حامد تركي هيكل
الحوار المتمدن-العدد: 7297 - 2022 / 7 / 2 - 21:02
المحور:
الادب والفن
بسرعة كبيرة انتشر خبر مقتل خمسة رجال، رغم أنه خبر عادي جداً، فحوادث مماثلة كثيراً ما تحصل ولا يلتفت اليها أحد، لكنَّ شيئاً غريباً ومثيراً في هذه الحادثة أثار انتباه الناس. إذ تم العثور عليهم في الصحراء، وقد فارقوا الحياة ليلاً! وعليهم آثار جروح بشعة، يبدو أنها كانت ميتة مؤلمة! هل هاجمهم وحش؟ هل تعرّضوا لهجوم عصابة من السفّاحين؟ الملفت أن نقودهم لم تسرق وأمتعتهم لم تُمَسْ! كلُّ شيء كان هناك عدا أرواحهم! لا أحد يعلم ما الذي حدث.
الاصدقاء الخمسة كانوا يستقلّون سيارة على الطريق الدولي بين مدينتين، ولسبب مجهول تنكبوا الطريق الدولي وسلكوا طريقاً نيسميّاً مهجوراً. قيل أنهم ربما قصدوا زيارة صديق قديم يسكن تلك الفيافي، وقيل ربما اعتقدوا أن هذا هو طريق مختصر. وقيل أيضاً أن من قتلهم ربما استدرجهم الى هذا المكان المقفر لينفِّذ جريمته. وقيل إنه قد لوحظ مؤخراً أنَّ سلوك بعض المسافرين يتغيَّر فجأةً لسبب مجهول حين يمرّون في هذه الأرجاء، كما لو أن قوىً خارقة من وراء الطبيعة تسيطر عليهم، فيتَّجهون الى الصحراء ليموتوا هناك!
بعد مضي اسبوع تم العثور على تسجيل صوتي في هاتف أحد الضحايا، تسجيل كشف سرَّ اللحظات الأخيرة القاسية. يبدو أن ذلك الرجل أراد أن يترك للناس دليلاً، أو ربما تم التسجيل بضغطة غير مقصودة! المهم عرفنا من خلال ذلك التسجيل الذي شبهه أحدهم بالصندوق الأسود ما الذي جرى لهم قبل موتهم.
تمَّ التحفظ على التسجيل وجهاز الهاتف، واعتبر دليلاً جنائيّاً مهماً لذلك لم يتسنَ لأحدٍ سماعُه الّا نفر قليل. لكنَّ من سمعوه أصيبوا بالدهشة. والخلاصة التي خرجوا بها أن كلَّ الضحايا هم مجرمون في الوقت نفسه! باختصار شديد لقد قتلوا بعضهم!
فحين سلكوا الطريق النيسمي في تلك الليلة المظلمة، وبعد أن ساروا في التيه ساعتين ربما، تعطلت السيارة، فنزلوا وفرشوا لهم بساطاً وجلسوا يتسامرون! لم يحاولوا إصلاح السيارة لكنهم جلسوا يناقشون أموراً فكرية! ثم تطرّقوا الى مسألة ما ( لم يتم الكشف عنها) قيل أنها سياسية، وقيل أنها دينية، وقيل أنها تاريخية، وقيل انها قضية رأي! لا يُعرف بالضبط عمَّ كانوا يتجادلون. المهم إنهم اختلفوا. ثم ما لبثوا أن اختلفوا بشدّة. ثم غضبوا، ثم تشاتموا، فقدوا أعصابهم تحت جنح الظلام! في ذلك اللامكان فقرر كلٌّ منهم أن يقتل خصمه!
#حامد_تركي_هيكل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟