أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - امريكا واسرائيل والغرب حسموا الامر وعباس يناور داخليا!!















المزيد.....

امريكا واسرائيل والغرب حسموا الامر وعباس يناور داخليا!!


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1677 - 2006 / 9 / 18 - 09:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


زيارة توني بلير إلى المنطقة كانت وراءها مهمة غير عادية كما عودنا السيد بلير من خلال جولاته المكوكية السابقة كمبعوث من قبل السيد بوش , في هذه المرة أي في زيارته الاخيرة حمل بوش تابعه بلير رسالة مفادها أنه لابد من تهدئة الساحة الداخلية الفلسطينية مهما كان الثمن المطلوب لذلك , ذلك لأن أمريكا وإسرائيل ولفيف من الدول الغربية التابعة للامبراطورية الامريكية تواجه خطرا استراتيجيا حقيقيا يتمثل بإيران ومشروعها النووي , والحقيقة العلمية والموضوعية تقول إن إايران باتت فعلا الدولة الوحيدة في المنطقة القادرة على الحد من الهيمنة الامريكية والاسرائيلية وبالتالي التأثير على مصالح الاولى وعلى كيان الثانية , باعتبار أن إيران دولة اسلامية تعتبر فلسطين بكاملها ارض اسلامية لاسيما أن فيها المكان الذي عرج فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلى .

لهذا وبعد أن جربت أمريكا وإسرائيل مواجهة حزب الله في لبنان وما تمخض عن ذلك من هزيمة اسرائيل وتمريغ رأس جيشها في وحل التراب اللبناني , تبين للحلف الصهيو – مسيحي الامريكي أنه لايمكن والحالة هذه مواجهة كتلة الممانعة والصمود والمقاومة العربية والاسلامية هكذا دفعة واحدة وبالطريقة العسكرية الماحقة التي يتغنون بها دائما , ولذلك رأوا أنه لابد من اعادة النظر في التكتيكات والآليات اللازمة للقضاء على هذا الجسم المقاوم والممانع , ولكن في كل الاحوال يبقى الهدف الصهيو- امريكي والغربي ثابتا من حيث كونه استراتيجية لا مناص للتخلي أو الارتداد عنها .

لذلك رأينا بعد فشلهم في لبنان كيف تحولوا عن الاستمرار في الخيار العسكري ولو مؤقتا ولجوئهم إلى القبول بوقف الحرب بموجب القرار 1701 على أمل أن يحقق هذا القرار الامريكي والاسرائيلي ما لم يتم تحقيقه بآلتهم الاجرامية العسكرية .

أما في الشأن الفلسطيني فواضح تماما أن أمريكا واسرائيل ودول الاتحاد الاوروبي باتوا جميعهم على استعداد بقبول دخول حركة فتح وغيرها من فصائل المنظمة في مايسمى بحكومة الوحدة الوطنية وبالتالي ما يترتب على هذا الوضع من رفعهم وغيرهم للحصار المالي والاقتصادي والسياسي عن الشعب الفلسطيني الذي كان ولازال مفروضا على الحكومة التي شكلتها حماس , السبب في ذلك كما اشرنا سابقا هو وجود الملف الاخطر وهو إيران وبرنامجها النووي , هذا بالضبط الذي جرى , فالامر لايتعلق على الاطلاق بضرورة وطنية من قبل قيادات فتح والفصائل الاخرى بالمصلحة الوطنية , ولكن الامر فقط متعلق بأن مصالح امريكاواسرائيل تتطلب ذلك وأن الظروف الاخيرة في لبنان أملت عليهم تكتيكا آخر ولو إلى حين .

تسائل البعض في معرض تعقيبه على مقالة لي تم نشرها في العديد من الصحف والمواقع الالكترونية ومن بينهم تعقيب الدكتور سلمان محمد سلمان , استاذ الفيزياء النووية والطاقة العالية , عن كيف يمكن تفسير أن هنالك مؤامرة ضد حماس وكتلة المقاومة والممانعة بشكل عام حول توجه أمريكا واسرائيل الاخير في التعامل معه وبين كيف سيكون قبول حماس بالتهدئة وما يترتب عليه من صفقة نوعا من الانجاز على صعيد الحركة و القضية بشكل عام .

وردي على ذلك هوأنه صحيح أن هنالك مؤامرة وتحضير مسبق لمخطط امريكي – صهيوني وغربي كذلك , لتمهيد الاجواء من اجل ضرب النقطة الاهم وهي إيران وبرنامجها النووي , وهذا التمهيد يتعلق بالمقام الاول بالجانب السياسي والاعلامي العام , على أن أمريكا وإسرائيل تريد فعلا السلام والاستقرار في المنطقة وهم من أجل ذلك ها هم يرفعون الحصار ويطلقون سراح الاسرى ويباركون تشكيل حكومة وحدة وطنية رغم عدم اعتراف حماس باسرائيل وبشروط المجتمع الدولي , وبهذا التمهيد وغيره سيدعون أن إيران لاتريد الاستقرار في المنطقة ولم يعد يجدي معها الخيار السياسي والدبلوماسي وبالتالي فلابد من اللجوء إلى الخيار العسكري , لكن في كل الاحوال ورغم مؤامرتهم هذه ولجوئهم إلى طريقة التجزئة في المعالجة واتباع تكتيكات غير عسكرية واقتصادية من أاجل مواجهة المشروع العربي والاسلامي الناهض , إلا أنه يبقى هذا انجاز للمقاومة وجبهة الصمود والممانعة , فأمريكا وإسرائيل واوروبا وغيرها اضطرت لذلك اضطرارا بفعل المقاومة والصمود وهو بالتالي ثمن واستحقاق فرضته معطيات المقاومة والصمود في لبنان وفلسطين , وامريكا واسرائيل تعول على قضية تحييد الجبهات في لبنان وفلسطين بفعل القرار 1701 ونشر القوات الدولية في الاولى و صفقة رفع الحصار وتشكييل حكومة الوحدة في الثانية , حيث هم يتوقعون أن تكون القوات الدولية في لبنان حائلا دون فعالية حزب الله في المعركة المرتقبة , لكننا نراهنهم أن تلك القوات سريعا ما ستولي الادبار في ظل وجودها في مرمى النيران حيث أن ضغطا شعبيا غربيا سيتولد نتيجة لذلك, وحزب الله سلاحه باق , فمن يقرأ القرار جيدا يجده قرارا فقط من أجل وقف مؤقت للمعركة وبالتالي فهو غير قابل للتطبيق , وأما بالنسبة لحماس فسيحاول تيار الحل الفلسطيني الادعاء في وجهها أن امريكا والغرب قد لبوا مطالبنا ورفعوا الحصار عنا وأننا لاعلاقة لنا بكل الذي يجري فنحن استراتيجيتنا تقوم على التفاوض والسلام .
لكن كما علمتنا حركات المقاومة الاسلامية ومنها حماس بأنها غير مرتهنة سوى لمصلحة الشعب الفلسطيني ومصلحة هذه الامة بشكل عام , فلن تربطها روابط أصحاب أوسلو المفرطين .

نعم أنا أقر أن تشكيل ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية هو مخرج لازمة ومأزق تمر بها أمريكا وإسرائيل في مواجهة محور المقاومة والممانعة في المنطقة , لكنه كما أسلفت هو ثمن ستدفعه أمريكا وإسرائيل لصالح الشعب الفلسطيني رغما عنها وعن أنوف الخونة والمتأمرين معها , وهذه الحكومة التي ستجمع لون متعدد من اصحاب الثوابت الوطنية ومن أولئك المفرطين المنبطحين ستكون مؤقتة إلى حين لأن القادم من التطورات سيخرس أولئك المترفين الذين لاهم لهم سوى مصالحهم الذاتية ولن نسمع في حينها من يتحدث عن ازمة رواتب لأن القادم هو الصراع بين اصحاب الحقوق وبين جبروت الاستعمار الامريكي والصهيوني والغربي , وإلى ذلك الحين فإن هذه الحكومة لن يكون برنامجها إلا برنامج وثيقة الوفاق الوطني التي أحكمت صياغتها بحيث تبقى الثوابت والمبادىء والحقوق محفوظة , وحماس في هذه الحكومة هي هي على موقفها المعهود , وأما من أراد منهم أن يبقى على شروط الذلة الامريكية والاسرائيلية فهو خياره وحده , وليذهب عباس ليفاوض أولمرت وبوش ويجرب مرارا وتكرارا خياره الاستراتيجي الفاشل وباسم منظمتهم التي ذبحوها من الوريد إلى الوريد , فليفعلوا بمنظمتهم أو دكانتهم ما يشاؤون , ولاأتصور أنهم سيتعاونون في اصلاحها وتفعيلها , ولذلك فإن الحكومة لن تكون سوى هيئة ادارية وخدماتية إلى أن تحين الفرصة التاريخية المناسبة لانهاء كل المهازل والبهادل التي أورثنا إياها بائعو الاوطان والاعراض.

عباس اليوم يناور ويهدد ويبرطم بأنه سيجمد تشكيل ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية وسيوقف المفاوضات مع حماس بشأن تشكيلها تحت مبررات وادعاءات مل المرء من سماعها أتحفنا بها السيد نبيل عمرو والسيد الطيب عبد الرحيم , هو يريد أن يناور حماس على تقديم تنازلات لصالح حركة فتح في الحكومة المرتقبة , ولكن هو يدرك أن حماس لن تقبل إلا بمرجعية الوفاق الوطني "قرآنه المجيد" استغفر الله العظيم التي كاد أن يخلق منها السيد عباس حربا أهلية داخلية لولا تدخل العقلاء والشرفاء من ابناء شعبنا , سيادة الرئيس لا تتعبن نفسك أنت وزمرتك كثيرا , فالقرار ليس بيدك ولا بيد زلم الرئاسة والمنظمة البالية, القرار الامريكي والصهيوني صدر وقد حسم الامر , فمن يريد حكومة وحدة وطنية لأنه وطني كان عليه أن يسعى لها ويقبلها سابقا وليس الآن لأن بوش وأولمرت أوعزا إلى كلبهما الذليل توني يإيصال الاوامر والتعليمات , تخيل يا سيادة الرئيس بعثوا لكم بكلب!!.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما السر في قبولهم الان بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية؟!!
- باختصار شديد : هم يريدون ان تعترف حماس باسرائيل
- عباس اذ يريد ان يقيل حكومة حماس
- في نقض مزاعم الذين يطالبون الحكومة الفلسطينية بالرواتب
- القضية الفلسطينية وتقصير الاخوان المسلمين بحقها
- على حماس ان تغادر السلطة
- السلطة الفلسطينية في ميزان التقييم
- أيتها الانظمة ....لاتضيعي الفرصة!!
- دراسة استراتيجية : الحرب الاقليمية في المنطقة باتت مسألة وقت ...
- قراءة سياسية تحليلية للمرحلة الراهنة من الصراع واتجاهاتها ال ...
- مدى ضرورة الشروع في اعادة بناء واصلاح منظمة التحرير الفلسطين ...
- حل السلطة بات حلا وطنيا مطلوبا
- الهجوم على غزة واستباحة الضفة ووهم الشرعية الدولية
- شرعية دولية ام شرعية الدول الاستعمارية
- التاريخ يكره الفراغ


المزيد.....




- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
- عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط ...
- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - امريكا واسرائيل والغرب حسموا الامر وعباس يناور داخليا!!