أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عطا درغام - التيارات السياسيبة والاجتماعية بين المجددين والمحافظين- دراسة تاريخية في فكر الشيخ محمد عبده














المزيد.....


التيارات السياسيبة والاجتماعية بين المجددين والمحافظين- دراسة تاريخية في فكر الشيخ محمد عبده


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 7296 - 2022 / 7 / 1 - 14:06
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حظيت آراء الشيخ محمد عبده باهتمام عديد من الدراسات الأكاديمية وغير الأكاديمية في حقول التاريخ والفلسفة والفقه ،وكذلك الذين يعنون بدراسة التيارات الفكرية من العرب والأجانب.
وعلي الرغم منذ لك فإن هذه الآراء ما زالت في أغلبها تحتاج إلي مزيد من الدراسة خاصة وان أغلب الدراسات حولها- حتي الأكاديمية- قد مالت إلي التطرف مدحًا أو قدحًا سواء في شخصية محمد عبده أو في آرائه.
كتلك الدراسة التي قام بها الدكتور عثمان أمين بعنوان "رائد الفكر المصري الإمام محمد عبده" والتي ذهب فيها إلي حد بعيد في مدح الشيخ والدفاع عن آرائه،وفي المقابل تأتي كتابات الدكتور محمد محمد حسين وبخاصة التي وردت في كتابه" الإسلام والحضارة الغربية" التي ألقت الضوء علي عديد من الجوانب في شخصية محمد عبده وسلوكه ،والتي حاول أن يعالج –مهاجمًا آراءه- ومن منظور إسلامي محافز- من خلالها.
كما أن أغلب مفكري الغرب- ومن تبعهم من المفكرين المسلمين- ممن تعرضوا لدراسة هذا الموضوع بصفة خاصة، أو تناولت أبحاثهم الاتجاهات الإصلاحية في مصر والعالم الإسلامي في التاريخ الحديث والمعاصر بوجه عام قد أعمتهم دعاوي القومية الأوربية بشكل جعلهم ينسبون كل ماهو مضيء في ثقافتنا إلي الحضارة إرجاعها – تجاهلًا أو عدم إدراك لتراثنا الحضاري والإسلامي وذهب بعضهم إلي حدرإنكار ما أسهم به العرب والمسلمون في الحضارة العالمية عامة والأوربية المعاصرة بوجه خاص.
لكننا نحن المسلمين لا نستطيع إنكار تأثر الافغاني ومحمد عبده وغيرهما بالفكر الأوربي الذي وفد إلي الشرق الإسلامي منذ مطلع القرن التاسع عشر،والذي هز الفكر الإسلامي هزة عنيفة استوجبت ضرورة اليقظة والتنبه لحالها ولما يُراد بها، فسعت إلي إحياء التراث وتجديد الفكر القائم بشكل يلائم قضايا العصر.
ولم يكن اتجاه الأفغاني ومحمد عبده الإصلاحي اتجاهًا "كهنوتيًا بالمفهوم الأوربي بل كان إصلاحيًا دينيًا بالمفهوم الإسلامي الشمولي حيث شمل كافة جوانب الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي من خلال الإصلاح الديني الذي وصفته العروة الوثفي بقولها:" أن أصوله لم تكن قاصرة علي دعوة الخلق إلي الحق وملاحظة أحوال النفوس من جهة كونها روحانية..بل هي كما كانت جاءت وافية بوضع حدود المعاملات بين العباد وبيان الحقوق كليهما وجزئيها وتحديد السلطة الوازعة التي تقوم بتنفيذ المشروعات وإقامة الحدود.."
وهذه النظرة تلتقي مع نظرة ابن خلدون إلي التاريخ التي تتجه إلي تحليل الظواهر الاجتماعية علي ضوء الواقع لا علي ضوء القوانين الغيبية.
ومن هنا يمكن التدليل- بل التأكيد- علي أن هذا الاتجاه الإصلاحي كانت جذوره إسلامية أكثر منها أوربية، كما يمكن – من جهة اخري – تفسير أسباب الصدام بين أقطابه والسلطة السياسية، وبينهم وبين المشايخ التقليديين وكذلك دعاة التقليد الأعمي للحضارة الغربية.
لقد التقي كل من السلطة السياسية والمشايخ التقليديين علي طريق واحد يهدف إلي تقويض الاتجاه الإصلاحي الذي قاده جمال الدين الافغاني، ومن بعده محمد عبده، فطُرد الافغاني من مصر،ونُفي محمد عبده خارجها.ولم يكن باستطاعة محمد عبده أن يهاجم الاثنين معا بعد عودته وحيدًا إلي مصر فحاول الفصل بين القوتين حتي ينفرد بإصلاح كل منهما أو أيهما بدءًا بالأزهر وحسبما نتيجة الظروف.
وتحمل مانتج عن ذلك من اتهام بالترويج للعلمانية،وهو اتهام قوي جناح معارضيه من مشايخ الأزهر المحافظين..لكنه حينما اشتد في الهجوم عليهم وحاول تعريتهم وإظهار جهلهم بعلوم العصر، وحتي ببعض جوانب دينهم لاذوا بالسلطة السياسية، فاضطر محمد عبده إلي الاستعانة بسلطة كرومر،علي أنهما- أي الخديو ومشايخ الأزهر- قد تمكنا معًا من تقويض دوره الإصلاحي، وذلك لأن كرومر له في خطواته الإصلاحية كان تأييدًا محدودًا لا مطلقًا كما كان يريد، ومات دون ان يحقق ما يصبو إليه.
وبصفة عامة عامة ينبغي أن نوضح أن أغلب المفكرين الأحرار في العالم العربي بشتي انتماءاتهم لا يجدون المناخ المناسب لنشر أفكارهم ،ويرجع ذلك في الغالب إلي سيطرة المحافظين التقليديين لظروف سياسية واجتماعية واقتصادية تؤدي إلي دوام انتصارهم علي أتباع الفكرالحر ولارتباط المفكرين الأحرار بالفكر الغربي الحر في الوقت الذي يبدو فيه الغرب في صورة بغيضة لدي الجماهير ،وهي صورة تقوي موقف المحافظين، لكنه علي الرغم من ذلك فإن الفكر الحر كان ومازال له تأثيره علي كافة التيارات الفكرية.
وكما لم تكن وفاة محمد عبده نهاية لحملة الهجوم عليه لم تقف هذه الحملات عند حد مهاجمة آرائه بل تعدتها إلي حد اتهامه في دينه وسلوكه،ولا زال هذا التيار ينقب حوله بغرض التشكيك في أصله وانتماءاته وإسناد عديد من المساويء إليه.
وهذا الكتاب للدكتور زكريا سليمان بيومي (التيارات السياسيبة والاجتماعية بين المجددين والمحافظين- دراسة تاريخية في فكر الشيخ محمد عبده) محاولة موضوعية لتوضيح فكر الإمام محمد عبده وربطها بجذورها الإسلامية علي الرغم من تأثره بالحضارة الاوربية التي ساعدته ثقافتها وأفكارها علي بلورة هذه الآراء.
كما أنها محاولة لتوضيح دعوته في ضرورة التعامل والتفاعل مع الرصيد الحضاري، وفي أي ثوب مع الاحتفاظ بميزان دقيق وقلب واضح تصب فيه هذه الحضارة وبشكل يميزها،ويوضح هوية الدين الذين يهمون في دفعها.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية العرض المسرحي
- الفيلم التاريخي في مصر
- أدب الزهد في العصر العباسي للدكتور عبد الستار السيد متولي
- الأصول الفني للشعر الجاهلي
- الهجاء في الأدب الأندلسي
- الشعر العماني- مقوماته واتجاهاته وخصائصه الفنية
- نقد المنظور اليهودي لتطور الشعر العربي الحديث- الدكتورمحمد ن ...
- أبحاث في الفكر اليهودي للدكتور حسن ظاظا
- أدب البحر
- القاهرة مدينة الفن والتجارة
- صحافة الاتجاه الإسلامي في مصر
- الأدب العربي في فلسطين(1860-1960)
- الوسائط الحديثة في سينوجرافيا المسرح
- نظرية الكوميديا في الأدب والمسرح والسينما
- المأساة اليونانية في القرن الخامس ق.م
- الإنسان المصري علي الشاشة
- مستقبل الثقافة في مصر
- الحركة النسائية الحديثة: قصة المرأة العربية علي أرض مصرللدكت ...
- موسيقي مصر والسودان شواهد حضارية وثقافية
- تذوق الموسيقي العربية


المزيد.....




- مسؤول أمريكي: مؤشرات أولية على احتمال إسقاط طائرة أذربيجان ب ...
- قناة عبرية تنشر تفصيلا جديدا قد لا يخطر على البال حول عملية ...
- حكومة البشير في سوريا ما بعد الأسد.. من هم الوزراء وماذا نعر ...
- موزمبيق: اشتباكات عنيفة بعد فرار 6000 سجين من سجن شديد الحرا ...
- باكو تنطلق من فرضية صاروخ روسي أسقط طائرتها في كازاخستان
- بعد هيمنة نظام الأسد عليه: لبنان يتطلع لعلاقات أفضل مع سوريا ...
- هل إسرائيل قادرة على تدمير قدرات الحوثيين الصاروخية؟
- نيويورك تايمز: أوروبا غير قادرة على فرض عقوبات صارمة على روس ...
- إيران تعلق على اتهامها بالوقوف وراء الأحداث والاحتجاجات الأخ ...
- هروب 6 آلاف سجين في موزمبيق وسط أعمال عنف عقب الانتخابات


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عطا درغام - التيارات السياسيبة والاجتماعية بين المجددين والمحافظين- دراسة تاريخية في فكر الشيخ محمد عبده