أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - غسيلُ الأموالِ والأنفُسِ والوجوهِ المُريبة














المزيد.....


غسيلُ الأموالِ والأنفُسِ والوجوهِ المُريبة


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 7295 - 2022 / 6 / 30 - 14:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


Money and faces laundering

في الاقتصاد، كما في القانون، فإنّ عملية غسيل الأموال Money laundering هي جريمة اقتصادية تهدف إلى منح الأموال مجهولة ومشبوهة المصدر"شرعيّة قانونيّة"، وذلك من أجل امتلاكها، أو التصرّف بها، أو إيداعها، أو استبدالها، أو نقلها، أو التلاعب في قيمتها، لأنّها عائدات من أنشطة غير مشروعة.. كإنتاج وتسويق المخدرات، و"الفدية" المدفوعة مقابل اختطاف الرهائن، وسرقة موجودات ثمينة يصعب بيعها (كالمجوهرات النادرة، واللوحات الفنية والقطع الأثريّة..)، و الإرهاب، والاختلاس، وأتاوات المافيات (المُستقرّة والجوّالة على حدٍّ سواء)، وعمولات وصفقات و"مُقاولات" الفاسدين (بمختلف درجاتهم ومراتبهم، ومناصبهم)، و"ريوع" ومكاسب التخادم "السياسي- الزبائني"، وأتعاب "الخيانات" الصغرى والكبرى.. وغيرها كثير.
ويمُرّ غسيل الأموال بمراحل ثلاث هي :
أوّلاً - مرحلة الإيداع: و تُعرف أيضاً بمرحلة "التوظيف" أو الإحلال، ويتمّ بها التخلص من كميات كبيرة من النقود القذرة بعدّة طرق (يمكن الاطلاع عليها في الكتابات ذات الصلة بهذا الموضوع)، بهدف تسهيل عملية اعادة بيعها (أو تسويقها) لاحقاً .
ثانياً - مرحلة التمويه: و يُطلق على هذه المرحلة أيضاً إسم مرحلة "التعتيم"، أو التجميع.. و تبدأ عندما تدخل الأموال الى قنوات النظام المصرفي الشرعيّ، فيقوم "غاسِل" الأموال بفصل (وعزل) الأموال التي يُريد غسلها عن مصدرها غير الشرعي.
ثالثاً - مرحلة الإدماج : و هي آخر مراحل عملية غسيل الأموال.. وتتمثل في منح هذه الأموال الطابع الشرعي، لذا تُعرف باسم مرحلة "التجفيف".. وهنا "تُدمَج" الأموال المغسولة مع النظام المصرفي والدورة الاقتصادية، فتظهر على أنّها عوائد طبيعيّة لصفقات تجارية معروفة واعتياديّة .
في السياسة.. كما في الاقتصاد.. كما في "نظامنا" السياسي المُلتَبِس ..
يحدثُ الأمر ذاته .
حيث تتمُّ عملية غسيل الوجوه الكالحةِ- القذِرة Faces laundering على ثلاث مراحل، هي: الإيداع، والتمويه، والإدماج (داخل الكيان السياسي – المجتمعي).. مع كُل ما تتضمنهُ هذه المراحل من توظيف و إحلال و تعتيم و عزل و تجفيف، لكي تكون هذه الوجوه صالحةً للتسويق والتداول، ليس بيننا، وداخل كياننا المجتمعي فحسب، بل وحتّى على المستوى الخارجي – الدولي.
بعدها تُستكْمَلُ عملية "تبييضها" ، من خلال ضخّ كمٍّ هائلٍ من الأوهام، والتنظير، والتدليس، والأكاذيب الصفيقة .
ومن ثمّ تأتي المرحلةُ الأخيرةُ في تأسيس منظومات الخراب الشامل والتامّ.. حيثُ يتمُّ تسويق هذه الوجوه، وترسيخها، وتمكينها من التحكّمِ في إسلوب حياة و تفكير و"وعي" الشعوب الضعيفةِ المُتعَبَة، والمُثقَلَة بـ "النوايا" الطيّبة، واليأسِ العميقِ، والقهرِ المُستدام، و"المُعبَّأةِ" بالآمال و"الأمنيات" العظيمة أيضاً.. وإعادة برمجة ذاكرتها، وبناء سرديّاتها.. وبما يجعلُ هذه "الوجوهَ" بمثابة منظومات تدمير بقوّة دفع "ذاتية" للبُنية المجتمعيّة،وبما يُمكّنُها من أداء المهام الموكلةِ إليها، وتعزيز قدراتها على البقاء والحُكم.. لأطولِ مُدّةٍ ممكنة.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكاذيب همنغواي
- سيّارات السَخام العراقي الجميل
- عن روّاد مقاهي الشأن السياسي في فضائيّات العراق
- مثلُ وجعٍ محذوف.. يشتاقُ إليكِ قلبي.
- سعرُ صرفِ أرواحنا
- العراق.. سينما
- استفتاءٌ على موتنا والنخيل
- مولات الدولة وكهرباءها الوطنيّة
- رومُ بغدادَ و رومُ قلبي
- 50 مئوي.. داخل العائلة
- النساءُ.. وجوه
- في عيد الأب
- وزير المالية الإتّحادي في العراق: بين الورقة البيضاء للإصلاح ...
- في نهايةِ قميصها الأبيض.. هذا اليوم
- أنا صاحِبُ الروحِ.. سلاماً لروحي
- أنتَ ونوح.. وحدكما في السفينة
- أنتَ وحدكَ تعوي.. على قافلةٍ لا تسير
- عشرُ حقائقَ مُرّة عن العمل والتفكير الاقتصادي في العراق
- الهمُّ يغلِبُ النومَ.. ويجعلني وحدي
- في قديمِ الزمانِ.. في قديمِ الزمان


المزيد.....




- -يا إلهي-.. رد فعل عائلة بفيديو وثق بالصدفة لحظة تصادم طائرة ...
- ماذا نعلم عن طياري المروحية العسكرية بحادث الاصطدام بطائرة ا ...
- إليكم أبرز الرؤساء العرب الذين هنأوا الشرع على توليه رئاسة س ...
- العلماء الروس يرصدون 7 توهجات شمسية قوية
- أسير أوكراني يروي كيف أنقذ الأطباء الروس حياته
- على شفا حرب كبيرة: رواندا والكونغو تتصارعان على الموارد
- ألمانيا تمدد 4 مهام خارجية لقواتها قبيل الانتخابات
- مرتضى منصور يحذر ترامب من زيارة مصر (فيديو)
- -الناتو- يخطط لتقديم اقتراح لترامب بدلا من غرينلاند
- مشهد -مرعب-.. سماء البرازيل -تمطر- عناكب والعلماء يفسرون الظ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - غسيلُ الأموالِ والأنفُسِ والوجوهِ المُريبة