أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - الإرهاب والفساد وجهان لخطر واحد يهدد المغرب














المزيد.....

الإرهاب والفساد وجهان لخطر واحد يهدد المغرب


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1677 - 2006 / 9 / 18 - 09:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا شك أن الإرهاب ، كظاهرة ، له أسباب مباشرة رأينا أبرزها في المقالات السابقة ؛ كما له أسباب مساعدة تهيؤ النفوس للتفاعل مع أطروحات التخريب والقتل على خلفية دينية / جهادية ، أو تخلق أوضاعا اجتماعية تبعث على اليأس والتذمر والانتقام . لهذا يكون شيوخ الإرهاب على دراية كافية بالأوضاع النفسية والاجتماعية للعناصر المستهدفة بغاية الاستقطاب والتجنيد ضمن المشروع التخريبي . طبعا يجب التنبيه إلى أن الفقر والتهميش لا يقودان بالضرورة إلى اليأس ثم الرغبة في التدمير عبر " الجهاد" أو الإجرام ؛ لكنهما يجعلان نسبة هامة من أبناء الفئات المهمشة على استعداد أكبر للانتقام لأوضاعها . علما أن فتاوى التكفير وعقائد التدمير تخترق وجدان الضحايا وتشرنق أفكارهم دون تمييز بين العاطل والعامل ، بين المهمش والمدمج . وهذا ما تكشف عنه وضعية إما المعتقلين على خلفية العمليات الإرهابية سواء في المغرب أو خارجه ، أو المعتقلين بتهمة الانتماء لجماعات إرهابية . وتجدر الإشارة ، في هذا الإطار ، إلى إقرار الرئيس الباكستاني برويز مشرف بخطورة التأطير الإيديولوجي الذي توفره باكستان مما يجعلها مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالتطرف والإرهاب . وجاء في خطابه المتلفز عقب تفجيرات مترو لندن يوم 7 يوليوز 2005 « بغض النظر عما يحدث، فإننا نكون بشكل مباشر أو غير مباشر طرفا.. وأصبح واضحا أن المتطرفين إما أن يكونوا زاروا باكستان أو عبروا من خلالها إلى أفغانستان». والأمر لا يخص باكستان وحدها ، بل يشمل كل الدول التي تتوفر على البنيات الإيديولوجية لنشر التطرف ، والمغرب من بينها ، إذ كل الذين تورطوا في الأعمال الإرهابية أو كانوا يعدون لها تلقوا عقائد التكفير على يد شيوخ الإرهاب وأمراء الدم . طبعا يلعب العامل الاجتماعي عاملا مساعدا على اعتناق تلك العقائد والميل إلى تنفيذها . هنا مجال الالتقاء والتحالف غير المعلن بين المتطرفين الذين يحولون الأبرياء إلى قنابل بشرية ، وبين الفاسدين والمفسدين في الاقتصاد والسياسة والإدارة الذين ينهبون المال العام ويعوقون تحديث الإدارة ويقبرون آمال الشباب في فرص العيش الكريم ، ومن ثم يحولونهم إلى ناقمين أو يائسين إلا من رحم ربك . فقد كشفت المحاكمة الرمزية التي نظمتها الهيأة الوطنية لحماية المال العام يوم 25 مارس 2006 ، عن حجم النهب التي تعرض له المال العمومي والذي يفوق 200 مليار درهم . وبسبب هذا الاختلاس والنهب والتبذير راكم المغرب كل مظاهر الفقر والتهميش والبطالة والبؤس ،إذ تشير الإحصائيات الرسمية أو التقارير الصادرة عن البنك العالمي أن 5/1 ( خُمس) المغاربة يقعون تحت عتبة الفقر . فيما تقدر جهات تهتم بالتخطيط أن السكان المهددين بالفقر في المغرب يبلغون حوالي 50 في المائة . ونفس الأمر الكارثي انتهى إليه البحث الذي قدمت نتائجه العصبة المغربية لحماية الطفولة ،أن 500 ألف مغربي يتعاطون للتسول بشكل دائم أو موسمي .
وسبق للهيأة الوطنية لحماية المال العام خلال اللقاء الصحفي الذي عقدته في 24 مارس 2004 ، أن رصدت هول الكارثة التي نجمت عن نهب الأموال العمومية الذي ضيع على المغرب فرصا كثيرة منها : توفير 34% من الناتج الداخلي الإجمالي لسنة 2001 ، بناء 22402 مدرسة بمعدل 16 قسم من النوع الجيد لكل مدرسة ، بناء 50 ألف مدرسة من النوع المتوسط ، بناء 1757676 سكن اقتصادي ، إحداث 412450 منصب شغل . هذا إضافة إلى مخاطر الرشوة التي حذرت منها منظمة الشفافية الدولية، بسبب الوضع المقلق الذي أصبح عليه المغرب ، إذ تقهقر في الترتيب من 45 عام 1999 إلى المرتبة 78 عام 2005 . إذن نحن أمام خطرين يداهمان المغرب : خطر الإرهاب وخطر الفساد . ولا يمكن مواجهتهما إلا عبر :
أ ـ تركيز ( الجهود على الورش الشاق والحاسم للنهوض بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكافة مواطنينا ، ولاسيما منهم الذين يعانون معضلات الفقر والأمية والبطالة والتهميش ) كما جاء في الخطاب الملكي بمناسبة انتهاء مهمة هيئة الإنصاف والمصالحة وتقديم الدراسة حول التنمية البشرية .
ب ـ محاسبة كل المتورطين في النهب والإفساد ومصادرة الممتلكات المترتبة عنهما .
ج ـ الحزم والصرامة في تطبيق القانون ضد العناصر الإرهابية ومن يدعمها أو يتستر عليها أو يروج لأطروحاتها .
د ـ تطوير الترسانة القانونية بما يجعل نصوصها تعالج بالصرامة التامة كل الأعمال الإرهابية وما يحرض أو يساعد عليها .
هـ ـ تحسين الأوضاع المعيشية عبر فتح فرص التشغيل والاستثمار والرفع من مستوى الأجور الدنيا والمتوسطة حتى يتم تحصين هذه الفئات من السقوط في شراك التطرف والإرهاب ، خاصة العاملين في قطاعي الأمن والجيش . ولا شك أن الاعتقالات التي تمت مؤخرا في صفوف هذين القطاعين على خلفية الانتماء لـ"جماعة أنصار المهدي" الإرهابية تؤكد على ضرورة التعجيل بتسوية الأوضاع المادية والاجتماعية للعاملين في هذين القطاعين وخاصة المصنفين في الرتب الدنيا والمتوسطة . إذ ليس معقولا أن تظل رواتب فئات واسعة من رجال الأمن محصورة في حدود 2800 درهم ، وهم المسئولون عن توفير أمن المواطنين وحماية ممتلكاتهم . بل هم أول من يكون في مواجهة الإرهاب والإجرام .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث 11سبتمبر وإستراتيجية نشر الإرهاب
- حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 3
- حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 2
- حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 1
- بعد ست سنوات من الحكم ، الملك يبادر والحكومة تصادر 2
- لبنان مجال للحرب بالنيابة
- بعد سبع سنوات من الحكم ، الملك يبادر والحكومة تصادر -1
- هيئات حقوق الإنسان واختلال الموازين
- الإصلاح الشامل للدستور بحاجة إلى تأهيل بنيات المجتمع ثقافيا ...
- لهذه الأسباب سيتأجل الإصلاح الشامل للدستور
- الإصلاح الشامل والجذري للدستور مطلب لم تنضج بعد شروطه
- أية نكسة هذه لما توجه حماس صواريخها ضد الفلسطينيين؟
- موسم هرولة الإسلاميين لاسترضاء الأمريكيين 2
- موسم هرولة الإسلاميين لاسترضاء الأمريكيين - 1
- مواجهة الإرهاب مسئولية الجميع
- بعد ثلاث سنوات أين المغرب من خطر الإرهاب ؟
- هل يمكن تعميم المنهج السعودي في مواجهة الإرهاب الإسلاموي ؟
- الشيخ ياسين يجعل من الخرافة فُلك النبي نوح
- هل يفلح الحوار المتوسطي في تفعيل الحوار المغاربي ؟
- هؤلاء هم أعداؤك يا وطني


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - الإرهاب والفساد وجهان لخطر واحد يهدد المغرب