أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الثابت والمتحول في برلمان 2022 أساتذه في مدرسة مشاغبين














المزيد.....


الثابت والمتحول في برلمان 2022 أساتذه في مدرسة مشاغبين


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7276 - 2022 / 6 / 11 - 15:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثابت والمتحول في برلمان 2022
أساتذه في مدرسة مشاغبين

حتى لا تحسب من باب التورية، فالتورية المكشوفة ليست من فنون البلاغة، خصوصاً أن البلاغة من العلوم اللغوية الصعبة التي لا يجيدها برلمان اكتسب مهاراته اللغوية في مدرسة المخابرات خلال نظام الوصاية. نواب الثورة هم الأساتذة والبرلمان هو مدرسة المشاغبين.
المحبطون والمشككون والطفيليون والطفوليون يتشاركون في طرح التساؤل عما فعلته وعما يمكن أن تفعله حفنة من نواب جدد. والجواب واضح بعد نتائج جلستين. هم حفنة من أساتذه أعادوا الاعتبار إلى اللغة البرلمانية، لغة الديمقراطية، بعد أن كانت على امتداد "الثلاثين عاماً" لغة مليئة بمصطلحات التدليس والتكاذب والمكائد و"المقالب" والبلطجة والتشبيح، الأقرب إلى اللغة الزقاقية منها إلى آداب الحوار البرلماني، وما أكثر الأمثلة والعينات في مخاطبة زميل لزميله، من "طهر نيعك" قديماً حتى "يا إبني"حديثاً وبينهما "اللي طلع الحمار عالميذنة".
آليات التصويت في المجلس النيابي هي باب النجاة بل التملص من المحاسبة الشعبية، لأن نائب الأمة يتخفى خلف قرارات"صُدّقَ" برفع الأيدي وبإجماع كاذب. اسمعوا هذا المسؤول، "بدل ما يكحلها عماها". حين سئل أبو صعب نائب رئيس البرلمان عن ذلك في أول مقابلة تلفزيونية له بعد انتخابه في هذا المنصب، أجاب بأن الرئيس كان يكتفي برؤية يد واحدة ترفع من كل كتلة من الكتل الكبرى ليتأكد من موافقة الأغلبية على القرار.
لنفترض أن إجابته لا تجانب الحقيقة، فهي تذكّر، للأسف، بمصطلح استخدمته بعض الجهات الحكومية والطبية في العالم كآلية لمواجهة وباء الكورونا، "مناعة القطيع". التصويت بالكتلة لا هو صلاة الجماعة ولا قداس الأحد ليكتفي المصلون بالإصغاء إلى عظة أو خطبة، ولست أظن أن التصويت "بالكتلة" من آليات الديمقراطية البرلمانية. لكن ذلك ليس بغريب على نواب يتخلون عن صلاحية التصويت وحتى عن النقاش وينتظرون الأمر يأتيهم من خطاب أو تصريح صحافي يلقيه زعيم أو مسؤول من خارج البرلمان.
حين اقترح أحدهم آلية التصويت الإلكتروني لاختصار الوقت، رد الرئيس بأن الحل بالتوافق، وهو يضمر في قوله أن التوافق لا يختصر الوقت فحسب بل النقاش أيضاً وهو خير سبيل لإلغاء الحق بالاختلاف والتعبير عن الرأي الآخر وأفضل وسيلة لجعل البرلمان كأسنان المشط. قيادة الأوركستر تختصر كل الآراء وتغربلها وتصنع منها معادلات يكون الكل راضياً عنها.
كان ذلك يحصل بقوة أجهزة الوصاية وما على المجلس النيابي إلا أن يبصم على تقرره عنجر أو على نقيضه حين يطلب إليه ذلك، على غرار ما حصل بقانون المحاكمات الجزائية الذي استند إليه القضاء الدولي حين اعتقل الضباط الأربعة بعد اغتيال الحريري.
التوافق أيام الوصاية كان زجرياً. بعدها صار من آليات المحاصصة. الانتخابات داخل المجلس النيابي كشفت المستور. التوافق كان وسيلتهم للتحاصص بالخفاء. مع الاقتراع بدت الاصطفافات الإعلامية والمعارك الانتخابية أقرب إلى خدعة بصرية منها إلى تنافس على موقع أو واجب أو عضوية لجنة نيابية. لكنها بلغت منتهى التفاهة والابتذال حين رفضت لجنة الإدارة والعدل نقيباً للمحامين في عضويتها واختارت بديلاً منه مطلوبين للعدالة.
بديلاً من الانتخاب كان يتم اختيار النواب بالتعيين من لحظة تشكيل لوائح المحادل في عنجر أو في بيت الزعيم. لكن، حتى مع قانون هو الأسوأ في تاريخ البشرية، لم تعد النتائج تعرف مسبقاً، بعد دخول نواب الثورة إلى البرلمان. ولو أجريت الانتخابات على أساس قانون عصري يقوم على النسبية ويعتمد لبنان دائرة واحدة خارج القيد الطائفي لكان طوفان الثورة قضى على المحاصصة والتكاذب الطائفي وأعيد النظر بالأحجام والأعداد وحساب الأقلية والأكثرية.
القضية ليست لعباً على الألفاظ. نعم نواب الثورة أساتذة لأنهم فرضوا داخل البرلمان آليات لم تكن مألوفة، ولأنهم رفعوا البرلمان إلى مستوى التنوع وتعدد الآراء ورفعوا عنه صفة القطيع الذي كان يساق بالتوافق، ووضعوا أعضاءه وكتله موضع المحاسبة الشعبية على موقف كل كتلة أو كل عضو في كتلة.
عدد "الأساتذة" لا يقتصر على ثلاثة عشر نائباً. ففي البرلمان أساتذة مثلهم داخل الكتل وخارجها وإذا كان أمام نواب الثورة من مهمة جليلة فهي السعي لتوسيع صفوف كتلة الأساتذة وحشر المشاغبين في زاويا التوافقات الرخيصة والمزايدات المكشوفة والمناورات المبتذلة ولغة شيوخ العشائر.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقلية نيابية من الكذابين
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 2- نواب الثورة
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 1- الرئاسة
- الخطاب الانتخابي الخشبي التيار العوني
- الخطاب الانتخابي الخشبي الاعتكاف، الاستنكاف
- الخطاب الانتخابي الخشبي حزب الله
- الخطاب الخشبي الانتخابي - حركة أمل
- الخطاب الانتخابي الخشبي - حزب القوات
- الخطاب الخشبي والانتخابات طفولي أم طفيلي ؟
- اليمين الخشبي والانتخابات
- اليسار الخشبي والانتخابات
- الحزب الشيوعي يستعيد موقعه
- 14 آذار ماتت فادفنوها
- كيف تربح الثورة الانتخابات
- لا يبنى وطن على مرتكزات من الأخطاء الشائعة
- الاستقلال عمن؟ عن إيران أم عن سوريا أم عن السلطنة أم عن فرنس ...
- للحرية حدود حتى في -الحرة-
- -الدولة- كائن لغوي غريب
- لا تسألوا محبَطاً عن الثورة
- صراع الغرب مع الشرق والمسيحي مع المسلم


المزيد.....




- إعلان وصول الرهائن السبعة المفرج عنهم من خان يونس إلى إسرائي ...
- إصابة شاب برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين واقتحامات غربي ...
- ترامب يطرح سؤالا على برج مراقبة مطار ريغان
- سماعات ذكية لمراقبة صحة القلب
- جهاز للمساعدة في تحسين النوم والتغلب على الأرق
- ماذا يعني حظر إسرائيل للأونروا بالنسبة لملايين الفلسطينيين؟ ...
- كيف يفكر دونالد ترامب في إعادة إعمار غزة؟
- الإمارات تتسلم أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية في صفقة ...
- ميركل تنتقد زعيم حزبها بسبب تمرير خطة اللجوء بأصوات -البديل- ...
- الجيش الإسرائيلي يغتال أسيرا محررا في نابلس (صورة)


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الثابت والمتحول في برلمان 2022 أساتذه في مدرسة مشاغبين