|
المغرب مواقف تُعَذِّب
مصطفى منيغ
الحوار المتمدن-العدد: 7286 - 2022 / 6 / 21 - 10:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المغرب مواقف تُعَذِّب سبتة : مصطفى منيغ حلمنا بمغرب أحسن ، قوي خالي من الفِتن ، يحترم حقوق الإنسان ، محكومٌ بالقانون لا فرق بين فلان و فلان ، العدالة فيه شجرة يانعة الأغصان ، شعارها "تِقَلُ الحقِّ يُبقيه تابت وخفَّة الباطل تعرّضه للعدم مهما كان المقام أو الرمان" ، لا أحد يطغَى في أمَّةٍ دستورها القُرآن ، ولا زعيم يَفْتَرِي كي ينجح ويبقَى في آمان ، مادام الغد كاشف للحقيقة الناطق بها آنذاك كل لسان ، حيث التتبٌّع يُنتِج الاطّلاع كل آن ، ولا حاكم يشتري ما يشتهيه عقاراً أو ذهباً بالمجان ، ولا راتب يُسحب من خزينة الشعب لفائدة مُصنَّف مِن الأعيان ، مادام وقتهم طُرِد مع الاستعمار أكان فرنسي الجنسية أو مِن الإسبان . تمنينا أن نكبر بسرعة لنشارك في تطوير المغرب ليصبح أفضل الأوطان ، يُضرب به المثل في الغرب بعد الشرق عمَّا تحقَّق فيه ولا يكتنفه النِّسيان ، مُتَرجم للدراسة كنبوغٍ مغربي لفكرٍ إنسانيّ في جامعات الصين أو الهند أو أمريكا أو اليابان ، ولِمَا لاَ المغاربة أذكياء يطلبون العلم ولو كانوا فقراء لا يرغمهم ريح العجز على الانحناء ولو هبَّ عليهم دون سابق إعلان . ونحن في أولى الخطوات على تحصيل المعرفة نسمعُ عن مصر ونشعر بالفخر والاعتزاز ونتصوّر عظمة ذاك البلد العربي الذي تعرَّض لثلاثي العدوان ، عقاباً على مساعدته الثورة الجزائرية المباركة وفرنسا في أوج نفوذها العسكري تغلي حقداً متى سمعت انتفاضة شعوب المغرب العربي وتتأكَّد أن مصر من وراء الفاعل سِراً وفي العَلَن . كنا نتكوَّن في ميدان الوطنية الذي أسَّسته تلك الدولة العربية الزاحفة للنصر بقوة الإيمان ، بواسطة جيلٍ من العباقرة ترعرعنا على نتاجهم الفكري المفعم بحماس النهوض من أجل إثبات الذات وتحمُّل مسؤولية المشاركة في رفع علَم بلدنا خفَّاقاً بالتغلُّب على الجهل والفقر والمرض وكل بهتان . تحرّكت أحاسيسنا الصافية المنبع الصادقة الاقتناع مع الحبيبة لبنان ، وفيروز تحلِّق بمشاعرنا لملامسة شجيرات الأرز الحِسان ، الواصل مع صوتها الناعم بياض بشرتهن لقلوبنا الفتية لتسرع الخفقان ، فالجمال الممزوج بحياء الشرق الصادر عن صلابة بنيان ، مشيَّد بتربية جاعلة لكل أمر يُقاس ّبأدقِّ ميزان ، وللراغب متى شاء التقدم الاعتماد على أصالة الأصل وتقدير تقاليد مكارم المكان . الوعي ليس انجذاب لأي متعة مؤقتة ذاتية مهما بلَغ التعويض من ثمن ، بل الوعي الواعي أكثر حفاظا على الكرامة يجعل الاختيار مسألة قناعة وتيك شيمة الشجعان ، فلا شيء يبقَى غير ما يُجدّد الحنان ، بما تأثرنا عن ثقة إعجاب بعِقد ياقوت تتوسطه بيروت وكأن المساحة كلها أغنى بستان ، غير متقلِّب الشكل والمضمون مهما الحسد الخارجي هناك استوطن . نتناقش كنا على قدر عمرنا و"الشُّقَيْرِي" يتوعَّد إسرائيل أن يقذف بها في البحر فننتظر عسى العرب لا يقابلونه بالخذلان ، إذ الغرب قادر على حماية صنيعته بما يملك من هيمنة على عالَمٍ عربي باستثناء مصر العروبة والبطولة والوفاء عن إحسان . ... اليوم نراجع ما مضى ونقيِّم مدى صلابة أيادي كانت تجرنا من الخلف إذ المغرب الرسمي في اتجاه معاكس نزولا لتمثيل الرغبة المعبر عنها بشجرة أغصانها في أوربا وجذورها في إفريقيا وانتهى أمر العروبة أن يتخذ أي شكل من التدخل في السياسة العامة للمملكة المغربية ومن تحدي فليقضى ما سيقضيه مع الأحزان . قساوة تُمحي ذاكرة جيل اتَّسم مَن كان فيه متعاطفاً مع العروبة دارساً للغة عربية متشبعاً بمبادئ عدم التفريط في حق الفلسطينيين لاسترجاع استقلالهم على أرضهم بالقدس عاصمة . لنتعاون مع فرنسا أن تحوَّلت من مستغِلَّة لنا لشريك استثماري الند للند ، لنتضامن مع ألمانيا متى أصابها مكروه لأننا من نفس البشرية ، لنشتري من المملكة الهولندية الحليب وكل أنواع الأجبان ما دامت تشتري من عندنا الفواكه والطماطم ، لنحترم المؤسسات الدستورية الكائنة في قلب المملكة البلجيكية ونتعلم منها دبلوماسية التعايش لتحقيق الوحدة الأوربية ، كل هذا شيء جميل ولكن بالمقابل أن لا نفقد الصلة بأهلنا العرب مهما كانت مشاربهم السياسية لأنظمة حكمهم ، يكفي أننا خسرنا سوريا عكس الشعب السوري العظيم الذي نكن له التقدير والإجلال والأماني الصادقة بالعودة إلى محيطه لينطلق في أمن وسلام لبناء ما ضاع القابل لاسترجاع نفس الدور المفعم بالنفع . ... المغرب الرسمي أراد تقليد الحمامة الأوربية ولما باءت كل محاولاته ورجع حتى عن فكرة الانضمام للإتحاد الأوربي وجد نفسه منعزلا أمام رغبات الشعب المنادي دوما بالاستقلال التام الفارض اتخاذ القرارات المصيرية انطلاقا من اختياراته الحرة المبنية على ثوابت مقدسة أولها أنه شعب مسلم أمزيغي عربي والباقي قابل للنقاش ولا أحد سيفرض إرادته مهما تحصن بتبعيته للغرب حفاظا على مصالحه المكدَّسة هناك . ... ما معنى أن يكون المغرب الرسمي مع فلسطين ضد إسرائيل تارة ، ومع إسرائيل ضد فلسطين تارة أخرى ؟؟؟، أليس في ذلك مواقف تُعَذِّبُ أصْحابَ الضَّمائِرٍ الحَيَّة ؟؟؟ . هذه مجرد نقطة بسيطة من نقط ٍ صعبة، قد نتطرَّق إليها بمشيئة الرَّحمان. مصطفى منيغ سفير السلام العالمي [email protected] https://alarab22.blogspot.com
#مصطفى_منيغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المغرب ممارسات لا تغيب
-
المَغْرِب الأَحْسَن فيه كئيب
-
روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء السابع
-
روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء السادس
-
روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء الرابع
-
روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء الثاني
-
روسيا بعد سوريا أوكرانيا
-
تفسير لكلام أمير
-
مصر في ذاك العصر / الجزء الخامس
-
مصر في ذاك العصر / الجزء الرابع
-
مصر في ذاك العصر / الجزء الثالث
-
مصر ذاك العصر / الجزء الثاني
-
مصر في ذاك العصر
-
العائِد ممّن عليهم سائِد
-
البرلمان واجهة مثل الزمان
-
المغرب الدولة غائب
-
تونس حاضر محبوس
-
في المغرب مَن للإصلاح يُحارِب
-
أدوات فقط لخمس سنوات
-
المَخْزَن مَا يُخَزِّن وما خَزَّنَ
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|