أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد أبو مهادي - درس بريطاني لحركة فتح














المزيد.....

درس بريطاني لحركة فتح


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 7302 - 2022 / 7 / 7 - 22:35
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تمكن حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا من الإطاحة برئيس الحزب بوريس جونسون، بعد تورطه في سلسلة متصلة من الفضائح والفساد وتجاوز القانون، واتهامه بسوء ادارة البلاد والتسبب بأسوأ أزماتها الاقتصادية التي لم تشهد لها مثيل منذ ما يقارب أربعة عقود.

لم تكن الحملة البريطانية ضد جونسون رغبة حزب المحافظين وحدهم، بل شاركتهم فيها المنظمات النقابية وحزب العمال المعارض، ولعبت وسائل الإعلام على اختلاف توجهاتها بمن فيها تلك المحسوبة على حزب المحافظين دوراً في الضغط على جونسون إلى أن أجبر على التنحي، بعد نجاته قبل أسابيع من محاولة لحجب الثقة عن حكومته. لكنه رغم تمسكه الشديد بالحكم، رحل كما يرحل كما يرحل أي سياسي فاسد في هذا العالم المكتظ بالتجارب السياسية وطرائق الحكم.

لم تكن الاحتجاجات على وجود جونسون مدفوعة برغبات شخصية، لأن الرجل لا يحسن تصفيف شعره المتناثر، بل لأن طريقة حكمه للبلاد فوضوية وحافلة بالمقامرات، واعتبرها معارضوه خطراً على حزبه والبلاد، وهذا أحد أسباب اجماع اغلبية البريطانين على اختلاف توجهاتهم بضرورة رحيله.

في مقال سابق، كنت قد كتبت أن العالم قيد التغيير، ليس بفعل الصراع الروسي مع الغرب وحده رغم أن تداعيات هذا الصراع كانت سبباً مركزياً، بل لأن التغيير حتمي في كل المجتمعات، لكن وتيرته تتفاوت من مجتمع لآخر، وبحسب التجارب السياسية الخاصة في كل بلد ويعتمد على فعالية الأحزاب السياسية والنقابات العمالية واداء وسائل الاعلام والتشريعات الناظمة للعلاقات السياسية، التي تحكم الجميع.

التغيرات السياسية لن تكون من نصيب بريطانيا وحدها، فقادم الأيام يحمل على جناحيه الكثير من التحولات في بلدان العالم، مخاض جديد سيطال معظم البلدان، بمن فيها فلسطين، التي يرأس سلطتها ديكتاتور يعتقد أنه محصّن بتعويذات اسرائيلية- أمريكية، تمنحه فرص البقاء في الحكم حتى الموت، وتجعل ذراعه الأمنية قادرة على البطش في كل وقت، ليواصل مصادرة الحق العام في الانتخابات والاحتجاج والمساءلة والاعتراض.

الفلسطينيون أمام تجربة طازجة في التغيير السياسية السلمي، ان لم تسعفهم تجارب كونية سابقة في التغيير، فالتجربة البريطانية للاطاحة بجونسون خاضها أعضاء حزبه، وتكاثفت معهم جهود المعارضة، لأن الرجل أصبح يمثل خطورة على الحزب والبلاد، وكان رحيله مصلحة للحزب الذي يقوده، حيث سيجنبه خسائر اضافية بعد تلك التي مني بها خلال الانتخابات الجزئية الشهر الماضي. في حالة تشبه إلى حدّ ما الخسائر الانتخابية التي منيت بها حركة فتح في الانتخابات الطلابية والنقابية، ودفعت قيادات الأقاليم للاستقالات الجماعية في الضفة الغربية، رغم المظهرية الخادعة التي انطوت عليها تلك الاستقالات واختلاف أغراضها.

في فلسطين يوجد ديكتاتور أخطر من جونسون على حزبه وبلاده، يقامر بمستقبل شعب ويدفعه نحو اليأس والقبول بالاحتلال، ويجاهر بفعل الفساد والفضائح السياسية وتنصيب الفاسدين، يبطش بأبناء حركته كما يبطش بالنشطاء المعارضين، ألغى كل مؤسسات نظام الحكم المكتسبة لصالح سلطته، ويهدد الجميع بصلف منقطع النظير، إلى أن تحوّل هو والاتجاه الذي يسير خلفه إلى أقلية معزولة وطنياً وسياسياً، تسقط في كل مكان، وتعمل تحت حراسة أجهزة الأمن ورضى الاحتلال ووصايا واشنطن.

الفلسطينيون أولى بالتغيير من غيرهم على امتداد هذا العالم، بوصفهم شعب تحت الاحتلال، ومهمة الاستقلال تحتاج قيادة وطنية نظيفة كي تستكملها، وحاجة حركة فتح للتغيير أكثر من حاجة حزب المحافظين في بريطانيا، باعتبارها حركة تحرر وطني لم تنجز اهدافها بعد، ويقف على رأسها ديكتاتور صغير يعيق حركتها ويهدد بقائها.

أتفهم دعوات البعض لوحدة حركة فتح المدفوعة بالحرص على التاريخ، كما أدرك أن بعض تلك الدعوات هدفها تجنب "شرّ القتال"، مع ذلك فإن تلك النداءات الوحدوية لن تنقذ الحركة مما هي غارقة فيه، ولا تسهم في التغيير والبحث عن المستقبل، فالوحدة مع الفاسدين واللصوص وسماسرة الأمن لا تنتج حركة سياسية تسعى للريادة كما هو سعيها للاستقلال الوطني.

العالم قيد التغيير، والفلسطيني يمكنه ان ينتزع موقع أفضل مما هو فيه الآن، ويمكنه ايجاد ممر نحو المستقبل شرط مواكبة التحولات الكونية واسقاط الرهان على الولايات المتحدة، وفريق المراهنين.



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغتيال الثاني للصحافية شيرين أبو عاقلة
- العالم قيد التغيير
- في ذكرى النجاح الذي اسقطته قيادات الفصائل
- عن الانتخابات البلدية وأولويات الشعب الفلسطيني
- اصلاحي فتح وقوى المعارضة الفلسطينية
- عباس يستحضر تجربة الإخونجية في مصر
- واشنطن لا تقرأ الفنجان... تنظر إلى وجه عباس
- محطة توليد طاقة أفضل من دزينة شعارات
- سلطة غائبة واحتلال فاعل
- النحس عباس
- إلتباس في قرار عباس
- التحولات الفضيحة في سياسات فيسبوك
- عن الصراع بين الأخلاقي والإقتصادي في مرحلة الأزمة
- أضاليل الحكومات في جائحة الكورونا
- المرحلة الثالثة من الإحتلال الإسرائيلي
- أصابع الزمار تلعب في المكان الخطأ
- لن يقف الحد عند قرار البوندستاغ
- في أحشاء نظام سياسي فلسطيني مهترئ
- تضليل الشعب وتمكين الإحتلال
- الشبهة في مواقفكم والذكرى ستحاكمكم


المزيد.....




- م.م.ن.ص// هل كان ممكناً ألا تسمع اصواتهم؟ ...انتفاضة العاملا ...
- عمر محمد علي يقضي عيد ميلاده العاشر خلف القضبان
- الهدنة تعيد الجنوبيين إلى قراهم اللبنانية
- مكافحة الإرهاب في لندن: ستة أشخاص رهن الاعتقال بسبب صلاتهم ب ...
- مسلمو بريطانيا قلقون من اليمين المتطرف
- العاصمة مغلقة والإنترنت مقطوع وسط اشتباكات بين متظاهرين والش ...
- النهج الديمقراطي العمالي يساند ويدعم النضالات والاحتجاجات ال ...
- أهالي بلدات وقرى جنوب لبنان يسارعون للعودة إلى مساكنهم رغم ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- كلمة عمال وعاملات شركة سيكوم/سيكوميك بمناسبة اليوم العالمي ل ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد أبو مهادي - درس بريطاني لحركة فتح