شعّوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 7284 - 2022 / 6 / 19 - 01:04
المحور:
الادب والفن
(عند مغيب الشمس)
1
تنام في الخيمة لا حرّاس
مكسورة الخاطر والاجراس
تقرع كالقشلة في بغداد
وصائد الأسماك بالشباك
ينسرحون بين جسرين مع القوارب
ومثلما المحارب
يجوس هذا النهر والنوارس
سرادق تغطي وجه النهر
وترفع الحناجر
غناء صيّادي السمك
وامّنا بغداد
دار بها الفلك
2
طيور بوم باركت
نعيب غربان على النخيل
ونحن في البستان
نغنّي والاحزان
في ظلّ هذا العالم المدان
والشاعر الولهان
مع العصافير مع الغزل
والسحر ما بطل
يجسّد العذراء
في هذه المدينة العمياء
غنّى المغنّي أجمل الالحان
ودار في الميدان حول تلكم المضارب
بأجمل الخيول للعرب
في ساعة الرضى وفي الغضب
3
كانوا وما زالوا يدورون مع الغريب
في الحزن والافراح
ومثلما الاشباح
في الليلة الليلاء
تظهروا كالفلم على الشاشة منذ اوّل العصور
خارج قوس يقظة النيام
ومثلما الر ماد
يذرّ في العيون
اكاد ان أصاب بالجنون
في هذه المدينة المسلوبة الإرادة
اكاد ان اكشف ما يظمّه المخبوء
فتنثني الإرادة
في موقع القيادة
يظهر ما خبّأه الليل مع الولادة
في قبّة العبادة....
4
يأخذني السواس
في جوف الليل
اتجاهل نفسي وتاريخي الممتد
من وهج الميلاد لحفرة قبر
فليحفر هذا السفر
في لوح رخام
مادام العالم يحوي
في الأرض عمالقة اقزام
5
حلمي يمتد لظلّك (آدم)
ولظلّك (لحوّاء)
يمتد لكل الامداء
وليحوي محيطّات الازمان
والانسان تجاوز ما في الأرض من البلدان
وعلّق ما في الذكرة الالوان
نموت وتخضلّ الاحزان
في كلّ زمان
وكلّ مكان
ربّ انجد عبدك في الميدان وبارك
6
الليل طويل ونور الفجر يقود الاعمى
والفاقد للألوان عطور زهور البستان
افتقد الآن تصوّر هذا الكون
وجذري اليابس والمخلوع
مازال يضوع
ليعطّر كل الأشياء
من حبّة رمل لقطرة ماء
حنجرتي بحّت
وحياتي شحّت
من كلّ ثمار الخير حرمت
وسقطت كشلو
لا أحد يمدد كفّيه
ليدرك صفراً تسقط قيمته البشريّة
ينهار على الحاجز
والجمع بلا ناجز
ما بين الموتى
ننتظر الطفرة مثل حجارة شطرنج
تتدحرج فوق البرج
للبدر الأشقر
فالله الواهب
قبل بريق الجوهر
ما بين الأحمر والأخضر
من بعد مغيب الشمس
وتجلّي النجم
وظهور الجوهر
كبّرت اكبّر لاسم الله الأكبر
من قبل المحشر
في الهمس وفي المحضر
غفرانك ربّ وأننت الغافر
في يوم المحشر
#شعّوب_محمود_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟