عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 7300 - 2022 / 7 / 5 - 21:45
المحور:
الادب والفن
ولا اُمَّ كاملةَ الأمومةِ
لولا نِصفُ أبٍ
جاءَ في مُنتَصَفِ الحُزنِ
وراحَ بعدَ مُنتَصَفِ الحُزنِ
ولا حُزنَ بعده.
ولا لحظةً واحدةً من الأسى
جاء من بعدِها
طفلٌ يضحَكُ من كُلِّ قلبه.
ولا ليلةً واحدةً ساكتة
مثل فؤادٍ فارغ
جاء من بعدها صُبحٌ
وعصفورٌ واحدٌ
يقتَرِفُ الحُبَّ
على الشجرة.
ولا قُبلةً واحدةً
من التمرِ"البَرْحِيّ"
بلّلت فمَ الليل
برائحةِ امرأة.
ولا نخلةً في "أبي الخصيب"
تتذكّرُ البصرةَ
وتشتاقُ إليها
في مواسمِ السَخامِ والمِلحِ
والبنادقِ السكنيّة.
ولا يتيماً واحداً
لم يختَرِع رَبّاً
ليكونَ أباهُ السابق.
ولا واحدةً كنتُ أُحبّها
وأحبّها جدّاً
وأحبّها كما ينبغي
وأحبّها الآن
و سوفَ أحبّها أبداً
تعرِفُ ذلك.
ولا جاحدةً واحدة
أنصتَتْ بخشوع
لخذلانِ روحي.
ولا نملةً واحدة
في مُستعمرَةِ العُمر
اخذَتَ حبّةَ وقتٍ
من سُنبُلَةِ الأيّامِ
وأخفَتها تحتَ المساماتِ
في مملِكَةِ النهايات السعيدة.
ولا كُلُّ الهديل
يستَحِقُّ حمامةً واحدة
لا تعرفُ كيف تبكي
فيسمَعُها الجيران
في بيتِ قلبي.
لا أرضَ بِكْر
لا شيءَ بِكْر
لا غاباتَ عذراءَ
لا جَسَداً لَم يُمَسُّ
ولم يعُد البحرُ
ربُّ العجائب.
لأنّكَ هُنا
بينَ البدوِ والرمل
عافَكَ "موزارتُ" وحيداً
تعزفُ للخِيامِ الكئيبةِ
"سوناتا" الربع الأخيرِ
الخالي من العشبِ
والفرح.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟