|
مولات الدولة وكهرباءها الوطنيّة
عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 7290 - 2022 / 6 / 25 - 13:10
المحور:
كتابات ساخرة
لا داعٍ للتذمّر من انقطاع الكهرباء في هذا البلد. نحنُ لا نحتاجُ للكهرباءِ فعلاً. لو كانت الكهرباء دائمة التجهيز في هذا البلد، لتضرّرت مصالح الكثيرين في الصميم، وبارت تجارتهم ، وانحسرت مصادر"رِزقهِم"، وسلطتهم، وثرواتهم. نحنُ لا نحتاجُ الكهرباء في هذا البلد"الغشيم".. لا للصناعة، ولا للزراعة، ولا للريّ، ولا للخزن، ولا للخدمات الضروريّة، ولا للبنى التحتيّة الأساسية. وعندما ينخفِض نموّ الناتج المحلي الإجمالي"الحقيقي" (أي الناتج المحلّي من جميع مصادر خلق الناتج عدا النفط)، فإن بإمكاننا استيرادُ أيّ شي من الخارج.. أي من الدول"الصديقة" التي تقطعُ عنّا مصادر المياه، ومن الدول "العدوّةَ" التي تُصدِّرُ لنا كُلّ شيءٍ وأيّ شيء، ومن الصين الشعبية "المُجاهدة"، و "المُقاوِمة" للأمبرياليّة الأمريكيّة و"الssهيونيّة"(مع أنّها تُقيم أفضل العلاقات مع الkيان الssهيوني".. الصينُ هذه التي تُصدّرُ أفضل منتجاتها إلى الولايات المتحدّة الأمريكيّة، وتُنافسها هناك في أسواقها الرئيسة، وتتمتّعُ بفائضٍ مُريح في الميزان التجاري معها.. الصين هذه التي لم تترك أنقاضاً وأزبالاً وبضائع فاشلة الصُنع و"مضروبة"، إلاّ ورمتها في أسواقنا بفعل مُمارسات وتعامُلات وعقود وصفقات تُجّارنا الأشاوس، و"القوى" التي تقفُ خلفهم، وتُرسِّخُ مكاسبهم"الزبائنية"، وتُعزّزُ مصالحَ" التخادمَ" معهم، وتُديمُ تسلّطَهُم على الناس(من جميع المذاهبِ والأعراقِ والمِلَلِ والنِحَل). كما أنّنا لا نحتاجُ الكهرباء لـ "الترفيه" عن الأغنياء، ولا لتجنيبِ الفقراء الموت"حَرّاً" في درجة 50 مئوي. ذلكَ أنّ بوسع الأغنياء شراء المولدات "الكاتم" المُستورَدة، لكي "يبرَدوا" و"يستَبرِدوا" دونَ ضجيج. أمّا بالنسبة للفقراء، فلدينا مولات جاهزات كثيرات.. ولدينا مولات أكثر قيد الإنشاء.. ومن يشعر بالحَرّ، عليهِ أن لا يشكو ويُولوِل ويتذمّر، ويُخبرَ زوجتهُ وأطفالهُ ليلَ نهار،أنّ الدولةَ فاشلة ولا "تُمَثِّلُنا"، وأنّهم لن يُعيدوا انتخاب"قادتهم" في المرّة الخامسة التي سيذهبون فيها إلى صناديق الإقتراع.. وإنّ على جميع العوائل(وبالذات في الأحياء الشعبيّة "المسحوقة") الخروج إلى الشارع وتغيير نظام الحُكم.. بل أنّ على"ربّ العائلة" هذا (الذي لم يعُد يؤمن بأيّ "ربٍّ" من شدّة القهر)، أن يضع زوجته وأطفالهُ السبعة في أقرب"كيّا"، أو يوزّعهم على ثلاثة"تكاتك"، ويأخذ معهم قِدْر"اليابسة والتِمّن"، ويذهب بهم إلى أقرب مول.. ولا يشتري هناك لهم سوى"الشربت".. ويشبع معهم تبريد!!
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رومُ بغدادَ و رومُ قلبي
-
50 مئوي.. داخل العائلة
-
النساءُ.. وجوه
-
في عيد الأب
-
وزير المالية الإتّحادي في العراق: بين الورقة البيضاء للإصلاح
...
-
في نهايةِ قميصها الأبيض.. هذا اليوم
-
أنا صاحِبُ الروحِ.. سلاماً لروحي
-
أنتَ ونوح.. وحدكما في السفينة
-
أنتَ وحدكَ تعوي.. على قافلةٍ لا تسير
-
عشرُ حقائقَ مُرّة عن العمل والتفكير الاقتصادي في العراق
-
الهمُّ يغلِبُ النومَ.. ويجعلني وحدي
-
في قديمِ الزمانِ.. في قديمِ الزمان
-
في صباحٍ عاديّ جاءت السيّدة
-
عن قانون الخدمة العسكرية الإلزامية الجديد(2)
-
عن قانون الخدمة العسكرية الإلزامية الجديد
-
من بُرجِ الوحشةِ .. من بُرجِ الخذلان
-
الإدارة المالية الإتّحادية في العراق: أزمات المال والسياسة و
...
-
الوقتُ يُشفي الجروح.. جروحي لا تشفى
-
ماذا كانَ سيحدثُ لنا الآن لولا هذا النفط كُلّه؟
-
العراق: آخر البيانات والمعطيات الرئيسة(نيسان 2022)
المزيد.....
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|