أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق قادم ح2














المزيد.....


العراق قادم ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7294 - 2022 / 6 / 29 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدلا من الجلوس على طاولة البحث من قبل الأطراف السياسية الحاكمة والبحث عن كل الملفات والخفايا والمنظور الذي ساهم في تحطيم التجربة الديمقراطية وجرها للفوضى والابتذال السياسي، سارعت القوى المتنفذة وإيغالا من قوى إقليمية في إفساد الواقع العراقي من خلال تكوين قوى مسلحة مدعومة سياسيا ودينيا بحجة محاربة داعش، والهدف الأساسي أن تكون قوى حراسة لمصالحها وتأمين الجدار الأمامي أو ما يعرف بخطوط التماس بين المتصارعين في قضايا كثيرة، بدأ من الملف النووي الإيراني مرورا بالهيمنة الإقليمية على دول ومواقع محورية في المنطقة في صراع مجنون لا يعرف التعقل والحكمة، بقدر ما يعرف الفوضى والدم وأستغلال الشعوب في صراعات دينية وعنصرية لا ناقة لها فيها ولا جمل.
بعد هذا العرض السريع لما جرى ويجري في العراق هل هناك من فرصة حقيقية لمدارة الوضع وأحتمال العودة إلى نقطة البدء من جديد، لتمرير مشروع وطني أنفاذي يحاول لملمة ما يمكن من أسباب ومقومات في عودة للوضع الطبيعي للدولة والمجتمع، في عالم الساسة والإدارة مع توافر النية والتخطيط العلمي والقيادة المؤمنة بدورها لا يمكن أن يكون هناك مستحيلات، خاصة وإن العراق تاريخيا وحضاريا مر بالكثير من التجارب القاسية ومنها ما هو أقسى من هذا الحال الذي يمر به الآن، فقد عرف الأحتلالات والصراعات الإقليمية والغزوات وتهديم كلي لمظاهر الحضارة بما تحمل من قيم، لكنه نجح في كل مرة أن يعيد بناء نفسه لينهض من جديد، وكأن ما مر به سوى كابوس ترك ندوبا في الذاكرة أما الواقع فلم يترك فيه أثر كبير.
من هذه النقاط الإيجابية يمكننا أن ننطلق لبناء الرؤية الوطنية السليمة القادرة على فعل المستحيل، هذا طبعا ليس حلما رومانسيا ولا هي أفكار متخيلة بل بمنتهى التواضع نقول أنها عملية صنه إرادة، فالواقع المجسد بكل سلبياته وإنحطاطه يشكل للفرد العراقي علامة تراجع ويجر له إلى مواقع الأستسلام والفشل، فليس هناك ما يشجع بل وليس هناك في النظرة الواقعية أي بصيص أمل لوجود نية أو إرادة أو قيادة مؤهلة فعلا لتنجز الحلم العراقي بالخروج من الدائرة المغلقة، دائرة المصالح والفساد والمحسوبية والمحاصصة التي جميعها تدور في فلك أولي أسمه العمالة للخارج، فلكل طرف سياسي رب يعبده ومصالح خارجية يتدين بها، كما لكل طرف طقوس فساد ومناهج خراب كلها تعمل من أجل إنهاء العراق وجودا وتاريخا وواقعا ليتم تقسيمه بين الغرماء وتقسيم شعبه حصص وولاءات متصارعة.
إذا كيف نعمل مع كل هذا الخراب وكيف يمكننا تجاوز حالة السلبية المطلقة التي بدأت تتفشى حتى في صفوف الذين صنعوا التحولات في داخل رحم عملية التغيير، الذين خرجوا في تشرين وما قبلها ينادون بحقوق الشعب ويجاهرون لفضح الفساد وحيتانه بالرغم من ضخامة الثمن الذي يدفعونه على مذبح الحرية، ومع كل ذلك نقول ما زال لدينا مساحة ممكنة مساحة صنع في العراق من قبل شعب العراق، في كل الأحوال هناك مساحة ممكنة أن تتحرك فيها حتى مع المستحيل، طالما أنك تمتلك الامل ولك قدرة على أن تحلم بالمعجزة، المعجزة العراقية التي يمكن أن نسميها تتلخص في أمرين مهمين تعمل كل واحدة منها على محور، الأمر الأول وهو أن نعمل على إدامة تأثير الحلم بالتحرر في عقلية الجمهور المؤمن بقضيته ومنع الخيبة من الفشل أو عدم تحقق الشيء الكثير مما ضحينا من أجله، فالثورة وإن كانت لحظة تغيير حقيقية في ضمير الزمن تبقى من حيث كينونتها وسيرورتها نتاج تراكم بالإيجابيات وفعل مستمر يسعى للأمام دوما دون تحديد نقطة للوصول، فقد تكون الثورة مهيأ للعصف في الوقت الذي يبدو أن الجو ساكنا وصحوا بل وربيعيا أيضا، الثورة مثل المعادلة الحسابية لا تحتاج إلى تنبؤات بقدر ما تحتاج إلى تفاعلات داخلية متكاملة وصحيحة تكتمل وتكمل معها إطلاق الحدث بعظمته.
هذا فيما يخص الأمر الأول أما ما يتعلق في الأمر الأخر والنحور الذي يجب أن يدور فيه هو صنع محددات القيادة المؤمنة بأهدافها لتكون إنعكاسا حقيقيا للأمر الأول، فلا يمكن للأمر السابق أن ينمو ويكتمل مع عدم وجود قوة نخبوية قادرة على التحرك في ضمير الشعب وتحركه نحو الهدف الأعظم، لقد كانت تجربة تشرين 2019 بالرغم مما حملته من فعل ثوري قد يكون صحيحا في إنطلاقته وهو عدم تقييد الحركة بأطر قيادية، إلا أن ترك الحركة هكذا حرة تتخبط في أتجاهات غير موجهة فسحت للداخلين والمنتفعين وأصحاب المشاريع المشبوهة بأن يركبوا الموجه، ويغيروا من مسيرة مركب الثورة دون أن يكون هناك من يحرس الثورة من أن تسرق أو حتى تصادر بقرار سياسي كما فعلتها حكومة الكاظمي الولائية، فالقيادة القادرة على تسير أتجاهات ما يتحرك داخل عملية صنع الثورة لا يقل أهمية من حالة التعبئة الشعبية الصحيح والموجه نحو حلم التغيير والإصلاح.
إن عملية التكامل العملي والتخطيط الحرفي المدروس الذي يربط بين فاعلية الجماهير المعبأة والتي تعرف بشكل يقيني أهدافها والخطوات التي يجب أن تسير عليها، وبين القيادة الواعية المخلصة لعملها ولمشروعها الوطني والذي يجب أن تتعامل بواقعية حصول الثورة وبرغماتية السياسة حينما تمنح القدرة على المناورة والتحرك ضمن محدد واضح ومؤطر في تغيير تكتيكي لا يخرج مشروعها من سيرورته ولا يضحي بالأهداف الكبرى، هذا التوافق والعمل المشترك به ووحده يمكن لنا أن نعيد الحركة لجسم الثورة من جديد وندفع الدم الطاهر لأن يسري بأوصالها لتبعث حيه قادرة على أجتراح المعجز.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق قادم ح1
- ماهيات الحضارة الإنسانية من وجهة نظر أجتماعية تاريخية
- في ظاهرة الإنكسار والبناء النفسي
- تشرين وما بعد تشرين العراق قادم بقوة.
- الرؤية الوطنية لحركة -العراق قادم-
- بيان من حركة -العراق قادم-.
- النجف تتحكم بمفاتيح الإنسداد وبغداد تسمع وتطيع
- قراءة خاصة لمستجدات الوضع العراقي
- شرف الخصومة ومبادئ العمل السياسي الوطني.
- في الواقع السياسي العراقي... قراءة متشائمة أو تحقيق للواقع
- سؤال التاريخ الوجودي من وجهة نظر فلسفية
- هل ينبغي لنا أن نهجر الدين ح 1
- السيادة والدونية والقيادة المحترفة
- قانون الأمن الغذائي ما له وما عليه
- التأسيس الطائفي للدولة
- العالم ليس أوربا .... غادروا عقلية المستعمر.
- الحرية السياسية وإبداء الرأي بين إباحة دستورية وتشدد قضائي
- مفاهيم ومقارنات فلسفية وفكرية
- بيان من أجل السلام الإنساني
- في البناء السيكولوجي لرجل الدين.


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق قادم ح2