|
مصر و عصور إضمحلالها (12 )
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 7279 - 2022 / 6 / 14 - 10:02
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الجزء الخامس من المقال الثالث .(( فترة الإضمحلال الرابعة الأيوبية والبحرية والبرجية و العثمانية)). مرت الف وخمسمائة سنة .. منذ دخول الأسكندر منف .. حتي إحتلال صلاح الدين لقاهرة المعز كانت كافية لإنسلاخ أبناء (كيمي ) عن ماضيها و تاريخها و تجهيلهم بما فعل الأجداد وما تركوا من تراث و كنوز تحولت مصر من بلد مستقل .. منتج .. مهاب في المنطقة .. رغم كل السقطات .. إلي مستعمرة تضم بشر أصابهم التبلد و الإحساس بالدونية .. بالتوهه و اللامبالاة .. و السقوط المتتالي إلي أسفل الدرك بعندما حكمهم سلاطين المماليك و أوباش الإنكشارية . لتبدأ فترة الإضمحلال الرابعة التي طالت لستة قرون .. 1174 م - 1805 م ( من زمن أسرة صلاح الدين .. حتي زمن أسرة محمد علي ). عندما إستجار ((العاضد بنور الدين الشهيد صاحب دمشق أرسل له أسد الدين شيركوه و صلاح الدين ومعهما العسكر)). لم يفهم من هذا ما إذا كان أسد الدين شيركوه وابن أخيه - كما هو معتاد في ذلك الزمن - من مماليك نور الدين زنكي.. أم قادة جيش أحرار . و لكن حسب قول العارفين كانت أسرة صلاح الدين تستطيع أن تتنقل بحرية بين مدن المنطقة طبقا لظروف العمل . ((ان شاذي الكردى ـ جد صلاح الدين ـ أخذ ولديه أسد الدين شيركوه و نجم الدين أيوب وخرج بهما إلى بغداد ومن هناك نزلوا تكريت ومات شاذي بها.. )) ثم (( ولد صلاح الدين لنجم الدين أيوب عام 1193م في نفس المدينة )) أى لم يولد في الأسر و لم يكن من المماليك الذين يبيعهم نخاس . لكن سلوكه في مصر ..كان لا يفترق كثيرا عن من جاءوا بعده من سلاطين المماليك ..الصراع علي كراسي الحكم مستخدما ( كما رأينا مع العاضد و الفاطميين ) الدسيسة والخداع و القسوة و خيانة الرؤساء و سفك دماء المعارضين بكثافة . ونهب و مراكمة الاموال عن طريق الضرائب و الأتاوات .. و عدم الإهتمام بمصالح الناس.. و تركهم لتخلفهم ليصبحوا وسيلة لحلب المصاريف اللازمة لتحقيق مشاريعه التوسعية الشخصية .. لنلحقه عن حق و أسرته من بعده كطليعة مبكرة لدولة المماليك . كان التدهور هو العنوان الرئيسى لفترة الإضمحلال الرابعة (بمراحلها الأيوبية والبحرية والبرجية و العثمانية ). ..تدهور فى كل المجالات(الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية). لقد حمل النظام المملوكى أسباب انهياره، التى منها الصراع الضارى بين الفرق المتنوعة.. فلقد كان ولاء المماليك لقائدهم الذى إشتراهم من السوق ويمتلكهم و يطعمهم و يأويهم ... وفي نفس الوقت لتعظيم الإستفادة من وضعهم باستخدام القوة ..باعتبارهم فى الأصل محاربين مرتزقة محترفين. الأمر الذى أدى إلي حرص المماليك على أن يميزوا أنفسهم عن المصريين فعاشوا دون أن تكون لهم أى أهداف مشتركة تجمعهم مع باقي أعضاء المجتمع.كما فعل البطالسة من قبل لقد كان النظام الاقتصادى المصرى وقتئذ يتسم بالإقطاع ولكنه كان إقطاعا متعسكرا يتم منح الأراض فيه لأمراء الجند. وكانت تلك الأراضى مطمعا بمعنى أن كل مملوك يملك مساحة ما .. كان يحاول أن يحصل على مساحات ألأمراء الآخرين بإزاحتهم بالعنف ... وهكذا كانت الإقطاعية وما يحصل من إيراداتها تنتقل من أمير لآخر بعد أن يهزم وساءت أحوال الفلاحين ..مع فساد الجهاز الإدارى .. وتأثرت التجارة حيث تحول التجار و أرباب الحرف إلى وكلاء للأمراء تاركين الإنتاج ومكتفين بالمضاربة السريعة . إنها الأعراض التي تصاحب تحكم العسكر كما عايناه في كل زمان و كيف يؤدى سيطرة الضباط علي مفاصل الإنتاج و الإنشاء أن يهوى الإقتصاد و يسود الغلاء ..و تضرر السكان . هذا العصر لم يشهد ثورات شعبية حقيقية بقدر ما شهد إنتفاضات مستمرة من قبل الفقراء والمعدمين فى الريف و المدن. بما عرف بثورة القاهرة، عام 1291 م وهبات بمدن الإسكندرية ودمياط وغيرها.. ((كذلك تحركات المعدمين وانتفاضات الجائعين لانتشارالمجاعات غير الطبيعى)) . .((وكثرت السرقات وعمليات قطع الطرق وتحركات الزعران والشطار والحرافيش)). لمن يريد البرهان و المراجع سيجد الكثير من هذه الأخبار - دون مداراة - بالإسم و التاريخ واضحة في كتب الأقدمين التي سبق ذكرها تبدأ المأساة .. عام 1174 م عندما نصب صلاح الدين التكريتي نفسه ملكا علي مصر في حماية جنود عمة الاكراد .. بعد سقوط الخلافة الفاطمية بسبب تأمره علي العاضد . تحول بمصر من المذهب الشيعي إلي السني الشافعي .. ثم حكمها بالعنف و القسوة و الإرهاب ليخمد أى صوت ينادى بعودة المذهب الفاطمي . أعقبه علي العرش أفراد الأسرة الأيوبية ( العزيز، المنصور، العادل ،الكامل ،العادل الثاني ،الصالح ، المعظم توران شاه ثم الأشرف ) فحكموا مصرمن 1174 م حتي 1252 م لمدة 78 سنة أبعدوا خلالها أهل مصرعن مراكز إتخاذ القرار والحكم و الجيش و الخزانة .. ثم سلموها منهكة لدولة المماليك البحرية (ألاتراك )..فالبرجية (الجراكسة) المجلوبين بواسطة نخاسين و تم شراؤهم من أسواق العبيد .. ليحكموا مصر والشام لمدة ثلاثة قرون بنزق أوليجاركي عسكرى لم نر لأهل البلد ذكرفيه إلا كرجال دين مطيعين و منفذين أوامر الحاكم . صلاح الدين عندما دان له حكم مصر (( بدأ بشنق جماعة من أعيان القاهرة بعد أن إتفقوا علي إعادة دولة الفاطميين )) ثم أنه (( قبض علي مؤتمن الجيش وقتله فلما ثارت عليه العبيد وكان جملتهم خمسين الفا من أجناس شتي حاربهم لمدة يومين فقتل منهم ما لا يحصي )). (( ثم أنه أزال ما كان بمصر من العساكر الملفقة و كانوا ما بين صقالبة و مصامدة و ارمن وشناترة العرب وطائفة من العبيد الزنج فمحا هذه الطوائف وإستجد بمصر عساكر من أكراد كان عدتها إثني عشر الفا )). مجزرة أخرى قام بها فخرالعرب ( رغم كونه كرديا لا عربيا) اطاح فيها بعدد ( لن اذكره حتي لا يقال أن إبن إياس يبالغ) من المناهضين لحكمه في الصعيد . وهكذا بعد أن عاث في مدن وقرى مصر ذبحا و تقتيلا ترك عليها عاملة الخصي قراقوش الذى أصبح بعد ذلك نموذجا للتجبر الذى يصاحبه قلة العقل و غياب المنطق ليحلب ((اللقحة )) بهدف تمويل حروب سيده التي لم تتوقف حتي مغادرته عن سبعين سنة تاركا خلفه إمبراطورية تعيش علي الخوف و الرهبة فتفككت حال وفاته - مثلما حدث لإمبراطورية الإسكندر - و تقاتل اهلها ثم قسمت بين أبناءه . كانت مصر من نصيب إبنه العزيز بالله عماد الدين عثمان الذى تفوق علي خصي أبيه فأضاف للضرائب و المكوس ((وزاد من شناعتها و تجاهر بالمعاصي حتي غلا سعر العنب لكثرة ما يعصر منه و (تم حماية ) بيوت المزارة و الحانات و اماكن الحشيش)) بمعني الخمارات و بيوت الدعارة و الغرز (( ووقع في أيامه الغلاء بمصر وإضطربت الديار في أيامه )) قال إبن المتوج (( جاء الي الملك العزيز رجل أعجمي فأوحي إليه أن الهرم الصغير المكسو بحجر الصوان تحته مطلب وكان الملك عنده خفة فوجه إليه القطاعين فأقاموا نحو شهر ولم يهدم منه الا اليسير فهرب الاعجمي وعجز الملك عن هدمه )) (( في عهد السلطان العادل سيف الدين رابع سلاطين بني أيوب حصل الضرر الشامل للبرية وأكلت الناس بعضها بعض وإستمر النيل علي إنخفاضه لثلاث سنوات فوقع القحط و عدمت الاقوات فصار الناس من شدة الجوع يأكلون الكلاب و القطط و الحمير حتي لم يبق بمصر دابة ثم تزداد الامور حتي صار الرجل يذبح إبن جاره .. ومات من أهل مصر مالا يحصي عددهم . )) الشدة المستنصرية تتكرر ويتحول المصريون الي أكلي لحوم البشر إذا أردت أن تعرف المزيد إرجع لصفحات 254 و 255 من كتاب إبن إياس
الغريب أننا نتعلم تاريخ بلدنا..إما من أحاديث الكتاتيب و المساطب .. أو من أفلام السينما و المسلسلات التي تقوم بعملها الدولة لتسويق وجه نظرها فيأتي الاحداث بصورة مشوهه مقصودة . بمعني أنه كما ضلل يوسف شاهين اجيال كاملة بخصوص صلاح الدين و بالغ في حسناته و حكمته و نبل أخلاقه ..قام مخرج إيطالي ((إنريكو بومبا وأندرو مارتون وساعد في الإخراج شادى عبد السلام )) بنفس العمل في تقديم شجر الدر (اخر سلاطين الايوبية ) وزوجها الملك الصالح ومماليكهما في (وإسلاماه ) في (أزهي) صور التضليل لنتصور زورا أن هؤلاء العبيد الذين ملكوا مصر لثلاثة قرون ( منذ ولاية الزوج الثاني لشجر الدر أيبك التركماني حتي سقوط طومان باى ) فرسانا العصور الوسطي النبلاء في تصرفاتهم و أخلاقهم .. وأنهم كانوا الحامي و الامل و الرجاء للبلاد. و انهم زادوا عن مصر والمنطقة ضد غزو الفرنجة والمغول مشكلين حائط صد منيع لحمايتها ليصبحوا عزها و فخرها بالرغم من حقيقة .. أنهم كانوا ناهبيها و مضطهدي أهلها و سبب فشلها .. و أنهم عندما حاربوا المغول و الفرنجة كان صراعا علي مناطق النفوذ و ليس زودا عن حدود وطن .. لقد كانوا يدافعون عن مكاسبهم التي يحصلون عليها بسهولة من قوم غافلين . خوفا من فقدها علي يد من يماثلهم في الطباع
((قال صاحب زبدة الفكر في تاريخ الهجرة أن طائفة الترك هذه كانوا عدة قبائل يسكنون بالبلاد الشمالية لا يتخذون جدارا و لا يستوطنون وطنا بل ينتقلون من الارض في أماكن شتي عند مصايفهم او مشاتيهم وقد تناسلوا و كثروا وتفرقوا في البلاد فلما كانت 626 هجرية قويت عليهم شوكة التتار و حاربوهم فكسروهم و اسروهم ونهبوا اولادهم و نساءهم وباعوهم للتجار فجلبوهم للامصار فاشترى الملك نجم الدين الصالح (زوج شجر الدر ) منهم و إستكثر في مشتراهم ))
كتب الاستاذ عبد المنعم عامر (مارس 1962 ) في مقدمة الكتاب الذى حققه لابن زنبل الشيخ احمد الرمال ((اخرة المماليك )). (( لم تشهد مصر في تاريخها السياسي فترة أظلم من تلك الحقبة التي خضعت فيها لحكم المماليك الجراكسة و البحرية (1251 - 1517 م) حيث حاق بأهلها في هذه المدة ما ران علي قلوب هؤلاء المماليك و الحكام من حقد نتج عن ما لاقوه من الاستعباد والقهرخلال نشأتهم فإشتدت الحياة علي المصريين )). في هذه الفترة كما صنف محقق الكتاب كان اهل مصر يندرجون تحت ثلاث فئات : - مماليك جراكسة (اوأتراك ) عبيد جلبهم نخاس من الشمال الشرقي حول افغانستان وتركيا وتسموا باسماء نخاسيهم و معظمهم لا يتكلم العربية وبعضهم ظل حتي مماته لا يتقنها مثل السلطان برقوق دائمي الصراع علي السلطة والأرض فيما بينهم او مع أقاربهم القادمون من الشرق (اولاد حسن الطويل أو المغول او العثمانيين ) وهم لهذا يستخلصون نفقاتهم من المصريين بالقهر و الاستبداد ينفقونها علي الحروب وشراء السلاح و العبيد و الجوارى و اسباب المتع الحسية و الرفاهية و كان من بينهم الحكام و الامراء و الاقطاعيون و عساكر الدرك و الجنود . - الفئة الثانية سكان الريف والمدن الذين كانوا يخضعون لنظام سخرة إقطاع بغيض يقوم علي إستنزافهم فلا يبق لهم إلا الكفاف و كان من بينهم الزراع في القرى و في المدن الحرفيين و التجار ورجال الدين من المذاهب الاربعة و القبط الذين زاد عليهم احفاد الرومان و الاغريق و اليهود الذين إستوطنوا البلاد كسادة فاصبح احفادهم من الرعاع . - الفئة الثالثة من العربان (البدو ) الذين بقوا علي حالهم منذ أن دخل أجدادهم مصر قبائل تعيش بين الاقاليم اوعلي حدود القرى والمدن في مجتمعات مغلقة لا تختلط بغيرها دائمة الصراع فيما بينها أو مع المماليك بحيث لم نجد اى ملك او سلطان مملوكي لم يخرج التجاريد لتأديبهم و ردعهم .. البدو كانت قبائلهم بعد ان ازاحهم المماليك من السلطة تمتهن إما رعي المواشي و الاغنام او قطع الطرق علي المسافرين فحتي قوافل الحج لم تسلم من أذاهم .. او تحصيل الاتاوات التي يفرضونها علي الفلاحين وكل من يوقعه حظه العاثر بين أيديهم .
بدائع الزهور في وقائع الدهور .. موسوعة محمد إبن إياس قصت حقائق هذا الزمن بعيدا عن مخرجي السينما لذلك تعتبر كنزا لمن يحتمل قراءة حوالي 3500 صفحة .. إهتم المؤرخون الأجانب و المستشرقون والباحثون في العصر الحديث بها ..و كلفت جمعية المستشرقين الألمانية مجموعة من الباحثين في مصر بتحقيقها. الدكتور محمد مصطفى قام بهذا التحقيق من سنة 1960 لسنة 1975 ،..وطبع الكتاب في 6 مجلدات،. ثم أعيد طبعة بواسطة مركز تحقيق التراث الهيئة المصرية العامة للكتاب. و لقد قمت بتلخيص الموسوعة و عرضها في نهاية القرن الماضى 1999 في كتاب ( قراءة حديثة في كتاب قديم )..أعتقد أنها حوت الأهم من بين الأحداث المروية . في السطور التالية .. سأقدم بعضا مما كتبه إبن إياس عن دولتي المماليك ( البحرية و البرجية ) أو (الاتراك و الجراكسة) كما يذكرهم . لنتعرف علي حجم السقوط الذى أصاب أهل هذا المكان .. و الذى إكتمل بالغزو العثماني. الامير قطز ((وله الراية البيضاء في دفع التتار و قتالهم ومنعهم من دخول مصر بعد عودته من عين جالوت قتله أخلص قواده الظاهر بيبرس و حل محله في السلطنة والتكريم الذى كان يستحقه قطز . )) هذا الظاهر بيبرس لشعوره بانه لا يوجد سند شرعي او قانوني لاعتلاءه العرش ..إخترع أعجب نظام مزدوج للسلطة فبعد ((أن دمر التتار الخلافة العباسية في يغداد عام 650 هجرية احضر شخص من بني عباس يقال له الامام احمد و كان مختبئا عند جماعة من العرب ، حضر ومعه طواشي وجماعة من العربان الذين شهدوا بانه من أبناء الخليفة المسترشد بالله فاقام اياما عند الظاهر ثم عقد له مجلسا جمع فيه القضاة و المشايخ و اثبت نسبه بالشهادة وولوه خليفة بلقب (الحاكم بامر الله) وهذا بدوره بايع السلطان الظاهر بيبرس و القضاة و ارباب الدولة ... ))
كما لوكان صورة مبكرة لما يحدث في بلدنا .. الرئيس يعين أعضاء البرلمان .. و هم يرشحونه أو يجددون العهد له ليستمر في الحكم لفترة تالية .
خلال حكم المماليك لم تتوقف الحروب ضد الفرنجة و التتار و المغول ،ولم يتوقف العربان عن مهاجمة القوافل وسرقة الحجاج ولم تتوقف الطواعين و الجفاف و القحط ..ولكن الشعب ايضا لم يتوقف عن بغضهم فعرفت مصر ما يعرف بالانتفاضات العامة أعوام: 1369و1401و1449و1450و1480.صحيح لم تؤد هذه الهبات والانتفاضات إلى إحداث تغيير حقيقى يأتى بالمصريين إلى الحكم بدلاً من الجماعة الوافدة ، إلا أنها تشير إلى مدى الخلل الذى أصاب البنية المجتمعية. (( خرج عليهم جماعة من العوام ورجموا المماليك فغضب عليهم السلطان وامر بقتل كل من وجدوه من العوام فاستمر السيف يعمل بهم ثلاثة ايام فقتل في هذه المدة مالا يحصي عددهم من العوام وغيرهم وراح الصالح بالطالح )) كان هذا هو السلطان قلاوون و لكنك يمكنك أن تقرأ نفس الوصف مع سلاطين اخرين . (( في هذه السنة كثر الحريق في القاهرة و أشيع بين الناس أن هذا من فعل بعض النصارى فرسم السلطان بجمع سائر النصارى في القاهرة فلما جمعوا أمر بحرقهم فجمعت الاحطاب و الحلفاء عند ذلك طلع الاتابكي أقطاى الي القلعة و إجتمع مع السلطان وشفع في النصارى فرسم السلطان أن يوردوا الي الخزائن الشريفة خمسين الف دينار و أن يصلحوا ما فسد من الدور التي حرقت )). وكما هي العادة في بلدنا .. كان لا يهم عمر السلطان بعضهم ملك وعمره سبع سنوات ونصف (العادل سيف الدين ) والبعض تسعه (الناصر محمد قلاوون ) ولم يكن يهم صحته العقلية (المنصور علي ) الذى كان يلعب مع الاطفال بالحمام و تدير امه امور المملكة و(( السلطان خليل قبض علي بعض الامراء فلما تكاملوا سبعة ببرج الحية الذى بالقلعة امر بخنقهم فخنقوا تحت الليل فلما ارادوا دفنهم صباحا وجدوا الامير لاجين فيه الروح فأخبروا السلطان )) ماذا كان رد فعله (( فعطف عليه وامر بالافراج عنه ونزل الي بيته لتوه )) بل انعم علية بلقب الف .. لاجين هذا تسلطن بعد ذلك وحكم مصر . هل يوجد جنون أكثر من هذا !! نعم (( فلما رأوه المماليك الاشرفية قطعوه بالسيف وشقوا بطنه و اخرجوا كبده وصار كل أحد من المماليك يقطع منه قطعه و يأكلها )) .. هؤلاء هم حكام مصر في زمن الإنحطاط الرابع .. بعضهم كانت له حسنات فبني الجوامع والوكلات والاربع التي لازالت قائمة مثل وكالة الغورى ، وسيرالجيوش دفاعا عن البلاد ولكنهم جميعا إستنزفوا اموال الشعب و إضطهدوا من كانوا مخالفين لهم في الدين ولهم في ذلك الكثير من القصص و الاقاويل. كتبت أصف الإضمحلال الثالث (( التمزق المتزايد و إندلاع الحروب الأهلية و المنازعات و الصراعات بين الحكام )) هل في الإضمحلال الرابع نستطيع أن نغير هذا الإستنتاج نعم . فقبل أن أختم حديثى عن زمن المماليك البحرية الأتراك .. اريد أن استعير بعضا مما كتب المقريزى عنهم تحت عنوان: ((إفساد أهل الدولة للدرهم)) . فهو درس لم يتعلمه حكام الإضمحلال الخامس ((فإنه حملهم علي ذلك كثرة ما عليهم من جوامك (أجور وطعام ) المماليك السلطانية وتبلغ في كل شهر الف الف ومائتي الف درهم فأكثروا من ضرب الفلوس فرخصت الفلوس و إستمرت نفقة المماليك علي ذلك وهم لا يشعرون بحقيقة الحال فعم الفساد وخص الفقهاء و نحوهم من ذلك أعظم البلوى . )) أى تم إصدار عملة بدون رصيد عمل إجتماعي فانخفضت قيمة الدينار . ((مؤسس هذا الفساد بديار مصر رجلان هما سعد الدين ابراهيم وجمال الدين يوسف وذلك لان الاول منذ ولي ناظر الخاصة لم يزل لكثرة ما ظفر به من ذهب يزيد من سعره )) بمعني المضاربة في السوق ((والاخر يزيد اجر(إيجار ) الارض حتي صار كل شيء يباع باضعاف ثمنه )).. بإعتبار أن إرتفاع أسعار إيجار الاطيان قد شكل عبئا علي اسعارالمنتج (( فكان لا يرجي رخاء بعد أن هجرالارض الزراع وكان لهذين الفاسدين السبب العظيم في خراب اقليم مصر وزوال نعمة اهله سريعا )).
اول ملوك المماليك البرجية ( الجراكسة) السلطان برقوق تولى الحكم في الفترة من (1382 - 1389) .م سنجدة نموذجا يشي بما كانت علية الحياة في مصر و الشام و شبه الجزيرة العربية تحت حكم مماليك ذلك الزمن. ((.. وكان الأمير بركة والأمير برقوق متحابين أعظم من الأخوة الأشقاء .. فدخل بينهما التحاسد وطمع كل منهما بتدبير الملك على انفراده )).. حتى دبر برقوق مكيدة فجعل..((العامة ينهبوا بيت الأمير بركة كل ما فيه من قماش و أثاث حتى أخذوا الرخام من الحيطان و أخذوا الأبواب)). . (( وكان بين عسكر برقوق وعسكر بركة وقعة مهولة عند قبة النصر وقتل فيها من الفريقين جماعة كثيرة من مماليك وغلمان ومتفرجين)). ثم أنه نادى للعامة بأن (( من قبض على مملوك من مماليك بركة فله لبسه وفرسه ولنا روحه)). . فى النهاية قبض أمراء برقوق على الأمير بركة ثم سجن بالإسكندرية وخلى الجو لرئيسهم .الأتابكى برقوق ((أطلق لقب أتابك كرتبة عسكرية كبيرة في زمن المماليك على من تُعهد إليه إمارة العسكر)) قضى بعد ذلك على عدد لا حصر له من الأمراء. (( وقبض على مماليك بركة و أصحابه و ألزامه وحاشيته فانقرضت دولة الأتراك بأسرها )). (( وقد صار غالب الأمراء جراكسة من أتباع الأتابكى برقوق فانتشت أظهار دولة الجراكسة)) هذه الفوضى الناتجة عن صراع المماليك أدت إلى أن (( طائفة من العربان نحو خمسة آلاف إنسان هجموا على دمنهور وكان كبيرهم يقال له بدر بن سلام ففتك فتكا ذريعا بها ونهب أسواقها و أخرب بيوتها وقتل جماعة من أهلها )) . فعين الأتابكى برقوق تجريده عظيمة تخرج إلى العربان .... التجريده أنشأت معسكرا قرب الجبل حاول العربان مهاجمته ليلا ولكن أحدهم خان و أبلغ الأتراك فأخلوا المعسكر وكمنوا للمهاجمين ((هجم العربان على خيام المعسكر فلم يجدوا أحد فاشتغلوا بالنهب فردت عليهم الأتراك من الأكمنة و أحاطوا بهم فلم ينج من العربان إلا من طال عمره )). العرب لم ييأسوا فهم بعد ذلك ((تحالفوا على العصيان وخرجوا عن الطاعة ونهبوا المغل من البلاد )) .. (( نائب الإسكندرية جمع من العربان الطائعة وتوجه إلى البحيرة واتقع مع العربان فكسرهم وشتت شملهم فهربوا من وجهه إلى برقة)) برقوق هاجم العربان أينما وجدوا فقطع رؤوس البعض وسبى النساء والأطفال حتى كمنوا(سكنوا ) كل كلمة أوردها إبن إياس بهذا الخصوص تستحق التأمل .. الصراع بين المماليك و بعضهم .. و الصراع مع قبائل العرب المستوطنة في مصر ( العربان ) و التي خفت صوتها أثناء حكم المماليك .. و لكنها عندما يبدز من دولة المماليك ضعفا .. يتحولون لوحوش تنهب و تقتل .. و تتأمر .. أمورلم تتوقف عبر تاريخهم الإستيطاني و دامت حتي اليوم .. حيث تجد ما تبقي من قبائلهم ملتفة حول القرى أو المدن تقوم بالسرقة و النهب و تجارة المخدرات و إرهاب المسالمين بفرض الأتاوات .. خصوصا مع رخاوة السلطة المركزية. فإنها تفرض الأتاوات و تحصلها . السلطان المنصور على توفى عام 783 هـ بالطاعون على فراشه (( وكان عمره اثنتى عشرة سنة وكانت مدة سلطنته بالديار المصرية خمس سنوات وثلاثة أشهر وعشرين يوما وليس له من السلطنة إلا مجرد الاسم فقط )) (( بعد وفاة السلطان لم يجسر الأتابكى برقوق أن يتسلطن بعده فأخرج من الحريم سيدى أمير حاج فسلطنه عوضا عن أخيه وكان له من العمر يومئذ إحدى عشر سنة ليصبح آخر سلاطين دولة المماليك الأتراك ويمهد الطريق لدولة جديدة يحكمها المماليك الجراكسة )) .
الأتابكى برقوق عن طريق العنف والقسوة سيطر على الحكم فى البلاد حتى أنه كان يمكن أن يأمر بإغراق وزير .... ((فتوجهوا به إلى الجزيرة الوسطى ووضعوه فى البحر وهو مكتف من يديه ورجليه بحبل فأقام فى الماء نهارا كاملا حتى شفع فيه بعض الأمراء من التغريق ... )) أو يقع فى حق القضاة والفقهاء بما لا يليق بعد ما كانت القضاة والفقهاء عند الأمراء والأكابر يبجلونهم ويعظمونهم إلى الغاية وقد انحط قدر القضاة والعلماء ... (( حتى صار أقل الناس من الأرزال يخاطبونهم بكل قبح وقد ذلوا أنفسهم فى طلب الدنيا وحب المناصب ....)) أو (( بالقبض على كاشف الوجه البحرى وضرب ضربا مبرحا بين يدى الأتابكى برقوق وسلمه إلى حاجب الحجاب )) أنا لم أؤلف هذا .. إنه إبن إياس يصف عصرة عندما حكمه الأتابك .. كما لو كان يعيش بيننا .. يصف حالنا بعدما حكمنا أتابك معاصرين . ولقد حاول بعض المماليك قتله فنبهه أحدهم ((وإذا بأيتمش الخاصكى قد دخل عليه فلما رآه برقوق قام إليه وضربه بقوس كباد كان بجانبه فأرماه إلى الأرض وداس عليه برجله وقال له ( يامرا ) ( يا علق ) الذى يريد قتل الملوك يقع على الأرض من ضربة واحدة )) اللة علي الأدب و التهذيب الذى كان علية الأتابكي قائد العسكر .. الذى أصبح بعد ذلك سلطانا . عندما (( قوى حلف الأتابكى برقوق وصار له عدة مماليك من الجراكسة جلبوا له من بلاد جركس ... وصار ما على يده يد ... )) .. ((وكان قد ضعف أمر دولة قلاوون وصار غالب العسكر مماليك جراكسة وانحط قدر الترك )) .فان برقوق (( أخذ فى أسباب إظهار سلطنته وقد لاح له لوائح النصر )). فجمع الخليفة والقضاة وقال لهم (( يا مولانا أمير المؤمنين ويا سادات القضاة إن أحوال المملكة قد فسدت وتزايد فساد العربان فى البلاد من الشرقية والغربية والصعيد وقد خامرت النواب وخرجوا عن الطاعة والأحوال غير صالحة وان الوقت محتاج لإقامة سلطان كبير من الأتراك تجتمع فيه الكلمة ويردع العربان ويمهد البلاد ويسكن الاضطراب ويقمع أهل الفساد فان السلطان الملك الصالح صغير السن )) فالتفتت القضاة إلى أمير المؤمنين وقالوا له (( إن من الرأى أن يتسلطن الأتابكى برقوق )) . فخلع السلطان الصالح أمير حاج من السلطنة ودخل إلى دور الحرم عند إخوته فكانت مدة سلطنته سنة وسبع أشهر و أيام و به زال الملك عن بنى قلاوون وقد أقامت المملكة فى قلاوون وأولاده مائة سنة وثلاث سنين لا تعليق .... علي هذا هذا المشهد المتكرر عبر تاريخ مص..ر في كل الأزمنة . ((كان أصل الظاهر برقوق جركسى الجنس ولد بضيعة يقال لها .. (كسا) .. فلما كبر و صار صبيا سرق من بلاده و أبيع ببلاد القرم فاشتراه الخواجا فخر الدين عثمان بن مسافر وجلبه إلى مصر فاشتراه منه الأتابكى يلبغا العمرى وكان اسمه ( الطنبغا ) فسماه يلبغا ( برقوق ) لفتور كان بعينه ثم أن يلبغا أعتقه وجعله من جملة مماليكه الأجلاب . فلما قتل يلبغا وقبض على مماليكه سجن برقوق بسجن الكرك فأقام به مدة ثم أفرج عنه فتوجه إلى دمشق وخدم عند الأمير منجك نائب الشام فلما طلب الأشرف شعبان مماليك يلبغا وقربهم حضر برقوق معهم إلى مصر وصار فى خدمة الأسياد أولاد الأشرف شعبان حتى قتل)) هكذا.. تابعنا صعود برقوق أثناء حكم السلطانين على و أمير حاج حاجى وانتقاله فى مناصب الدولة رغم أنه لم يكن تركيا حتى أصبح المتحكم فى الدولة ولم يجد الخليفة والقضاة بديلا عنه لتولى السلطنة باسم ( الملك الظاهر سيف الدين أبو سعيد برقوق ابن آنص العثمانى ) .. سنة 784 هـ . ((أبو برقوق آنص العثمانى هذا كان أيضا عبدا جركسيا أحضره الخواجا عثمان لمصر مع ارتقاء ابنه فى سلم السلطة فاستقبله العلماء والأمراء و أكابر البلد استقبالا شعبيا )). ثم أخلع برقوق على الخواجا عثمان الذى اشترى والده وجلبه من بلاد جركس ((ثم بذل للخواجا عثمان مالا جزيلا ...)) وكان آنص جركسيا مغلق اللسان لا يعرف كلمة بالعربى ... وهكذا حكم مصر عبد ابن عبد مجلوب لا يعرف لغة البلاد في دولة المماليك الجراكسة ((بالقوة .. فانه كان من غير بيت المملكة ولم يكن يستحق لذلك لكن ساعدته الأقدار على بلوغ الأوطار فقويت شوكته واستضعف أمر بنى قلاوون ونزع أيديهم من الملك واستقل به)) (( فلما تم أمره فى السلطنة وثبتت قواعد دولته أخذ فى أسباب أمر النفقة على العسكر قاطبة فأعطى لكل مملوك مائة دينار ذهب ... ثم أخذ فى أسباب القبض على جماعة من الأمراء فقبض عليهم و أرسلهم إلى السجن بثغر الإسكندرية ثم أنه رسم بالإفراج عن جماعة من الأمراء فعند ذلك استقام أمره فى السلطنة وخضعت له الرقاب)). كنت اريد أن أتوقف عند هذا الحد ..و لكن المصير الذى لاقاة الديكتاتور المفترى .. مغر .. بإستمرار عرض سيرته و كيف أدار الحكم في زمنه . فالسلطان برقوق بعد توليه الحكم وجد نفسه منغمسا فى شتى أنواع المؤامرات والدسائس ومحاولات الطموحين للسلطة والمال سواء فى ذلك من جاءوا من الخارج .. كالفرنجة الذين هجموا فى فترات متتالية على ثغور مصر الإسكندرية ودمياط ورشيد.. أو التركمان الذين أقلقوا نواب الشام .. أو من الداخل كالعربان الذين هاجموا قوافل الحجاج وكون أحدهم (( جماعة من العربان لا يحصى عددهم ونهب نواحى الفيوم .... )) أو العصابات (( فقد أشيع أن دخل القاهرة منسر نحو ستين رجلا ... فنهبوا سوق الجملون العتيق ..)).. أو المماليك الذين حاولوا اغتياله لأكثر من مرة . لذلك أحاط السلطان برقوق نفسه بالجواسيس وشجع الوشاة والدساسين لينقلوا له الأخبار وكان بالغ القسوة على من يسوقه حظه العاثر ليصبح عرضة لوشاية بحيث لم ينجو من قسوته هذه أحد حتى أمير المؤمنين الخليفة المتوكل الذى تسببت دسيسة فى عزله وسجنه وقيده بالأغلال . أصاب برقوق ما يصيب الطغاة من أمراض البغى فكان يحلو له استعراض قوته وتجربة نفوذه حتى أنه كان يأمر نصرانيا ((بأن يسلم غصبا .. فلما أسلم خلع عليه )) أو يوافق على فك قيود الخليفة بعد أن ((باس رجل السلطان على اللحم نائب السلطة سودون تشفعا لأمير المؤمنين المغلول )).. أو يأمر بسجن أمير عندما يعلم(( أنه قد اجتمع نساؤه فى داره لفرح عندهم وعليهم اللؤلؤ والجواهر والذهب والثياب الحريرية ما يجل قيمته )) .. أو يقبض على سبعة من مماليكه (( المماليك السلطانية وسبب ذلك أن بلغ السلطان أن هؤلاء يقصدون الفتك به فبادر إليهم وقبض عليهم وضربهم بالمقارع ثم رسم نفيهم )). . أما مماليك الأشرفية فعندما بلغه أنهم سيهجمون عليه وهو بالميدان (( قبض عليهم وضربهم وقبض على أميرهم ورسم بتسميره بالمسامير الحديد هو ومن قبض عليهم وأركبوهم على جمال و أشهروهم فى القاهرة ثم وسطوهم فى بركة الكلاب ... ثم بعد ذلك بأيام قبض على ستة عشر مملوكا .. ورسم بنفيهم هم ومن بقى من المماليك الأشرفية)) فإذا ما تغير خاطر السلطان على شخص ما فالويل له سيضربه بالمقارع مهما كان مقامه وسيصادر أمواله وينفيه وقد يسجنه أو يسمره بالمسامير ((غضب السلطان على القاضى تقى الدين ناظر الجيش ( وزير الحربية ) فأمر بضربه بين يديه فضرب نحو ثلاثمائة ضربة بالعصى وكان ترفا رقيق الجلد ... فلزم فراشه حتى توفى)). تغير خاطر السلطان على أحد الأمراء (( فضربه بالمقارع و أخذ منه ما يقارب الثلاثمائة ألف دينار )) . ((تغير خاطر السلطان على قضاة حلب فعزل الأربعة فى يوم واحد )). ((تغير خاطر السلطان على سعد الدين بن البقرى فاحتاط على موجوده وقبض على نسائه وغلمانه وحاشيته وقرر عليهم الأموال الجزيلة .... واستمروا فى الترسيم حتى جلبوها )). فى مصر اقتتل عسكر يلبغا وعسكر برقوق ((فبانت الكسرة على برقوق وصارت المماليك تتسحب من عنده وتتوجه إلى يلبغا )).. مما جعل برقوق يهرب ليلا ويختفى عند واحد من تلاميذه فيحتل يلبغا القلعة ويحضر الخليفة والقضاة الأربعة فيخلعون برقوق ويبايعون ((أمير حاج بن الملك الأشرف )) .. الذى كان برقوق قد خلعه وحل محله منذ ست سنوات وثمانية أشهر وعشرين يوما بعد أن (( حكم الديار المصرية أتابكا وسلطانا إحدى عشر سنة وخمسة أشهر وسبعة وعشرين يوما )) . هذه السيرة تطرح علينا سؤالا.. هل كانت مصر دولة أم غابة للضوارى .. و هل إختلف هذا مع تطور الزمن .. (( نكمل حديثنا في الجزء السادس من المقال الثالث ))
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر و عصور إضمحلالها(11)
-
مصر و عصور إضمحلالها(10)
-
مصر و عصور إضمحلالها(9)
-
مصر و عصور إضمحلالها(8 )
-
مصر و عصور إضمحلالها(7)
-
مصر و عصور إضمحلالها(6 )
-
مصر و عصور إضمحلالها( 5)
-
مصر و عصور إضمحلالها(4).
-
مصر و عصور إضمحلالها(3)
-
مصر و عصور إضمحلالها.(2)
-
مصر و عصور إضمحلالها. (1)
-
كائنات بدون ذاكرة ..خيبات مايو
-
أحزان ما بعد الماتش .
-
عقل جامح و فكر غير معتاد
-
الموازنة .. عجز وقروض وضرائب.
-
الحوار -غير- المتمدن في مصر .
-
أمركة المجتمع بعد فشل الهبة
-
لمن أتكلم ..الخطيئة لا حد لها .
-
الوقوع في مصيدة التفاهه
-
زوار من الفضاء Ancient Alien
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|