حامد تركي هيكل
الحوار المتمدن-العدد: 7301 - 2022 / 7 / 6 - 14:04
المحور:
الادب والفن
انقطع الماء عن المحلّة فجفَّت نباتات الحديقة. أما درجة الحرارة فأخذت تناهز الخمسين المئوية في ساعات الظهيرة. الهواء محمل بالسخام، وعربات التكتك التي تعبر الزقاق قادمة من منطقة الحواسم باتجاه السوق أو عائدة اليها منه ما انفكت تثيرالمزيد من الأتربة والصخب من ساعة الفجر حتى منتصف الليل.
كل أفراد الأسرة انتهزوا العطلة الصيفية وفرّوا في سفرات سياحية يتبرّدون ويلهون، الا هو فقد منعته أمراضُه المزمنة وسوفان ركبه، وعدم قدرته على تحمّل تغيير المكان، ولأنه لن يجد ما يمكنه أكله من الطعام المنزوع الدسم في أي مكان آخر، لذلك قرر البقاء وحيداً يجول في بيته الخاوي.
لكنه حصل على قدر من السعادة ربما لم يحصل عليه من سافروا الى بلاد أخرى. فقد خلا له البيت، فشعر بالحريّة التي لم يذق طعمها منذ مدةٍ طويلة. فراح يهزُّ كتفيه ويدور بكرسيّه ذي العجلات في أرجاء البيت مغمض العينين واضعاً سمّاعات الآيفون في أذنيه، والهاتف في حضنه، كمن يقود فرقةً سينفونية راح يهزُّ يديه شابّاً مفعماً بالحبِّ والهيام والحيوية ويردد.
أما تجلى لي
أما تجلى لي
بالدمع ناديتو …بالدمع ناديتو
#حامد_تركي_هيكل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟