كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7303 - 2022 / 7 / 8 - 01:11
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لو عاد بنا الزمن إلى الوراء، إلى السنوات الاولى التي تأسست فيها الدولة الأموية لكان (عثمان الخميس) من الموالين لآل مروان بن الحكم. ولكان أول المتمردين على خلافة علي بن ابي طالب، وأول المتطوعين للقتال في الصفوف الأمامية لمعركة صفين تحت لواء معاوية، ولكان أول من رمى معسكر الحسين بسهم في واقعة الطف، فالحقد الذي يضمره هذا الرجل لبني هاشم، وآل بيت النبوة الاطهار، لم يرتق إليه حتى آل سفيان أنفسهم في أوج صراعهم مع قريش للفوز بزعامة مكة المكرمة، فقد كتب الخميس في مدح آل سفيان وآل مروان ما لم يكتبه غيره، وتغني بمآثرهم اضعاف اضعاف ما كتبه وعاظ السلاطين في دواوين الدولة الدموية. .
كرس عثمان الخميس حياته كلها للإساءة للحسين، وقال في ذم آل البيت ما لم يقله فيهم أعداءهم، بل قال فيهم ما لم يقله فيهم زياد بن أبيه، وعبيد الله بن زياد، وشبث بن ربعي، والشمر بن ذي الجوشن، وافنى الخميس عمره كله في تحريف التاريخ وتزييف الحقائق، وتزوير المواقف، وقال ان الحسين قتلته الشيعة قبل ولادة الشيعة، وقبل ظهورها في القرن الثاني الهجري. .
فالدين عند عثمان الخميس يتمحور حول بغض علي بن ابي طالب وأولاده وأحفاده، والعبادة في نظره تتمثل بإعلان الولاء المطلق لمروان وآل مروان. حتى بات الخميس من المتخصصين في العداء لأحفاد الرسول (ص). ووصل به الغلو الى نكران عداوة بني امية لبني هاشم، وسعى جاهدا لنسف الثوابت التاريخية جملة وتفصيلا، وكان في طليعة المشككين بالاحاديث المرتبطة بهم، وتحول هذه الأيام إلى مضخة اعلامية موجهة ضد آل البيت، وداعمة ليزيد وعصابته. ولن تجد في كلام الخميس سوى القذف والسب المنبعث عن نفس مترعة بالباطل والعداء لآل البيت. .
المثير للغرابة ان الامويين استأثروا بالحكم على مدى 90 عاماً، ثم طوى الزمان صفحتهم منذ قرون وقرون، ولم يعد لهم وجود منذ اليوم الذي اندحروا فيه عام 750 للميلاد في معركة الزاب. اي منذ عام 1272 سنة. ومع ذلك يقف عثمان الخميس على خرائب الدولة الأموية في الألفية الثالثة، ليتفاخر بظلمها وعبثها واستهتارها وفسوقها وقسوتها وانحرافها. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟