فرح تركي
كاتبة
(Farah Turki)
الحوار المتمدن-العدد: 7298 - 2022 / 7 / 3 - 03:37
المحور:
كتابات ساخرة
منذ سنوات تعرفت على صاحبه هذا الوجه الجميل، كانت لطيفة، الغريب أننا ولدنا في التاريخ ذاته مع فارق سنوات قليلة، حددت لها قيمة في قلبي ومكانة خاصة،
إلا أنني كنت أجد نفسي كلما تزورني وبالأخص بعد مغادرتها بيتي أحس بأني أتناقص..!
ينقص مني كل شيء، فمرة بقيت ربع يدي اليمنى، وأخرى خسرت عيني اليسار..
ذات مرة تركتها عند أولادي وذهبت؛ لكي اراجع الطبيبة، وجدت حتى أولادي وقد خالبهم التغير، وجه الصغير الذي كان يشع بدرًا منيراً قد تخرمش وكأن ذئباً قد حاول افتراسه وهذه خارطة مخالبه، خفت..
أبتعدت، تعللت بالعمل والدراسة والتعب..
وكنت لا أعلن عن مرضي
أنا أتنفس لكني بجسد أجزائه متقطعة وكأن حيوان مفترس قد اصطادني وبدأ يمضغ في أعضائي..
أخفيت وجهي، صرت لا أخرج في النهار، ماذا عساي أفعل إذا شاهدني أحد ما في تلك الهيئة..
صرت أخاف من نفسي، أنا تشوهت لم أعد أمتلك إلا روحاً تتعذب..
نعم الروح، لذلك فكرت بأن أستخدمها للتجسس على تلك الحبيبة التي وضعتها مقام الأخت..
أغمضت عيني، تركت روحي تنساب أحببت ذلك الشعور بأني خفيفة كفراشة..
بضع دقائق أدركت غايتي من كل هذا تناسيت فرحتي بتلك الخفة، تركت روحي التي تعرف الطرق تنساب كدخان..
وصلت إليها، داعبت وجهها كانت تتحدث عني، كنت أحاول أن أنبهها بأني هنا قريبة منها؛ لكني توقفت عندما وجدتها تقضم لقمة من كبدي وتناوله إلى أخرى كانت تجلس قربها..!
فزعت روحي عادت إلي في ثوان،
فتحت عيني من جديد ضحكت من هول الصدمة نظرت إلى السماء..
عرفت أن هناك خلف بعض الوجوه الجميلة أنياب حادة تقضمنا بكلام لا يمثلنا تغتابنا بلمح البصر
كان حكماً أبدياً عليّ بأن أبتعد وأبتعد أكثر
خوفاً من أن تأكلني بكاملي...
#فرح_تركي (هاشتاغ)
Farah_Turki#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟