حسن مدن
الحوار المتمدن-العدد: 7280 - 2022 / 6 / 15 - 15:54
المحور:
الادب والفن
يتصل حديثنا هنا بما نود أن ندعوه «صناعة النرجسية»، حيث تعاني ثقافتنا عاهة «صنع» الأصنام الثقافية ومن ثم «عبادتها»، بطريقة تجعلها معصومة من النقد والاختلاف معها، حتى لو أتت من الأقوال والأفعال ما يسيء إلى صورة المبدع أو المثقف والدور المناط به في النهوض بمهام تنمية الذائقة الأدبية والفنية.
لا يصحّ أن ننكر أن هناك قامات ثقافية وفكرية صنعت لنفسها اسماً ومنجزاً بعصاميتها ومثابرتها ودأبها، وبانحيازها لكل ما هو نبيل من القيم والأفكار، ولما يَسِم ما تنتجه من أدب أو فكر بالأصالة والعمق، تفرض احترامها بصورة تلقائية دون إملاءات أو ادعاءات أو رشى. هي تحظى بالاحترام دون أن تطلبه أو تسعى إليه، فهو يتحقق من تلقاء ذاته، لأن تلك القامات أهل له.
لكن هناك من يريد أن يضفي على نفسه هالة من القدسيّة بصورة قسرية ومفتعلة، وهناك من يتبرع للمساعدة في تلبية حاجة هذا البعض بإسباغ ما يرغب في أن يطلق عليه من ألقاب وتسميات مفخمة، لغايات في أنفس من يقومون بذلك. لذا تتفشى في الحياة الثقافية الكثير من مظاهر الزيف والسطحية وغياب المعايير التقييمية الموضوعية.
أحد المداخل المهمة لمواجهة تفشي هذه الظاهرة هو تفعيل حركة النقد والسجال الثقافي والفكري القائم على الصراحة والمكاشفة، لا المجاملة والتملق، فمثل هذا السجال لا يؤدي فقط إلى كشف الزائف في المشهد الثقافي والفكري، وإنما يساعد أيضاً على إثراء وتخصيب حياتنا الثقافية وتطويرها وضخّ المزيد من دماء الحيوية في شرايينها، وهو ما نحن في حاجة ملحة إليه، إزاء شبكة الأسئلة المعقدة التي يواجهها عالمنا العربي عامة، ونحن في بلدان الخليج جزء مهم منه.
#حسن_مدن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟