|
مصر و عصور إضمحلالها(16)
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 7286 - 2022 / 6 / 21 - 19:46
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الجزء الأخير من المقال الثالثِ (( تغير شكل شوارع مصر و لم يتغير بؤس أهلها )) لو لم أكن قرأت كتب مثل ((بنوك وباشاوات لدافيد لاندز .. و هذا الإنفتاح الإقتصادى لفؤاد مرسي .. و الإغتيال الإقتصادى للأمم لجون بركنز )) لكنت أقف الأن في حوش نقابة المهندسين أمسك بالربابة وأغني - ضمن جوقة السيد النقيب و زمرته - . مواويل السعادة و الهنا و الفخر بالمشاريع الهندسية التي نفذت في السبع سنوات الماضية .. و أقدم أوسمة العز و المجد للهيئة الهندسية و رائدها و موجهها السيد الفريق المهندس كامل الوزيرى قاهر أهالي جزيرة الوراق و الزمالك ..وهادم مساكن الاف الأسر .. بما في ذلك أحياء كاملة في الجيارة ومدينة نصر والهايكستب و الجيزة . لكن للاسف بعد أن فهمت ووعيت دور البنك الدولي ومن تبعوه في تعويق الأمم لم يعد بإستطاعتي مشاركة الكورال الحكومي في أناشيده والإنتهازيين في قصائد مدحهم . إن ما يحدث في بلدنا منذ سبع سنوات .. مثال محلول - نموذج - لما ذكره جون بركنز عن إغتيال الأمم بواسطة تعليمات و وصايا البنك الدولي ..وتكرار .. لما فعله من قبل المرابين بمصر في زمن إسماعيل باشا و أدى لإستعمارها . عندما ارى كيف تسيطر علي الإدارة المصرية في كل مكان غمامات عدم الشفافية و الغموض و الشللية و التربح من أنشطة الإنشاءات، توريد المواد ، شراء المعدات وعقود الإستشارات . و شيطنة التعتيم و التأمر ..لمن يدير مباريات (كرة القدم وغيرها من العاب ) التي تقود في النهاية أن يتضاعف يوم بعد يوم أعداد الذين أصبحوا من أصحاب الملايين و المليارديرات لأنهم أقارب و أصدقاء و شركاء الشلة .. في بلد تعيش علي الصدقة و القروض وعندما أرى تحويل المواطن إلي زبون ( صيدة ) بالنسبة لجميع الخدمات الحكومية ( عليه أن يدفع الكثير المبالغ فيه من فئات... كي يحصل علي أسوأ خدمات ) ..و اللي معهوش ميلزموش . والاحظ ترك السوق للتقلبات العشوائية و طمع التجار (يقول رئيس الوزراء مفيش في إيدناحاجة لوقف زيادة الأسعار ).و الإنخفاض المتكرر لقيمة الجنية أمام الدولار .. و إرتفاع سعر الذهب كعنصر امان لتقلبات السوق و تحول البورصة إلي مصدر رزق لبعضهم يجعل منهم مليرديرات . أعرف كم كان مؤلفو هذه الكتب بعيدى النظر ..و تحذيراتهم صحيحة..بالا أهتم بالزخرف و الدعاية و التطبيل و الزغردة و ستائر الدخان التي يقوم بها المستفيدون ..و أنظر للب شديد القبح لقد علمونا أن البلاد التي تقع ضحية لصندوق النقد الدولي تستنزف ثرواتها .. في مشاريع ذات تمويل مبالغ فيه منعدمة الجدوى الإقتصادية (Infeasible (أو الإجتماعية..و أن المكاسب تسقط في عب مافيا عالمية من رجال أعمال و مديرى مؤسسات و بنوك أجنبية بالتعاون مع عناصر كومبرادورية محلية متحكمة ..و أن الشعب في النهاية هو من يتحمل دفع جميع هذه الأعباء . بمعني أن هيئة الشياطين الدولية هذه بمساعدة محلية تقوم بنهب ثروات الأمم عن طريق الشركات العالمية متعددة الجنسيات التي تقوم بتنفيذ مشاريع لاحاجة لها.. بأسعار مبالغ فيها مثل ما حدث في مصر مع ( سيمنس و محطات الكهرباء ..ثم القطار السريع ..).. ومن مراكمة الديون التي يصعب تسديدها فتستنزف فوائدها ميزانية المدين . لقد تغير شكل الإستعمار و لم تعد جيوش المحتل هي التي تؤدى مأمورية قهر الشعوب و نهبها بقدر ما أصبحت مؤسسات المال و الإنشاء ومليشيات الكومبرادور و أدواته هي التي تقوم بالمهمة . لقد حاول هؤلاء الملاعين مع عبد الناصر و السادات و مبارك .. و لم يفلحوا إلا في الزمن الذى لا يهتم فيه الحكام أن يعيش بينهم مواطن يعاني من مأساة تخفيض القيمة الشرائية للجنية .. و زيادة الضرائب و شتي أنواع الجباية وتضاعف قيمة الخدمات عشرات المرات.. و إرتفاع الأسعار .. مع رؤيتة المليارات و هي توزع علي الأحباب و تنفق ببذخ علي إحتفالات سقيمة و عربات و طائرات و قصور و تشريفات و رحلات الرسميين .. ومشاريع لا يحتاجها المجتمع أو يضعها ضمن أولوياته . أنا لست مؤرخا .. و كتابة التاريخ ليست حرفتي .. و لكنني مواطن طال به العمر علي هذه الأرض لما بعد الثمانين .. عاش سنينه .. في كد و صراع و نكد ..و مع ذلك لم يهرب أو يتوقف منذ صباه عن الأمل أن يرى شروق فجر نهضة الأمة .. فلم تحصد الأمة و يحصد معها إلا ليل الخسائر والإحباط . أحاول أن أفهم قبل أن أغادر. .رغم التعتيم الشديد.. مجرد فهم ..أسباب خيبة قومي و تردى حياتهم ..و عدم قدرتهم علي تخطي الحاجز إلي المعاصرة .. الذى تخطته دول قزمية أقل في العدد و الإمكانيات مثل قبرص و مالطة و إسرائيل و هونج كونج و سنغافورة. فاجد أن هذا الشعب المبتلي منذ أن كان تائها في البرارى يبحث عن الأمن و الطعام من 8000 سنة .. قد عاصر أربع فترات إضمحلال ..شكلت معاول الهدم لحضارته.. كلما نضجت تسقطها .. فلم تستكمل ابدا . و أنه ( أى الشعب ) إنتهي به المطاف بعد رحلة طويلة مرهقة لان يصبح خاضعا لقواعد الإستعمار الحديث و لطبقة جديدة من المليارديرات متسلطة فاشلة ،فاسدة، متحجرة القلب و العقل غير قادرة علي الابتكار و الفهم والتحليل وإتخاذ الاجراءات الصحيحة .. لتلج ببلده فيما بعد 2011 . إلي فترة إضمحلال خامسة نعيش بداياتها و قد تطول لنهاية القرن . سبب هذا - كما أتصوره - أن الطبقة المتوسطة الحاكمة ( منذ إسماعيل باشا .. حتي طنطاوى باشا ) و التي تابعنا صعودها في حديث سابق .. تم ركوبها بواسطة حفنة من مليارديرات العسكر فحولوها لمسخ فاسد كريه .. يحمل كل ملامح الإضمحلال التقليدية . وعندما تفسد رأس السمكة ينتشر العفن في الجسد. ولقد إنتشر المرض علي هيئة جهاز بيروقراطي محدود الكفاءة مسيطر عليه بواسطة أجهزة الرقابة والأمن .. تضنيه التطلعات و تلهيه السرقات والعمولات فأضاع الفرص وبدد الثروة وعطل الانتاج وسلم مصر للصوص ومغامرين أجانب (في تكرار لزمن سعيد وإسماعيل وتوفيق ) ليفتكوا بالانسان المنكسر دوما . الذى إنكمش يداوى جروحه .. فيما يشبه العصيان المدني ببساطة .. و دون لف ودوران .. لقد حدث إنقلاب بعد 2011 أطاح بالطبقة المتوسطة ..بترددها و خوفها و حذرها ..من فوق كراسي الحكم .. و أتي براسمالية طفيلية مستعفية أنانية غير مهتمة بما يحدث للناس ..ما دام متيسر نهبهم .. كومبرادورية مرتبطة بالسوق العالمي و خاضعة لألياته و لا يشغلها إلا مكاسب أفرادها الذاتية و مراكمة ثروتهم . في مصر عام 2022 (حسب مجلة فوربس الأمريكية )..سته مليارديرات بمعني وصلت ثرواتهم أو تجاوزت المليار دولار، ذكرت المجلة أسماؤهم و ثرواتهم في تصنيفها لـ مليارديرات العالم. تصدر ناصف ساويرس مليارديرات مصر والعرب 2022، واحتل المركز الأول، ، بثروة صافية قدرها 7.7 مليار دولار، وفي المركز الثاني نجيب ساويرس بثروة تقدر بنحو 3.4 مليار دولار.. ثالثا، جاء محمد منصور بثروة تقدر بنحو 2.5 مليار دولار .. في المركز الرابع، جاء رجل الأعمال المصري والمقيم في بريطانيا محمد الفايد، وذلك بثروة تقدر بـ 2.1 مليار دولار.. خامساً، جاء يوسف منصور بثروة تقدر بنحو 1.5 مليار دولار وفي المركز السادس ياسين منصور بثروة تقدر بحوالي 1.1 مليار دولار. وفي بلدنا سنجد غيرهم من المليارديرات لم يوفوا قياسات الشفافية التي يضعها محرري ( فوربس ) و لكننا نعرفهم أدخل لويكيبيديا و سترد لك أسماء مثل . أحمد أبو هشيمة..أحمد بهجت ..أحمد عز .. أشرف مروان ..ثروت باسيلي.. حامد الشيتي.. رامي لكح .. طارق نور ..طلعت مصطفى.. علاء عرفة ..عنان الجلالي .. فايز صاروفيم ..ماجد سامي ..محمد أبو العينين..محمد فريد خميس ..منصور عامر .. منير فخري عبد النور.. هشام طلعت مصطفى ..يوسف ندا يضاف لهم الذين يملكون مئات الملايين من الدولارات أحمد السويدي..- صادق السويدي .. رؤؤف غبور.. عبدالرحمن الشربتلي.. سليمان عبدالمحسن و بالطبع لن أذكر أسماء لعيبة كرة القدم والفنانين و رجال السياسة. و رؤساء مجالس إدارات الشركات و المقاولين وأهل الجهات السيادية و رجال البنوك و الموظفين العموميين الذين يتعدى دخلهم (مرتبات و مكافئات وبدلات و حوافز شهرية ).. ملايين الجنيهات شركة (هينلي أند بارتنرز) في تقريرلها عن الثروات في إفريقيا لعام 2022 ((تقسم الأغنياء في مصر إلى 4 فئات، الفئة الأولى هي من تملك ثروة بأكثر من مليون دولار ويبلغ عددهم 16.9 ألف شخص، والفئة الثانية ممن يملكون أكثر من 10 ملايين دولار وهم (المالتي مليونير) ويبلغ عددهم 880 شخصًا. و المصريون الذين يملكون أكثر من 100 مليون دولار 57 شخصًا، بينما يبلغ عدد المصريين الذين يملكون أكثر من مليار دولار أو (المليارديرات) 7 أشخاص)). بصراحة أصحاب الملايين في مصر .. قد يكونوا أكثر من 17000 كثيرا فإذا أضفنا إليهم أسرهم و أبناؤهم .. فنحن أمام نسبة من المواطنين المتيسرين قد تصل ل2%. في بلدنا – للاسف - لا يمكن حصر المليونيرات و لا يمكن معرفة عددهم أو حجمهم ..حتي بتوع الجباية عجزوا عن تحديدهم و لكننا نرى سلوكهم هم و عائلاتهم في الشارع و في الملاهي و الكباريهات .. و في الإنفاق السفية للثروة..و شراء سندات الحكومة و البنوك و العقارات و الحفلات الصاخبة المكلفة و أفراح الفنادق والمضاربة علي الذهب و الدولارات و السيارات و إفساد السوق برفع الأسعار في الأماكن التي يرتادونها . قد لا يتصور هذا العديد من القراء الذين لا يعيشون في مصر .. و لكن بمجرد أن تدخل قطعة أرض زراعية في كردون المباني كاف لتحويل صاحبها لمالتي مليونير ...كذلك لو تضرب البلية في أعمال السمسرة للعقارات و يبيع كام قصر علي كام فيلا ، ينجح في توريد لاعبي كرة القدم للأندية الخارجية و الداخلية ، يحصل علي بطولة كام فيلم و مسلسل و إعلان ، أو برنامج حصرى في التلفزيون ، يعمل سنتر دروس خصوصية ، جامعة خاصة ، منتجع سياحي ،مطعم في منطقة هاى ،حزب سياسي مهادن ، مستشفي إستثمارى ، مكتب إستشارى هندسي أو محاسبي يعرف كيف يحصل علي أعمال بالتطبيل و الزغردة للحكام ،محامي يدافع عن الكبار و بتوع الحشيش و الدعارة ، صاحب سوبر ماركت و أجنس بيع عربات و معدات و وكيل ماركات ملابس عالمية ..أو من رجال البنوك و وزراء الحكومة و البرلمان و الدعاه الدينين . كل هؤلاء يمكن أن يصبحوا من أصحاب الملايين هذا بالإضافة إلي المقاولين و الموردين و المتعاملين مع الإقتصاد العسكرى.. و لا أريد أن اقول أن أغلب أوامر الشراء و الإنشاء التي تدفع فيها الدولة المليارات تجرى عبر وكلاء تجاريين ربنا فاتحها عليهم من وسع .. وتتم تحت الشعار الشعبي (يا بخت من ينفع و يستنفع..و من كان النقيب خاله..)
هؤلاء هم أفراد الطبقة الجديدة من المليارديرات و المليونيرات التي أزاحت الطبقة المتوسطة و تحكم مصر في زمن إضمحلالها الخامس.. إلتفوا حول قيادة أوليجاركية عسكرية .. وولائهم لمن يجعلهم يكسبون أكثر سواء في الداخل أو الخارج ..و يضحون بالغالي و النفيس في سبيل ضمان إستمرار حكمهم.
يقول البعض .. أن ما يحدث اليوم في مصر هو تكرار لما جرى في 1954 .. علي أساس أن كل من النظامين حكما للعسكر من الرافضين للديموقراطية .. هذا غير دقيق فالتفاصيل .. و الوقائع تشير إلي أن عبد الناصر و السيسي لا يتطابقان أو حتي يتشابهان ..في أى إتجاه .. سواء السن عند الحكم .. أو درجة الحماس أو التعليم أو الظروف المحلية و العالمية التي أنتجتهما ..أو وضعهما الطبقي أو في علاقتهما بمعاناة الجماهير ..أو توجهاتهما السياسية و الإقتصادية . عبد الناصر و السيسي لا يتشابهان إلا في أن كل منهما عمل علي تمكين الضباط من رقاب المصريين بالقوة وتحويلهم لشريحة متميزة في الطبقة العليا تسير و أمامها تشريفة .. و إستخدم العنف و السجون و المعتقلات في توطيد أركان حكمه .. و إبتعد عن الديموقراطية و الحريات الفردية. نعم.. لا نستطيع أن نجمل الفترة من 1952 حتي 2022 .. و نقول كما قال الدكتور أنور عبد الملك أن ((مصر مجتمع جديد يبنيه العسكريون )) بل علينا أن نفرق بين الضباط الذين حكموها .. الضابط جمال .. و الضابط السادات .. و الضباط حسني ..والضابط طنطاوى ..والضابط السيسي ..كل منهم كانت رئاستة تختلف عن الأخرين .. حتي في فترة الحكم الواحدة .. نجد مراحل متباينة لنفس الشخص .. فعبد الناصر من 52 إلي 56 .. عندما كان يصارع الوفد و السياسيين القدامي ..بالإضافة إلي زملاءة.. و يسجنهم أو يبعدهم أو حتي يغتالهم .. بحماس الشباب ( الثورى ).. يخالف عبد الناصر الذى إكتسب ثقة في نفسه بعد إنسحاب العدوان الثلاثي .. وتطعيم فكرة بنظريات ( تيتو و نهرو و سوكارنو ) عن الحياد الإيجابي ..و تبني القومية العربية .. و الميثاق كوثيقة شارحة لخطه السياسي .. و هو بالتأكيد يخالف عبد الناصر المهزوم في اليمن و سيناء .. و مكروه في الداخل بسبب المعتقلات و القهر البوليسي الأمني .. و الذى يحاول علاج هذا ببيان 30 مارس و بناء جيش جديد من الحطام يخوض به حرب إستنزاف طويلة ..عازلا رجال عبد الحكيم.. و متساهلا.. مع الأصوات المعارضة و الشاجبة لديكتاتوريته. نفس الحديث لو ناقشنا فترة حكم السادات .. علينا أن نفرق بين الرجل المستكين المحاط بالهازئين من رجال الإتحاد الإشتراكي .. والأخر المزهو بحنكته بعد إنقلاب 15 مايو علي قيادات الدولة .. وبين ذلك الذى يواجه مظاهرات الخبز و يسميها إنتفاضة الحرامية .. أو التنظيمات الشبابية بالجامعات ..التي تطالب بحل مشكلة إحتلال إسرائيل لسيناء .. و يسميها قلة مضطربة . ثم ذلك الرجل المنتفخ مثل الديك الرومي .. بعد حرب 73 ..و الذى يصادق كيسينجر .. بيجن .. و يستسلم (بعنطظة) لإسرائيل و أمريكا ..و السعودية .. داعما للتيارات الراديكالية الإسلامية الذاهبة لافغانستان للكفاح ضد السوفيت. ثم سادات المنابر السياسية و الإنفتاح . و دخوله مسابقات أشيك رجل في العالم ..و أمكر حكام المنطقة . وكيف تكونت حوله عصابات خرجت منها طبقة المليونيرات الذين كونوا ثرواتهم من السرقة و العمولات .. و تجارة المخدرات ..و إستيراد الفراخ الفاسدة ..و الأفكار الفاسدة. ثم خاتمته ..بعد أن غيرنصوص الدستور ليعيش يحكم للأبد و إجرى إعتقالات سبتمبر 81 كي يخرس جميع الأصوات .. فجرى إغتياله بواسطة نفس التيارات الدينية التي تغولت في عهده . بمعني نحن أمام تاريخ طويل لا يمكن أن نجملة في جملة السادات أعطي قبلة الحياة للتيارات الإسلامية و دمر اليسار .. أو هو مبدع ديموقراطية المخالب و الأنياب . أو هو بداية رفع قبضة الجيش عن الحياة المدنية وإستبدالها بتمكين ضباط الأمن في كل مناحي الحياة بمصر . التفكير المتأني المبني علي معلومات صحيحة .. و إحصائيات دقيقة .. و دراسات إجتماعية و نفسية .. لفترة ما .. هو الذى يحدد هوية هذه الفترة .. أما الإنتقائية في إختيار الأحداث و تربيطها في إطار موحد .. فهو إستسهال .. سيزيد الجدل .. و المناقشات العقيمة بين دراويش الناصرية أو الساداتية .. و مخالفيهم . ..و لن نصل من خلالة .. لتوصيف الفترة بشكل محايد بعيد عن الاهواء الشخصية .. و هو أمر لا يقوم به فرد .. بل تقوم به أجهزة حزب أو مجمع علمي ..تضم خبراء في جميع الفروع التي يتم مناقشتها .. بعيدا عن تأثير الحكومة . بهذا المنهج عندما نتصدى لمناقشة ثلاثة عقود حكم فيها مبارك .. فإن من التسرع إعتبارها مرحلة واحدة بدأت و إنتهت بالسرقة و الفساد الذى إطلعنا علية خلال محاكمات أفراد العصابة .. و التي خلصت بإقامة جنازة عسكرية له.. رغم أنف جميع المعترضين و المنكوبين . مبارك الذى كانت كل أحلامة أن يكون سفيرا أو مديرا لمصر للطيران بعد إنتهاء خدمته .. فوجيء بانه تم إختيارة ليكون نائبا للرئيس في 16 إبريل 1975ويظل نائبا حتي أكتوبر 1981 أى ست سنوات كان فيها يتعلم و يتدرب علي أيدى السادات قبل إغتياله .. أن إستقرار الحكم يرتبط برضاء امريكا وإسرائيل و المملكة العربية السعودية و التحالف معهم .. و أن أعداء البلد هم اليسار و المعارضة ..و أن الذى يدعم حكمة .. هم أصحاب اللحي الطويلة و القصيرة ..و أن الجيش يمثل الخطورة الأساسية علي نظامة .. فيجب مراقبة ألا يقوم أفراده بإنقلاب ضد حكمة . و أن الأمن و الداخلية و الحزب الوطني الديموقراطي تمثل صمامات الأمان له.. و أن الإشتراكية لا تناسب شعبنا .. و الديموقراطية يجب أن تعطي بدرجات .. و علي مراحل ..و متوجعش دماغك برغي المثقفين . و أن شكل الحكم أمام العالم الخارجي يجب أن يبدو عصريا .. حكومة و برلمان و دستور و فصل في السلطات مع السماح لبعض المعارضات المتحكم فيها أمنيا .. و إنتهازيا ..ككومبارس من أجل الديكور و أن عين الحكمة هي ((سيف المعز و ذهبه )).. و ((شعرة معاوية)).... مع مركزية إتخاذ القرار . هذه الدروس إمتصها مبارك من رئيسة لمدة ست سنوات ..و أصبحت دستورة و خطته طول ثلاثة عقود تالية. و لكنه عندما حاد عنها و طرق المحظور واضعا سياسات البلد في يد لجنة نجله المتنور و المتعلم ليعبروا عن فكر المليارديرات .. خلق التناقضات مع ضباط القوات المسلحة الذين يرغبون في تطوير نشاطهم الإقتصادى بعيدا عن يد الدولة ..و الجهاز الإدارى الحكومي الذى يرفض الوصاية التي قد تطيح بإمتيازاته .. والطبقة المتوسطة بكل شرائحها التي لم تستثيغ فكر الليبرالية الجديدة . و تسبب هذا في خلع مبارك بعد 18 يوم من المظاهرات عام 2011، عندما أعلن نائب الرئيس عمر سليمان في 11 فبراير أنه قد استقال من منصبه كرئيس للجمهورية مفوضا صلاحياته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة . هذا هو الحال الذى إستلمت فيه القوات المسلحة .. حكم مصر ..دولة بوليسية من الدرجة الأولي.. إقتصاد متدهور .. ديون بالمليارات .. تضاعف أعداد المواطنين خلال حكم مبارك فأصبح مائة مليون ..لا تعليم لا صحة لا مرافق لا طرق مناسبة.. و في نفس الوقت جيش مهمش محدود سلاحة بإلاعانات الأمريكية .. و قضاء مخترق .. و مجلس شعب مستكين مختار أفرادة بالواحد .. و إعلام يسبح بحمد الجالس علي العرش. و عدم رضا أمريكي بسبب أن تنفيذ تعليمات البنك الدولي لإدخال مصر في اليات السوق العالمي جاء بطيئا .. مع تزايد قوة الإسلام الراديكالي و إحتلالة لسيناء .. و إنفلات الشارع المصرى . بكلمات أخرى كانت مصر في حالة تشبه ما حدث في نهاية الأسرة السادسة و حكم بيبي الثاني الطويل الذى إنتهي بثورة جياع دمرت مقابر الدولة القديمة و سرقتها و أدت إلي عصر الإضمحلال الأول . و هذا هو ما حدث في الواقع .. هبة شعبية .. نهب للمحلات الكبرى و البنوك .. عصابات سرقة في الشوارع .. غياب الأمان و قوات الشرطة ..تدمير مقرات أمن الدولة و الحزب الوطني .. و غزو مصر بواسطة تنظيمات فلسطينية (غزاوية) قامت بإطلاق سراح المساجين .. و أدت إلي فوضي شاملة. بعد تنازل مبارك عن الحكم للقوات المسلحة حكم المجلس الأعلي بقيادة المشير طنطاوى .. مصر لمدة 18 شهر .. كانت كافية لأن يسترد الجيش تفوقه علي الداخلية .. وتزدهر مشاريعة الإقتصادية .. و يوجه الأحداث في إتجاه تمكينه المستقبلي من الحكم و إستمراره ..لأبد الأبدين.. و بذلك حل مجلس الشعب و أوقف العمل بالدستور و سمح للإخوان بان يشاركوا في الحياة السياسية .. و أعاد أكثر من ألف سلفي لمصر.. و إختار مستشارية من عناصر الإسلام السياسي و سمح في نوفمبر من نفس السنة 2011 بإجراء إنتخابات لمجلس الشعب فاز فيها الأخوان بنصف المقاعد .. و السلفيون بالربع .. و توزع ما تبقي بين الليبرالين و المستقلين . لماذا سلم المجلس الأعلي مصر للإسلام السياسي رغم أنه كان من الطبيعي أن يخطط لان يأخذ الجمل بما حمل كالعادة . .. هل هو ترفعا .. أم كانت له رؤية أبعد بعد أن وضحت نية رئيس امريكا و أبلغت للقادة بتمكين الإسلاميين لقد كان أوباما .. لديه تصورات أن الإستقرار في منطقة الشرق الأوسط لن يتم إلا إذا حكم الإسلاميون بدلا من الضباط .. لذلك وجه لهم خطابين أحدهما من تركيا و الأخر من جامعة القاهرة في 18 يونيو 2012 فاز الدكتور محمد مرسي أمام منافسة الفريق أحمد شفيق .. بين تهليل الجميع للتخلص من حكم العسكر .. أو من جاءوا من خلفية عسكرية .. و الإحتفال بأول مدني منتخب كرئيس بفارق 1% .. بعيدا عن النسب المعتادة 99.99%. محمد مرسي من الناحية النظريه .. كأستاذ جامعي .. و مهندس حاصل علي الدكتورا من أمريكا .. و يعمل بالسياسة منذ نعومة أظافرة .. يعتبر نموذجا جيدا .. لذلك أيدة أوباما ..و لم تعارضة إسرائيل .. وحصل علي دعم خليجي و لكن بمرور الأيام.. وجد أن السيد الرئيس له أكثر من رئيس في الجماعة .... و أن عليه أن يستأذن قبل أى قرار .. و أنه ليس لديه كوادر فنية تحمية داخل الدولة العميقة التي أنشأها عبد الناصر .. إلا مليشيات الجماعة ..و أن المخابرات و الجيش و الشرطة يرفضون أن يقدموا له تقاريرهم المعتادة.. و يحجبون عنه نواياهم . لذلك بدأ بالهجوم .. ففي 12 أغسطس 2012 . عزل وزير الدفاع رئيس المجلس العسكري المشير طنطاوي، ليحل محلة اللواء عبد الفتاح السيسي لماذا إختاراللواء السيسي ..هل لانه متدين .. أم لانه يبدو موال لهم و متعاون .. أم بسبب توصية أمريكية .. لا أحد يعرف ..و لكنه في الغالب كان إختيار ندمت علية الجماعة .. بعد أن افقدها أمنها و سيطرتها 22 نوفمبر 2012: أصدر مرسي إعلانا دستوريا يعزز سلطاته ويحصن قراراته من أي مراجعة قضائية، ويقضي بمنع القضاء من حل الدستور أو اصدار جديد، مما أدى إلى اشتعال الاحتجاجات. بمعني إعلان الديكتاتورية . بعدها أجرى إستفتاء علي مسودة دستور أعدها الإسلاميون .. حضر الإستفتاء حوالي 49% من الناخبين و أقرة 60% منهم .. و بدأ الإنشقاق في الشارع السياسي .. فقد تبين للمصريين أن الإخوان (كهنة ) مثل حريحور في الأسرة 21 يقودون البلد في إتجاه النموذج الإيراني و حكم الملالي ..أو التركي الأردوغاني .. أكثر منهم سياسيون يقودون البلد طبقا لخطة و منهج واضح . و هكذا ظهرت فجأة حركة تمرد ( إنشقت الأرض عنها .. ثم إنشقت و إبتلعتها ) و قامت بجمع التوقيعات لعمل إنتخابات مبكرة مع هجوم الإعلام علي الرئيس و إظهار عيوبه حتي الأسرية . مارس 2013: رفضت مصر قرضا من صندوق النقد الدولي بقيمة 750 مليون لانقاذ الأوضاع ، وبعدها بقليل دخلت في أزمة نقص الوقود والكهرباء. . و كانت القشة التي قسمت ظهر البعير فقد بدأ الجانب الأمريكي يرفع يده عن حماية الجماعة و دعمها .. بسبب أن الوعود التي أخذتها علي نفسها بإستكمال مخططات البنك الدولي للتحول للرأسمالية .. جاءت بطيئة ..أو معدومة و أصبحت فرصة الجيش بالحكم المباشر مطروحة بعد مرور سنة على تولي محمد مرسي الرئاسة وخروج المصريون في الشوارع بشكل كثيف اعتراضا ..عليه مطالبين بعزله. لقد سقطت الثمرة في عب الجيش فقام بإعطاء مهلة 48 ساعة يتفق خلالها مرسي مع معارضيه. ثم في 3 يوليو 2013 أعلن اللواء السيسي انتهاء المهلة وعزل مرسي وقام بتعيين رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور ليصبح رئيسا مؤقتا للبلاد. في مؤتمر حضرة شيخ الأزهر و بابا الأقباط .. و ممثلين عن التيارات السلفية و القوات المسلحة .. و بعض المعارضين . و في الغالب برضا من أمريكا و إسرائيل .. فكرني بمؤتمر برقوق لعزل إبن قلاوون الملك الصالح حاجي و أخذ مكانه لم تدرس الجماعة الموقف السياسي بصورة مناسبة .. فلقد وجهت خطابها في إتجاهين .. في الخارج أمريكا و السعودية و تركيا.. و في الداخل لافقر فقراء مصر بواسطة إقتصاد الصدقات والجمعيات الخيرية .. و الفصول التعليمية .. و الإعانات الشهرية ..و الدروشة الدينية للرئيس. و أهملت القوى الفاعلة .. في المجتمع من أبناء الدولة العميقة.. ثم رجال الأعمال الذين راكموا ثروات خلال حكم مبارك ومن العمل مع القوات المسلحة في الأنشطة الإقتصادية المربحة .. و إصطدموا بطموحات مليونيرات الجماعة للسيطرة علي السوق لذلك دافع عن مرسي.. مهمشين .. و فقراء .. تجمعوا في رابعة بمدينة نصر .. و أمام تمثال النهضة بالجيزة .. و بعض رجال الأعمال المنضمين للجماعة أو المتعاطفين معها . و قامت معركة يوم 8 يوليو 2013 عندما حاولت قوات الحرس الجمهوري تفريق أنصار مرسي من أمام القصر مما تسبب في مقتل 50 شخصا، وتبادل كلا الطرفين الاتهامات ببدء العنف. ثم أعلن عدلي منصور عن ميعاد للتصويت على تعديل الدستور نصف فبراير وقابله الإخوان بامتناعهم عن المشاركة، كما أعلن منصور عن موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. 14 أغسطس 2013.. أكثر من 400 شخص من أنصار مرسي قتلوا في أحداث الفض بمحيط رابعة والنهضة. . ورد الإسلاميون على الفض بحرق أقسام الشرطة والكنائس مما تسبب في قتل المئات 19 أغسطس 2013: مقتل 25 شرطيا في سيناء على يد جماعات إسلامية، وتصاعد أعمال العنف 23 سبتمبر 2013: أعلنت محكمة الأمور المستعجلة بالقاهرة أن جماعة الإخوان المسلمون جماعة إرهابية وجمدت جميع أصولها. ثم توالت أعمال العنف إنفجار سيارة مفخخة أمام مبني مديرية امن الدقهلية .. و أخرى أمام مديرية أمن القاهرة و إشتباكات في الذكرى الثالثة للثورة أدت لقتل 49 شخص . مارس 2014: إعلان المشير السيسي تقديم استقالته من الجيش وترشحه للرئاسة. 3 مايو 2014: بداية عمل حملة السيسي وندرة ظهوره بين أفراد الشعب إلا من خلال مقابلات تلفزيونية مسجلة، على عكس منافسه حمدين صباحي الذي قام بعمل جولة في أنحاء البلاد لم تجد و هكذا إكتملت الدائرة بعد ستين سنة ..منذ مارس 1954حتي 2014.. و لكن بصورة جديدة فلقد كان المنقلبون علي الديموقراطية من القادة والمليونيرات الذين يودون إستكمال المرحلة التي بدأها جمال مبارك لتمكين الراسمالية و لم تتم . الرئيس السيسي .. عندما إستلم الحكم .. كان موكلا له مهمتان عاجلتان .. أحدهما تمكين مليونيرات القوات المسلحة من السيطرة علي البلد وإقتصادها و سوقها.. و ثرواتها..و مناجمها و محاجرها وإعلامها و ثقافتها وبرلمانها ..و تقنين هذا بكل الوسائل .. مع فرض السكون بالقوة . و الأخر إستكمال مهام Neoliberalism السياسية و الإقتصادية المتضمنة في مخططات البنك الدولي .. و صندوق النقد .. و القيام بما فشل فيه السادات .. و مبارك و إبنه .. و مرسي بعد ذلك و جماعته . و لقد أدى المهمة الأولي بسرعة ونجاح .. أما الأخرى فلا زالت لم تستكمل خصوصا في شقها السياسي . لتبدأ قصة جمهورية جديدة من الجمهوريات التابعة لامريكا التي تحكمها الراسمالية الطفيلية و يقهرها ديكتاتور يتباهي بأنه ديكتاتور يحيطة من كل جانب أصحاب كابات لم يدخلوا حرب في حياتهم .. (و لن يدخلوا في الغالب ) ..يعيدون النظام لما كان عليه قبل 2011. سبب تفوق النظام الحالي في أداء مهام الإنتقال الراسمالي هو أنه كان لدية بعد هبة يناير 2011 ..الفرصة للتعلم من أخطاء الذين سبقوه من جلادين و الإعداد الجيد المتأني . في حين أن القوى الثورية كانت تحتفل بالنصر الجزئي بعد تنحي مبارك بأن تتصارع في تقسيم المكاسب. النظام تم دعمه بخبراء حرب الجيل الرابع و الخامس للسيطرة علي العقل الجمعي للمصريين .. مما رفع قدرته علي نشر الذعر و الخوف .. و اليأس و الإستسلام . و لتصبح سيرة الثورة لدى قطاع واسع منهم أضغاث أحلام .. و أمل كاذب..و طريق خطر .. وليمرر خطوات الإنتقال لليبرالية بهدوء دون معارضة مؤثرة . إسلوب إحتلال العقول (بعد إنتهاء حكم الأخوان )..و بداية سيطرة الضباط والمليونيرات ..والتحول الإقتصادى .. تم علي خطوات بعضها مستتر و البعض الأخر يمكن إدراكة مثل :- أمن أبناء الجهات السيادية ..بالمنافع و المكاسب والإمتيازات .. و ضمهم لجانبه.. ليتغلب علي الدولة العميقة و قدرتها علي التعويق كون برلمانا يبصم و يوافق و حشد به مجموعة من الضباط السابقين و ترزية القوانين .. تتبارى في خدمته منح الرئيس حكما ممتدا بتعديل الدستوربعد أن نجح في المرحلة الأولي و سلم مصر لصندوق النقد الدولي جعل للقوات المسلحة صلاحيات المراقبة ( الفيتو ) التي تعلو كل مؤسسات الدولة .. بالقانون . وضع نظاما إنتخابيا يتحكم فيه بواسطة أجهزة الأمن يجمع البصامين بزجاجة زيت و كيس مكرونة.أو 50 جنية طور إعلاما مدجنا من أشباه البشر الذين يتحركون مثل عرائس الماريونت مسيطر عليهم بواسطة أصابع الضباط المستترة بملكية محطات إذاعاتهم و تلفزيوناتهم و رزقهم .. يرفعون منهم من يشاءون .. و يخسفون الأرض بمن يريدون. مهما كانت شهرته أو نفوذه . سمح بحياة سياسية لا يدخلها إلا الإنتهازيين خصوصا المنافسين في إنتخابات الرئاسة .. و مليشيات شوشرة من شباب اللجان الإلكترونية .. و أخرى من المحاميين المستعدين لرفع قضايا الحسبة .. و دعم النظام بمجموعة من رجال الدين ذوى العمم البيضاء و السوداء الذين ينعمون بنعمة الجهالة فتوفرت لهم حياة مرفهه .. و طاقم من الإقتصاديين الكومبرادور الذين يتفننون في أساليب حلب الفقراء قبل الأغنياء وزارة ثقافة مسكينة يرأسها شخص أمي ( بمعني الكلمة ) وظيفته عمل إحتفالات و مهرجانات .. لمناسبات سخيفة يتم الدعاية و الترويج لها بواسطة كل أجهزة البث و الدعاية ..المأجورة .. و أفلام سينما تافهه و مسلسلات تلفزيونية ..يسيطر عليها الرقباء و يفرضون رؤيتهم المحدودة الأفق ووزارة رياضة تتحكم في الأندية و الإتحادات .. تفرض رؤية الحكام المتحيزة لنادى ضد اخر .. فتخسر جمبع البطولات .. بما في ذلك ما نظمتها مصر وأقيمت علي ارضها . نظام بوليسي أمني هو درة العهد جاء بعد تدريب و ترويض طويل و خبرة متراكمة من زمن زكريا محي الدين حتي الباشاوات أشاوسة اليوم .. يستخدم الفتوات و البلطجية و أصحاب السوابق للردع.. أكثر من إستخدامه لأطقمه و نظام جباية مركزى متحكم في المواطنين عن طريق قوانين التحفظ علي الأموال و سيطرة البنك المركزى علي مداخل و مخارج حسابات الأفراد و المنشئات . أظن بيسمونها (حوكمة إليكترونية )..و قدرتة علي التحفظ علي الأموال بسبب أو بدون و شبكة معلومات واسعة عن السكان المطاردين بالالاف بقضايا ملفقة لا أساس لها إلا في الأذهان المريضة مع قدرة علي التزويق و قلب الباطل حق .. و اللعب بالعقول المسطحة .. تراكمت خبرتها خلال 70 سنىة قسر و قهر. و مع ذلك .. يخطيء من يتصور أن النظام الحالي قائم علي دعم الجيش و الجهاز البيروقراطي .. فالحامي الأعظم و الموجه الأساسي هو الطبقة الجديدة من المليارديرات و المليونيرات الذين يعملون في الضوء و معروف نشاطهم و مرصود دوليا و محليا .. و.. بجوارهم مئات من الذين يعملون ( من بير السلم) أو في السر.. و يمتلكون أموالا طائلة أغلبها أتي بطرق (مفياوية )غير مشروعة ( أبسطها تهريب المخدرات و الأثار و تجارة السلاح بالإضافة إلي الرشاوى و العمولات و السمسرة ) و كلها بتتغسل و تتكوى و تنضف عندما تطلق الحكومة نفير شراء سندات أو شهادات الخزانة . حكم الرئيس السيسي المؤيد بأغنياء مصر .. لم ينته بعد .. و هم يخططون أن يستمر حتي 2034 حين يقترب عمرة من الثمانين ليستكمل مهامة المتصلة بربط مقطورة مصر بجرار البنك الدولي والمعسكر الراسمالي وإستكمال تحقيق الليبرالية الجديدة في شقيها الإقتصادى و السياسي . بكلمات أخرى إستكمال سيطرة القطاع الخاص علي الإقتصاد و الإنتاج و السوق عن طريق تطبيق تغييرات هيكلية أساسية تتمحور حول جذب الإستثمارات . إنهاء وجود القطاع الحكومي الإقتصادى و العام إلا في اضيق حدود مع بيع أو خصخصة وحداته إنهاء الدعم بكل أشكاله .. سواء للعيش أو الوقود أو الخدمات و وقف إستخدام بطاقات التموين و قد تستبدل ببدل نقدى تحويل المواطن إلي زبون بالنسبة لجميع الخدمات ( من لايدفع لا يحصل عليها ) .. و ترك السوق للتقلبات الرأسمالية . مع تخفيض الإنفاق الحكومي بتقليل العمالة للحد الأدني و عدم تدخل الدولة في إدارة الملكية العامة و إحالة أغلب الأنشطة التي كانت تقوم بها الدولة ليقوم بها المستثمرون لزيادة قدرات القطاع الخاص علي إمتصاص العمالة الزائدة و بالخصوص الشباب و النساء . و شقها السياسي الشفافية و الديموقراطية و الحرية و حقوق الإنسان.. و هي أمور يمكن تأجيلها ما دامت قدرة الأمن في تزايد . بكلمات أخرى ..التخلص من كل الإجراءات التي تمت في الستينيات ( سياسية و إقتصادية ) .. و إتمام التحول الرأسمالي .الذى فشل في تحقيقة السادات و مبارك . ولكن بإفتتاح العاصمة الجديدة .. و العاصمة الصيفية .. و القطار السريع .. و المونوريل .. و الالف كوبرى .. و عشرات الألاف من كيلومترات الطرق .. و المفاعل النووى لإنتاج الكهرباء .. و غيرها من المشاريع المكلفة ذات العائد المحدود .. سيكون قد تم إستدانة حوالي 800 مليار دولار أى ضعف الناتج القومي المصرى الحالي و المقدر في 2022 ب(394 مليار دولار). لتسقط مصر تحت عجلات قطار البنك الدولي وإرتفاع لا يهدأ لأسعار السلع الأساسية ويبلغ التضخم مستويات غير مسبوقة..مع تراجع مستمر للقيمة الشرائية و السوقية للعملة المحلية.( كل شوية يخفضوا قيمة الجنية و يطبعوا منه بدون حساب ) و هو أمر لا يتحمل اوزاره و يصيبهم أبلغ الضرر إلا فقراء مصر الذين يمثلون الأغلبية المقهورة . بقي أمر أراه هام لتوضيح موقف البلاد بعد سبع سنين طبقت فيها توصيات صندوق النقد و البنك الدولي. عندما نطلع علي الموازنة الجديدة (22-23).. نصدم من بند محشور لا يراه الكثيرون .. عن زيادة مخصصات الجهات السيادية التي ياتي ذكرها علي هيئة سطر واحد و لا تخضع لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات . وندرك أن وزير المالية .. أمامها .. لا حول له و لا قوة ..إنها أرقام تملي عليه و هو غير قادر علي مناقشة هذه الجهات السيادية أو ترشيد إنفاقها لعلاج العجز ما دام أسيادنا لا يشبعون و يطلبون المزيد .. وهو غير قادر أيضا علي مطالبة الحكومة وغيرها..بالتقشف ..و عدم شراء الطيارات و السيارات الفاخرة و بناء القصور .. أو تأجيل سيل الإنفاق علي الإنجازات التي تبتلع أموال المصريين.. وليس لها جدوى إقتصاديةأو إجتماعية و لكنه قادر علي زيادة توقعاته بالنسبة لمقدار ما يحصله من الجباية .. أو ما سيدخل خزانته من القروض بمعني مزيد من الضرائب و الأعباء .. و لا يوجد سقف مرتقب للقروض و الديون .لتغطية العجز البالغ 558 مليارجنية ( الفرق بين الإيراد و المنصرف ) في الموازنة بالإضافة إلي سداد فوائد قروض مستحقة مقدرة ب 626 مليار جنيه . أو كما صرح.. ((هناك فجوة تمويلية تقدر بـ64 مليار دولار.. أى 1184 مليار جنية منها 558 مليار تغطية العجز و الباقي فوائد القروض )) بدون شك الإقتصاد المصرى في أزمة .. يشعر بها الناس في الشوارع .. تضخم و بطالة .. و إنخفاض القيمة الشرائية للجنية ..و لا يشعر بها المسئولون المتنعمون في خير الحكومة و تطمينات صندوق النقد الناس لا يعرفون أن مصر بلد غنية .. و لكن ثروتها تبدد .. من أجل إنجازات غير مطلوبة .. و نهب مستمر من المرابين ومليارديرات البلد و مليونيريها .. و أنه في النهاية .. لن يستفيد من ناطحات السحاب في العلمين و في صحراء العاصمة الجديدة غير هؤلاء الذين يقيمونها بمليارات الدولارات و هكذا إذا كان تواجد البشر علي أرض مصر يمثل بيوم كامل فإن الأحداث منذ الهبة الأخيرة حتي الان تمثل أخر دقيقة و نصف من هذا اليوم .. و لكنها دقيقة قاتلة .. تم تدمير ما إستغلق علي التدمير خلال الأريعة و عشرين ساعة السابقة بعد إزاحة الطبقة الوسطي وحكم المليونيرات لأول مرة . فوضى و سوء توزيع للثروة .. و علامة واضحة من علامات الإضمحلال .. قد تتفاقم و تطول لمائة سنة و أكثر حتي يسدد الناس الديون و يدركون أن أليات الحكم المعاصرة لا توضع لمصلحتهم .. فيتحولون عن قبول الإستبداد الشرقي ليحتموا بمظلة الديموقراطية و الحريات و حقوق الإنسان .و الشفافية
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر و عصور إضمحلالها(15)
-
مصر و عصور إضمحلالها( 14)
-
مصر و عصور إضمحلالها (13 )
-
مصر و عصور إضمحلالها (12 )
-
مصر و عصور إضمحلالها(11)
-
مصر و عصور إضمحلالها(10)
-
مصر و عصور إضمحلالها(9)
-
مصر و عصور إضمحلالها(8 )
-
مصر و عصور إضمحلالها(7)
-
مصر و عصور إضمحلالها(6 )
-
مصر و عصور إضمحلالها( 5)
-
مصر و عصور إضمحلالها(4).
-
مصر و عصور إضمحلالها(3)
-
مصر و عصور إضمحلالها.(2)
-
مصر و عصور إضمحلالها. (1)
-
كائنات بدون ذاكرة ..خيبات مايو
-
أحزان ما بعد الماتش .
-
عقل جامح و فكر غير معتاد
-
الموازنة .. عجز وقروض وضرائب.
-
الحوار -غير- المتمدن في مصر .
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|