أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - جموحاتٌ في آفاقِ الحنينِ، إهداء إلى الصَّديق نعيم إيليّا














المزيد.....

جموحاتٌ في آفاقِ الحنينِ، إهداء إلى الصَّديق نعيم إيليّا


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7296 - 2022 / 7 / 1 - 02:07
المحور: الادب والفن
    


جموحاتٌ في آفاقِ الحنينِ
إهداء: إلى الصَّديق العزيز القاص والرِّوائي السُّوري نعيم إيليّا

أحنُّ إلى ذاتي
إلى أمِّي وهي تلملمُ باقاتِ الحنطةِ
إلى أبي وهو يحرثُ أرضَنا بالفدَّانِ
مركّزاً سكَّتَهُ في أجنحةِ الأرضِ
زارعاً بذارَهُ في خطِّ الأمانِ
يحصدُ في نهايةِ المواسمِ أشهى ثمارِ الخيرِ!

أحنُّ إلى ظلالِ البيتِ العتيقِ
إلى نعيم إيليّا
صديقٌ من نكهةِ الفرحِ
لا يستسلمُ لأيِّ خصمٍ من الخصومِ
يجابهُ بمهارةٍ عاليةٍ لاعبي الشَّطرنجِ ..
ويجابِهُ كلَّ مَنْ ينحو مناحي الاعوجاجِ!

نعيم إيليّا صديقٌ من شهقةِ المطرِ
لونُ القصيدةِ في أصفى بزوغِها
أنغامٌ مجنَّحةٌ نحوَ رحابِ الصَّفاءِ
الصَّداقةُ حرفٌ مندَّى باخضرارِ الرُّوحِ
دمعةٌ سخيةٌ أثناءَ الوداعِ
حكايةُ شوقٍ مبرعمةٌ في حنايا القلبِ
رسالةُ حبٍّ إلى طينِ الحياةِ!

هرَّ أصدقاءٌ في منتصفِ الطّريقِ
هرَّ بعضُهم في بدايةِ الطَّريقِ
هرَّ بعضُهم قبلَ أنْ تدوسَ أقدامُهم مرامي الطَّريقِ
هرُّوا لأنّهم لا يفهمونَ معاني الطَّريقِ
ولا يفهمونَ أصولَ العبورِ في انبعاثِ
مذاقِ تجلِّياتِ الصَّديقِ!

الصَّداقةُ عهدٌ مقدَّسٌ في دنيا من حجرٍ
هبةٌ منبلجةٌ من ثغرِ النَّسيمِ
ضياءُ الرّوحِ في ذروةِ سطوعِ القمرِ
حلمٌ مكتنزٌ ببهجةِ العبورِ
في أحضانِ الفرحِ
رقصةٌ متماهيةٌ معَ بسمةِ الصَّباحِ
قلوبٌ متناغمةٌ معَ منعرجاتِ الحياةِ
جموحٌ صادحٌ بزقزقزاتِ العصافيرِ
عهدٌ مندَّى بأشهى ثمارِ المحبّةِ
عناقٌ من نكهةِ حبورِ السّماءِ
قصيدةُ عشقٍ مبلَّلةٌ بزخَّاتِ المطرِ!

زارَني أمس الصَّديقُ نعيم إيليّا باسماً
زارَني في أعماقِ الحلمِ
رسمَ فوقَ مروجِ الحنينِ عناقيدَ عِنَبٍ
ذكَّرني بعناقيدِ دالياتٍ مسترخيةٍ
في أحضانِ الكرومِ
ذكَّرني برفرفاتِ الحنينِ إلى طينِ الكرومِ
آهٍ يا كرومي
يا صديقةَ ليلي وصباحي
يا مهجةَ الرّوح ِوالقلبِ
نعيم إيليّا قصيدةُ حبٍّ
من مذاقِ سهولِ القمحِ!

أينَ أنتَ يا نعيم؟!
يا صديقي الملظّى في غربةِ هذا الزَّمانِ
أريدُ أنْ أهمسَ في أذنيكَ همسةً من نكهةِ الكرومِ
همسةً منبعثةً من شهقةِ القصيدةِ
همسةً مضمَّخةً بأريجِ النَّرجسِ البرِّي!

هل ما تزالُ يا صديقي
تحملُ فوقَ منكبيكَ أوجاعَ العمرِ؟
هل ما تزالُ مندهشاً من شراساتِ الافتراسِ؟
افتراسِ بعضِ البشرِ لبني البشرِ
هل ما تزالُ تشكِّكُ بانسانيّةِ الكثيرِ مِنَ البشرِ؟
هل ما تزالُ تكتسحُ بفِيلةِ وأحصنةِ الشَّطرنجِ
آثارَ القبْحِ المستفحلِ على وجنةِ الحياةِ
هل ما تزالُ في أشدِّ الشَّوقِ
أنْ تمحقَ شراهاتِ الطُّغاةِ؟!
كم مرّةً تمنَّيتَ أنْ تُزالَ أقبحُ قباحاتِ البشرِ
كي يصبحَ الكونُ أكثرَ صفاءً وبهاءً!
كم مرةً همسْتَ لي بصوتِكَ الهادئِ
إلى متى سيزدادُ جنونُ البشرِ تفشِّياً؟!

هل تتذكّرُ اللَّقبَ الَّذي أطلقَهُ والدي عليكَ؟
أسأله، هل زارَني اليومَ أحدٌ يا والدي؟!
يجيبُني، أيوه زارَكَ صديقُكَ شَعرُ "القچِّ" "alqjje"!
قاصداً صاحبَ الشَّعرِ المنفوشِ!
أسألُكَ بربِّ العبادِ: هل مشّطْتَ شَعرَكَ مرةً واحدةً
عندما كنَّا ندرِّسُ معاً في ثانويَّةِ الطّليعةِ للبناتِ؟!
هل مشَّطْتَ شعركَ مرةً واحدةً طوال عقودِ التَّدريسِ،
وتريدُ أنْ لا يطلقَ الوالدُ "الكوهنبرُّ" عليكَ
شَعرَ "القچِّ" "alqjje"؟!
ألَا تحنُّ إلى هذا اللَّقبِ الطّريفِ؟!
ألَا تحنُّ إلى فكاهيّاته وهو يستعرضُ لكَ
مهاراتِهِ في إعدادِ وجباتِ غنمتهِ من "ريسيّاتِهِ"
الّتي فرشَها تحتَ ضياءِ الشَّمسِ؟!

أحنُّ إليكَ يا صديقي
مثلما أحنُّ إلى مداعباتِ والدي! ..
والدي يغفو منذُ عقودٍ في جفونِ الأرضِ
وما تزالُ مداعباتُهُ ترفرفُ في مهجةِ العمرِ!

نعيم إيليّا لونٌ مفهرسٌ باللِّيونةِ
ملمٌّ بأسرارِ الصَّداقةِ المتناغمةِ معَ هديلِ السَّلامِ
لا يقبلُ القسمةَ على أجيجِ النَّارِ
يمقتُ الحروبَ والعنفَ وكلّ أنواعِ القهرِ
يحملُ رايةَ الوئامِ كأنّهُ من فصيلةِ اليمامِ
نعيم إيليَّا حرفٌ معرَّشٌ في خصوبةِ الأرضِ
يرفرفُ عالياً في صفاءِ السَّماءِ ..
هل تحنُّ يا صديقي مثلما أحنُّ أنا الآخرُ
أن تسمعَ صوتَ والدي وهو يجيبُ عن تساؤلي:
أيوه .. زارَنا اليومَ صديقُكَ شَعرُ "القچِّ" "alqjje"؟!

*هوامش: ريسيّات: أعشاب مجفَّفة، تُقدَّمُ كعلفٍ للحيواناتِ، وكان والدي معروفاً بإعدادِ الرّيسيّات من العشبِ البرّي!



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنبعث من دنياكِ الابتهالات الجامحة نحو غمائم الرُّوح
- إصدار العدد التّاسع من مجلّة السَّلام الدَّوليّة
- نوال السَّعداوي فكرٌ مستنير كضياءِ الصَّباحِ
- إصدار ديوان -باب موارب للصدى- للشاعرة السُّوريّة الكرديّة مي ...
- حوار رونيدا أحمد مع الأديب والتَّشكيلي السُّوري صبري يوسف
- حوار صبري يوسف مع الكاتبة والرّوائيّة السُّوريّة سهام يوسف ح ...
- مقارنة تحليليّة في قصيدتي الشّاعرين محمود درويش والقس جوزيف ...
- إصدار العدد السَّابع من مجلّة السَّلام الدَّوليّة [1] 2019
- إصدار العدد السَّابع من مجلّة السَّلام الدَّوليّة [2] 2019
- الشّاعر المبدع والقس الفاضل جوزيف إيليّا
- 5. أنشودة الحياة، [الجزء الأوَّل] نص مفتوح
- 4. أنشودة الحياة، [الجزء الأوَّل] نص مفتوح
- [2]. أنشودة الحياة، [الجزء الأوَّل] نص مفتوح
- 3. أنشودة الحياة، [الجزء الأوَّل] نص مفتوح
- 2. أنشودة الحياة، [الجزء الأوَّل] نص مفتوح
- 1. أنشودة الحياة، [الجزء الأوَّل] نص مفتوح
- أنشودة الحياة نص مفتوح، المجلد الأول، الإهداء والمقدّمة
- 11. مقتطفات من تعقيبات الأديب والتّشكيلي صبري يوسف على بعض م ...
- 10. مقتطفات من تعقيبات الأديب والتّشكيلي صبري يوسف على بعض م ...
- 9. مقتطفات من تعقيبات الأديب والتّشكيلي صبري يوسف على بعض من ...


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - جموحاتٌ في آفاقِ الحنينِ، إهداء إلى الصَّديق نعيم إيليّا