أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - بغدادان تلتقيان














المزيد.....

بغدادان تلتقيان


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7286 - 2022 / 6 / 21 - 14:17
المحور: الادب والفن
    


في رواية الأديبة العراقية إنعام كجه جي «النبيذة» رجال كثر، لكن أهمهم الفلسطيني منصور البادي، الذي به يكتمل الثلاثي الأساس في الرواية: تاج الملوك، وديان، وهو.

وجد منصور نفسه لاجئاً في لبنان، بعد النكبة الفلسطينية عام 1948، وحين أدرك أن الحكاية ستطول قصد بغداد، التي «لو خيّروه في كل عامٍ تالٍ من أعوام عمره لما اختار غيرها». ولكن عرضاً للعمل في دار الإذاعة العربية بكراتشي، التي افتتحت للتو أخذه إليها ليلتقي هناك مع تاج الملوك التي أتتها هاربة من مكائد السياسة في بغداد، لتعمل مذيعة في الإذاعة نفسها.

لم تكن بغداد، يومذاك، مقتصرة على أجواء النخبة السياسية التي اقتحمتها تاج الملوك، «ففي السراديب تنشط حركة يسارية تبشر بأفكار يسمونها هدّامة». والمفارقة أن تاج الملوك كانت تجد نفسها أكثر مع الفنانين والمثقفين الشباب غير البعيدين عما في تلك السراديب من أفكار.

عاشت المرأة في العالمين النقيضين. وفي اللحظة التي هاج فيها العراقيون غضباً من معاهدة بورتسموث التي فرضها الإنجليز، وجدت نفسها في مسيرة تشييع الشهداء الذين سقطوا بالرصاص. هناك شاهدت محمد مهدي الجواهري على أكتاف المشيعين يلقي بصوته الهادر: «أتعلم أم أنت لا تعلم/ بأن جراح الضحايا فم».

في صباح اليوم التالي كانت صورتها وسط المتظاهرين على الصفحات الأولى للجرائد الموضوعة على طاولة نوري السعيد، ولم يكن لها من مفر سوى انتزاع نفسها من بغداد إلى كراتشي، لتلتقي مع الشاب الفلسطيني اللاجئ مثلها، وهناك تنشأ قصة حب لا تكتمل. تظل مثل القوس المفتوح حتى النهاية.

لم يطل المقام بهما هناك. وشاية أنهت خدماتهما. انتهي الأمر بمنصور مهاجراً إلى فنزويلا، ليصبح فيها أكاديمياً ومؤلفاً لكتب سياسية مهمة يقع أحدها في يد الثائر السجين، يومها، هوجو شافيز الذي سيستعين بخبراته بعد أن انتخب رئيساً. أما تاج الملوك فقد قصدت عبادان في إيران، قبل أن ترحل إلى محطتها الأخيرة باريس وفي رحمها جنينها الأول.

في باريس ستقتنصها الاستخبارات الفرنسية؛ لأنها شعرت بأن كنزاً من المعلومات في رأسها. مسؤول استخباراتي كبير يقترن بها رغبة في استكشاف ما في الكنز، واستدرجها إلى مهام جاسوسية.

كانت تاج قد أصبحت أرملة حين التقت وديان الهاربة إلى باريس من طغيان «ابن الشيخ»، المهمومة بترميم روحها المنكسرة. بغدادان مختلفتان تلتقيان، لينبسط أمامنا التاريخ الدامي للعراق القريب من القلب، فيما يظل حاضراً طيف الفلسطيني منصور البادي، الحب المستحيل، المهموم بفوضى فنزويلا بعد رحيل رفيقه شافيز.

تأسرنا «النبيذة» حتى سطرها الأخير، ببنائها المحكم، وبلغتها الرشيقة العذبة، وبالتوظيف الآسر للأمثال والأقوال الشعبية.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود العالم يقرأ جمال حمدان
- تدمير الدولة العربية
- صناعة الأصنام
- التفريق ضروري
- عن أي غربٍ نتحدث؟
- عين الشمس
- الخامس من حزيران
- إدوارد سعيد في سيرة غيرية
- عالم بلا بوصلة
- طفرة في أعداد الشباب
- مختبرات البيولوجيا والأوبئة
- سقط سهواً
- مظفر النوّاب
- كتيبة (آزوف)
- عالم اللا يقين
- كذب المستشرقون وإن صدقوا
- مساءلة المثقف
- بؤس الوعي
- ليست حرباً باردة فقط
- التاريخ كخزّان للخرافات


المزيد.....




- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟
- معرض مسقط للكتاب يراهن على شغف القراءة في مواجهة ارتفاع الحر ...
- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - بغدادان تلتقيان