أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد رضا عباس - هل ينتقل مرض القتل العشوائي في الولايات المتحدة الى العراق؟














المزيد.....

هل ينتقل مرض القتل العشوائي في الولايات المتحدة الى العراق؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7273 - 2022 / 6 / 8 - 19:32
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


خلال ال 27 ساعة من عطلة يوم الشهيد ( Memorial Day ) الأمريكي والمصادف في اخر يوم من شهر أيار , سقط اكثر من 30 قتيلا في خمسة حوادث قتل جماعي . عدد حوادث قتل 4 اشخاص او اكثر بلغ لحد الان (حزيران 1 2022) 212 حادث قتل, بضمنها 27 مدرسة . اخر هذا القتل الغير مبرر هو هجوم احد المسلحين الشباب على مدرسة ابتدائية في ولاية تكساس ذهب ضحيته 19 طفلا و اثنان من المدرسين , وهو يعد الثاني بعد 10 أيام فقط من قتل 10 افراد لأسباب عنصرية في سوبر ماركت في مدينة بافلو (Buffalo) من نيويورك .
كان رد فعل الرئيس الأمريكي جو بايدن هو الصدمة والحيرة ,وهو لا يدري ماذا يفعل , عدا القول " يا رب الى متى نبقى غير قادرين على وقف انتشار الأسلحة؟ ", " لماذا يجب ان نعيش مع هذه المذبحة؟", و" لماذا نسمح لهذه ان تتكرر ؟". الرئيس الأمريكي عبر عن حزنه لهذه الحوادث , ولكنه يعلم جيدا انه لا يستطع ( وهو الرجل الذي يخافه العالم) تغيير الواقع , والذي فشل العديد من الرؤساء من قبله من تغييره . انه يعرف صعوبة تمرير أي مشروع قانون يدعو الى وضع شروط صارمة على تملك السلاح في الكونغرس , وربما لا يستطع حتى دخول ابوابه.
بكل بساطة لا توجد إرادة قوية من قبل ساسة أمريكا من ازعاج او الوقوف ضد توجهات , منظمة حرية حمل السلاح الامريكية (NRA) . هذه المنظمة لها اليد الطولاء في اختيار المرشح للكونغرس الأمريكي , وان أي مرشح لا يتفق مع توجهات هذه المنظمة يعد من الخاسرين . المنظمة لديها أيضا لوبي قوة وممول جيدا في الكونغرس الأمريكي . منذ بداية هذا العام صرفت المنظمة على هذا الوبي مبلغ 600 الف دولار , وان هذا الرقم قابل للزيادة في النصف الثاني منه. المنظمة لها نظام تقييم لأعضاء الكونغرس على أساس A-F . النائب الذي لديه تاريخ بدعم قوانين سهلة غير متشددة يحصل على درجة عالية, فيما ان المتشدد منهم يحصل على درجة اقل. في بعض المناطق التي تقدس حمل السلاح وتعتبره حق من حقوقها يصبح من المستحيل على مرشح للكونغرس بدون ان يحمل درجة Aبلص.
السبب الاخر لانتشار ظاهرة انتشار السلاح في الولايات المتحدة هو حيرة المواطن الأمريكي في اختيار المشكلة التي تشكل أهمية قصوى لحياته . ففي الوقت الذي يطالب اكثر من 50% من الشعب الأمريكي بالسيطرة على السلاح ويطالبون بتشديد منح اجازات شراء وحمل السلاح , فان أهمية هذا الموضوع بالنسبة الى قوانين الهجرة او الاقتصادية لا يساوي اكثر من 1% من اهتماماته. هذا التجاهل من قبل المواطن الأمريكي يعطي المجال للساسة في هذا البلد الى عدم الإصرار على اصدار القوانين المشددة , لأنها لا تزعج الناخب ولا تسر شركات صنع السلاح .
يضاف الى ذلك , ان الاعلام الأمريكي لم يقرر بعد على محاربة ظاهرة انتشار السلاح بالقوة المشهودة له , حيث ان وتيرة تغطيته للموضوع بين صعود و نزول , حيث يكثف تغطيته مع كل عملية إجرامية , ولكن بعد أيام تتراجع التغطية حتى تصل الى الصفر. بحسب ارقام مركز السيطرة على الامراض الامريكية , فان هناك 45 الف من مات بسب السلاح , وبزيادة قدرها 25% عن عام 2015. حوالي 1% منهم او ما يقارب 500 ضحية قتلوا بحوادث قتل جماعي , ومع هذا فان اخبار الموت بالسلاح اما لا تأخذ طريقها نحو الاعلام او التجاهل من قبل قادة البلاد.
هناك الكثير من المشتركات بين العراق والولايات المتحدة الامريكية , وبالتالي انتقال عدوى القتل الجماعي او العشوائي اليه يكون سهلا ميسورا. هناك ما يقارب 400 مليون قطعة سلاح عند الشعب الأمريكي , وفي العراق , وحسب ما ينشر على وسائل الاعلام هناك عشائر عراقية تملك أسلحة يكفي لتسليح فرقة عسكرية عراقية. في الولايات المتحدة هناك مشرعون فاسدون يعملون وفق مصالح الداعمين لهم بالمال, وهناك مشروعون عراقيون فاسدون أيضا , ومستعدون لخدمة زبائنهم وداعميهم . الاعلام الأمريكي مسير وغير مخير , والجميع يعرف ذلك , حيث ن هذا الاعلام ليس حر او مستقل وانما مرتبط بمصالح قد لا تخدم المجتمع الأمريكي , وفي العراق بعد التغيير ظهرت العشرات من الوكالات الإعلامية , منها يمول عن طريق الأحزاب في السلطة . الأرض الواسعة في الولايات المتحدة أعطت المجال للكثير من سكانها شراء السلاح من اجل الحماية الشخصية او حماية ممتلكاتهم , يضاف الى ذلك هناك تشجيع من قبل مؤسسات حكومية وخاصة لصيد الحيوانات البرية . أي ان اغلب المجتمع الأمريكي يعرف استخدام السلاح , فيما ان الحروب المتوالية في العراق جعل من اغلب المواطنين العراقيين يعرفون استخدام السلاح بكل انواعه .
ومن يقول ان العولمة قد ماتت , فانه على الخطأ المبين . العولمة ما زالت على قيد الحياة وباقية الى الابد . الامريكان يأكلون الهمبركر والعراقي يأكل الهمبركر, المواطن الأمريكي يلبس البلوجين والعراقي يلبسه , الأمريكي يراقب اليوتيوب والعراقي يراقبه , المواطن الأمريكي يعلب كرة السلة والعراقي يلعبها , الأمريكي يلبس الشورت والعراقي يلبسه , الأمريكي يستمع الى أغاني الراب , والعراقي يسمعها . الأمريكي يلعب لعبة العنكبوت والعراقي يلعبها , والامريكي يشرب القهوة الجاهزة والعراقي يشربها أيضا. اذا , ما المانع ان يستنسخ بعض العراقيين العمليات الاجرامية ضد ناس لا يعرفهم ولم يتقابل معهم ؟



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرب يخسر معركته مع روسيا الاتحادية
- حديث مع دعاة التطبيع
- العراقيون يرفضون التطبيع
- لماذا لم تنجح العقوبات الاقتصادية الغربية ضد روسيا الاتحادية ...
- رسالة اقتصادية سعودية الى العراقيين
- العواصف الترابية في العراق من صنع الله , امريكا . ام االبشر ...
- بعض اسباب دعم الشعب الروسي لقيادته
- احصاء شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاخيرة
- اسئلة ما بعد كورونا
- ما هو مشروع - الديانة الابراهيمية- ومن هم معارضيه ؟
- التعامل مع مرض السكر -النوع الثاني
- الاعمال في خواتيمها
- الخلاف الشيعي الكردي حول قرار مجلس الامن رقم 1546 -الجزء الث ...
- الخلاف الشيعي الكردي حول قرار مجلس الامن رقم 1546 -الجزء الا ...
- العلاقة بين التضخم المالي والركود الاقتصادي في نظام السوق
- طيور السنونو لم تعد تزور بغداد
- بين عقوبات العراق وروسيا
- حرب اليمن المنسية
- انظار الغرب تتوجه نحو نفط وغاز الشرق الاوسط
- الجيش العراقي لا يستحق كل هذا التشويه


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد رضا عباس - هل ينتقل مرض القتل العشوائي في الولايات المتحدة الى العراق؟