علوان حسين
الحوار المتمدن-العدد: 7272 - 2022 / 6 / 7 - 12:25
المحور:
الادب والفن
لمحتها على الرصيف جالسة خلف عدة صباغة الأحذية إستوقفني منظرها اللافت بعض الشيء إذ من غير المعتاد رؤية سيدة في مقتبل العمر تشغل هذه المهنة الرجالية ترددت ما بين بدء حديث ٍ معها أو أضع حذائي أمامها لتصبغه شاعرا ً بالحرج والخجل من أنوثتها المهدورة على الرصيف . لها وجه أميرة بعينيها الخضراوين وإبتسامتها الحزينة وهالة الملاك ترتسم على وجه ٍ لم يفقد نضارته وجماله بادرتها بالقول :
_ لم أر َ امرأة تمارس مهنتك ِ هذه من قبل .
_ صحيح , هذه العدة كانت لرجل ٍ مات في الحرب وكانت كل ثروته حرصت على أن أجلس على الرصيف أعمل وأكدح وأرقب الحياة أعيشها على حقيقتها كما أنا وكما هي بلا رتوش ..
_ وهل أتقنت ِ المهنة قبل رحيله أم مازلت ِ فيها مستجدة بعد ؟
_ تعلمتها بعد رحيله لكنني أتقنتها جيدا ً ..
_ العمل ليس عيبا ً لكن هذه المهنة بالذات لا تناسب عفوا ً هل أنت متعلمة ؟
_ أنا مهندسة مدنية كان لي مكتب أنيق وسيارة موديل حديث وشقة فاخرة وأطفال يشبهون الملائكة جاءت الحرب وحل الخراب فقدت بيتي وزوجي والأطفال الجميلين كلهم كانوا تحت الإنقاض . هذه أنا الآن كما تراني جالسة على الرصيف مثل دمعة ترفرف بين العينين ..
#علوان_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟