|
السجن القومي الابيض : حقوق السجنين 3
ايليا أرومي كوكو
الحوار المتمدن-العدد: 7294 - 2022 / 6 / 29 - 22:37
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
عضو السيادة موسي تتفقد السجن القومى بالابيض الابيض 28-5-2020( سونا)- تفقدت الاستاذة عائشة موسي السعيد عضو المجلس السيادة الانتقالى اليوم فى اطار زيارتها لولاية شمال كردفان للسجن القومي بمدينة الابيض . تفأل السجناء و المساجين كثيراً بزيارة عضو مجلس السيادة لسجن الابيض القومي . و بقدر تفاؤلهم الكبير جداً ، جاء خيبة أملهم الاكبر . فقد أكتفت العضوة المحترمة بزيارة مكاتب السجن الجنوبية و اكتفت بالاستماع الي الرسميين . لم تكلف نفسها عناء تفقد المعنيين من السجناء و النزلاء و الاستماع الي مشاكلهم و مظالمهم (ياما في السجن مظاليم ) فهدف الزيارة اولاً و اخيراً كان المستهدف فيه هم المساجين و النزلاء . و الي يومنا هذا لا يزال أهل السجن يتحدثون عن تلك الزيارة بغبن باين و حسرة و أسف شديد ، ملقيين عتابهم علي عائشة موسي جاءت و فاتت كأنها لم تأت! البيئة و الصحة العامة في السجن القومي الابيض هنا يكمن مربط الفرس الحالة البيئية السيئة لسجن الابيض القومي و علي ما أظن بما لا يدع مجالاً للشك . أن الاحوال البيئية السيئة ستتشابه بلا شك في كل سجون السودان الاخري . هذه البيئة ترتب و نتج عنها أمراض و مشاكل صحية مختلفة أصيب بها السجناء و النزلاء داخل السجن ، او اتوا بها من الخارج و نقلوها للداخل . كما ان هذه الامراض و المزمنة و الوبائيات قابلة للأنتقال الي الافراد الاصحاء في السجن و الي المجتمع خارج السجن فور انتهاء مدة حكم السجين او الافراج عن النزيل . و تتمثل المشاكل البيئة و الصحية في السجن كما يأتي الحمامات و دورات المياه معظم مساحات العنابر في سجن الابيض تكاد تكون متساوية في الحجم و المساحة . و كل عنبر يساوي 20مx 6 م تقريباً مستقطع منه الجزء الشرقي او الغربي مترين في مترين للحمامات ، الحمام بقضاء الحاجة في الجنوبي و حمام الاستحمام الجزء في الشمال . و يتوسط الحمامين في جانب من العنبر بينمها توجد زيرة مياه الشرب و الغسيل و مكان أواني الاكل و الشراب و المخلفات من الفضلات و باقي الطعام و الاوساخ . الحمامات الدخلية مفتوحة علي المنطقة الوسطي الخاصة بالمزيرة و هي بؤرة متسخة جداً رغم مداومة السجناء علي تنظيفها و سحب المياه منها . مياه حمامات الاستحمام العادي تخرج مباشرة من العنابر عبر الجداول لتجف او تتبخر ذاتياً داخل السجن . اما مياه حمامات الصرف الصحي الخاض بالمخلفات البشرية ( البول و الحرار ) فهي تذهب الي ابار الصرف الصحي من خلال المواسير الي الابار الخاصة بها امام العنابر و الزنازين . حيث تنتشر و يتوزع ابار درات المياه امام العنابر و في الدهليز الرئيسي الطويل الممتد من الجنوب الي الشمال داخل لسجن . هذا الممر العالي او الدهليز المغلق المسقوف الرابط بين العنابر شرقاً و غرباً يتوسطه ابار دورات المياه . ذات صباح سجني المفعم بالاماني و احلام المساجين و اضطراباتهم الخاصة بالفك الرهن و الحبس و الاسر . جلست مع الابن اشعياء علي تاوا الذي تصادف وجودنا معاً في المكان مع اختلاف التهم . تونسنا و تحدثنا عن الاحوال البيئية السيئة في السجن و كنا جالسين في المظلة امام عنبر 7 و بالقرب من جدول الصرف الصحي للعنبرين 6 و 7 . فقلت له متسائلاً و متي يتم شفط و سحب مياه الصرف الصحي من السجن ؟ فقد كنت في حيرة من أمري اذا لم أري عربة الصرف الصحيي في السجن منذ ان دخلته . فقال لي اشعياء لا يوجد عربة للصرف الصحي في السجن و مياه الصرف الصحي يتم سحبها تصريفها هنا داخل السجن . حاولت تكذيبه لكنه كان جاداً معي في كلامه و مصر عليه . فقال لي ستري بعينيك اليوم او غداً عملية تدوير الصرف الصحي داخل السجن . و في صباح الغد القريب شاهدت عملية السحب بوسطة طلبه من البئر الخاص بالعنبرين 6 و 7 بواسطة خرطوش يقل طوله عن الثلاثين متر . ليتم تفريخ الفضلات البشرية خاصتنا مباشرةً امام عنابرنا و الكل يشاهد و يتنسم او يستنشق عبير هواء و نسيم العفونة التي تخنق و تكتم الانفاس و تثير في البعض موجات من العطس و الهيجان و اضطرابات الجيوب الانفية لدي الاخرين و لبعضهم انفلونزا غاز الهرار. البعض منكم لا يحتمل شتم تلك الروائح بمجرد مرور عربة الصرف الصحي امامة في لحظة سحب مياه الصرف الصحي بالقرب منه . فما بالكم ببشر يعيشون لشهور و سنين ممتدة في هذه البيئة الغير صحية بل السامة القاتلة . استفزني الوضع المشمئز و اثارني الحدث المثير الخطر و حاولت اثارة زملائي السجناء و تحريضهم لرفض هذا الوقع البيئي الغير انساني .لكنهم ابطلوا مفعول شحنتي الزائدة بأن لا حياة لمن تنادي وان لا كرامة لسجين ، و اوحوا لي بما يفيد ان للسجن عيون و أذان كما للجدران ! اكتفيت بالصمت المريب و بي أهةً و جرح و الم . مياه الشرب في الاحواض المفتوحة ينقل السجناء و نزلاء السجن القومي الابيض مياه الشرب و الاستحمام من احواض المياه المفتوحة في فناء الطرف الشرقي من السجن و هي مياه مالحة و مرة و ملوثة و غير صالحة للشرب . او من المواسير المياه الحلوة المتواجدة في العنابر و هي في الغالب لا تضخ المياه في اغلب الاوقات و يتزاحم عليه السجناء بالحجز و يكثر فيها المشاحنات و الشجار. لذلك الكثيرين جلب المياه من الاحواض التي تتوالد فيها الناموس و الطحالب و شتي الميكروبات و الجراثيم الحشرات الناقلة للامراض. و لا يخفي علي اداراة السجن والسجناء بيئة السجن الملوث ببالوعات الصرف الصحي المفتوح و المنتشر في كل ارجاء السجن . و لا يخفي عليهم انتشار الذباب و الحشرات و الجرذان و كلها ناقلة للجراثيم و الميكروبات و الاوبئة . يستخدم النزلاء الباغات و الجركانت الي يدخلون بها في الحمامات و يضعونها الارض داخل و خارج الحمامات و كلها اماكن و سخانة و من ثم يستخدمونها لورد المياه التي يستخدمونه في الشرب و طهي الطعام . !! العيادة او المركز الصحي في السجن يوجد بالسجن القومي الابيض عيادة او مركز صحي خاص به يقدم الرعاية الصحية لأكثر من 1200 فرد علي أقل تقدير . الا ان هذا المركز الصحي يفتقر بدرجة كبيرة الي الكوادر الصحية من الاطباء و الممرضين و مساعديهم المداومين علي مدار اليوم . هذا اذا خطر ببالنا ان السجن منطقة مغلقة تماماً و ان السجين او النزيل يمكن ان يمرض في أي وقت من ساعات اليوم في النهار او الليل . يتم قفل و اغلاق العنابر و الزنازين بعد تمام الساعة الرابعة مساءاً حتي تمام الساعة السابعة و نصف في صباح اليوم التالي . بالعربي و الحساب يكون السجناء و النزلاء خارجين عن الشبكة و التغطية يومياً لنحو من 15 ساعة . خمسة عشر ساعة متواصلة من الانقطاع يقضون كل حاجاتهم البشرية و الحيوانية في محابسهم الضيقة التي لا تليق بحياة مخلوق اسم انسان . الحمامات الداخلية مشكلة صحية كبري للسجناء لأن كل الغازات الضارة المنبعثة من الحمامات . هذ الروائح التي اعتادوا عليها ترتد عليهم وبالاً فهي تخنقهم خنقاً مباشراً و تتراكم في صدروهم و رئاتهم من ثم تمرضهم بطول الزمن ، فيأتي موتهم بسببها طال الزمن ام قصر . مشاكل المركز الصحي ندرجها كما يلي : 1 / حل مشكلة مياه الشرب و الصرف الصحي ذلك لان ( الوقاية خير من العلاج ) 1 / تكملة النقصان في الكوادر الطبية و الصحية ( اطباء ممرضين و مساعديين طبيين و اصحاح بيئة ) 2 / نقصان الادوية الطبية و ان وجدت و صرفت فهي تصرف بجرعات ناقصة و لا تفيد المريض تشفيه او تعالجه . 3 / يفتقر عيادة السجن الي ابسط المعينات الطبية علي سبيل المثال لا الحصر لا يوجد بالعيادة جهاز قياس الضغط و الاشياء او الادوات و العدوات الضرورية للأسعافات الاولية . 4 / ضرورة وجود اجهزة و انابيب الاكسجين بالسجن . 5 / توفير النقالات لنقل المرضي من العنابر الي العيادة و من ثم الي المستشفي . 4 / هذه العيادة بحاجة الي مختبر طبي متكامل لكشف و فحض الأمراض المختلفة و المزمنة منها . 5 / لابد من اللحاق وحدة او مركز التأمين الصحي بالسجن في الفترة الاخيرة زار فريق او تيم طبي من المركز سجن الابيض ووقف علي الحالة الصحية للمحكومين. تم الكشف علي عدد 350 محكوم ليتفأجأ الفريق الطبي بوجدد عدد26 فرد من المصابين بفيروس الكبد الوبائي علي النحو الاتي : 2 حريم و 1عسكري و 23 محكوم حسب البرنامج سيعاود الفريق الطبي زيارته لسجن الابيض في الفترات القادمة علي النحو التالي 19 يوليو و 19 اغسطس لمتابعة عمله . هذا مع العلم بالحالة الشبه الوبائية لأنتشار فيروس الكبد الوبائي بصور كارثية . فاذا وجد 26 حالة من بين 350 فرد تم فحصهم فمابلك بأحمال انتشاره بنسبة اكبر بين الذين لم يم فحصهم . و هم العدد الاكبر الذي يقارب الثلاث ارباع . الجدير بالذكر هنا هو وجود عدد 5 افراد من المتعايشيين ( المرضي بالايدز ) شفاهم الله و حمي الله ، و وعفي المتعافيين منه . هؤلاء المتعايشين يعيشون بين زملائهم الاخرين حياة عادية دون علم المتعافين . انهم يتعاملون معهم في كل صور الحياة و لاسيما الحلاقة و تبادل الاشياء و الممارسات التي يمكن ان ينتقل من خلالها هذا المرض اللعين الي الاخرين . فلا بد من التوعية الصحية بخطورة هذا المرض و طرق انتقاله . اخيراً و ليس اخراً فيما يختص بالصرف الصحي ، هنالك مطالب حيوية طارئة لحل المشكلة البيئية السيئة في سجن الابيض تتمثل في الاتي 1 / لمعالجة مشكلة الصرف الصحي بالسجن القومي الابيض لابد ما حفر بئر كبير للصرف الصحي بالسجن يسع الكمية الكبيرة لمياة الصرف الصحي اليومي الخاص بما يقارب 2000 فرد يمومياً . 2 / توفير عدد 2 عربه تناكر خاص بالسجن القومي الابيض للعمل علي سحب مياه الصرف الصحي و نقلها خارحي مدينة الابيض في الاماكن المخصص لها . اللهم إني بلغت اللهم فاشهد. فاصل و نووووووووووووووووواصل
#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السجن القومي الابيض : حقوق السجين 2
-
السجن القومي الابيض : حقوق السجين 1
-
السلام و الراحة الابدية للراحل القس صموئيل جنقول انجلو
-
وداعاً ايها المبدع المطبوع الشفيف : السر قدور
-
أوكرانيا مقبرة الغزاة الروس
-
الكدرو مأساة الهامش وغليان المركز
-
حريق الكدرو الجريمة و العقاب .
-
الأم
-
الكميديان زيلينسكي بطل ملهم لشعب بطل لا يقهر !
-
زيلينسكي بطل ملهم لشعب معلم و بطل لا يقهر !
-
بوتن أني أغرق ... أغرق ، أغرق !
-
المرأة كلمة سر الحياة
-
الثورة السودانية أمرأة تدعي مندي بنت السلطان عجبنا
-
الشيخ شاين رائد تعليم المرأة في جبال النوبة
-
سيناريو بوتين علي خطي صدام حسين
-
ثورات هيبان و جبال النوبة المنسية
-
الحرب و السلام
-
الدب الروسي يجتاح و يلتهم اوكرانيا
-
المسافة ما بين الوحدة و الانعزال
-
الملكة اليزابث في يوبيلها البلاتيني الحيوية و الامل المتجدد
المزيد.....
-
بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث
...
-
مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال
...
-
هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟
...
-
دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت
...
-
قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
-
مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
-
كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
-
حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن
...
-
133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا
...
المزيد.....
-
١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران
/ جعفر الشمري
-
في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية *
/ رشيد غويلب
-
الحياة الثقافية في السجن
/ ضرغام الدباغ
-
سجين الشعبة الخامسة
/ محمد السعدي
-
مذكراتي في السجن - ج 2
/ صلاح الدين محسن
-
سنابل العمر، بين القرية والمعتقل
/ محمد علي مقلد
-
مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار
/ اعداد و تقديم رمسيس لبيب
-
الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت
...
/ طاهر عبدالحكيم
-
قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال
...
/ كفاح طافش
-
ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة
/ حـسـقـيل قُوجـمَـان
المزيد.....
|