أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - إحداثيات المعركة وقواعد الإشتباك














المزيد.....

إحداثيات المعركة وقواعد الإشتباك


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7289 - 2022 / 6 / 24 - 23:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد ولىّ والى الأبد أيها الأحبة زمن حرب العصابات الشعبية طويلة وزمن الإشتباكات المباشرة وجها لوجه في الحروب ومن مسافة الصفر.
لم يعد سيف خلد بن الوليد مجديا في الحروب، ولا حتى المنجنيق، أو حصان طروادة ، أو دبابة (T 45) الروسية أو صواريخ سام 6 و سام 9، أو صواريخ الكاتيوشا.
حروب هذه الأيام ، أو بالأخرى مناوشات أو " خرمشات" القطط هنا وهناك، تتم باستخدام تقنيات عالية جدا ودن حتى التواجد الفعلي على الأرض، وأي تواجد فعلي في الميدان أو تحرك بشري على الأرض لا يتم حتى من جنود المشاة بل بالمتحصنين داخل المدرعات والدبابات، وأصبح الغطاء الجوي عبر الطيران -على أهميته- ألعوبة وهدفا للصيد من قبل الصواريخ الموجهة التي ينشطر رأسها الى أقسام، بعضها يلحق البلالين الحرارية التي تطلقها الطائرات المهاجمة والرأس الأساسي يتبع الطائرة ويسقطها حتى لو وصلت عقر دراها.
المناكافات الحربية هذه الأيام، هي كما أعمال المساحة، مجرد إحداثيات تعطيها أجهزة الرصد الدقيقة للقرص الذكي في الإجهزة المضادة لتنطلق وتصيب الهدف.
وبتغير تكنولوجيا الحرب، تغيرت التكتيكات وتغيرت أيضا قواعد الإشتباك ومع ذلك كله تغيرت أيضا الحسابات.
لن تجرؤ القوى المتالحفة والمنفذة للعدوان على اليمن أن تدخل الأرض اليمنية لأنها تعرف النتيجة، ويبقى الأمر مجرد ضربات بين الفينة والأخرى، ولا أشدّ إمتهانا للكرامة العسكرية هي تلك الحادثة عندما أسقط الطيران الإسرائيلي الطائرة الحربية الروسية التي كانت على وشك الهبوط في قاعدة "حميم" العسكرية الروسية المقامة عل الأراضي السورية رغم التواصل والتنسيق بين الجانبين الإسرائيلي والروسي لضمان هبوطها الآمن، ومع ذلك لم تقم روسيا بأي ضربة تعرف بـ " رد الإعتبار" حفاظا على الشرف العسكري.
ومن الأمثلة الأخيرة على تغير قواعد الحرب والاشتباك العسكري حالة المراوحة التي تعيشها المسألة الروسية الآوكرانية، حيث لم تحسم روسيا المعركة بين ليلة وضحاها رغم مقدرتها على ذلك، وحيث التعاون والتنسيق بل والحراسة المشتركة للمواقع العسكرية بالغة الخطورة وللمفاعلات النووية وبضمنها مفاعل " تشرنوبل".
وقريبا سنشهد بعض التغيرات ربما ليست الجوهرية على مسألة الصحراء المغربية وجبهة البوليسارو، بإتجاه التوصل الى ترتيب ما، ليس استقلاليا انفصاليا للصحراء لقاء موافقة البوليساريو على المرور الآمن لخط الغاز. كما وسنشهد ترتيبات مماثلة بموضوع الغاز وتصديره في منطقة الشرق الأوسط وبشكل خاص دولة الإحتلال الإسرائيلي والدولة اللبنانية وجمهورية مصر العربية.
المناكفات العسكرية هذه الأيام، هي "خرمشات" قطط سمان، لفرض توازنات ومراكز قوى متغيرة بين الفينة والأخرى لضمان المصلحة الإقتصادية هنا أو هناك. المناكفات أيضا هي إتصالات عسكرية بين المتناكفين، بحيث يبلغ الآول الثاني أنه يريد توجيه ضربة عسكرية محدودة التأثير ويتفق المتناكفان على إحداثيات الضربة المحدودة ووقتها كي يتم الإخلاء أو " لا مانع من وقوع ضحايا" وخسائر في المعدات، ليرد الطرف " المضروب" لاحقا على الطرف " الضارب" بما يسمى ضربة " رد الاعتبار " أيضا بترتيب مسبق لإحداثيات الضربة وطبيعها ووقتها، وهكذا دواليك.
ثلاثة أباطرة يلعبون بالعالم، أباطرة السلاح وأباطرة الأدوية وأباطرة "كرتيلات" المخدرات وفق نسق سياسي وتنسيق على أعلى المستويات، فالحرب هي تعبير مكثف عن السياسة، والسياسة هي بدورها تعبير مكثف عن الإقتصاد.
ألو .... سنضرب ضربة محدودة التأثير على الإحداثي السيني رقم كذا والإحداثي الصادي رقم كذا، في الساعة كذا والدقيقة كذا والثانية كذا من اليوم كذا.
حسنا ... سنرد عليكم على الإحداثي السيني كذا، والإحداثي الصادي كذا، والساعة كذا والدقيقة كذا والثانية كذا في اليوم الموافق كذا، وسنستخدم صاروخا جديدا لتجربته ميدانيا.
اتفقنا
تمام يا أفندم



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجددا ... سد النهضة الإثيوبي
- حول أزمة حركة التحرر في العالم العربي
- الحرب ... لسه ... في أول السكة
- جيل الراية
- القدس ... سيادة وإردة.
- نحن والتطبيع
- نحن والفعل الجماهيري
- مجزرة حي التضامن السوري


المزيد.....




- جين من فرقة -BTS- شارك في حمل شعلة أولمبياد باريس 2024
- العثور على أندر سلالات الحيتان في العالم
- الجمهوريون يرشحون ترامب رسميا لخوض الانتخابات والأخير يختار ...
- ليبرمان: نتنياهو يعتزم حل الكنيست في وقت مبكر من نوفمبر
- هل تنهي أوروبا أزمة أوكرانيا دون واشنطن؟
- موسكو: لا يوجد أي تهديد كيميائي لأوكرانيا من قبل روسيا
- الولايات المتحدة تؤيد دعوة روسيا لحضور -قمة السلام المقبلة- ...
- غروزني.. منتدى القوقاز الاستثماري
- شاهد.. احتفالات زفاف العام الفاخرة لابن أغنى رجل في آسيا تتو ...
- انتعاش الموسم السياحي في تونس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - إحداثيات المعركة وقواعد الإشتباك