الى العراق؟
- الغرب يخسر معركته مع روسيا الاتحادية
- حديث مع دعاة التطبيع
- العراقيون يرفضون التطبيع
- لماذا لم تنجح العقوبات الاقتصادية الغربية ضد روسيا الاتحادية ...
- رسالة اقتصادية سعودية الى العراقيين
- العواصف الترابية في العراق من صنع الله , امريكا . ام االبشر ...
- بعض اسباب دعم الشعب الروسي لقيادته
- احصاء شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاخيرة


المزيد.....




- جين من فرقة -BTS- شارك في حمل شعلة أولمبياد باريس 2024
- العثور على أندر سلالات الحيتان في العالم
- الجمهوريون يرشحون ترامب رسميا لخوض الانتخابات والأخير يختار ...
- ليبرمان: نتنياهو يعتزم حل الكنيست في وقت مبكر من نوفمبر
- هل تنهي أوروبا أزمة أوكرانيا دون واشنطن؟
- موسكو: لا يوجد أي تهديد كيميائي لأوكرانيا من قبل روسيا
- الولايات المتحدة تؤيد دعوة روسيا لحضور -قمة السلام المقبلة- ...
- غروزني.. منتدى القوقاز الاستثماري
- شاهد.. احتفالات زفاف العام الفاخرة لابن أغنى رجل في آسيا تتو ...
- انتعاش الموسم السياحي في تونس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - فلسطين ليست قضيتي