|
كاتبات يحترفن السعال : « مليكة مقدم » أو الأفعى المتمرّدة!
لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)
الحوار المتمدن-العدد: 7295 - 2022 / 6 / 30 - 07:33
المحور:
كتابات ساخرة
ـ قراءة ذوقية:
كما عهدتموني في هكذا مواضيع بعدم تسامحي أمام كل فعل يحاول هزّ القيم العربية و الاسلامية في مجتمعنا و بث الشكوك و التعرّض لها من منطلق انتقامي تشويهي مغرض لا من منطلق تربوي و توعوي ، و هنا أتحدث عن موجة الرواية العربية المائلة لنهش شرف المجتمع و التشكيك في قيمه المحافظة بدواعي محاربة ( الكهوفية الفكرية و التطرف و أحادية الرأي ). فبما أن فعل الكتابة هو فعل يُنتظر و يُتوقّع أن يُجابه بردة فعل كتابية ..إذن و هذا أمر طبيعي يجب أن يقتنع به كل من رشّح نفسه لخوض غمار ( الكتابة الأدبية ) و أن الكتابة ليست عملية دائرة في خلد صاحبها و مجرد أفكار تقبع بدواخلنا ؛ فعلى كل واحد دخل مغامرة الكتابة عليه أن يتحمّل النقد بكل صنوفه و اتجاهاته فمثلمها هم متمسكون مستميتون بحق التعبير و الكتابة و ـ فضح سلوك المجتمع كما يحلو التبرير لديهم ـ فهم معرضون لحرية رد الآخرين المختلفين مع فكرهم و سلوكهم الكتابي .. و هذا في الحقيقة أمر محمود لأجل خلق اتزان في الجدل و النقاش .. أن تترك بعض الأصوات الدخيلة على ( الأدب ) بلا " أدبياتها " دون ردة فعل فهذا هو الاستسلام بعينه لشكل من أشكال الرذيلة الفكرية و ترك استفحال " النفايات الفكرية " التي بدأت تمسخ عقول الكثير من شبابنا مثقفين و مبدعين كانوا أو من عامة الناس . تعرّضتُ في السابق لبعض الأصوات الروائية القصصية النسائية و لا زلت بالمرصاد من موقعي إلى آخر رمق في كشف أصوات " الرذيلة الإبداعية " و التي تثير "حفيظة فروج متتبعيها " مما أُعتمد - عمدا و قصدا- على الإباحية التعبيرية السردية أو توظيف السفّاح السردي بحجة ـ تسمية الأمور بمسمياتها و تفاديا للنفاق ـ الذي يعاني منه مجتمعنا …أسماء من القائمة المختارة لم تنته عندي في الكشف للقارئ الذي سمع عنهن و لم يطلع على محتويات منجزاتهم التي ( اشتهرت ) في البلاد العربية المسلمة ؛ و ذاك لفضح من جانبنا ظاهرة انتشار " القُحب الإبداعي " و هو جنس جديد و منحى تعبيري - اعترافي - لشد الاهتمام و إثارة الجدل . كثير هم من يجهل البعد التاريخي اللغوي الذي يختفي وراء كلمة ( قَحْبَة)، و يعتقدُ في المخيال الجماعي المجتمعي أن - قحبة - ببساطة لا تحتاج إلى تفكير طويل و عميق لنعرف أنها تعني ( مومس ) أو عاهرة ، أي تلك التي تمرّدت عن أعراف و دين مجتمعها لسبب من الأسباب لتعرض مفاتنها و جسدها و لحمها للرجال مقابل امتيازات مادية أو معنوية ( المقابل غير محدد! ) في تفاصيل ممارسة أقدم مهنة مارستها المرأة في تاريخ الإنسانية . فأصل كلمة ( قحبة) لُغوياً يتأتى بوضوح فيما يأتي : -فلانٌ ( قحبٌ) ، فلانة ( قحْبَةٌ)، ج = قِحابْ من فعل ( قَحَبَ) و المعنى ( سَعَلَ) و به داء صدري فعندما يَقحِبُ ( يسعُل) فهذا دليل على إصابته بداء ما. قَحْبٌ**، ةٌ - ج:** قِحَابٌ**. [ق ح ب]. (مص. قَحَبَ). 1. "شَيْخٌ قَحْبٌ" : مُسِنٌّ يَأْخُذُهُ السُّعَالُ. "عَجُوزٌ قَحْبَةٌ". 2. "اِمْرَأَةٌ قَحْبَةٌ" : فَاسِدَةُ الْجَوْفِ مِنْ دَاءٍ، أَوْ بَغِيٌّ، لأَنَّهَا كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تُؤذِنُ طُلاّبَهَا بِقُحَابِهَا، أَيْ بِسُعَالِهَا. إذن عند تحريف و تحوير هذا المعنى الأصلي من السعال بسبب داء داخلي جوفي صدري إلى طريقة مستحدثة استعملتها " الغانيات " في شدّ انتباه الرجال الذين لديهم رغبة في الجنس .. فازدهر منذ القدم " سُعال " النساء المختارات للدعارة و الراغبات في استقبال أكبر عدد من الفاعلين فيها مقابل ( امتيازات مادية و غيرها )..،فكان لزمن طويل و حتى الآن ( السُّعال ) أو ( القُحب) الوسيلة التعبيرية المطلبية التي تمارسها الأنثى العاقة المتمردة عن تقاليد المجتمع و أسرتها ..أو لأسباب ( قد يقال عنها قاهرة !!!).. قد يسأل قارئ أو يتساءل قائلا ما به " لخضر " أخذنا إلى التعاريف الأصلية لمصطلح ( القحبة ) و هو قد شرع منشوره بالحديث عن أصوات نسوية تكتب النص الإباحي و السفاحي ؟. الإجابة هي أني جدّ مستاء من بعض النساء و من خياراتهم السهلة اللامشرفة و رغم أنه تفصلنا عن أقدم مهنة في التاريخ آلاف السنين فإن صنف من النساء رغم التطور الفكري و الاقتصادي و البيئي و الثقافي إلا أن وسيلة هذه النماذج من النساء في قابليتها للرقي و التطّور بقت جدّ محدودة و ظلت بدائية و لم تشأ في رفع قدرها خارج إطار " لعبة بيع مفاتنها و جسدها و فضحها للعامة" و أشيأة جسدها .. فرق طفيف جدا حصل لهن مقارنة بأكثر من ألفيتين لرحلة الإنسانية نحو آفاق مهولة من التطور و التقدم. هذا الفرق هو أن ( القحاب) في الأزمان الغابرة كنّ - يقحبنَ - ( يسعلنَ ) في الشوارع بتستُّر و خوف من الأحكام و الإزدراء و في البيوت المُغلقة و في المواخير ، اليوم في هذه الألفية حدَّثنَ قليلا من النقلة في ( سُعالهن) ؛ الوسيلة التعبيرية لقُحبهن و رغبتهن في بيع اجسادهن و تعريضها لفتنة الجنس الخشن مقابل ( اهتمامهم و مزاياهم) أيّ أنّ السعال أصبح مسموعا و مشهورا و علنا و يُكتبُ أيضا نصّيا و بحرية و ينشر و تقام له معارضا و حفلات توقيع ( أو ايقاع ) بالبيع ، بل تسخَّرُ له جوائزا تكريمية !. بعض الأصوات النسوية المبدعة تجد ذريعة للمروق و التمرّد على الدين و المجمتع باستثمار ظروف صعبة بحكم طبيعة البيئة العربية الثقافية الشائكة أحيانا مجحفة في العلاقة بين ( التذكير و التأنيث ) عيشت في الطفولة و خلقت صدمات و كدمات أو هشاشة نفسية.. فبدلا من الخروج من هكذا تجربة بأقل خسائر و فضائح و بنسخة قوية و متزنة و الاشتغال على أسباب حدوثها و المساهمة في إثراء السبل التربوية في ترقية هذه العلاقة الساخنة بين الجنسين نتخذ السبل الأقل عناءً في ( اللغط المعاراضاتي أو النضال الخطأ و كأن ثنائية ( الرجل و المرأة ) هي ثنائية تعكس حربا دائمة لا حل لها و عداءً مستمرا عبر كل الأجيال و كلما نالت المرأة العربية درجة في اكتساح مجال الحرية كلما اتسعت هوة النقاش و أُثري سلبا بسبب اتصالهن المباشر بالثقافات النقيضة المتضادة مع المجتمع العربي المسلم . فهل الحرمان و الضيم لـ المرأة في مجتمعنا سببا وجيها و مشروعا يجعلها أن تتمرد عن الأعراف و تكفر بدينها أو تكفر بفضل والديها أو عائلتها و تشوههم في كتاباتها و في الإعلام و تشهر دون هوادة حقدها لكل ما هو عفيف و ديني و محافظة للقيم التي تربينا عليها كإرث قيمي مستوحى من تعاليم الدين السمحة ؟ -في هذه المناسبة سوف أقدم لكم كاتبة فرونكوفونية من أصول عربية جزائرية أثارت الجدل برواياتها و كتاباتها و لقيت احتراما و رواجا كبيرا من قبل المجتمع الغربي و مؤيدي فكرها و فكر التغريب في الوطن العربي و خاصة موطنها الأصلي الجزائر. إنها " مليكة مقدم":
هي حسب ما أُتفق عليه : كاتبة من أصول جزائرية تكتب باللغة الفرنسية من مواليد 5 أكتوبر 1949 في منطقة القنادسة المحافظة بولاية بشار .. و درست الطب بعاصمة الغرب الجزائري ( وهران ) ثم استقرت منذ زمن بعيد في فرنسا في منطقة " مونبيليي" .. في كثير من الكتابات تشهر حقدها و سخريتها من والديها و خاصة علاقتها مع والدها المقطوعة بسبب ردتها و كفرها و تهجمها على الدين الإسلامي و إعلانها عن إلحادها ( عظمة على عظمة على عظمة يا ست ! و كأنها جابت الأسد من أذنيه بفعلها هذا!!) ورفض هذا الأخير (والدها) و يمتنع لرؤيتها والتحدث إليها. مليكة مقدم كنوال السعداوي و غيرهن من الأصوات المارقة ضد الدين و ملة مجتمعنا العربي الإسلامي تناضل و تدافع ( يا عيني !!) عن حقوق المرأة في الوطن العربي وتنتقد بشدة شرعة الله من خلال الدين الإسلامي ***
من هي ؟ تعترف الكاتبة و تعرّف نفسها من خلال كتبها في هذه المقاطع التي تطرقت لها في هذه المناسبة لتنوير القارئ الكريم :
« نا كائن لذة في السرير و خارجه أيضا.. الحرمانات و الممنوعات و بؤس الطفولة و المراهقة ؛ كل ذلك أعطاني مزاج امرأة باحثة عن اللذة و الإستعجال في تطويع قابليتي للإستمتاع بكل لحظة . » أي أنها امرأة حرة تحبّ "السّعال" و تفتخر أنها " زير رجال!"..هذه صاحبة رواية ( رجالي ) و ليس لدي متسع من الصبر و لا الوقت لكي أسرد لكم بعض مقتطفات رواية « رجالها) ! لكن الكاتبة تعتبر قدوة لكثير من مثقفينا و مثقفاتنا الشباب أين البعض منهم لا يستخسر لهاث بحثه وراء كل ما ( تَقحُبْ ) به مليكة مقدم رمز النضال اللاديني و النسوي و الفرجي المتعدد!
« قبل أن أمرّ عبر تطويع طويل مع العشّاق، الآن و كذلك النزوات العابرة كلقاء ذات مساء حيث ألوذ بالفرار في وسط الليل . » مليكة هي من معتادات و ممارسات : Aventures sans lendemain أي تحب "المغامرات الجنسية لليلة واحدة دون غد"، فقط لجمع نطاق رجالها الذين تختارهم بمزاجها .
« الكتابة و دوران الكلمات تحبط التباريح الشديدة،، الكتابة و ـ تسويد ـ البياض لجسد الورق هو ريح صفحة حياة »، أي مليكة مقدم كمعقدة من جذورها من أصولها من فقر الطفولة قررت الانتقام من الفقر أين تحمل بيئتها و أهلها سبب هذا البؤس ، فقررت تسويد بياض الورق بحقدها الذي تعترف به المبني على شخصية شاذة منحرفة أتعبت أهلها و أتعبت نفسها بالدرجة الأولى. فكل شيء شوهته في كتاباتها بلدها الجزائر حيث قوّضتها إلى صحراء و قفار و فقر تنبعث منها روائح نتنة من صوف الماشية و من رائحة البول اللامطاقة لإخوتها و تقززها من فرش و أغطية عائلتها الحقيرة في نظرها ؛ لم تستثن أحدا و لا شيء إلا و قبّحته خاصة في رواية (المتمرّدة)… شخصية فريدة لم تمسسها بحقد و تشويه بل أنصفتها كثيرا في كتاباتها وأشادت بها و هي ( جدّتها !) و السبب هو أن جدّتها كانت تُغطّي و تتستر على تمردها و سلوكها المناهض للفضيلة و العادات ..بل تدافع عنها في كثير من المواقف .
نصيحة كاتبة سورية لها بعد أن لفظها كما الجيفة طهر بلدها الأصيل الجزائر و منطقها الأصيلة بشار : « سيدتي لا أعرف ما إذا كنت تتذكرين، فأنا شاعرة سورية،لكني أكتب باللغة العربية، أقطن خلف عيادتك مباشرة هلا سمحتِ اي كوني أرى أنه من واجبي أن أقول لك أن مواقفك و كتاباتك تضعكِ في موقع خطر .. إن ما أسمعه عن سيرتك أحيانا و بخصوصك أنك تمثلين الشيطان ..أنا خائفة عليك … » *أين تذهبون من الله ، فلا ملجأ منه إلا إليه و لا هربا منه إلا إليه إلا من كفر ! و هي كفرت بالله و بوالديها و ببيئتها النتنة بروائح الصوف و نتانة بول و ضراط إخوتها !. و تتساءل من خلال اعترافها :
« أهزّ كتفي من تحت السرير الريشي .. تحضرني شتائم و تهديدات من كل نوع ترافقني منذ طفولتي »
ـ هذا ما يسمّى خزي الدنيا و ذكرها موضوع في انتظار خزي الآخرة و الناظر لسحنتها الآن في هذا السّن يدرك و يتكهن خاتمتها على أي شكل ستؤول.!! لكنها مازالت توهم نفسها بأنها على حق و تسنحق التشجيع:
« تلقيت مشاعر تعاطف من قبل اليهود و الأقدام السوداء .. تعاطفهم معي ساعدني على إقصاء هذه الحدود من رأسي ».. يا لخسرانك يا ولية التي ساهمت في تسميم الكثير من العقول العربية المسلمة الدين سيحشرون معك لحبهم لفكرك و لثوراتك العقيمة ضد الكون كله باسم ( غرور الكتابة !). صحيح هي لا تعرف القرآن و لا هذا الدين و أنه « لن يرضَ عنها لا اليهود و لا النصارى حتي تتبع ملتهم »! تكتب :
« متراخية أداعب بطني لا يوجد خطر، فلا أحد دخل في بيات شتوي داخلي ، إنها فقاعة من خفة قابعة ظلام أفكاري كل عطش ليلي ، غريزة ترفض ـ المعصية كإمتناع. غريزة تنتظر أن يكون دماغي خارج الحلبة كي تمنحني عشيقا .. غريزة تلعب لي الجولة الحاسمة للأرق . أظل حالمة خلال لحظة: من هو عشيقك القادم؟ لا أملك أي فكرة. أهو (ملاك) أ (شيطان؟) » ـ ما أروعه فكر غرّر و استمال الآلاف من المعجبين و المعجبات فكر لحظوي و هي (غريزة ترفض ـ المعصية كإمتناع)! طيب ! هنيئا لك و لمن تبعك و بئس مصير العقول الهشة ! تتساءل هل عشيقها القادم ( ملاك أو شيطان ؟) ؛ بربكم يا أحبتي من يكون عشيقها الآتي!!! حتى و هي طفلة كان شيطان التمرد متلبسها و يعينها على العقوق و الكفر و كسر قلب والديها و أمها التي حملتها وهنا على وهن: ـ « استيلائي على هذه الغرفة أعطى الإنطلاقة للحرب التي ظلت مستمرة إلى هذا اليوم ما بين أمي و بيني.. كانت كل صباح تدع. بصفة عرضية… خلف الباب و تقول لي : (يا أيتها الأمريكية! توجد أشغال بانتظارك،، قومي من النوم!) و أنا أتلذذ بمعارضتي للنظام الأمومي و الأبوي و خصوصا عند اختلاسي لبعض الإغفاءات بعيدا عن الصخب عن المشاجرات .. القراءة طول الليل و النوم صباحا و العيش بمعزل عن الآخرين ـ على الطريقة الأمريكية ـ يسمح لي أيضا بالتخلص من الأنشطة التي تفترس الأيام و ترعبني ، الإنقلاب التام للنوم يدشن تحوّل الرفض إلى مقاومة و يرسخ من تصميمي على ألا أدع نفسي إلى أمةِ للجميع و خصوصا إخوتي ». هي تؤكد بأنها تخلّصت و استطاعت و نجحت في تفادي وضع ( العبدة ) أو الخادمة لوالديها و صارت عبدة للشيطان و هوى نفسها . تضيف كاتبة اعترافاتها الكبيرة العظيمة التي تثري و تغني فكر و معرفة قراءها و محبيها و المتطرفين في حب أسلوبها في الحياة فملكية مقدم الكاتبة الجريئة ( وحدها تحدت الجميع ، الله ، والديها ، قبيلتها ، الدين ، عادات أجدادها ).:َ
« في الليل و أنا متمددة على أحد المقاعد تسكنني أحيانا وجوه النساء المتزوجات، أُفاجئهن هنا و هناك و هنّ يفحصنني بعيون مفترسة.. كَبُرَ نهدي و بدأتُ اكتشف هيجان مُداعباتي الشخصية الحميمية .. شعور مسبق بالإنتهاك » و
« أعيش محصورة في الكتب.. الكتب تظل ضيوفي الوحيدة، ذهب بي الأمر إلى إيجاد ثلاث رفوف في قاعة الضيوف.. إنها ثورتي الخاصة بي و العلامة على أني أصبحت غريبة عن أهلي . »
عند خطبتها كانت القطرة التي أرقّتْ بيت طاهر و بسيط و محافظ و التي طردت الشيطان من بيت العائلة إلى غير رجعة و هي تقول معترفة بعصيانها : " استفدت من المهلة التي تركها لي والديّ اللذان كانا منشغلين باستقبال خُطابي ، ضيوف الرحمان ـ كما يقولون ـ تسللت من المنزل و من القرية، و أطلقت ساقي للريح : لقد كان للفضيحة التي تسبب فيها هروبي وقع فوري .. فمن هو الذي سيطلب يد فتاة قادرة على الهرب و علي إلحاق العار برجال قبيلتها؟. »
تذكر مليكة في ( المتمرّدة ) :« أذكر ، في الظلام، في قبيلتي التي ولدتُ فيها . لم أهجرها عن رفض أو عن تذوق للمغامرة.. لقد قطعتُ ـ بترتُ ـ نفسي عنها كي لا أموت ». هي لا تدري أن: رحمة لوالديها و بقبيلتها و إخوتها أراد الله لها هذا المصير .. و أن تنفذه بإرادة نفسها!
« تسع سنوات من المهنة التي أقدسها وجدت نفسها تنزل إلى المقام الثاني و عدم فهم « جون لويس* » بدأ من هذه اللحظة.. في بداية الكتابة و تساؤلاتها بالرغم أنه كان فخورا بعنادي و إصراري .. « الرجال لا يحبون إمرأة ـ تكتب ـ تمارس الكتابة.. الأمر قاس بالنسبة للرجل »:
*) لم تفهم « مليكة مقدم » بحكم أنها تعبش في العهر التام أن حتى صاحبها الفرنسي الكافر بدين أجدادها كما سبقته هي قبل الهرب إليه إلى فرنسا و تنكرت لأهلها ووالدها و عائلتها و هربت في سن الرابعة عشر من بيتها كبقاقي المومسات لم يتحّملها و يتحمّل أبقها الزائد و أن « جون لويس » ليس لا يحب إمرأة تكتب بل مشكلته أنه ككل رجال العالم لا يحب إمرأة « شديدة السعال و لا ترسو على برّ! » تُمارس الإثم بالقلم من خلال الكتابة ؛ أي "جون لويس" رغم تناقض أعرافه المسيحية مع أعرافنا الإسلامية لم يحتمل « إمرأة تَقْحُب » بهذا الإفراط ! . هي لا تفهم بعد بأن سنة الكون و الطبيعة و الإرادة الكونية أن الذكور الذين تتحاشاهم و تحاربهم تهرب منهم إليهم في النهاية ليسكّنوا حاجاتها الجنسية و يسدوا رمق فرجها المُعدّد لكل أصناف الأعضاء التناسلية …! لا أدري كيف تسميتها هي هذه الـ « مليكة » مثلها مثل شبيهاتها أهي كاتبة مومس أو مومس كاتبة ، على كلّ و كل ما أعرفه حسب اعترافها : أنها تمارس ( الإثم بالكتابة )! معناه ( قحبة ) كتابةً و ممارسة .
* « لم يحظ والديَّ بحظ ارتياد أية مدرسة ..و لكن كانت مدرسة قرآنية .. فهُما مُسلِّمان بهذا الإيمان الذي لم يحتك بأي خيار آخر ، صلابة صنعتها قرون من التقاليد الشفهية في خدمة (إله واحد!). أما أنا فكنت دائما ضد التقاليد ». يا خيبتك يا أمة الله شئتِ أو أبيت لا أدري كيف أصبحت طبيبة قبل أن تلجئي للكتابة و تفرغي سمومك على أهلك .. سموم التي تعلمتيها ـ نلقينا ـ في المدرسة الفرنسية . كيف تفكرين بهذا العما!!!؟ « و أنا أصيح .. ما الذي تفعله مع أمي ..؟رأيت و سمعتُ جسم أبي و هو يتدحرج و يدور على الجانب .. فتوقفت الأنات فورا: « أخرسي و نامي أيتها الأفعى ! ». قلبُ الأم دليلها و أخبر والديها بأن " مليكة " هي - عمل غير صالح !- أفعى انبثقت من بطن النعاج ، لم يخيب حدس الأم ، فالأفعى ما زالت تنفث سمها و نفايات فكرها في عقول الجاهزين من الشباب العربي لهضم كل زبالة .!
تكتب الأفعى مليكة : « أسود صفحات، كتابة غاضبة.. كنت سأموت لو لم التجئ إلى الكتابة. دون هذه الرشقات من الكلمات ، فإن عنف البلد و اليأس كان سيفجرني و يسحقني… يهددون بأن يقتلوا بحد السيف من ـ يرتكب الإثم بالقلم ـ و أنا واحدة منهم. ». اعترف أن من هددك هو الذي يستحق الاعدام لأن بردات فعل كهذه خلقت في المجتمع العربي المسلم هكذا مسوخ بصوت مرتفع مؤثر ، ليس خيرا من تجاهل هكذا شواذ في خلق الله .!!
« كان كتابي الثالث « الممنوعة » قد حصل للتوّ على استقبال مشجع في فرنسا » يا ع: يني على بنت فرنسا كيف هي فخورة بتشجيع من يحب الخير للمجتمعات العربية الاسلامية ! و هي فرنسا !
* « أؤجج النار في المدفأة، و أهيئ لنفسي كأسا مُترعة من ـ الويسكي ـ و أنا أقرأ..و بطني متوتر. » لو شربتِ يا مليكة « الشيطان » بحار من الخمرة و دخنت غابات من الحشيش لن تحصلي على الراحة النفسية و الرضا إلى أن تموتي بكل حقارة و وضاعة و تنتهي سيرتك .
« تخلِّصُني من استنشاق نتانة القطن الممزوج ببول إخوتي و أخواتي الصغار .. »، هي تتحدث هنا عن بيئتها العائلية التي ربتها و علّمتها و بفضلها صارت طبيبة مختصة.!
« أمي فقد عادت إلى أشغالها البيبتية . هي ـ عبودية ـ لا يستطيع أي عاشق آخر أن يتعلق بها. و لهذا السبب فإن والدي أضطر إلى الإكتفاء بزوجة واحدة » لم أر ( قحب) و وقاحة و فساد أخلاقي و انعدام الضمير كما هو الحال عند هذه الممسوخة في اعترافاتها التي تسوقها لشبابنا المكبوت !
تكتب مفتخرة و منتشية بسلوك العاهرات ساردة اعترافها:
« اشتريت قميص ليل مثير.. أنا التي لا أستطيع أن أنام إلا عارية ». و هي لا تدري أنها تبقى عارية حتى و لو لبست مصنع نسيج ! فالله حرمها من الهداية و نزع عنها لباس الحياء و التقوى.. ثم تواصل في سرد إنجازاتها و اعترافاتها الشيطانبة مع والديها :
« حين لم أكن أتشاجر معهما حول حرية أخرى، كنتُ أضع بيني و بينهم صمت « القراءة الهدّامة »..كنت وحيدة مع كُتب الأخرين ». نعم فلم اتجنى أبدا على هذا الصنف من ( الكاتبات المومسات ) فهنّ تلقّينَ معرفة ( مطالعاتية) و ليس التلقين كالتعلّم ، العقل القارئ الذي يتلقّن فكر غيره من الكتاب دون نقاش و لا مجادلة و لا نقد ذاتي ؛ فقط لأنه معجب و متأثر بشخصية المؤلف يعطينا قارئا و كاتبا مستقبليا يعيد نفس التفكير و نفس السيناريوهات الفكرية فقط باسلوب مخالف ! أما التعلّم من خلال القراءة للكتب معناه نتحصل على معارف و من بعد نخضع غرابيلنا و لا نتمسك إلا بما يليق بقناعاتنا الشخصية و ميولاتنا . القارئ المتلقّن للكتب خطير جدا لأنه يعتبر استمرارية للنفايات التي قرأها من قبل في فترة تكوين زاده المعرفي من خلال الكتب . فهي قرأت و التهمت ما يكفي في طفولتها و مراهقتها .. تلقّنت ما يكفي الخطوط العريضة لكل الأفكار الهدامة التي منحها لها الاستعمار من خلال مدرسته ، فليس غريبا أن تخون كل شيء و تنقلب على كل شيء !. الكتب هي أخطر مما يكون اذا كنا لا نحسن قراءتها و إذا كنا لا نحسن اختيارها ، فاذا تهدم العقل باستعمار فكري ، من الصعب ترميم هكذا أفكار أو تصحيحها لدى أصحابها.. فالأمر يبقى متجذرا و متأصلا !
« الحبّ يهدده ـ الإنحراف نحو سجن الإصلاح ».! بطبيعة الحال هذا الصنف من ( الكاتبات المومسات ) عدوهم الشرس الأول هي الفضيلة و الاستقامة و العفاف ؛ هكذا قيم تعتبر سجنهم المقيت !. فهي تحبّ عالم دون حدود لا حضور للطهر و الشرع و لممارسة « الحب » :
« كنتُ أضع رجلي بين فخذي صاحبي… » هنا هي تتحسر عن غياب و رحيل صاحبها (الرجل )، و تتحسّر في سردها .. هي لا تدري أنها مهما تعدّد ( رجالها ) تبقى وحيدة و في ذات الوقت ( مستودع نطاف ) للعابرين بسريرها ، هذا الصنف من الكاتبات و المثقفات العربيات فاشلات بشكل مطلق اجتماعيا و لا يصلحن لأي شيء اسمه الاستقرار ، لا يمكن أن تحافظ على رجل واحد سواء كان صاحبها أو زوجها بالرغم أنهن لا يصلحن للزواج من أصله بحكم " غرور الكتابة" و هوسهن المستمر في توسيع آفاق علاقاتهن و إثرائها بشكل إلحاحي . الاستقرار العاطفي لديهن مبعث للرتابة و الفتور ؛ إلا إذا عثرن على رجل ديّوث، بل مطلق الدياثة و لا يغار أبدا حتى و لو رآها مع عشرين رجلا أو يزيد!. تستمرُّ في اعترفاتها :
« لحسن حظي أُنقذتُ من فولكلوريات التنورات التي تصنعها أمي .. و نجوت من سخرية زميلاتي الفرنسيات في المدرسة »
و .. « قبل العطل الصيفية أحضن حقدي في سريري ليالٍ عدة ».. مليكة مقدم شخصية مريضة و مرضها الهوياتي مزمن ، التهمها الحقد اللامبرر و الكره لهويتها و أهلها و أصولها .. كانت تفضّل حسب سردها ( القحبوي):
« دائما الرجال طويلي القامة، الذين يخففون بسواعدهم و سيقانهم من أثر طردي من الجسد العائلي ، أترسخْ و أنا الصغيرة في عناقهم،، يلفونني بعد دوخة الرغبة. و حين يعثر النفس على تفرّده، الأنف في جيد الآخر، أتنفس بشكل عميق جلد الآخرين.. الإحتفال الجسدي، كل حساسية السرير، أقوم بالتقاطها و أتمتع بنهم.. الطفلة الجريحة التي أمثلها تُحرص على تخزين حقها من ـ الأهواء و الحنان و المداعبات و السذاجات و ـ خصوصا ـ الأشياء التي تخدش الحياء العام التي كانت مرفوضة في السابق … »! ـ نعم معها حق هكذا أمور كانت تخدش الحياء العام في السابق و الآن لما تطورت مهنة المومسات و انتقلت من الشوارع و الأحياء الساخنة و بيوت الدعارة إلى الظهور علنا على شكل روايات و مجموعات قصصية فلا خوف على هذا الرهط من جيل ( مومسات كاتبات معاصرات )… و هي تعي جيدا و تخلص إلى :
« بعد هذه القطيعة: ( يأتيني تصوّر مسبق و بحماس مؤلم قليلا بأنه لن تكون ثمة عودة ممكنة .. شعور مسبق بأن الثمن سيكون باهظا!. » نعم راهنت بكل شيء بسبب غرور الكتابة ، خسرت أهلها ، والديها و قبيلتها و نفسها و فوق كل هذا خسرت خالقها !… كل هذا بسبب (سعال الكتابة )..! و مع ذلك نفاياتها هي و بعض الكاتبات التي أواصل التطرق لكتاباتهن مستقبلا بقت مترسخة في عقول الكثير من المثقفين الشباب في وطننا العربي و كل يوم نرى نتاجا يشبه إلى حدّ كبير أفكار و كتابات " مليكة مقدم " و كتابات نوال السعداوي و غيرهن من المتحررات عن الدين و المجتمع و العادات و الله أيضا !. ــــ باريس 30 جوان 2022 ـ *)من سعال « مليكة مقدمة » المنشور: • Les Hommes qui marchent (Ramsay, 1990) الرجال الذين يمشون • Le Siècle des sauterelles (Ramsay, 1992) عصر الجراد • L’interdite (Grasset, 1993) الممنوعة • Des rêves et des assassins (Grasset, 1995) حلم و قتلة • La Nuit de la lézarde (Grasset, 1998) ليلة الصدع • N zid (Seuil, 2001)نزيد • La transe des insoumis (Grasset, 2003) نشوة المتمردين • Mes hommes (Grasset, 2005) رجالي • Je dois tout à ton oubli (Grasset, 2008) مدانة لنسيانك • La désirante (Grasset, 2011) الراغبة
#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)
Lakhdar_Khelfaoui#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شُرود…
-
تُريد أن أحملها !
-
العقول الحافية و النفوس المُحبطة المكبوتة (1).
-
قلبُ أبي …
-
قصاصة من تجارب حياتي الماضية : القصائد المحروقة !
-
أفكار : Pensées *عن الإبداع الأدبي و الفضاءات الزرقاء:سقوط ك
...
-
*إصدار جديد : رواية باللغة الفرنسية: Vivre parmi les rapaces
...
-
الأرملة الزرقاء: -! La veuve bleue
-
« ساءلتُ الليل » J’ai demandé à la nuit! إصدار جديد للأديب ل
...
-
سردية روائية: *ماء و حنطة !*
-
المرأة و الرجل: ما مدى مصداقية مفهوم « الصداقة » بينهما ؟!
-
العتمة العملاقة: ماذا سيحدث للعالم و لِ - عَبدة- (الفيس و إخ
...
-
عجائب الخلق..
-
كَشُرْبِ الهِيمْ!
-
حُقنْ -الغيبوبة الإرادية- للمرضى بالحياة !
-
هذه طفولتي التي أخطأتها …
-
*دموع إسطنبولية ! ( سردية واقعية)
-
يولد الشّعر في أيّ مكان شاء .. فكن إنسانا أوّلا يا صاحبي!
-
(قصة.ق): كِظام!
-
* جزائري أنا و افتخر و ليس عندي مركب نقص هَوَيَّاتِي مع با
...
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|