أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عطا درغام - المرأة والتغير الاجتماعي 1919-1945















المزيد.....

المرأة والتغير الاجتماعي 1919-1945


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 7307 - 2022 / 7 / 12 - 01:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كان للتطور الذي مر به المجتمع المصري وللظروف التي تضافرت بأنواعها لتخلق واقعًا يخضع لمؤثرات جديدة، الأثر علي أوضاع المرأة التي أحسَّت بأهمية دورها بعد أن أزاحت الستار عن جمودها وتخلصت من انزوائها وخرجت تشانرك في جميع الميادين متسلحة بعقيدتها وإيمانها بقضيتها لتحارب الرافضين لتبوئها المركز الذي تجاهد من أجل الحصول عليه، لتعلن من علي منبره نجاحها في تحقيق مطالبها.
وعلي هذذا الطريق الطويل والشاق،وتلك المصاعب التي واجهت المرأة في كل خطوة تخطوها، تتعثر مرة اخري وتتقدم مرة أخري، وترفض الظروف التي تخضع لها، وتعمل علي الإطاحة بها وتطالب بحقوقها، وترفع صوتها وتقدم علي قلمها وتتحدي وتتمرد مسيطرًا عليها الإصرار وقوة الإرادة والعزيمة لا تتراجع.
وإن تكاتفت العوامل لتعوقها تكافح لتتخطاها ،مستخدمة جميع الوسائل التي تمكنها من الوصول إلي أغراضها، ولإن لم يكن بالطرق القانونية ولكن بالواقع الذي فرض نفسه، وأخذ بيدها وأقنع الجميع بالحالة الجديدة التي وصلت إليها.
ومن هذا المنطلق كانت دراسة الدكتور لطيفة سالم، التي تتبعت خطواتها ونفذت إلي إلي أعماقها ولازمتها في جهادها وانتقلت معها عبر أعمالها ،ومن خلال تلك المعايشة خرجت هذه الدراسة لتطرق قضايا جوهرية أثرت في المرأة وشكلت التغييرات التي طرأت عليها.
وانقسمت الدراسة إلي خمسة فصول بالإضافة إلي فصل تمهيدي وآخر ختامي ،والفصل التمهيدي"المرأة قبل ثورة 1919" وهو مدخل يعرض عرضًا سريعًا لحالة المرأة من خلال عصور مصر التاريخية ،وأسس التحديث لسياسة محمد علي، والتجديد الذي أقدم عليه إسماعيل، والتيارات الفكرية التي ارتبطت بتحرير المرأة ونتائجها العلمية المتمثلة في الحركة الثقافية وانعكاساتها.
وشمل الفصل الأول" العمل السياسي" الدور الذي لعبته المرأة في ثورة 1919 باشتراكها في المظاهرات واجتماعاتها وتأسيس خلالها التنظيمات النسائية التي بدأت بلجنة الوفد المركزية للسيدات ،ومن خلالها تم التخطيط لاشتراك المرأة في سياسة حزب الوفد من أجل القضية الوطنية، وخضوعها للمؤثرات التي طرأت علي الحزب وانجرافها في تيار الانقسامات التي أسفرت عن ميلاد اللجنة السعدية للسيدات والاتحاد النسائي المصري، ثم لجنة السيدات الأحرار.
ومضي كل منها يعمل بالطريقة التي تتفق والانتماء السياسي، وإن تجمعت حول رغبة المرأة في المسشاركة السياسية وإحساسها بمسئولياتها تجاه وطنها وبواجبها في العمل علي تحريره والنهوض به، وشوهدت الدلائل التي سجلت للمرأة مواقفها الوطنية الحماسية، وبالطبع شكلت مسألة حصول المرأة علي حقها السياسي في الانتخاب والترشيح مسألة جوهرية في كفاحها..وبذلت كل المساعي واستخدمت جميع الطرق لتمكنها من دخول البرلمان حتي تتم مشاركتها للرجل ولكن لم يتحقق ذلك.
واحتوي الفصل الثاني"المشاركة الاجتماعية" علي المؤسسات التي أسستها المرأة للعمل الاجتماعي الذي وجدت فيه المناخ المناسب للظهور،ولإثبات شخصيتها من ناحية، وخدمة المجتمع من ناحية أخري.
وبالطبع كانت الجمعيات هي الأساس الذي اعتمدت عليه في تنفيذ سياستها، وتعددت تلك الجمعيات وكثرت وبذلت القائمات عليها المجهودات، وتنافسن في الوصول إلي النتائج التي وشعها برنامج كل جمعية، واستمرت الخطوات العملية والتحركات لتحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية؛ فطرحت المطالب التي التمست تغييرا جوهريًا في وضع المرأة علي المسئولين وفي الصحافة ،وأعلنت في الاجتماعلت وترددت في اللقاءات، ولقيت الكثير من التشجيع والتأييد وشغلت الرأي العام ردحًا من الزمن.
ويوضح الفصل الثالث" التعليم والثقافة" الأهمية التي اعتمد عليها في تشكيل وتكوين المرأة الجديدة، وفيه اتضحت السياسة التعليمية التي أجبرتها الظروف علي الاهتمام بتعليم البنات، فأنشئت المدارس والمعاهد وأرسلت البعثات.
وكان الإدراك والوعي واضحين في تلك المسألة،وقد تمكنت الفتاة من إثبات قدرتها مما أحبر المسئولين علي التوسع في التعليم..وما لبثت الجامعة أن فتحت أبوابها للراغبات في إتمام تعليمهم، فدخلنها بكل ثقة وتفوقن فيها علي زملائهن،أيضًا مثلت عملية نشر الثقافة بين النساء مهمة ملموسة كللت بالنجاح، وتهيأت لها الفرصة فحالفها التوفيق في إتمام رسالتها، وأثر المجال التعليمي عامة علي وضع المرأة وكيانها وبلور شخصيتها بعد أن تحررت من قيودها ووأدت الجهل الذي لازمها زمنًا طويلًا.
ويصور الفصل الرابع"ميدان العمل" التقدم الكبير الذي وصلت إليه المرأة بعد أن تفجرت قضية خروجها إلي الحياة العامة وانتصرت علي النظرية التي تنادي ببقائها في بيتها ،وأن مهمتها العمل داخله وليس خارجه، وتعددت المجالات التي عمملت فيها.
وفي البداية فرضت مهنة التدريس نفسها عليها، فعملت بها ونجحت فيها وتغلبت علي الصعوبات التي واجهتها، والتحقت المرأة بالوظائف العامة، ورغم التضييق الذي حوصرت به إلا أنها تمسكت بوظيفتها.
وجاء عمل خريجات الجامعة ليضع الأسس الراسخة لحق المرأة في العمل بعد أن تساوت شهادتها مع الرجل، ووضح الأمر مع المحاميات ثم باقي الخريجات.
وكان عمل المرأة بالصحافة تغييرًا هامًا لأنه أعطاها المكانة في الوقت الذي تمكنت فيه من تبني قضاياها وغرضها وإثارة الأفكار والآراء حولها.وأخيرًا نجاحها في تحقيق كثير من أهدافه.
،كذلك شاركت المرأة في الميدان التجاري، وقادت الطائرة وعملت في البوليس، وامتهنت الفن بأنواعه ، التمثيل والإخراج والموسيقي والفن التشكيلي. وأخيرًا العاملات اللاتي طحنتهن ظروف الحياة وشاء قدرهن أن يكن أسفل السلم الاجتماعي رغم محاولات التحسين من اوضاعهن.
ويبين الفصل الخامس" المطالب في دور التحقيق" جهاد المرأة في تحسين قانون الأحوال الشخصية ،ووضع حد للجنوح الذي استغلته أيدي العبث عن طريق الترخيص الذي منح في عدة قضايا أنزلت بقدر المرأة،منها الزواج ونجحت في وضع قواعد له ،وتعدد الزوجات ومحاربته،والطلاق والمساعي لتقييده والحد مما يتبعه من إجراءات قاسية، والنسل وتحديده،والمبالغة في طلب المساواة التامة مع الرجل ،ثم الثورة علي الحجاب وإقصائه، وإعلان السفور وتشجيعه والاختلاط والدعاية له، وردود الفعل علي المجتمع عامة والمرأة خاصة.
ويأتي الفصل الختامي"النشاط الدولي" ليعرض المجهودات التي قامت بها المرأة خارجيًا وداخليًا من أجل القضايا الدولية وخاصة ما يمس منها أوضاع المرأة..وقد برهنت المرأة المصرية من خلال المؤتمرات والأحداث أنها كفء لمسايرة المرأة الأوربية ، ولا تقل عنها في الرأي والفكر، ولم يثنها عن عزمها العقبات التي اعترضتها؛ فأثبتت قدرتها وأوضحت النتائج المرضية للمباديء التي نادت بها وحققتها بعد أن برزت علي الصعيد الدولي لتكون شاهد عيان للجميع لما وصلت إليه المرأة المصرية من قدرة ومكانة ورقي.
وفي النهاية جاءت الخاتمة لتسَّطر بضع كلمات حول نتائج الدراسة التي يتبين منها أنها اعتمدت علي الدوريات بالدرجة الأولي، والبحث فيها لاستخلاص المعلومات ومقارنتها للوصول إلي الحقائق.
وعلي أية حال فإن أوضاع المرأة عامة لم تمض علي وتيرة واحدة كالتي خضعت لها فترة طويلة منذ أن دخلت مصر في حوزة الدولة العثمانية إلي نهاية سيادتها عليها؛إذ كان التحرك السياسي والذي لازمته المشاركة الاجتماعية عاملًا هامًا فيما حققت المرأة في تقدمها.
كما نهض بها التعليم والعمل؛ فاستطاعت أن تقف علي أقدام ثابتة، وتطالب بحقوقها بكل قوة بعد أن دعمت موقفها بالخطوات الشريعة التي اجتازتها..ورغم قصر الفترة الزمنية من عام 1919 إلي عام 1945 إلا أن المرأة تمكنت من اكتساب النقاط في صالحها الواحدة تلو الأخري،وكل منها هي حصيلة لمجهودات مضنية سلكتها وضحت من أجلها.
ومما لا شك فيه أنه كانت هناك ردود فعل لم ترق في أعين الكثيرين وأثرت في المجتمع بناء علي التغييرات الاجتماعية لأوضاع المرأة وضحت من خلال الدراسة والتي عاقت المسيرة بعض الشيء، وذلك عندما فهم البعض من النساء معني الحرية فهمًا حاد بها عن الطريق المطلوب،ولكن مالبث الأمر أن تلاشت تلك الثغرات ليأخذ التقدم مساره السليم الذي رسم له من البداية وهذه طبيعة التغير، فلا يخل ومن هفوات سرعان ماتزول لتسجل المرأة القوز في النهاية.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصص الديني في مسرح الحكيم للدكتور إبراهيم درديري
- كتاب الفكر الثوري في مصر قبل ثورة 23 يوليو- الدكتور عبد العظ ...
- حول الثقافة الشعبية القبطية
- الكادراج السينمائي
- المجتمع المصري والثقافة الغربية للدكتورمحمد رجب تمام
- المأثور الشعبي في السينما المصرية (دراسة لبعض أفلام صلاح أبو ...
- الشخصية الوطنية المصرية: قراءة جديدة لتاريخ مصر للدكتور طاهر ...
- المرأة من السياسة الي الرئاسة
- التيارات السياسيبة والاجتماعية بين المجددين والمحافظين- دراس ...
- نظرية العرض المسرحي
- الفيلم التاريخي في مصر
- أدب الزهد في العصر العباسي للدكتور عبد الستار السيد متولي
- الأصول الفني للشعر الجاهلي
- الهجاء في الأدب الأندلسي
- الشعر العماني- مقوماته واتجاهاته وخصائصه الفنية
- نقد المنظور اليهودي لتطور الشعر العربي الحديث- الدكتورمحمد ن ...
- أبحاث في الفكر اليهودي للدكتور حسن ظاظا
- أدب البحر
- القاهرة مدينة الفن والتجارة
- صحافة الاتجاه الإسلامي في مصر


المزيد.....




- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا
- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عطا درغام - المرأة والتغير الاجتماعي 1919-1945