أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - رسالة إلى نواب الثورة














المزيد.....


رسالة إلى نواب الثورة


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7283 - 2022 / 6 / 18 - 13:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثابت والمتحول في انتخابات 2022
رسالة إلى نواب الثورة

منذ أن اندلعت الثورة وأنا أكتب عنها مقالة اسبوعية. لا يشغلني عنها همّ ولا تشدني آلام اللبنانيين وأوجاعهم، وما أكثرها! إلى الكتابة عن سواها، اعتقاداً مني أنها الباب الوحيد لعلاج تلك الآلام والأوجاع ولا باب غيره.
كل أزماتنا تستحق أن يكتب عنها وأن يبحث عن سبل لمعالجتها. الأزمة المالية والنقدية والاقتصادية، الكهرباء والمحروقات، النفط والغاز، المواد الغذائية، الجوع، الأدوية، الاستشفاء، الهجرة، السلاح غير الشرعي، التطبيع، المفاوضات البحرية وكل المسالك الوعرة التي رمتها السلطة في وجوهنا لتوصلنا إلى جهنم.
أما قلمي فلا يميل إلى الكتابة إلا عنها ويشم رائحتها، تمثلاً بقول الشاعر محمد الماغوط: "إن قلمي يشم رائحة الحبر كما يشم الذكر رائحة الأنثى، ما أن يرى صفحة بيضاء حتى يرتجف كاللص أمام نافذة مفتوحة"
منذ الطائف وحتى انفجار الثورة كتبت آلاف الصفحات، كتباً ومقالات، عن فكرة واحدة وشعار واحد: الدولة هي الحل. في 17 تشرين الأول 2019، في الأمسية ذاتها، عندما انتهيت من إطلاق كتابي، أحزاب الله، في المدرسة الجعفرية في مدينة صور، وزبدته فضح مواقف الأحزاب، كل الأحزاب اللبنانية، من الدولة، كانت الثورة في بيروت تبشر بأن فكرة الدولة صارت في أيادٍ أمينة.
انتظرناها طويلاً، وحين أتت أرعبهم إسمها فأطلقوا عليها من المصطلحات ما يحميهم من قدرها. لكن الثورة ليست أحجية لغوية ولا هي لعب على الكلام. هي تستحق كل النعوت والأسماء الحسنى، انتفاضة أو حراكاً أو مجتمعاً مدنياً، وصولاً إلى نعت نوابها بالتغييريين. لكن لن ينقذ أعداءها ولا أصدقاءها ولا حاسديها ولا المشنعين عليها من إسم وحيد ونعت وحيد يليق بها ويعبر عن محتواها وهو مثل"الحفر والتزيل"، الثورة ونواب الثورة.
الثورة كانت وحدها في الانتخابات. هي وحدها التي أتت بكم إلى البرلمان. الثورة ليست حزباً ولا تحالف أحزاب ولا أندية وجمعيات أو قادة في مؤسسات المجتمع المدني. هي توليفة من كل هؤلاء وليست أياً منهم منفرداً. توليفة من وجع وجوع وقهر وفقر وضحايا حكام فاسدين ومستبدين.
كان يمكن لانتصارها أن يكون مبيناً لولا قانون الانتخاب الأسوأ في تاريخ الديمقراطيات. كان يمكن أن تسحبهم من بيوتهم لولا ميليشيات مسلحة وغير مسلحة تحميهم وتقبض على مفاصل السلطة.
كل السلطات في بلدان الربيع العربي اختارت الحروب الأهلية قبل أن تنهار، إلا في لبنان. فضل الثورة اللبنانية أنها قاومت الانزلاق إلى الحرب الأهلية، مرتع الميليشيات ومبتغاها. الطريق إلى الدولة تحت سقف الدستور قد تكون أطول من طريق الثورة المسلحة لكنها بالتأكيد أقل كلفة.
في بداية الثورة كان شعار "كلن يعني كلن" "ضرورة وجودية" لإقناع الجميع بأن الثورة قامت في مواجهة الإمعان في انتهاك الدستور، وهذا جرم لا تقترفه الميليشيات المسلحة وحدها، ولا يستثنى من مسؤوليته أحد، ولا يقترفه فحسب من ينازع الدولة على سيادتها، بل هو فعل من يتخلف عن القيام بواجب يمليه عليه الدستور، أومن يعمل على إلغاء الدستور أو على تعليقه، ومن لا يستمع إلى صراخ جائع وأنين مريض على باب مستشفى ومن يشرّع للسطو على المال العام ومن يتحاصص أجهزة الدولة وإداراتها وثرواتها كأنها كلها ملك أبيه.
خلال الانتخابات لم يكن هذا الشعار أكثر من "ضرورة تعبوية" حين تدعو الحاجة في بعض الدوائر لا في كلها. بعد الانتخابات أثمرت الثورة حين صار لها نواب فصار الشعار مضراً تحت قبة البرلمان، لأن بعض من كانوا مشمولين به تحولوا بقوة الثورة وليس بأي قوة سواها ، حتى لو كابروا وأنكروا ذلك، إلى جزء من المعارضة الوطنية لمواجهة تحالف الفساد والإفساد.
غداً، حين سيصدح غضب الشارع من جديد، لا شيء سيمنع الثورة من متابعة إبداعاتها في البرلمان كما في الشارع، لا في صياغة الشعارات فحسب بل في صناعة مستقبل الوطن. لكن لا ترضوا بالإسماء التي أطلقوها عليكم. أنتم لستم إلا نواب الثورة.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 أساتذه في مدرسة مشاغبين
- أقلية نيابية من الكذابين
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 2- نواب الثورة
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 1- الرئاسة
- الخطاب الانتخابي الخشبي التيار العوني
- الخطاب الانتخابي الخشبي الاعتكاف، الاستنكاف
- الخطاب الانتخابي الخشبي حزب الله
- الخطاب الخشبي الانتخابي - حركة أمل
- الخطاب الانتخابي الخشبي - حزب القوات
- الخطاب الخشبي والانتخابات طفولي أم طفيلي ؟
- اليمين الخشبي والانتخابات
- اليسار الخشبي والانتخابات
- الحزب الشيوعي يستعيد موقعه
- 14 آذار ماتت فادفنوها
- كيف تربح الثورة الانتخابات
- لا يبنى وطن على مرتكزات من الأخطاء الشائعة
- الاستقلال عمن؟ عن إيران أم عن سوريا أم عن السلطنة أم عن فرنس ...
- للحرية حدود حتى في -الحرة-
- -الدولة- كائن لغوي غريب
- لا تسألوا محبَطاً عن الثورة


المزيد.....




- ترامب: تحدثت مع الرئيس المصري حول نقل الفلسطينيين من غزة
- كوكا كولا تسحب منتجاتها من الأسواق الأوروبية بسبب مستويات ال ...
- ترامب: سأوقع أمرا تنفيذيا لإنشاء -قبة حديدية- للدفاع الصاروخ ...
- محادثات أولية للمرحلة الثانية من اتفاق غزة ومبعوث ترامب يتوج ...
- الاحتلال يصعد عدوانه على الضفة ويهجر آلاف العائلات بجنين وطو ...
- الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا ...
- -ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي.. ...
- الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
- إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
- أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - رسالة إلى نواب الثورة