|
تجدد التحذيرات من مخاطر عدم الاستقرار في إسرائيل (2 من 3)
نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)
الحوار المتمدن-العدد: 7294 - 2022 / 6 / 29 - 12:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نهاد أبو غوش يلخص الكاتب أوري مسغاف في مقال له في صحيفة (هآرتس) بتاريخ 20/6/2022 الحالة الناشئة بسبب التوجه لإجراء انتخابات جديدة من دون أن يظهر دليل على أنها ستكون حاسمة بالقول " في إسرائيل المشرذمة والمتعارضة، ومع غلاء معيشة مجنون وخطر، وتصعيد أمني دائم، ليس هناك يقين على الإطلاق، فانتخابات جديدة بعد ولاية حكومية لمدة سنة، هي كارثة واضحة من ناحية الاستقرار الديمقراطي. حالة عدم الاستقرار السياسي هي حالة قديمة متجددة، سبق أن فحصها الكاتب أساف ينيف في دراسة نشرها موقع (شكوف) وموقع (نتون بروش) بتاريخ 11/8/2019، وجاء فيها أن حكومة واحدة فقط من بين 34 حكومة مرّت على إسرائيل حتى موعد الدراسة، أنهت مدة ولايتها الكاملة البالغة أربع سنوات، وهي الحكومة الخامسة عشرة برئاسة غولدا مائير التي تولّت السلطة في الفترة من 15/12/1969 وحتى 10/3/1974 وهي الفترة التي تخللتها حرب أوكتوبر، وفي المقابل فإن ست دورات فقط للكنيست أكملت ولايتها الكاملة البالغة أربع سنوات من بين 20 دورة حتى تاريخ الدراسة، وسيرتفع الرقم إلى ست دورات من اصل 24 دورة حتى تاريخ كتابة هذه السطور. ويرى الباحث أن جوهر المشكلة ينبع من تداخل العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، مع الإشارة إلى أن القانون الأساسي يشترط كون رئيس الحكومة عضوا في الكنيست، كما أن الحكومة ومن خلال اللجنة الوزارية الخاصة بالتشريعات تسيطر على عمل السلطة التشريعية (الكنيست). وبحسب الدراسة بلغ المعدل الوسطي لعمر الحكومات الإسرائيلية 24 شهرا، بينما بلغ معدل ولاية الكنيست 42 شهرا. وحتى لو جرى استثناء حكومة شمعون بيرس المؤقتة التي تولت الحكم بعد اغتيال رابين لمدة ستة اشهر، يظل معدل أعمار الحكومات قصيرا إذ يصل إلى 28 شهرا فقط. ورأى الباحث أن السبب الأبرز لتقصير عمر الحكومات يتمثل في استقالة رئيس الوزراء (41% من الحالات) إلى جانب أسباب الأزمات الائتلافية وخروج أطراف من الائتلاف الحكومي وانتقالها للمعارضة، وحل الكنيست الذي يصبح لازما في حال الفشل في تشكيل حكومة أو تمرير الموازنة، وفي حالات استثنائية يمكن للكنيست أن تمدد ولايتها لفترة محدودة كما جرى للكنيست السابعة كما جرى للكنيست السابعة اثناء حرب أوكتوبر. حالة مزمنة رصد المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) في تقاريره الاستراتيجية السنوية عن المشهد الإسرائيلي العام أزمة نظام الحكم في إسرائيل وتاثيرات عدم الاستقرار على مختلف النواحي الأمنية والاقتصادية وعلى ثقة الجمهور بمؤسساته السياسية. ففي التقرير الصادر عام 2007 والذي يغطي العام 2006، من إعداد مسعود غنايم، يظهر التقرير أن أزمة القيادة السياسية في إسرائيل دلّت على "ضعف بنيوي وقِيَمي" حيث أن احد عشر قائدا سياسيا بارزا ومن بينهم رئيس الدولة ورئيس الحكومة ووزراء واجهوا اتهامات بالرشاوى والاختلاس ومخالفات أخلاقية، ما كشف عن وجود ازمة عميقة على مستوى القيادة والشعب، وعن وجود أزمة ثقة لا سابق لها بين الجمهور والقيادة السياسية. وهذا ما دفع ميني مزوز المستشار القضائي للحكومة حينئذ إلى القول " هناك شعور أن الدولة انقلبت إلى دولة فاسدة". هذا التشخيص، وما كشفته حرب تموز 2006 مع المقاومة اللبنانية من ثغرات أدّى إلى ارتفاع وتيرة المطالبة بتغيير نظام الحكم في إسرائيل "لكبح الارتباك والفشل وزيادة الاستقرار" في ضوء انتهاء السنوات العشرين التي سبقت التقرير بأزمات حكومية، حيث كان هاجس المسؤولين البقاء في الحكم، في حين تفاقمت الأزمات في المجتمع، وأصبح الجيش في أزمة عميقة وتراجعت قدرة الردع. تعددت الاجتهادات والاقتراحات لتغيير وإصلاح نظام الحكم ومن أبرز المحاولات في هذا المجال عمل "لجنة مجيدور" التي عينها الرئيس الأسبق موشي كاتساف وضمت 73 قانونيا وعالما سياسيا، وتضمنت توصياتها اقتراحا لرفع نسبة الحسم (وهذا ما جرى فعلا) وانتخاب نصف أعضاء الكنيست بواسطة انتخابات مناطقية إلى جانب القوائم العامة، واعتماد القانون النرويجي الذي يتيح حلول أعضاء برلمان جدد محل الوزراء، ودمج بعض الوزارات، ووضع سقف أعلى لا يزيد عن 18 لعدد الوزارات، ولكن من الواضح أن التطورات بعد توصيات اللجنة التي لم يؤخذ إلا بالنزر اليسير منها، ذهبت في اتجاه معاكس ادى إلى تفاقم ازمة نظام الحكم في إسرائيل، وتحوُّل حالة عدم الاستقرار إلى سمة عامة للحياة السياسية في إسرائيل وذلك ما يرصده أيضا تقرير مدار الاستراتيجي عن العام 2021، والذي أعده أنطوان شلحت، حيث نقل عن "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" أن هذا الوضع غير السويّ نتيجة وقوع معركة انتخابية تلو الأخرى تسبب بتراجع ثقة الجمهور الإسرائيلي بمؤسسات الدولة الرسمية، وعلى وجه الخصوص تراجع الثقة بمؤسسات الحكم وأذرع السلطة المختلفة. وأظهر ااستطلاع أجراه المعهد لفحص مؤشرات هذه الظاهرة تراجع الثقة برئيس الدولة والمحكمة العليا والشرطة ووسائل الإعلام والحكومة والكنيست والأحزاب السياسية، حيث ظلت ثقة الجمهور اليهودي بجميع هذه المؤسسات والمراكز دون 50%، في حين ظلت مؤسسة الجيش هي الجهة الوحيدة التي تحظى بثقة الجمهور اليهودي بنسبة 90% ( مقابل 24% لدى الجمهور العربي). سبق لرئيس جهاز الموساد السابق مائير داغان أن حذر في مقال نشرته صحيفة يديعوت احرونوت في شباط / فبراير 2012 من أن الخطر الحقيقي الذي يهدد وجود دولة إسرائيل ينبع من طريقة الحكم في إسرائيل والقوى التي تتصارع للفوز بالسلطة وليس من الخطر الإيراني أو اية تهديدات خارجية، وقال أن إسرائيل موجودة قرب نقطة اللاعودة في قدرتها على البقاء، جراء التحديات الوجودية الماثلة امامها. وأنشأ داغان وقتها حركة أسماها "يوجد أمل" هدفها تغيير طريقة الحكم في إسرائيل، وهو ردد نفس المواقف خلال حوار مُطوّل مع الصحفي بن كاسبيت في (معريف)، وقال ان الأحزاب الصغيرة ومجموعات المصالح تمارس ضغوطا على رئيس الوزراء فتحدّ من قدرته على اتخاذ القرارات.
#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)
Nihad_Abughosh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تجدد التحذيرات من مخاطر عدم الاستقرار (1 من 3)
-
نحو صيغة توافقية لإنقاذ المشروع الوطني
-
سالم خلة: قائد في العشرين وطفل في السبعين
-
خلفيات التوحُّش الإسرائيلي
-
إسرائيل وعداؤها الشديد لمنظمات حقوق الإنسان
-
صحة الرئيس ومرض النظام السياسي الفلسطيني
-
رُهاب العَلَم يعكس الرفض الإسرائيلي لحقوق للفلسطينيين (3 من
...
-
رُهاب إسرائيل من العَلَم الفلسطيني (2 من 3)
-
رُهاب إسرائيل من العَلَم الفلسطيني (1 من 3)
-
الانقسام لا ينتج انتصارات!
-
في أزمة المؤسسة القيادية الفلسطينية
-
من ملاحقة القتلة إلى محاكمة الاحتلال
-
الجنوح الإسرائيلي المتواصل نحو اليمين والتطرف
-
جنازات الشهداء والصراع على هوية القدس
-
العدالة لروح شيرين ابو عاقلة والوفاء لرسالتها
-
شيرين ابو عاقلة وقائمة طوبلة لشهداء الصحافة
-
جرائم قتل الصحفيين واستشهاد شيرين ابو عاقلة
-
النقابات الفلسطينية: اختلالات قانونية وبنيوية
-
شيرين أبو عاقلة .. جريمة إعدام مشهودة
-
مؤتمر المانحين ومقايضة الحقوق الوطنية بالمعيشية
المزيد.....
-
تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س
...
-
كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م
...
-
أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
-
ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو
...
-
ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار
...
-
بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
-
-من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في
...
-
مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس-
...
-
حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال
...
-
فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|