أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - حرب التلفيق ضد المندائيّة














المزيد.....

حرب التلفيق ضد المندائيّة


سنان سامي الجادر
(Sinan Al Jader)


الحوار المتمدن-العدد: 7275 - 2022 / 6 / 10 - 15:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


وحيث أن كثير من المصادر التاريخيّة القديمة قد كُشفت مؤخراً مع الأرشفة الإلكترونيّة للمكتبات العالميّة, وقد أصبحت مُتاحة للباحثين, وهي تتحدث عن دور الناصورائيين -المندائيين -الصابئة في التاريخ وتعطي مزيد من الأدلّة على القِدم المندائي والذي يسبق اليهوديّة وعلى الفلسفة المندائيّة والتي هي أمتداد لفلسفات حضارات بلاد الرافدين العريقة.

فقد أنبرى عدد كبير من الباحثين من أتباع تلك المنظمات ذات العقيدة الصهيونيّة المستترة بالمسيحيّة الجديدة, والتي هي تَفرض سيطرة سياسيّة على المؤسسات العميقة في العالم الغربي, وكل هذا يتم تحت قصص وروايات دينيّة تجعل من أهدافها في تحقيق نبوءات العهد القديم, حجة لعملها السياسي وفرض سيطرتها الكاملة على كثير من العواصم الغربيّة بواسطة اللوبيات والأستخبارات وجميع الوسائل (مصدر), وبالتالي فهي تخشى من فقدان دورها السياسي المُعتمِد على أساطير دينيّة مسروقة من أدب وأديان بلاد الرافدين وفلسفاتها.

وقد بدأت كتب كثيرة ودراسات تَصدر عن هؤلاء المستشرقين المؤدلجين أو التابعين لهذه المؤسسات ذات الإمكانيات الماديّة الكبيرة, وجميع تلك الكتب أما تحاول النَيل من الفلسفة المندائيّة وتشويهها بنَسبها إلى غيرهم, أو أنها تحاول الطََعن بالتاريخ والقِدَم المندائي. وفي سبيل إضافة دعم لكتاباتهم هذه, فهُم يحاولون وضع أسماء لأشخاص مندائيين فيها, ولكي يُحسَبوا بأنهم شاركوا بكتابتها أو وافقوا عليها, وخاصّة من المثقفين أو من رجال الدين, وهم الذين ربما سوف يحاولون المساعدة متصورين بأنهم يساعدون دينهم وذلك عبر توفيرهم لبعض النصوص الدينيّة أو بإعطائهم معلومات أو محاولة النقاش والحوار. ولكن يكون الأفضل مقاطعة هؤلاء ولأنهم سوف يقومون بتَحريف الكلام مهما كان, وحتى مَن كان منهم مُنصفاً في جانب مُعين, فهو يَطعن في جانب آخر, ويستخدمون نعومة في التحريف بحيث أنها تنطلي على القارئ الاعتيادي وكأنها تَمدح ولكن الحقيقة هي عكس ذلك.

ولهذا فندعو جميع المثقفين المندائيين والشيوخ الكرام, بعدم التجاوب مع دعوات الباحثين الغربيين الجدد والمستترين تحت حجة زمالات الدكتوراه أو بحجّة أصدار كتب جديدة. وبنفس الوقت فندعو للإنفتاح أكثر على الباحثين الشرقيين والمتعطشين لمعرفة المندائيّة بصورة جديّة, لما كان لها من تأثير لا يُنكَر على الدين الإسلامي في بداياته, والذين هم على الأغلب من خارج تلك المنظمات الصهيونيّة, وذلك بعد التأكد من كتاباتهم السابقة وحسن نواياهم والجهات التي تَدعم بحوثهم.

وعلى سبيل المثال عن الكتابات التلفيقيّة نأخذ هذا الكتاب الجديد المُسمى “من الساسانيين المندائيين إلى صابئة الأهوار”
From Sasanian Mandaeans to Sabians of the Marshes, Kevin T. Van Bladel

وحيث يجادل هذا الباحث الكَنَسي، بأن المندائيين قد طوروا الدين المندائي في القرن الخامس الميلادي، والقول بأن المندائيين لا علاقة لهم بالناصورائيين الذين يحاول ربطهم باليهود، وذلك ليس عبر مقارنة الفلسفات، وإنما أعتماداً على التشابه مع تسمية النزاريين الذين كانوا حسب مصادر يهودية يتبعون عقيدة بين المسيحيّة واليهوديّة، وهذه هي النقطة المفصليّة في كتابه هذا, وحتى بأنه أهمل الأدلة الآركيولوجيّة المندائية من الواح الرصاص ذات الأدعية الدينيّة والعُمل النقديّة المعدنيّة المكتوبة بالمندائيّة وكثير منها تعود إلى حقبة مملكة ميسان قبل وفي بدايات الميلاد, وأهمل حتى الكتابات التي تَذكُر المندائيين والناصورائيين في المصادر التاريخيّة القديمة, ولكنه أنتقى فقط ما يتفق مع فكرته.

وقد ردّ عليه بعض أساتذة الجامعات الغربية نفسها, بأن نفس تلك المصادر اليهوديّة التي أستشهد بها هذا الكاتب، والتي هي من المؤرخ أبيفانوس الذي ذكر بأن النزاريين كانوا بين اليهوديّة والمسيحيّة، ولكن أبيفانوس كان قد أستدرك بوجود ديانة تسمى الناصورائيّة وهي تختلف عن النزاريين وهي قبل المسيحيّة ولكنها ليست مسيحيّة ولا يهوديّة ولا تتبع أي من تعاليمهما.

وفيما يلي أحد الردود المُنتقدة للكتاب, وهو من أستاذ في جامعة فينا
Dr. Predrag Bukovec ,Universität Wien
"هنالك مشاكل جديّة مع طرحه حول علاقة المندائيين مع أسلافهم، وحيث أن فان بلادل (المؤلف) هو مُحق بطرحه حول كون مُصطلح الناصورائيّة هي تعريف مُهم وقبل المندائيّة، ولكن أصراره بكون الناصورائيون هُم يجب أن يكونوا مسيحيون يهود، وهو ما لايتفق مع المصادر المندائيّة نفسها..
وكذلك فهذا لايتفق مع الدليل الذي أرفقه فان بلادل وهو المصدر أبيفانوس، وحيث يتحدث أبيفانوس عن النزاريين كمجموعة يهوديّة مسيحيّة، ولكنه يُميز هذه المجموعة عن مجموعة أخرى يدعوها بالناصورائيين ويقول عنها بأنها كانت قبل المسيحيّة وهي ليست مسيحيّة وهُم كانوا من الآباء الأولين ولكنهم لايتبعون الكتب المقدسة اليهوديّة.." أنتهى الأقتباس

وطبعاً لم تَكن هنالك من أمانة علمية لدى مؤلف هذا الكتاب ليذكُر كل القصّة من المصدر، ولكنه ينتقي من المصادر ما يدعم هدفه بالإنتقاص من القِدَم المندائي، والتي هي محور البحوث التي يجري دعمها من قبل الجامعات الغربيّة, التي يتم تمويلَها من قبل تلك المنظمات الدينيّة السياسيّة نفسها.

أنّ هذا النوع من الكتب هو موجّه للعامّة, من الذين ليس لديهم إطلاع كافي وليس للباحثين, وحيث يتم عمل الدعاية للكتاب ذو المعلومات الملفّقة ويجري تضخيمه، ولكن الردود الأكاديميّة ذات الموضوعيّة يتم طَمرها وعدم ذكرها, معتمدين على قوّة الإعلام والتمويل الذي يتحكم به.

مصدر مقالة: دمروا بابل وآشور ورقصوا, سنان سامي الجادر

https://mandaean.home.blog/2020/04/30/%d8%af%d9%8e%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%a7-%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d9%84-%d9%88%d8%a2%d8%b4%d9%88%d8%b1-%d9%88%d8%b1%d9%82%d8%b5%d9%88%d8%a7/



#سنان_سامي_الجادر (هاشتاغ)       Sinan_Al_Jader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الثالث)
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الثاني)
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الأول)
- آلهة العصر الحديث الكاذبة
- الأصل المندائي لتسمية المَسجد!
- الكُنية المندائيّة السومريّة “إكوما – أسوَد”
- الشُهداء المندائيون للنورِ صاعِدون
- بلاد الرافدين -أصل المندائيين (الجزء الثاني)
- بلاد الرافدين -أصل المندائيين (الجزء الأول)
- برديصان: حامل الشُعلة المندائية
- العوالم رَمتني بالأحجار وإخوتي أغضبوني بالأقوال
- آدم الرجُل الأوّل.. الناصورائي
- المَعرِفَة الناصورائية والتعابير المَجازيّة
- المَوروث الديني المَندائي
- الكائن اللّطيف مُحرّك الثورات!
- عوائل الموت تحكم العالم
- قُرب بابل …كانت أورشلام
- المَسيح الترميدا الناصورائي
- قَتل العُلماء وحُكم السُفهاء.
- دعوة للبحث في أكديّة اللّغة الآراميّة.


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - حرب التلفيق ضد المندائيّة