أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جورج حداد - لبنان اسرائيل: من سيقتلع من؟















المزيد.....



لبنان اسرائيل: من سيقتلع من؟


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1679 - 2006 / 9 / 20 - 09:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يكاد غالبية المحللين والمراقبين يجمعون على الفرادة التي تميزت بها الحرب السادسة التي شنتها اسرائيل على لبنان عامة وحزب الله خاصة. ونحاول فيما يلي ان نلخص بعض اهم ما تميزت به هذه الحرب، لمحاولة استشراف تداعياتها اللاحقة:
1 ـ اذا استثنينا الحرب المتواصلة التي تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني، الضحية الاولى للاحتلال الصهيوني، بمعزل عن وجود او عدم وجود "دولة" له، فهذه هي المرة الاولى التي تشن فيها اسرائيل حربا على "شعب عربي" آخر، بمعزل عن "دولته". وهذا ما يضع، لاول مرة، عملية الصراع العربي ـ الاسرائيلي في سياقها التاريخي الصحيح تماما، كصراع ليس بين اسرائيل وبين الانظمة العربية المشبوهة والمتواطئة والمتخاذلة (منذ كان هذا الصراع)، بل كصراع بين الامة (الشعوب) العربية باسرها وبين الصهيونية العالمية واسرائيل، المدعومة تماما من الامبريالية الاميركية والاطلسية. فلبنان ليس "استثناء!" عربيا. وهذه الفرادة لا تقوم على ان الشعب اللبناني ليس "شعبا عربيا" او انه "شعب عربي غير شكل!"، بل تقوم على اساس الاسبقية "الجوارية" وتوفر الشروط الذاتية للصراع، المتمثلة في تنظيم المقاومة التي يقودها حزب الله، الذي صمم على خوض المعركة، وتابع خوضها، بالرغم من جميع الضغوط "اللبنانية!" و"العربية!" والدولية الهائلة التي مورست ولا تزال تمارس ضده، وعلى المستويين الرسمي و"الشعبي" معا. ولا شك ان الشعب اللبناني الابي دفع ثمنا غاليا جدا، من دماء ابنائه ومن مقومات حياته، في هذه المواجهة. الا انه لا شك ايضا ان المقاومة اللبنانية (الاسلامية!)، (التي لا نخطئ اذا قلنا انها تمتعت بدعم غالبية الشعب اللبناني بمن في ذلك معارضو "الشيعة السياسية"، والمطالبون بنزع سلاح حزب الله من زاوية نظر "الميليشياوية" والحسابات الطائفية الداخلية) قد اثبتت بالبرهان الملموس امكانية مواجهة اسرائيل بما لم تستطعه الى الآن جميع الدول وجميع الجيوش العربية مجتمعة. وهكذا وضعب اسرائيل امام مفترق مصيري تماما: فهي الى الان، اي بعد حوالى 60 سنة من نشوئها الاغتصابي غير المشروع، لم تستطع بعد ان "تتدبر امرها" مع الشعب الفلسطيني بمفرده، بمعنى ان تخضعه وتخرسه مرة والى الابد!! وقبل ان يتم لها ذلك، فإنها الآن دخلت في مرحلة جديدة من التصادم المصيري مع شعب عربي آخر، كمقدمة حتمية للتصادم مع جميع الشعوب العربية قاطبة، ليس فقط كمعركة "جزئية" تضامنية مع الشعب الفلسطيني الشقيق، بل من خلال واقع ذلك الشعب العربي "الآخر" (هنا اللبناني)، واستطرادا جميع الشعوب العربية "الاخرى". هل ان اسرائيل ـ التي لم تحقق الى الان "النصر" التام والناجز على الشعب الفلسطيني ـ تستطيع ان "تنتصر" على الشعب العربي "الآخر"، اللبناني الآن، وغدا غير اللبناني ايضا؟! هذا سؤال للتاريخ. ليس التاريخ البعيد، بل التاريخ القريب جدا جدا، لان عقارب الساعة لا تسير في صالح اسرائيل، التي تهرول الان في سباق مستميت ضد عقارب الساعة لانها غير قادرة على انتظار "مفاجأة" حزب الله آخر، سوري او اردني او مصري او سوداني او يمني او سعودي او عربي شامل الخ الخ. ولذلك فهي ـ اي اسرائيل ـ معنية بسحق هذا "المثال" المعدي، اليوم قبل الغد، في مهده اللبناني.
2 ـ لقد نجحت الانظمة العربية (انظمة سايكس ـ بيكو التابعة "في الجوهر" للامبريالية العالمية والصهيونية) (من الملك فاروق الى عبدالناصر والسادات، ومن شكري القوتلي الى حافظ اسد، ومن نوري السعيد الى صدام حسين، ومن عبدالرحمن عزام الى عمرو موسى، ...) ـ نجحت في تزييف طبيعة الصراع مع اسرائيل، واضفاء الصبغة او الطابع "النظامي" عليه، بحيث اكتسب طابع صراع بين انظمة سايكس ـ بيكو ذاتها، التي تعتبر اسرائيل حجر الزاوية فيها. وبالتالي فإن "استنظام" الصراع العربي ـ الاسرائيلي كان يعني، كما حدث عمليا، تكريس وجود اسرائيل، كشرط مسبق لتكريس وجود الانظمة السايكس ـ بيكوية مجتمعة وكل على حدة. وقد ارتكبت الانظمة العربية هذه الجريمة الكبرى، والخيانة العظمى، بحق القضية العربية والشعوب العربية، لانها كانت تدرك ان القضاء على الكيان الصهيوني (اسرائيل) يعني القضاء على تلك الانظمة ذاتها (ولبعض الماركسيين المزيفين والليبيراليين العملاء، المتاجرين بـ"فاشية" الدعوة الى القضاء على اسرائيل نقول: اخرسوا، وضعوا احذية اطفال قانا الشهداء في افواهكم. فالقضاء على اسرائيل ليس مرادفا ولا يعني ابدا القضاء على اليهود البسطاء، بل يعني ـ فيما يعني ـ تحريرهم وانقاذهم من الصهيونية التي حولتهم الى قطيع من الفاشست الجدد، تماما مثلما ان القضاء على الانظمة العربية السايكس ـ بيكوية لا يعني القضاء على الشعوب العربية بل تحريرها وانقاذها من هذه الانظمة التابعة للامبريالية والتي لا وجود لها بدونها). ولهذه الغاية (غاية حماية اسرائيل، واستطرادا الانظمة العربية السايكس ـ بيكوية)، فإن هذه الانظمة، ولا سيما "القومية" و"التقدمية" و"الاسلامية" فرضت، بالديماغوجية "الثورية" والدينية" وبالارهاب والقمع والدكتاتورية، أسلوب المواجهة العسكرية "النظامية" مع اسرائيل، وهي تدرك تماما ان ستراتيجية "الحرب النظامية" هي نحر للقضية الفلسطينية خاصة والعربية عامة، وانتحار للجانب العربي. وكان الهدف من هذه الستراتيجية ليس تحرير اي شبر من الارض المحتلة، بل نحر جماهير الجنود والضباط العرب المخدوعين والمساكين (الذين كانوا يلقون كالنعاج ليذبحوا بالاسلحة الاميركية المتطورة)، واخيرا دفع الشعوب العربية الى اليأس من مواجهة عدو "لا يقهر"، ومن ثم الى الاستسلام. وحينما تراءى لتلك الانظمة، وبعض "المنظمات" التابعة لها مثل "منظمة التحرير الفلطسطينية"، انه قد آن الاوان لقطف ثمار هذه السياسة المعهرة، بدأ طرح وممارسة خطة المفاوضات و"السلام" مع اسرائيل، فكانت "كامب دايفيد" والاتفاقية الاردنية ـ الاسرائيلية، وكانت شعارات خيانية، مخجلة ووقحة الى درجة العهر الكامل مثل "التوازن الستراتيجي مع العدو" و"السلام العادل والشامل" و"سلام الشجعان"!! وجاءت الحرب السادسة، بين لبنان واسرائيل، لتقلب هذه المعادلة "النظامية" رأسا على عقب. فهي، اي الحرب اللبنانية ـ الاسرائيلية، لم تضع فقط الصراع في نصابه الصحيح، اي كصراع بين اسرائيل والشعوب العربية، بل انها قدمت ايضا "الوسيلة الشعبية" لهذا الصراع، اي وسيلة ستراتيجية "الحرب الشعبية" (التي تسمى احيانا "حرب العصابات" او ما اشبه). وبذلك فإن الحرب السادسة قدمت للشعوب العربية "تجربة كاملة"، في المضمون والوسيلة: مواجهة شعبية (لا نظامية)، وبأسلوب الحرب الشعبية (غير النظامية). من الان فصاعدا اصبح من المخزي، ليس للانظمة العربية المفضوحة فحسب، بل ولجميع "المعارضات" العربية التي لا يعلو سقفها الهابط عن مستوى اقدام المقاومين اللبنانيين والتي لا تزيد "معارضاتها" عن "مطالبة" الانظمة، ـ نقول اصبح من المخزي الاكتفاء بـ"نقد" و"مطالبة" الانظمة، وصار من الضروري، بل والمحتم، الانصراف الى "العمل المباشر" لتنظيم وممارسة المقاومة الشعبية المسلحة ضد اسرائيل. اما الانظمة، بشخص مؤسساتها العسكرية كالجيش اللبناني وغيره، فهي اما قوى معادية، ولكن متهافتة وسهلة الاختراق، واما احتياط جزئي مساعد للمقاومة لا يجب تحميله اكثر مما يحتمل ولا يجب التعويل عليه تعويلا رئيسيا في كل الاحوال. وبطبيعة الحال ان اسرائيل، ومن ورائها الامبريالية العالمية ونظام الانظمة العربية، هي معنية تماما، من هذه الزاوية ايضا، بسحق هذا "المثال اللبناني" قبل اكتمال "تجربته" وانتشار "عدواه".
3 ـ ان ما يسمى زورا "الشرعية الدولية" (المتمثلة في ايامنا بالامم المتحدة، التي يحلو للمرتد الماركسي والخائن الوطني كريم مروة ان يسميها "الحكومة العالمية")، ـ هذه "الشرعية" لها مهمتان: الاولى، مهمة ديماغوجية، وهي اغتصاب وتحوير وعلك واستهلاك مفاهيم "القانون الدولي" و"حقوق الانسان والامم" و"الدمقراطية" و"السلام"؛ والثانية، مهمة عملية، وهي فرض ارادة ومصالح الامبريالية العالمية والصهيونية على الشعوب، مع اضفاء الطابع "القانوني" و"الشرعي الدولي" عليها. ولا يغير في هذه الحقيقة الاساسية ان الشعوب يمكن لها احيانا ان توصل صوتها الى تلك الهيئة الدولية، بحكم وجود ممثلي بعض الحكومات التي تساير او هي مضطرة لتساير الشعوب. واذا القينا نظرة سريعة سنجد ان الامم المتحدة، منذ حرب كوريا في مطلع الخمسينات، مرورا بالعدوان على يوغوسلافيا وتمزيقها، وصولا الى الحرب العدوانية الاخيرة على لبنان، قد "غطت قانونيا" جميع الحروب والغزوات الامبريالية ضد جميع شعوب العالم. وجميع قرارات الامم المتحدة المسايرة لحقوق الشعوب كانت على الدوام تلقى في سلة مهملات التاريخ، كما هو الامر بالنسبة لمئات القرارات المتعلقة بالشعب الفلسطيني، وكما كان الامر بالنسبة لقرارات الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة، ومنها القرار 425 للانسحاب من جنوب لبنان، الذي نام في الخزانات المغبرة لمجلس الامن مدة 22 سنة، ولم يتحقق الا بسواعد المقاومة اللبنانية. ان ما يسمى مجلس الامن، الذي يدعي انه "حارس السلام العالمي"، ظل طوال اسابيع "معطلا" يتفرج على التدمير الاسرائيلي الوحشي للبنان والمذابح ضد الاطفال والمدنيين اللبنانيين، بهدف اعطاء اسرائيل الوقت الكافي لتحقيق مهمة القضاء على المقاومة اللبنانية التي يقودها حزب الله. وحينما وجدت اميركا ان العدوان الاسرائيلي يمكن ان يؤدي الى القضاء التام على الدولة السنيورية (السايكس ـ بيكوية) اللبنانية، دون ان يقضي على المقاومة اللبنانية، ويمكن بالتالي ان يشرد الشعب اللبناني باسره ويحوله بأغلبيته الساحقة ليس فقط الى محتضن وداعم للمقاومة بل الى شعب "فيتنامي" مقاوم يحمل السلاح مع حزب الله، المسيحي قبل المسلم، والسني قبل الشيعي، والمرأة قبل الرجل، والصغير قبل الكبير، ـ حينذاك فقط فإن "مجلس الامن" (طبعا بالحضور الرسمي العربي "الميمون") وجد الوقت الكافي للاجتماع واصدار قرار معهر (ذي الرقم 1701)، لانقاذ اميركا واسرائيل من هذه الورطة المحتملة. وقد نص القرار ليس على وقف اطلاق النار، بل على "وقف العمليات الحربية"، اي بطكل وقاحة: الوقف الموقت للشكل التدميري للحرب على لبنان، والاستمرار باشكال اخرى لتحقيق الاهداف ذاتها. ومن هنا كان الحصار الاسرائيلي "السلمي" على لبنان، في اعقاب "وقف العمليات الحربية"، وعجل السادة كوفي عنان (الامين العام للامم المتحدة) ويهود اولمرت (رئيس مجلس الوزراء الاسرائيلي) وفؤاد السنيورة (رئيس مجلس الوزراء "اللبناني"، لمن يفوته ذلك) لعقد الاجتماعات المتسارعة، ولاجراء الاتصالات المكثفة مع الآنسة المصون موناليزا رايس والمستشارة الالمانية "الدمقراطية المسيحية ـ يا لطيف!" ميركل، وطبعا "سبع الليل بلا ذ َنـَب" طوني بلير، بهدف تغيير الحصار الاسرائيلي المباشر والمفضوح، المكروه من قبل "لبنانيي" و"عرب" اميركا لانه يكشف وجوههم الكالحة، واستبداله بحصار "شرعي دولي". ولكن هذا لا يغير طبيعة هذا الحصار الدولي الذي تتلخص مهمته بكل اختصار في: "مكافأة القاتل والقاء القبض على القتيل". هل ستنجح "الشرعية الدولية" و"القوات الاطلسية" وملحقهما الجيش اللبناني المسكين، بمباركة "جامعة الدول العربية" ادام الله ظلها الوارف، في تحقيق الاهداف الاسرائيلية بنزع سلاح حزب الله وتركيع الشعب اللبناني ولو مقابل بعض "التنازلات"، كالانسحاب من مزارع شبعا واطلاق بعض السجناء اللبنانيين؟ هذا سؤال للتاريخ. وستكشف لنا الايام اذا كانت هذه "الشرعية الدولية" ستستطيع ان تحقق للامبريالية العالمية والصهيونية ما لم تستطع اسرائيل تحقيقه في حربها الوحشية على لبنان طوال الـ33 يوما المشؤومة. ولكن من الواضح ان هذه "الشرعية الدولية" تلقي بكل وزنها لحماية اسرائيل، ولترسيخ "وعد بلفور" و"سايكس ـ بيكو"، ولم يبق الا ان تفرض على اللبناني ان يطلب الاذن كلما اراد الدخول الى الحمام (كما قال رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري). وهي لا تكلف خاطرها حتى ازعاج خاطر اسرائيل بطلب خرائط الالغام التي زرعتها في الارض اللبنانية، والتي يذهب ضحيتها الاطفال اللبنانيون الابرياء الذين يلعبون امام بيوتهم والمواطنون العاديون والمزارعون الشرفاء الذين يعملون في حقولهم ويأكلون خبزهم بعرق جبينهم. وقد جاءت الحرب السادسة وتداعياتها لتعري تماما هذه العاهرة التي تسمى "الشرعية الدولية"، وتبين ان حقوق الشعوب وشرعية الشعوب، هي شيء آخر تماما، غير شرعية الدول، ومناقض تماما لما يسمى "الشرعية الدولية". والان، حينما يقوم اي مواطن لبناني بقضاء حاجته، فعليه ان يتأكد بالملموس ان الورق الذي يمسح به قفاه، ليس "سلاحا ارهابيا" وغير مهرب من وراء ظهر قوات "اليونيفيل"، وبالتالي مصرح به من قبل "الشرعية الدولية". وبذلك فهو يتأكد، وهذا هو الاهم، ان قيمة هذه "الشرعية الدولية" لا تساوي قيمة الورق الذي يمسح به قفاه. وطبعا ان اسرائيل، ومعها "الشرعية الدولية" التي تحرص على امنها وسلامتها، على حساب امن وسلامة اللبنانيين والفلسطينيين، وتفاصيل حياتهم اليومية، لن يرضيها بعد اليوم ان يوجد لبناني واحد "يرفع رأسه" ويهتف طربا لفيروز او جوليا بطرس، وليس لحسن نصرالله، لانها ستظن ان كل لبناني مرفوع الرأس انما هو "صاروخ ايراني" موجه ضدها. وهي ستسعى للقضاء وقائيا على هذا "الصاروخ" قبل ان يقضي هو عليها.
4 ـ لقد افرزت الحرب السادسة، وبشكل واضح لا لبس فيه ولا ابهام وجود "دولتين" في لبنان: دولة الدولة، و"دولة" المقاومة. بعد ان اضطرت "الام الحنون" فرنسا الاستعمارية للافراج عن رجال الدولة اللبنانيين المعتقلين في قلعة راشيا، واعلان استقلال لبنان في 22 تشرين الثاني 1943، اقيمت الاحتفالات، وسار "أبوا الاستقلال" الرئيسان الشيخ بشارة الخوري ورياض بك الصلح على البساط الاحمر، يظللهما العلم اللبناني الجديد المرصع بأرز الرب، ويُصدح لهما بالنشيد الوطني الصارخ "كلنا للوطن". وكان أولهما يعتمر قبعة اوروبية فخمة عالية الحوافي والثاني طربوشا تركيا عنظزيا. واصبح هذان القبعة والطربوش من الرموز الفولكلورية للاستقلال اللبناني. ولكن الحياة فيما بعد برهنت ان علما ونشيدا وبساطا احمر وقبعة اوروبية وطربوشا تركيا لا تصنع دولة وسيادة واستقلالا. فحتى 12 تموز 2006، ماذا قدمت الدولة اللبنانية، دولة الدولة، العضو المؤسس في "جامعة الدول العربية" و"الامم المتحدة" والعضو المشارك في صياغة "شرعة حقوق الانسان" الاممية، ـ ماذا قدمت لـ"شعبها"، وماذا قدمت لدرء خطر اسرائيل عن هذا الشعب؟ داخليا: قدمت "الدولة ـ المزرعة" و"الدولة ـ الماخور"، القائمة على الطائفية والفساد والاستغلال الطبقي والاقتتال الاخوي شبه الدائم، والمغلف بغلالة "دمقراطية" شكلية لا تستر عورة بل تكشف كل العورات. وخارجيا: قدمت "فلسفة" بيار الجميل "لبنان قوته في ضعفه" بمواجهة اسرائيل. ومنذما نشأت اسرائيل، اعلنت منطقة الجنوب، والحمد لله ان ليس كل لبنان، منطقة طوارئ عسكرية. واصبح "المكتب الثاني" هو الحاكم بأمره في الجنوب. وكان ذلك، كما كان يتناقل اهلنا في الجنوب كابرا عن كابر، وبالا عليهم، ووسيلة اذلال يومي لهم لخنق لا روح المقاومة وحسب بل وروح الكرامة الانسانية فيهم، وللدفاع عن اسرائيل والزعامات الاقطاعية والريجي. وكانت القوى المسلحة لهذه "الدولة" تطلق النار وتقتل مزارعي التبغ المطالبين بحقوقهم من شركة الريجي، وتعتقل الشباب اليافعين وتقودهم الى الثكنات وتقوم بتعذيبهم واذلالهم لا "لذنب" اقترفوه بل لمجرد ان نبتت لهم شوارب، بهدف كسر رجولتهم حتى لا يفكر احدهم برفع رأسه يوما ما بوجه شركة "الدولة والاقطاع واسرائيل". والذين يتبجحون الان بشعارات السيادة والدولة اللبنانية نسألهم: ماذا فعل قائد الحرس الجمهوري رفيق حسن حينما دخل عليه شارون مكتبه الخاص في القصر الجمهوري ابان حرب 1982؟ ـ قام له باحترام، ليجلس شارون مكانه لاخذ صورة تذكارية! وماذا فعلت "حامية" ثكنة جديدة مرجعيون في 13 تموز 2006، حينما دخل عليها الاسرائيليون؟ ـ رفعت العلم الابيض اولا، ثم قام قائدها (لست اذكر اسم هذا "البطل" ـ يا للخسارة!) بمصافحة الاسرائيليين وتقديم الشاي لهم كما تقتضي واجبات الجيرة والضيافة العربية (أليسوا "هم" ايضا عربا؟! ـ ولا ّ إيه!). (وهنا استأذن عائلة الضابط الطيار الشهيد عبدالله شمص ان اذكر الحادثة التالية: خلال حرب تشرين 1973، كانت الطائرات الاسرائيلية والسورية تشتبك احيانا فوق الاجواء اللبنانية، وفي احدى المرات صادف وجود الطيار العسكري عبدالله شمص، رحمه الله، في طلعة تدريبية او روتينية، وشاهد الاشتباك، فما كان منه الا ان انضم الى الطائرات السورية، بدون اوامر مسبقة. فكانت النتيجة ان قدم الى محكمة تأديبية. وفيما بعد تم اغتيال هذا الضابط الوطني الصادق بوضع عبوة ناسفة في طائرته، التي انفجرت به وهو في طلعة روتينية فوق بلدته بوداي ـ غربي بعلبك، وكان والده الشيخ في الحقل يشاهد الطائرة ويعرف ان فيها ابنه، وشاهد الانفجار في الجو ورأى ابنه يتناثر ذرات محترقة امام عينيه. وكانت هذه هي "مكافأة" الدولة اللبنانية لهذا البطل وعائلته الوطنية المعروفة). طبعا ليس لدينا اي نية للاساءة الى اخوتنا في الجيش اللبناني. ونحن نعلم تمام العلم ان غالبيتهم هم، فرديا، وطنيون، ويشكلون احتياطا كبيرا للمقاومة. ولكن هذه هي "العقيدة القتالية" للجيش "الرسمي" الذي اعدته الدولة اللبنانية. نعمَ الدولة!! ولا ننسى ان هذه الدولة، بمختلف اقطابها، كانت خير محرض على الانقسام والاقتتال الطائفي خلال الحرب الاهلية المشؤومة. وان "جيشها الوطني" نفسه انقسم الى ميليشيات متحاربة. وان اقطابها، من"امراء الحرب" الى "ابواقها"، بنوا القصور وقناطير الثروات فوق جماجم اللبنانيين وانقاض بيوتهم. وانه خلال مرحلة "السلم الاهلي" البارد، بعد الطائف، عرف هؤلاء "الامراء" و"الابواق" كيف "يتعايشون" مع المفوض السامي السوري في عنجر، وكيف يتقاسمون معه وفيما بينهم "جبنة" الفساد والتهريب والسمسرات (في بنك المدينة وغيره من الكهوف ومغاور اللصوص)، وكيف ينهبون حتى قرش اليتيم من هذا الشعب المظلوم ويرتبون عليه "دينا وطنيا" اصبح يربو على اربعين مليار دولار، يكبلون به لبنان ويهددونه بالموت جوعا في كل لحظة. (وهنا ندخل ملاحظة ضرورية: ان الدائنين هم بالتأكيد "يعلمون" كل الخفايا، وبالتالي فهم قانونيا شركاء في الجريمة، اي جريمة النهب وتركيب هذا "الدين العام" على لبنان. وحينما يصبح لدينا دولة وطنية حقيقية، فأول ما يجب فعله هو ليس فقط الاكتفاء باعلان الموراتوريوم ورفض دفع هذه الديون المشبوهة، بل ورفع الدعاوى الدولية على الدائنين انفسهم والمطالبة بكشف جميع شركائهم اللبنانيين والسوريين والعرب والاجانب لمحاكمتهم بتهمة الابادة الجماعية والخيانة الوطنية وجرائم الحرب ضد الشعب اللبناني المظلوم). لقد كان الشهيد الكبير كمال جنبلاط، منذ بدء حياته السياسية وحتى استشهاده، "رجل العهد القوي" في جميع عهود رؤساء الجمهورية الذين عاصرهم، وتقلد المناصب النيابية والوزارية باستمرار، وسعى وسعه لإصلاح النظام "من داخله". وحينما تيقن ان "فالج لا تعالج" عمد الى تأسيس "الحركة الوطنية اللبنانية" و"الجبهة العربية المشاركة للثورة الفلسطينية"، لايجاد البديل التاريخي للدولة اللبنانية (السايكس ـ بيكوية)، فتدخلت اميركا، بالتعاون مع نظام (سايكس ـ بيكوي) آخر، هو النظام السوري، للقضاء على كمال جنبلاط ومشروعه الوطني ـ العربي، الشعبي. وفي الوقت ذاته، وللغاية ذاتها، تم ـ بالتواطؤ والتعاون فيما بين الانظمة السايكس ـ بيكوية، ومنها النظام الليبي ـ "تغييب" الامام موسى الصدر، مؤسس "حركة المحرومين" و"افواج المقاومة اللبنانية". ولكن نواميس التاريخ، كنواميس الطبيعة، لا "تقتل" ولا "تغيـّب". وقد عاد مشروع كمال جنبلاط ومشروع موسى الصدر ليتوحدا ويشقا الطريق عبر المقاومة الوطنية الاسلامية بقيادة حزب الله. واصبح النظام السوري والنظام الليبي (اذا كانا صادقين) مجرد "داعمين" (يا لسخرية التاريخ!) لصمود لبنان المقاوم ـ لبنان كمال جنبلاط وموسى الصدر. والان تغيرت الامور جوهريا. اصبح لدينا، كما اسلفنا، دولتان: دولة "الدولة" اللاوطنية، ودولة "اللادولة" المتمثلة بالمقاومة. والعدو ذاته، من تل ابيب الى واشنطن، يعترف بوضوح ان القوة الفعلية على الارض، التي دارت معها الحرب السادسة، والتي تنحصر كل "مشكلته" معها، هي "دولة" المقاومة. وقد بلغت الوقاحة بجورج بوش ذاته، ناهيك عن جميع القادة الاسرائيليين، ان يقول ان الدولة اللبنانية (السايكس ـ بيكوية) قد انتصرت في الحرب الاخيرة، لانها ـ بفضل هذه الحرب ـ استطاعت ارسال "جيشها" الى الجنوب. اي اعادة دورة الزمان الى الوراء، والعودة لمرحلة اضطلاع الدولة اللبنانية بمهمة حماية اسرائيل، بحجة حماية لبنان من اسرائيل. حين قام الفرنسيون والانكليز برسم الحدود بين لبنان وفلسطين بعد الحرب العالمية الاولى، ارسلت الوكالة اليهودية العالمية مذكرة الى "الحلفاء" تطالب فيها بمد الحدود الفلسطينية (اي اسرائيل لاحقا) حتى الليطاني. (وخرائط "فلسطين" بما فيها الليطاني لا تزال موجودة في اضبارات ارباب سايكس ـ بيكو). ولا تزال اسرائيل الى اليوم لا تعترف بحدود رسمية لها، وبالتالي لا تعترف بالحدود اللبنانية، وتعتبر ان حدودها "الدنيا" يجب ان تكون حتى الليطاني. الان اعلنت هذه المنطقة منطقة عازلة تتجمع فيها القوات الاطلسية الموالية لاسرائيل، طبعا مع الجيش اللبناني التابع لدولة النشيد الوطني والعلم والبساط الاحمر والقبعة والطربوش والاربعين مليار دولار دينا وطنيا ممتازا. هل هذه الدولة هي التي ستحمي لبنان من الغائلة الاسرائيلية، القادمة حتما؟ اننا نوجه هذا السؤال الى وليد جنبلاط، والى المرتدين الماركسيين والخونة الوطنيين الجدد امثال كريم مروة والياس عطالله الذين وضعوا انفسهم في صف واحد مع سمير جعجع وامثاله. وأيا كان جواب هؤلاء الراقصين على الحبال، فإن اسرائيل ذاتها تعلم ان "مشكلتها" ليست مع جيش السنيورة ولا "قوات" جعجع، ولا السوليدار ولا الموفمبيك، بل مشكلتها، كل مشكلتها، هي مع المقاومة. وعلى "حل" هذه المشكلة يتوقف تحقيق مطامعها غير المحدودة في لبنان، التي قد تصل الى المطالبة بـ"ارز الرب" الذي منه بني "هيكل سليمان". وكل من يعتقد ان اسرائيل تراجعت، وتخلت عن تحقيق مطامعها التوسعية في لبنان وغير لبنان، يدخل ليس في خانة الجهل والغباء السياسيين، بل في خانة التواطؤ مع العدو والخيانة الوطنية المفضوحة.
5 ـ منذ المؤتمر الصهيوني العالمي في مدينة بال بسويسرا (آب 1897)، وحتى وعد بلفور (2 تشرين الثاني 1917)، خاضت الصهيونية معركة انتزاع الاعتراف الدولي بمشروعها الاستعماري. ومنذ وعد بلفور حتى اعلان دولة اسرائيل (15 ايار 1948)، خاضت الصهيونية معركة ولادة دولتها الاستعمارية. ومنذ ذلك التاريخ حتى 12 تموز 2006، خاضت الصهيونية معركة تثبيت وتوسيع هذه الدولة. وهي لم توفر شيئا لهذه الغاية: بنت جيشا من اقوى جيوش العالم؛ ووسعت مفهوم "المدى الحيوي" لـ"امنها القومي" ليشمل جميع البلدان العربية وافريقيا وايران وباكستان وحتى الصين وروسيا؛ وحازت القنابل النووية وجميع انواع اسلحة الدمار الشامل (وغبي من يعتقد ان لديها من "الاخلاق" ما يجعلها لا تنوي ان تستعمل هذه الاسلحة عمليا، بل هي عندها للتخويف فقط)؛ واخيرا لا آخر بنت جدار العار الذي تسميه "الجدار العازل"، اي اعادت وضع اليهود (الهاربين من غيتوات اوروبا) في "غيتو ذهبي". وكل ذلك من اجل ان تظل ـ اي الصهيونية ـ حائزة على ثقة القطيع اليهودي المضلل، بحجة "حمايته" من النازية والشيوعية، ومن العرب والمسلمين. وجاءت الحرب السادسة لتقلب رأسا على عقب كل البناء الستراتيجي، السياسي والمعنوي الذي شيدته الصهيونية العالمية طوال اكثر من قرن كامل، بأنها "القوة التي لا تقهر" وذات "الارادة التي لا ترد"، حيث انها لم تستطع، كما كانت تريد، ان تحطم في ساعات او ايام وحتى اسابيع "القوة الصغيرة" لحزب الله، وفوق ذلك ـ وهنا الطامة الكبرى ـ لم تستطع ان تحمي "قطيعها" من صواريخ حزب الله، التي لم تنفع في ردها لا التكنولوجيا المتطورة الاميركية ولا سياسة الارض المحروقة الاسرائيلية. ان هذه "الفعلة" من قبل حزب الله هي "جريمة لا تغتفر" بالنسبة للصهيونية، التي اصبح مصيرها، كل مصيرها، متعلق بـ"الرد التأديبي المناسب" على من قام بهذه "الفعلة"، اولا للخلاص منه هو بحد ذاته، وثانيا كي يكون مصيره عبرة لكل من يعتبر او لا يعتبر!!
من خلال هذه الخصائص التي تميزت بها الحرب العربية ـ الاسرائيلية السادسة، يمكن ببساطة استخلاص الاستنتاج التالي:
ـ ان اسرائيل، مدعومة من الامبريالية الاميركية وحلف الاطلسي والنظام التركي العميل والانظمة العربية المتواطئة، ستستعد لشن "حملة تأديب" صاعقة، ساحقة ماحقة ضد لبنان المقاوم، ولو بلغ الامر اقتلاعه كبلد من الخريطة، وابادة مئات الالوف من شعبه وتشريد بقاياه اينما كان. والصهيونية التي تعزف صبح مساء على معزوفة "الهولوكوست"، انما تفعل ذلك لتطوير "عقدة الضحية" لدى القطيع اليهودي، و"عقدة الذنب" لدى ما يسمى "الرأي العام" الغربي، كي يقبلا كل عملية ابادة ترتكب ضد اي "شعب معاد" آخر. وكل ما يجري الان من تشديد الحصار الدولي، الجوي والبحري والبري، على لبنان، هو لتكبيله وتسهيل ضربه في اللحظة المناسبة، تحت غطاء "الشرعية الدولية" المشبوهة والمشؤومة. وحتى لو اراد حزب الله نفسه، بواسطة بعض حلفائه، تسليم سلاحه، فإن هذا لن يكفي، لان اسرائيل لم تعد تقبل بأقل من "قرطاجة يجب ان تدمر!".
وامام هذه المؤامرة الاسرائيلية ـ الدولية ـ التركية ـ "العربية" على لبنان المقاوم، فإن الشعب اللبناني وحده لن يستطيع الصمود. بل يجب توسيع المعركة تحت شعار "اقتلاع الكيان الصهيوني" ذاته من الخريطة، وتحرير اليهود من الصهيونية مرة والى الابد.
قديما حينما قام بيلاطس البنطي بتخيير جموع الرعاع اليهود بين ان يطلق اللص باراباس او المسيح، هتف الرعاع "باراباس". وتم اطلاق اللص وصلب المسيح، حسب العقيدة المسيحية ذاتها.
واليوم تريد الامبريالية العالمية والصهيونية، متسترتين بـ"الشرعية الدولية"، اطلاق "دولة اللصوص"، وصلب لبنان المقاوم.
فإذا سمحت الشعوب العربية والاسلامية بصلب هذا اللبنان، الذي ـ بدم اطفاله وببطولات مقاوميه وبدموع امهات شهدائه ـ رفع رأس العرب والمسلمين والانسانية التحررية جمعاء لاول مرة في تاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي، فانها ـ اي هذه الشعوب ـ تكون ليس فقط "بدون عقل" كما "تفضل علينا!" بابا روما مؤخرا، بل تكون شعوبا مسخا بلا عقل، وبلا دين، وبلا كرامة! وهذا أقصى المستحيلات!



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ....والافلاس التاريخي ل-الوطنية النظامية- العربية
- نصر...! وأما بعد...!
- الافلاس التاريخي لستراتيجية الحرب النظامية العربية
- الخطة الاميركية الاسرائيلية لتطويع لبنان... امام المفاجآت!!
- لبنان ليس الجولان ولن يكون ارمينيا
- العدوان لا يستهدف فقط لبنان
- المسيحية: البوتقة الايديولوجية القومية، الاولى والاساسية، ل ...
- ويبقى السؤال: من سلّم الجولان بدون قتال، وهادن الاحتلال، ولم ...
- المسيحية: الديانة القومية الاولى للعرب
- أول أيار والدور الاممي الخاص للطبقة العاملة العربية
- الارمن ضحية العنصرية التركية والتآمر الغربي على مسيحيي الشرق
- بكركي محاورا تاريخيا
- المأزق الوجودي لاسرائيل!
- بعد تجربة الاحتلال الاسرائيلي والهيمنة السورية: القوى الوطني ...
- الأكراد شعبنا الثاني
- الصفقة الاميركية السورية الجديدة: اعادة انتاج -سايكس بيكو- ...
- الانقلاب الكياني في التركيبة اللبنانية
- من هم المرتدون الذين سيحاكمون لينين؟ كريم مروة واصحابه نموذج ...
- النظام الدولي المختل والدور التاريخي العتيد للمثلث الشرقي ال ...
- رد الى صديق كردي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جورج حداد - لبنان اسرائيل: من سيقتلع من؟