مختار سعد شحاته
الحوار المتمدن-العدد: 7285 - 2022 / 6 / 20 - 07:39
المحور:
الادب والفن
يجلس وحيدًا، ينام وحيدًا، يأكل ويشرب وحيدًا، كأبي ذر يمشي وحيدًا، ويسافر وحيدًا، وينتظر الموت كذلك في غربته وحيدًا...
في كل يوم، يخايله السؤال، متى أراه؟! كيف يكون لون خدّيها متى أراها في صحبة صديقها أول مرة؟ هل يسمحان لي بوقت أطول يسمح لذاكرتي المخربة عمدا بأدوية مضادات الاكتئاب، وتحسين أعراض الذهان، أن تحفظ ملامحهما الجديدة؟ أو حين يسألاني عن غرابة اسميهما، ومن أين جئتُ بهما؟!
أنا مستعد لتمثيل لحظة ارتباك أبوي، أو لحظة حرج لا يفلح الآباء الوحيدون في إتقانها...
أنتَ اسمك مأخوذ من النور الذي منحتني إياه بميلادك السعيد، وأنتِ، وآه يا أنتِ، كأن فردوس الذين ظلوا على ثقة في الإله، يُشبه وجهك حين رأيتك خلف الصندوق الزجاجي لأول مرة، فصرتي جنة الأب الذي يأكل وحيدًا، وينام وحيدًا، وفي آخر الليل يجفف الدمع وحيدًا، أملا أن ينام...
اليوم مرَّ عيد جديد ككل عيد منذ ملايين الدقائق وآلاف الساعات ومئات الأيام، وعشرات السنين، وأنا مصلوب في المسافة بيننا وحدي، أحاول تخيل صوتكما بعد البلوغ، فربما تأتيان في الحلم لتقولا: عيد سعيد أيها الأب الغريب، عيد سعيد أيها الأب الوحيد...
كل عام وكل الآباء الغرباء الوحيدين بخير، وفي فسحة الأمل وقليلا من صحبة مضادات الاكتئاب وتحسين أعراض الذهان.
#عيد_الأب
#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟