أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - فرويد بوصفه فيلسوفا _ تكملة البرج العاجي ...بين الشعر والفلسلفة















المزيد.....

فرويد بوصفه فيلسوفا _ تكملة البرج العاجي ...بين الشعر والفلسلفة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 7297 - 2022 / 7 / 2 - 18:45
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


فرويد بوصفه فيلسوفا
( البرج العاجي بين الشعر والفلسفة _ تكملة )

هذا النص ينطوي على خدعة شبه مقصودة ، بين الفلسفة والعلم .

1
اثارت عبارة فرويد الشهيرة حول " ضرورة الانتقال من مبدأ اللذة إلى مبدأ الواقع " من الجدل الثقافي ، والثرثرة الفارغة أيضا ، اكثر من عبارة سارتر الشهيرة أيضا " الوجود يسبق الماهية " .
وقد كان للثقافة العربية دورها في الجدل خلال القرن الماضي ( في الثرثرة اكثر ) لكن أخذت العبارتان ، المدى الكامل في الجدل ، الفلسفي خاصة .
....
لم يهتم فرويد ( كثيرا ) بوضع معيار واضح للصحة العقلية والنفسية ، أو للتمييز بين حالتي الصحة والمرض ، واكتفى بالتصنيف الثنائي بين الشخص الطبيعي والمريض النفسي ، أو بمقدرة الشخص العادي والسليم على الانجاب والعمل .
2
العيش على مستوى اللذة ، نعرفه جميعا ، ونعلق به عادة طوال حياتنا .
لكن العيش على مستوى السعادة ( او راحة البال ) ، ما يزال نوعا من العقيدة الغامضة وشبه السرية ، يدفع بالحسد المتبادل بين فئات الثقافة المتنوعة ، وبخاصة بين جماعة علم النفس وعلم الاجتماع من جهة ، وبين غيرهم من بقية التخصصات الأكاديمية ، وخاصة في الفلسفة والفنون والآداب .
....
العيش على مستوى اللذة ، كانت مشكلة فرويد الشخصية ، مع يونغ وغيرهما من مثقفي النصف الأول في القرن السابق ، حيث كان التدخين كمثال نوعا من التميز ( والبروستيج الاجتماعي والثقافي أكثر ) .
أستخدم مثال التدخين بشكل متكرر لسببين ، بالإضافة لسهولته ، السبب الأول شخصي يعود لخبرتي العميقة مع السيجارة والكأس ، والثاني لأن التدخين خسر المعركة الثقافية ( العلمية والحقوقية ) خلال هذا القرن . بالمقارنة مع الكحول والدعارة مثلا .
3
بالتصنيف الثنائي للسلوك :
1 _ النوع الأول والأولي سلبي بطبيعته ، حيث السلوك تحكمه دوافعه ومسبباته ( المثيرات القبلية ) .
2 _ الثاني والثانوي ، وهو الأهم بالطبع ، حيث السلوك وظيفة لنتائجه .
عادة ، أو إدمان التدخين متوسط بالفعل بين النوعين ويمثل البديل الثالث .
....
يمكن تصنيف نمط العيش الفردي إلى نوعين :
1 _ الموقف العقلي التقليدي ، الذي يتمحور حول الماضي غالبا .
2 _ الموقف العقلي الإبداعي ، الذي يتمحور حول المستقبل بالضرورة .
4
ربما من الأنسب ، استبدال الصيغة السابقة بنوعي العادة :
1 _ العادة القديمة ، السلبية ( لا شعورية وغير واعية ولا إرادية ) .
2 _ العادة الجديدة ، الإيجابية ( شعورية وإرادية وواعية ) .
العيش على مستوى اللذة ، يتمثل في طغيان العادات القديمة على السلوك الفردي ونمط العيش بالمجمل .
وعلى النقيض ، يكون العيش على مستوى السعادة ( أو على مستوى الواقع بتعبير فرويد نفسه ) ، الذي يتمثل بطغيان العادات الجديدة ، الارادية والشعورية والواعية بالطبع .
5
تحويل عادة التدخين ، من عادة قديمة ( سلبية ) إلى عادة جديدة ( إيجابية ) بحسب تجربتي الشخصية ممكن بالفعل ، بالنسبة للشخصية فوق المتوسط المعرفي _ الأخلاقي .
....
توجد عادات أو مهارات جديدة ، ومكتسبة بطبيعتها ، يمكن تلخيصها بالتعلم والصبر والتسامح ...
بالمحصلة تنتهي إلى نتيجة ، أو اتجاه في البداية :
اليوم أفضل من الأمس وأسوأ من الغد .
6
المعيار السابق " اليوم أفضل من الغد وأسوأ من الأمس " ، حيث يكون اتجاه المرض العقلي والنفسي الثابت _ أو العكس حيث الصحة المتكاملة .
ليس إبداعي الشخصي ، بالكامل ، لكنه مساهمتي في علم نفس الأصحاء وعلم الزمن بالتزامن .
....
أعتقد أن بحثي ، أو محور كتابتي الجديدة ، مزدوج بطبيعته بين طبيعة الواقع والزمن من جهة ، وبين علم نفس الأصحاء بالمقابل . وهما يتكاملان في النهاية كما أرغب وأسعى .
....
" مشاعرك مسؤوليتك "
....
....
البرج العاجي ...بين الشعر والفلسفة

لماذا يختار غالبية البشر نمط العيش التقليدي والسهل ، المكرر والممل ، ولا يعرفون غيره طوال حياتهم ؟!
أو السؤال المعاكس ، لماذا لا يخبر العيش في الأبراج العاجية سوى قلة نادرة من البشر ، الفلاسفة والشعراء والموسيقيون وغيرهم من " القلة السعيدة " ، ويوسمون بالجنون من قبل الغالبية والمجتمع بصورة عامة ؟!
وربما السؤال الثالث والأهم ، لماذا يشعر الأكثرية بالغيرة والحسد من سكان _ البرج العالي _ وبنفس الوقت يتجنبونهم بحذر ، وهلع إلى اليوم ، وفي مختلف المجتمعات والثقافات ؟!
هذه الأسئلة ليست جديدة بالطبع ، بل تتكرر لدرجة الملل والابتذال ، خاصة في النقد الأدبي القديم والحديث معا .
الأجوبة نفسها تتكرر أيضا في غالبية الثقافات ، والمشترك بينها القيم الإنسانية _ القيم لا الأخلاق .
( النموذج الأقدم للقيم الإنسانية _ المشتركة بطبيعتها _ يتمثل بالوصايا العشر ، بينما يتمثل النموذج الحديث بالميثاق العالمي لحقوق الانسان .
وتتمثل نظم الأخلاق باللغة أو الدين ، أو الحزب أو العرق أو الجنس وغيرها ، وهي دغمائية بطبيعتها : نحن _ ضد _ هم . على النقيض من القيم الإنسانية ، بمختلف الثقافات والمجتمعات بلا استثناء ) .
وسبب إعادة طرحها اليوم مزدوج ، شخصي وثقافي معا .
....
ضيعتنا الطرق السهلة .
1
الطرق السهلة تنحدر إلى القاع ، بطبيعتها .
والطرق الصعبة تتجه إلى القمة ، بطبيعتها أيضا .
هذا القانون الطبيعي ، والإنساني بالتزامن .
....
كلنا نعرف القانون العكسي بالخبرة ، ونرفضه غالبا في الفكر والمنطق .
2
أقترح عليك استبدال القانون الطبيعي والعكسي ، بالعادة القديمة والجديدة .
....
قبل ذلك لنفكر قليلا بالمتلازمة ، التي كررتها سابقا :
الحاجة ، والرغبة ، والعادة ، والسلوك ، والقرار .
هي تحدث بالتزامن تقريبا ، وترتيبها اعتباطي بحسب تجربتي .
لكن التصنيف بدءا من الماضي ، من المنطقي أن يبدأ بالرغبة والحاجة ، وينتهي بالقرار والسلوك .
وعلى العكس من التصنيف بدلالة المستقبل ، حيث القرار يمثل البداية أو العادة الجديدة .
3
يرغب البشر بصورة عامة ، بالعيش على مستوى التكلفة الدنيا .
لا مشكلة هنا ، كحل سريع ومؤقت لحالة مؤقتة أو طارئة ، خاصة في الأوقات الصعبة .
لكن المشكلة ، في العيش وفق هذا المستوى ( المنخفض ) _ بالتزامن _ مع توقع الحصول على الأفضل أو جودة عليا .
هذا وهم ومستحيل ، والنتيجة : الغضب المزمن ، مع القلق وعدم الكفاية .
....
المشاعر والأفكار ، نتيجة مباشرة لنمط العيش .
وهي تشبه الامتحان أو المقابلة ونتيجتهما .
4
يريد أغلب البشر ، تكرار نمط العيش نفسه ، ويرغبون ( ويتوقعون أيضا ) الحصول على نتائج جديدة !
....
تشكيل العادة الجديدة ( العادات ) ، هو المشكلة والحل بالتزامن .
5
كل يوم جديد بطبيعته .
( هو أيضا قديم ، من ناحية مكوناته الحية ) .
ويتطلب اليوم الجديد _ كل يوم _ تشكيل عادات جديدة ، وهي تتضمن العادات القديمة والماضي بطبيعتها .
لكن العكس غير صحيح .
والسؤال الأهم ، ويتضمن الأسئلة السابقة معا :
كيف يمكن تشكيل العادة الجديدة ، بنجاح مع الحفاظ على استمراريتها ؟
مثال التدخين ( مكرر ) :
شخص لا يدخن :
يتعلم التدخين ، ويصبح عادة جديدة تتضمن عدم التدخين .
هذا المثال مبتذل ، ولا يجهله أحد .
لكن في المرحلة التالية والأهم ، تتكشف المشكلة والحالة العامة :
شخص يدخن ، كيف يتعلم العادة الجديدة ( التوقف الارادي عن التدخين ) بنجاح ، مع الحفاظ على استمراريتها في المستقبل ؟
ناقشت هذا السؤال ، المركب ، عدة مرات في نصوص منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
والجواب بالمختصر : التعلم والصبر والاهتمام .
لا يمكن القفز فوقها ، هي الشرط الأساسي والعتبة المشتركة كما أعتقد ، لتحقيق النضج المتكامل .
6
أقترح عليك البدء بتمرين الانتباه _ أو الاستمرار بممارسته وتطويره باستمرار _ المشترك بين التنوير الروحي وعلم النفس الحديث : تعلم الجلوس بهدوء وصمت .
هذا التمرين ، أو العادة الجديدة ، يشبه تعلم اللغة الجديدة .
....
إذا كنت ، ما تزال في المرحلة النرجسية ( هذه الفكرة تتوجه لمن تجاوزا الثلاثين في الحد الأدنى ، ومع تقدم العمر تتزايد الحاجة والضرورة ... )
ولا يمكنك منح عدة دقائق لنفسك في اليوم ، أقل من خمس دقائق في البداية ، كيف تتوقع نتيجة جديدة ، ويتحقق معها التقدير الذاتي المناسب والرضا وراحة البال !
7
البرج العاجي ...
أو غبطة الوجود ، أو تشكيل قواعد قرار من الدرجة العليا أو النضج المتكامل أو تحقيق التجانس الفعلي بين العمر البيولوجي والعقلي ، مستوى معرفي _ أخلاقي موحد ، ويمثل مهارة فردية ومكتسبة بطبيعتها .
أو عادة جديدة ، تشبه السباحة أو تعلم لغة جديدة .
....
لا أنت ولا أنا
لا أحد يعرف حدود جهله
....
ملحق
ضرورة التمييز بين المعاقبة والمكافأة
أو
( بين التعزيز ، وبين العقاب أو الإطفاء ، للعادة والسلوك )

يعيش الانسان البالغ بقية عمره ، يكرر الماضي .
....
كيفما تلفت ، نفس المشهد يتكرر في البيت ، والشارع ، والعمل :
ملامح متجهمة ، ويابسة تقريبا .
وبعدما ينتبه ، أو تنتبه ، لوجودك ، ترتسم الابتسامة المصطنعة .
في محاولة يائسة ، للظهور بعكس حالة العيش النمطية والمتكررة .
أنت وأنا نكرر نفس المشهد ، بالنسبة لملاحظ يهتم بالفعل .
....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرج العاجي ...بين الشعر والفلسفة
- الواقع _ بدلالة النظرية الجديدة
- الكتاب الخامس _ الفصل الخامس
- بعض تطبيقات النظرية الجديدة
- تغيير الماضي _ من أهم تطبيقات النظرية الجديدة
- النظرية الجديدة ب 100 كلمة
- ويقولون لكم ....
- النظرية الجديدة _ تكملة تطبيقات مهمة
- النظرية الجديدة ب 1313 كلمة
- النظرية الجديدة _ الصيغة 6
- طبيعة العمر الفردي ، المسافة أو الفجوة بين يوم المولد ويوم ا ...
- النظرية الجديدة _ الصيغة 5
- مثال تطبيقي ...
- الالتزام أحد لأهم تطبيقات النظرية الجديدة _ تكملة
- النظرية الجديدة _ عبر بعض الأمثلة
- الالتزام أحد لأهم تطبيقات النظرية الجديدة
- طبيعة اليوم الحالي ومكوناته _ تكملة
- طبيعة اليوم الحالي ومكوناته
- مقدمة النظرية الجديدة ( 1 _ س )
- الظواهر الفردية الثلاثة _ تكملة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - فرويد بوصفه فيلسوفا _ تكملة البرج العاجي ...بين الشعر والفلسلفة