أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - السلطة والسلطة الموازية














المزيد.....


السلطة والسلطة الموازية


عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 7276 - 2022 / 6 / 11 - 22:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر في الفقه السياسي سلطة كل إرادة تتحكم في الأفراد والموارد ولها نفوذ وصاحبة قرار وقد تكون سلطة شرعية نابعة عن إرادة شعبية نتيجة انتخابات كالسلطة السياسية وقد تكون سلطة دينية أو سلطة مدنية بحكم الاستحقاق التاريخي أو حتى سلطة معنوية ليس لها وجود مادي على أرض الواقع.

والسلطة إما أن تكون أصيلة منبثقة مباشرة من الشعب وهي التي تعتلي سدة الحكم أو موازية كالأحزاب والمنظمات ومؤسسات المجتمع المدني. فالدولة الديكتاتورية لضبط المجتمع الشديد التعقيد وفي غياب البعد القبلي والعشائري تخترع مؤسسات مدنية شبه صورية تدور في فلكها وتأتمر بأوامرها بوضع الموالين على رأسها.

وهذه السلط الموازية تعمل تحت عباءة السلطة الحاكمة وتتبنى اطروحاتها وما خروجها المحسوب عن الطاعة في بعض الأحيان إلا ذرا للرماد في عيون منخرطيها حتى تنطلي عليهم الحيلة والحقيقة إن ذلك مجرد تكتيكات لا غير وقد انكشف المستور بعد الثورة ولم يعد الأمر خافيا على أحد.

فبالمال والمناصب تشرى الذمم وتنبطح الهامات وتطأطئ الرؤوس إلى الأسفل والغريب أن الفقاعات التي كانت تصول وتجول في العهد البائد عادت للظهور كالطواويس تملأ الساحة جعجعة بعد أن توارت ردحا من الزمن خوفا من تداعيات الثورة التي كانت متسامحة معهم بشكل غريب ومريب بل بدأت تقضم أصابع المهمشين والفقراء والمحتاجين وكأنها تنتقم من تحديهم للدكتاتورية والظلم والفساد.

فالسلطة المضادة والموازية للأهداف الحقيقية للثورة أصبحت اليوم واقعا ملموسا بعد أن تأخرت الانجازات وتآكلت الشعارات وصارت الخبز اليومي للناس البسطاء والحالمين بغد أفضل وقد تكون تبخرت آمالهم نهائيا في تغيير حقيقي ومثمر على أرض الواقع وليس كلاما معسولا لا يغني ولا يسمن من جوع.

فبعد الثورة مباشرة تناسلت الأحزاب كالنمل جريا وراء المواقع والمال العمومي فتخلى الموظفون عن مواقع عملهم المفيد للمجموعة الوطنية وانحازوا لأهدافهم الشخصية حيث الواجهة الإعلامية البراقة والتفصي من المسؤولية الإدارية وساعات الحضور الطويلة واحترفوا الدجل السياسي لتلهية الرأي العام ليس إلا.

كما اندس الفاسدون والضالعون في الجرائم في هذه الأحزاب بعد أن غيروا من جلودهم وأسسوا منظمات ونوادي ذات أهداف مشبوهة لخلق مصدر حماية وأدوات ضغط وتشويش على الرأي العام ومؤسسات الدولة حتى لا تصلهم يد العدالة والمحاسبة.

فالسلطة الموازية هي نوع من المكر السياسي والخداع الوظيفي بحيث فاقدي السلطة الأصلية يتجهون إلى التنظيمات المدنية للتمكن من السلطة بطرق أخرى والتهرب من الاستحقاقات الوظيفية والعملية بطرق ملتوية بحيث نجدهم في الملتقيات والمقاهي والمفاوضات وفي الشارع يتجولون وذلك كله تحت أنظار القانون ومباركته.

وقد كانت لبعض رؤساء المنظمات مكانة أرفع من الوزراء لدى الحاكم ما دام يسيطر على الأوضاع وقادر على ترويض الشأن العام وخدمة النظام وما حصول هؤلاء على الغنائم إلا دليل على ضلوعهم في السلطة الديكتاتورية ومسؤوليتهم تجاوز مسؤولية الحاكم الفعلي بخداع منظوريه والتلاعب بهم.

وما من شك أن السلط الموازية في العالم المتخلف والذي تغيب عنه الديمقراطية واستقلال القضاء وحرية التعبير لا يمكن أن تعيش مستقلة بذاتها عن الحاكم ووظيفتها الأساسية خداع الراي العام وخدمة السلطة الحاكمة طوعا أو قسرا.

ولهذا فالعدالة الانتقالية لا بد أن لا تكتفي بمحاسبة الحاكم وأذنابه وحاشيته الفاسدة بل عليها أن توسع مجال سلطانها ليصل إلى المجتمع المدني وخاصة المنظمات التي شاركت في ترسيخ دولة الديكتاتورية والنظام الاستبدادي والفساد.



#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فخ الديون الخارجية : حالة تونس
- الصحافة والتحول الديمقراطي
- حدود شرعية الحكم
- المبادئ الأساسية للدستور التونسي الجديد (مقترح)
- الاقتصاد الجهوي لتحقيق العدالة الاجتماعية
- بؤس السياسة في واقع مهزوم
- لماذا يخافون من ديمقراطية الإستفتاء؟
- الحيل الشيطانية في الإدارة التونسية
- لماذا النخب القديمة تعادي مشروع قيس سعيد؟
- من يتذكر آلام سبايا الغزو الإسلامي؟
- الخديعة الكبرى
- محركات الدين :الغزو والجنس والتحايل على الإله.
- لماذا يصمت الإله أمام هول ما يرى؟
- القرآن نص زمكاني
- لماذا النظام الرئاسي أنجع من النظام البرلماني في دول الهشاشة ...
- الإله الإبراهيمي خلطة عجيبة بين الذاتي والأسطورة والخيال.
- تهافت ما يقوله الإعجازيون عن آية الرتق والفتق
- هل القرآن هو تعبير عن العقل الباطني لمحمد؟
- نحو الدين كحرية شخصية
- هل هناك علاقة بين الأديان والتخلف؟


المزيد.....




- إليك ما نعرفه عن اصطدام طائرة الركاب ومروحية بلاك هوك وسقوطه ...
- معلومات سريعة عن نهر بوتوماك لفهم مدى تعقيد البحث عن حطام ال ...
- أول تعليق من ترامب على حادثة اصطدام طائرة ركاب ومروحية عسكري ...
- حوافه حادة..مغامر إماراتي يوثق تجربة مساره بوادي خطير في قير ...
- كيف نجا قائد الطائرة إف-35 -الأكثر فتكا في العالم- بعد تحطمه ...
- إيطاليا تعيد كنوزا عراقية منهوبة.. قطع خلدت ذكرى من شيدوا ال ...
- FBI يستبعد العمل الإرهابي في حادث اصطدام طائرة الركاب بمروحي ...
- بعد كارثة مطار ريغان.. الإعلام الأمريكي يستحضر آخر حادث كبي ...
- جورجيا تنسحب من الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بعد مطالباته ...
- الائتلاف الوطني السوري يهنئ الشرع بتنصيبه رئيسا للجمهورية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - السلطة والسلطة الموازية