|
( لماذا نسينا سارتر وما يزال فرويد بيننا )
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7299 - 2022 / 7 / 4 - 13:16
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
لماذا نسينا سارتر ، وما يزال فرويد بيننا ؟!
بعض الأفكار أو النصوص ، والكتب أحيانا ، تحتاج لأكثر من قراءة . أعتقد أن النص التالي ، تشمله تلك الخاصية الفكرية والأدبية . وبكل الأحوال ، هذه الخلاصة ، حول العلاقة بين القيم والأخلاق نتيجة بحث سابق ، منشور على الحوار المتمدن . .... الأخلاق نظام دوغمائي ، اجتماعي وثقافي يشبه اللغة والدين . القيم نظام إنساني شامل ، تراتبي ويشبه الديمقراطية وحقوق الانسان . .... العيش على مستوى اللذة _ الألم ، يمثل العيش بدلالة الأخلاق . العيش على مستوى السعادة _ الشقاء ، يمثل العيش بدلالة القيم . .... أعتقد أن المشكلة المشتركة بين فرويد وأريك فروم ، عدم التفرقة بين القيم والأخلاق ، وهذا موقف ثقافي تقليدي يغلق على عقل صاحبه _ ت . تشبه المشكلة المشتركة بين نيوتن واينشتاين حول الزمن والحياة ، حيث كان يعتقد الاثنان أن الزمن والحياة واحد ، واتجاههما واحد أيضا . بعد فهم الثنائية الحقيقية ، المزدوجة العكسية ، بين الحياة والزمن أو الوقت ، يتكشف الواقع المباشر . وينفتح الطريق الموضوعي أمام دراسة الواقع الموضوعي وفهمه بشكل علمي ( منطقي وتجريبي بالتزامن ) . ....
فرويد بوصفه فيلسوفا ( البرج العاجي بين الشعر والفلسفة _ تكملة )
هذا النص يدور حول الحلقة ، المفقودة ، بين الفلسفة والعلم .
1 اثارت عبارة فرويد الشهيرة حول " ضرورة الانتقال من مبدأ اللذة إلى مبدأ الواقع " من الجدل الثقافي ، والثرثرة الفارغة أيضا ، اكثر من عبارة سارتر الشهيرة أكثر " الوجود يسبق الماهية " . وقد كان للثقافة العربية دورها بذلك الجدل خلال القرن الماضي ( في الثرثرة اكثر ) لكن أخذت العبارتان ، المدى الكامل في الأدبيات ، الفلسفية خاصة . .... لم يهتم فرويد ( كثيرا ) بوضع معيار واضح للصحة العقلية والنفسية ، أو للتمييز بين حالتي الصحة والمرض ، واكتفى بالتصنيف الثنائي بين الشخص الطبيعي والمريض النفسي ، أو بمقدرة الشخص العادي والسليم على الانجاب والعمل . 2 العيش على مستوى اللذة ، نعرفه جميعا ، ونعلق به طوال حياتنا عادة . لكن العيش على مستوى السعادة ( او راحة البال ) ، ما يزال نوعا من العقيدة الغامضة وشبه السرية ، يدفع بالحسد المتبادل بين فئات الثقافة المتنوعة ، وبخاصة بين جماعة علم النفس وعلم الاجتماع من جهة ، وبين غيرهم من بقية التخصصات الأكاديمية ، وخاصة في الفلسفة والفنون والآداب . .... العيش على مستوى اللذة ، كانت مشكلة فرويد الشخصية ، مع يونغ وغيرهما من مثقفي النصف الأول في القرن السابق ، حيث كان التدخين كمثال نوعا من التميز ( والبروستيج الاجتماعي والثقافي أكثر ) . أستخدم مثال التدخين بشكل متكرر لسببين ، بالإضافة لسهولته ، السبب الأول شخصي يعود لخبرتي العميقة مع السيجارة والكأس ، والثاني لأن التدخين خسر المعركة الثقافية ( العلمية والحقوقية ) خلال هذا القرن . بالمقارنة مع الكحول والدعارة مثلا . 3 بالتصنيف الثنائي للسلوك : 1 _ النوع الأول والأولي سلبي بطبيعته ، حيث السلوك تحكمه دوافعه ومسبباته ( المثيرات القبلية ) . 2 _ الثاني والثانوي ، وهو الأهم بالطبع ، حيث السلوك وظيفة لنتائجه . عادة ، أو إدمان التدخين متوسط بالفعل بين النوعين ويمثل البديل الثالث . .... يمكن تصنيف نمط العيش الفردي إلى نوعين : 1 _ الموقف العقلي التقليدي ، الذي يتمحور حول الماضي غالبا . 2 _ الموقف العقلي الإبداعي ، الذي يتمحور حول المستقبل بالضرورة . 4 ربما من الأنسب ، استبدال الصيغة السابقة بنوعي العادة : 1 _ العادة القديمة ، السلبية ( لا شعورية وغير واعية ولا إرادية ) . 2 _ العادة الجديدة ، الإيجابية ( شعورية وإرادية وواعية ) . العيش على مستوى اللذة ، يتمثل في طغيان العادات القديمة على السلوك الفردي ونمط العيش بالمجمل . وعلى النقيض ، يكون العيش على مستوى السعادة ( أو على مستوى الواقع بتعبير فرويد نفسه ) ، الذي يتمثل بطغيان العادات الجديدة ، الارادية والشعورية والواعية بالطبع . 5 تحويل عادة التدخين ، من عادة قديمة ( سلبية ) إلى عادة جديدة ( إيجابية ) بحسب تجربتي الشخصية ممكن بالفعل ، بالنسبة للشخصية فوق المتوسط المعرفي _ الأخلاقي . .... توجد عادات أو مهارات جديدة ، ومكتسبة بطبيعتها ، يمكن تلخيصها بالتعلم والصبر والتسامح ... وبالمحصلة تنتهي إلى نتيجة ، أو اتجاه ثابت نسبيا : اليوم أفضل من الأمس وأسوأ من الغد . 6 المعيار السابق " اليوم أفضل من الغد وأسوأ من الأمس " ، حيث يكون اتجاه المرض العقلي والنفسي الثابت _ أو العكس حيث الصحة المتكاملة . ليس إبداعي الشخصي بالكامل ، لكنه مساهمتي الفعلية في علم نفس الأصحاء وعلم الزمن بالتزامن . .... أعتقد أن بحثي ، أو محور كتابتي الجديدة ، مزدوج بطبيعته بين الواقع والزمن من جهة ، وبين علم نفس الأصحاء بالمقابل . وهما يتكاملان في النهاية كما أرغب وأخطط وأسعى . .... " مشاعرك مسؤوليتك " .... .... البرج العاجي ...بين الشعر والفلسفة
لماذا يختار غالبية البشر نمط العيش التقليدي والسهل ، المكرر والممل ، ولا يستبدلونه بغيره طوال حياتهم ؟! أو السؤال المعاكس ، لماذا لا يخبر العيش في الأبراج العاجية سوى قلة نادرة من البشر ، الفلاسفة والشعراء والموسيقيون وغيرهم من " القلة السعيدة " ، ويوسمون بالجنون من قبل الغالبية والمجتمع بصورة عامة ؟! وربما السؤال الثالث والأهم ، لماذا يشعر الأكثرية بالغيرة والحسد من سكان _ البرج العالي _ وبنفس الوقت يتجنبونهم بحذر ، وهلع إلى اليوم ، وفي مختلف المجتمعات والثقافات ؟! هذه الأسئلة ليست جديدة بالطبع ، بل تتكرر لدرجة الملل والابتذال ، خاصة في النقد الأدبي القديم والحديث معا . الأجوبة نفسها تتكرر أيضا في غالبية الثقافات ، والمشترك بينها القيم الإنسانية _ القيم لا الأخلاق . ( النموذج الأقدم للقيم الإنسانية _ المشتركة بطبيعتها _ يتمثل بالوصايا العشر ، بينما يتمثل النموذج الحديث بالميثاق العالمي لحقوق الانسان . وتتمثل نظم الأخلاق باللغة أو الدين ، أو الحزب أو العرق أو الجنس وغيرها ، وهي دغمائية بطبيعتها : نحن _ ضد _ هم . على النقيض من القيم الإنسانية ، المشتركة في مختلف الثقافات والمجتمعات ) . وسبب إعادة طرحها اليوم مزدوج ، شخصي وثقافي معا . .... ضيعتنا الطرق السهلة . 1 الطرق السهلة تنحدر إلى القاع ، بطبيعتها . والطرق الصعبة تتجه إلى القمة والذروة ، بطبيعتها . هذا القانون الطبيعي ، والإنساني بالتزامن . .... كلنا نعرف القانون العكسي بالخبرة ، ونرفضه غالبا في الفكر والمنطق . 2 أقترح عليك استبدال القانون الطبيعي والعكسي ، بالعادة القديمة والجديدة . .... قبل ذلك لنفكر قليلا بالمتلازمة ، التي كررتها سابقا : الحاجة ، والرغبة ، والعادة ، والسلوك ، والقرار . هي تحدث بالتزامن تقريبا ، وترتيبها اعتباطي بحسب تجربتي . لكن التصنيف بدءا من الماضي ، من المنطقي أن يبدأ بالرغبة والحاجة ، وينتهي بالقرار والسلوك . وعلى العكس من التصنيف بدلالة المستقبل ، حيث القرار يمثل البداية أو العادة الجديدة . 3 يرغب البشر بصورة عامة ، بالعيش على مستوى التكلفة الدنيا . لا مشكلة هنا ، كحل سريع ومؤقت لحالة مؤقتة أو طارئة ، خاصة في الأوقات الصعبة . لكن المشكلة ، في العيش وفق هذا المستوى ( المنخفض ) _ بالتزامن _ مع توقع الحصول على الأفضل أو الجودة العليا . هذا وهم ومستحيل ، والنتيجة : الغضب المزمن ، مع القلق وعدم الكفاية . .... المشاعر والأفكار ، نتيجة مباشرة لنمط العيش . وهي تشبه نتيجة الامتحان أو المقابلة . 4 يريد أغلب البشر ، تكرار نمط العيش نفسه ، ويرغبون ( ويتوقعون أيضا ) الحصول على نتائج جديدة ! .... تشكيل العادة الجديدة ( العادات ) ، هو المشكلة والحل بالتزامن . 5 كل يوم جديد بطبيعته . ( هو أيضا قديم ، من ناحية مكوناته الحية ) . ويتطلب اليوم الجديد _ كل يوم _ تشكيل عادات جديدة ، وهي تتضمن العادات القديمة والماضي بطبيعتها . لكن العكس غير صحيح . والسؤال الأهم ، ويتضمن الأسئلة السابقة معا : كيف يمكن تشكيل العادة الجديدة ، بنجاح مع الحفاظ على استمراريتها ؟ مثال التدخين ( مكرر ) : شخص لا يدخن : يتعلم التدخين ، ويصبح عادة جديدة تتضمن عدم التدخين . هذا المثال مبتذل ، ولا يجهله أحد . لكن في المرحلة التالية والأهم ، تتكشف المشكلة والحالة العامة : شخص يدخن ، كيف يتعلم العادة الجديدة ( التوقف الارادي عن التدخين ) بنجاح ، مع الحفاظ على استمراريتها في المستقبل ؟ ناقشت هذا السؤال ، المركب ، عدة مرات في نصوص منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . والجواب بالمختصر : التعلم والصبر والاهتمام . لا يمكن القفز فوقها ، هي الشرط الأساسي والعتبة المشتركة لتحقيق النضج المتكامل ، كما أعتقد . 6 أقترح عليك البدء بتمرين الانتباه _ أو الاستمرار بممارسته وتطويره باستمرار _ المشترك بين التنوير الروحي وعلم النفس الحديث : تعلم الجلوس بهدوء وصمت . هذا التمرين ، أو العادة الجديدة ، يشبه تعلم اللغة الجديدة . .... إذا كنت ، ما تزال في المرحلة النرجسية ( هذه الفكرة تتوجه لمن تجاوزا الثلاثين في الحد الأدنى ، ومع تقدم العمر تتزايد الحاجة والضرورة ... ) ولا يمكنك منح عدة دقائق لنفسك في اليوم ، أقل من خمس دقائق في البداية ، كيف تتوقع نتيجة جديدة ، ويتحقق معها التقدير الذاتي المناسب والرضا وراحة البال ! 7 البرج العاجي ... أو غبطة الوجود ، أو تشكيل قواعد قرار من الدرجة العليا أو النضج المتكامل أو تحقيق التجانس الفعلي بين العمر البيولوجي والعقلي ، مستوى معرفي _ أخلاقي موحد ، ويمثل مهارة فردية ومكتسبة بطبيعتها . أو عادة جديدة ، تشبه السباحة أو تعلم لغة جديدة . .... لا أنت ولا أنا لا أحد يعرف حدود جهله .... ملحق 1 ضرورة التمييز بين المعاقبة والمكافأة أو ( بين التعزيز وبين العقاب أو الإطفاء ، للعادة والسلوك )
يعيش الانسان البالغ بقية عمره ، يكرر الماضي غالبا . .... كيفما تلفت ، نفس المشهد يتكرر في البيت ، والشارع ، والعمل : ملامح متجهمة ، ويابسة تقريبا . وبعدما ينتبه ، أو تنتبه ، لوجودك ، ترتسم الابتسامة المصطنعة . في محاولة يائسة ، للظهور بعكس حالة العيش النمطية والمتكررة . أنت وأنا نكرر نفس المشهد ، بالنسبة لملاحظ يهتم بالفعل . ملحق 2 العيش على مستوى اللذة _ الألم ، عتبة مشتركة بين الصحة والنضج المتكامل . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النظرية الجديدة _ مثال ختامي
-
فرويد بوصفه فيلسوفا _ تكملة البرج العاجي ...بين الشعر والفلس
...
-
البرج العاجي ...بين الشعر والفلسفة
-
الواقع _ بدلالة النظرية الجديدة
-
الكتاب الخامس _ الفصل الخامس
-
بعض تطبيقات النظرية الجديدة
-
تغيير الماضي _ من أهم تطبيقات النظرية الجديدة
-
النظرية الجديدة ب 100 كلمة
-
ويقولون لكم ....
-
النظرية الجديدة _ تكملة تطبيقات مهمة
-
النظرية الجديدة ب 1313 كلمة
-
النظرية الجديدة _ الصيغة 6
-
طبيعة العمر الفردي ، المسافة أو الفجوة بين يوم المولد ويوم ا
...
-
النظرية الجديدة _ الصيغة 5
-
مثال تطبيقي ...
-
الالتزام أحد لأهم تطبيقات النظرية الجديدة _ تكملة
-
النظرية الجديدة _ عبر بعض الأمثلة
-
الالتزام أحد لأهم تطبيقات النظرية الجديدة
-
طبيعة اليوم الحالي ومكوناته _ تكملة
-
طبيعة اليوم الحالي ومكوناته
المزيد.....
-
إليك ما نعرفه عن اصطدام طائرة الركاب ومروحية بلاك هوك وسقوطه
...
-
معلومات سريعة عن نهر بوتوماك لفهم مدى تعقيد البحث عن حطام ال
...
-
أول تعليق من ترامب على حادثة اصطدام طائرة ركاب ومروحية عسكري
...
-
حوافه حادة..مغامر إماراتي يوثق تجربة مساره بوادي خطير في قير
...
-
كيف نجا قائد الطائرة إف-35 -الأكثر فتكا في العالم- بعد تحطمه
...
-
إيطاليا تعيد كنوزا عراقية منهوبة.. قطع خلدت ذكرى من شيدوا ال
...
-
FBI يستبعد العمل الإرهابي في حادث اصطدام طائرة الركاب بمروحي
...
-
بعد كارثة مطار ريغان.. الإعلام الأمريكي يستحضر آخر حادث كبي
...
-
جورجيا تنسحب من الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بعد مطالباته
...
-
الائتلاف الوطني السوري يهنئ الشرع بتنصيبه رئيسا للجمهورية
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|