أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جدو جبريل - كتاب -أصول القرآن- 2















المزيد.....


كتاب -أصول القرآن- 2


جدو جبريل
كاتب مهتم بالتاريخ المبكر الإسلامي والمنظومة الفكرية والمعرفية الإسلامية

(Jadou Jibril)


الحوار المتمدن-العدد: 7272 - 2022 / 6 / 7 - 07:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محور : كتب غير المسلمين

وقفنا في الورقة السابقة عند أطروحة "باتريسيا كرون"

في كتابها " عبيد على الخيول: تطور النظام الإسلامي" - Slaves on Horses: The Evolution of the Islamic Polity- 2003 - ترى "كرون " أن "الجنود العبيد" ظاهرة إسلامية مميزة. على الرغم من أنها غير معروفة فعليًا في العالم غير الإسلامي ، إلا أنها كانت سمة ثابتة وواسعة الانتشار في الشرق الأوسط المسلم من القرن التاسع الميلادي إلى العصر الحديث. لماذا اختار الحكام المسلمون وضع السلطة العسكرية والسياسية في أيدي "العبيد المستوردين"؟ هذا هو السؤال الذي سعى الكتاب للإجابة عليه. بالتركيز على الفترة الممتدة من صعود الأمويين إلى تفكك الإمبراطورية العباسية (حوالي 650 م - 850 م) ، وثقت عواقب الانصهار الكلي بين الدين والسياسة في الإسلام - والتي تعتبرها "كرون" سمة تزوير أساسية للحكم العباسي - البنية الاجتماعية والدولة الإسلامية.
إن كتاب "عبيد على الخيول": تطور النظام الإسلامي" يخلص إلى أن "التقاليد والموروث حول الخلافة وهمية". وقبل هذا، كان كتابها السابق "التجارة المكية وظهور الإسلام" - Mecca Trade And The Rise Of Islam is a 1987- قد خلص إلى أن وجود القرآن تطلب اختراع قصص لتفسيره. وأصبحت هذه القصص أكثر تفصيلاً وتدقيقا ودقة بمرور الوقت وكلما تم جمعها بعيدا عن الجزيرة العربية.

القرآن
"ثيودور نولديكه" - Theodor Nöldeke

"تيودور نولديكه" - Theodor Nöldeke- (1836 - 1930) مستشرق وباحث ألماني. تراوحت اهتماماته البحثية بين دراسات العهد القديم واللغات السامية والأدب العربي والفارسي والسرياني. ترجم العديد من الأعمال الأدبية الشرقية المهمة و كتب العديد من الدراسات، (بما في ذلك عن القرآن وعن النبي محمد.

يرى "نولديكه" أن القرآن الذي بين أيدينا اليوم مطابق للقرآن الأصلي. ربما كان محمد يستطيع القراءة والكتابة ، لكنه كان يميل إلى الاستعانة بناسخ. ويقترح "نولديكه" أن جزءًا من القرآن قد دُوِّن خلال حياة محمد ، حيث تم إدخاله وحذفه في سور طويلة ربما لم يكن ليتذكرها إلا إذا تم تدوينها. ويقر القرآن نفسه أن المسلمين اتهموا محمدًا بتغيير الآيات (سورة 16: 103) (1) . يتم تفسير الاختلافات بنسخ الآيات والشرائع.
____________________
(1) ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وهذا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ﴾
[ سورة النحل: 103] __________________________________________

فضلت قريش قصص "النضر بن الحارث" الذي روى الأساطير الفارسية - فأمر محمد بإعدامه.

يحتوي القرآن على العديد من الشخصيات التوراتية ، لكن القصص مختلطة. جاءت الاختلافات إما من "الهجادا" اليهودية - the Jewish Haggada - أو "أبوكريفا" العهد الجديد - New Testament apocrypha - أو أنها مجرد أخطاء ارتكبها المستمع الناسخ (على سبيل المثال ، يُعتقد أن "هامان" هو خادم فرعون ، ويُعتقد أن "مريم" هي أخت "هارون").

إن أسلوب القرآن أسلوب شبه شعري. يتم الحفاظ على القافية طوال الوقت، ولكن نادرًا ما يتم استخدام الإيقاع. هناك العديد من الأسباب لانتقاد الأسلوب - القفزات العشوائية بين الموضوعات، وتكرار الكلمات المزعج ، والقواعد النحوية السيئة أحيانا. إن التحدي المتمثل في "إنتاج سورة من هذا القبيل" شخصي تمامًا. كما أكد محمد مرارًا أن القرآن مكتوب باللغة العربية ، لكنه استعار العديد من المصطلحات الأجنبية عنها للتعبير عن أفكار ليس لها تعبير عربي. وفي بعض الأحيان أساء استخدام هذه المصطلحات (على سبيل المثال ، يتم استخدام كلمة "فرقان" الآرامية والتي تعني "الفداء" وذلك للإشارة إلى "الكتاب" أو "الوحي").

تعود الاختلافات بين السور المكية والمدنية إلى تغير في الظروف، حيث انتقل محمد من كونه واعظًا لطائفة صغيرة محتقرة إلى حاكم استبدادي. ومع ذلك ، فإن تحديد التسلسل الزمني للوحي يكاد يكون مستحيلاً. إن المجهودات التقاليد التي حاولت القيام بذلك تختلف فيما بينها وليست موثوقة قطعا. في الواقع ، هناك القليل جدًا من المعلومات الموثوقة على الإطلاق عن محمد قبل الهجرة. لسنا متأكدين حتى من تاريخ بداية نبوته (ربما حوالي 610 م). وتميل السور المكية إلى القصر أن تكون قصيرة وتذكرنا بأقوال العرافين والكهان الوثنيين ، حتى أنها تبدأ بنفس القسم الذي يتضمن أشياء سماوية مثل النجوم. وتوشي سورة الفاتحة بتأثير اليهود ، لا سيما في الإشارة إلى الله "بالرحمن".

إن السور المدنية أطول وتحتوي على مختصرات وصور موجزة لتاريخ الأنبياء والقوانين والشرائع والخطب اللاذعة ضد اليهود والمسيحيين. وتبتدئ بعض هذه السور بسلسلة غامضة من الحروف - لا يعرف لها معنى واضح يمكن الاطمئنان له.
وبعد وفاة محمد بدا أن حد القرآن كاملاً لم يكن محفوظا عن ظهر قلب. وثار العديد من العرب على أبو بكر وكان لا بد من قمعهم بالقوة والسلاح. وجاءت أكبر وأخطر معارضة من مسلمة (الملقب بمسيلمة من طرف المسلمين تحقيرا له) الذي ادعى أنه نبي ولكن أعدمه أبو بكر بعد هزيمته. وطلب عمر بن الخطاب – بعد موافقة أبي بكر - من زيد بن ثابت أن يجمع القرآن. واختير عبطا ترتيب السور من الأطول إلى الأقصر ، وحتى ذلك الحين لم يكن الترتيب الزمني معروفًا بشكل كامل. وقد أعطيت تلك المخطوطة لحفصة بعد وفاة أبي بكر. وقام "صحابة" آخرون أيضًا بتجميع القرآن في مخطوطات خاصة بهم . وبعد حين أصبحت هذه المخطوطات مصدر خلاف لأنها تختلف عن بعضها البعض. لذلك، طلب عثمان من زيد أن يشرف على تجميع القرآن وتدوينه في مخطوطة أخرى، وبعد ذلك أمر بإتلاف المخطوطات الأخرى على الرغم من تذمر أصحابها، وهناك منهم من لم يمتثل للأمر وظل يحتفظ بنسخته.

لا يمكن أن تكون الاختلافات بين المخطوطات اختلافات في اللهجة ، حيث لم يستطع النص العربي في هذه المرحلة التعبير عن مثل هذه الاختلافات ، لكونه غير مشهود وغير محدد. لقد نجت سمات المخطوطات التي تم تدميرها إلى حد ما أن تظل شاخصة وحاضرة في السردية الشفوية. هكذا احتوت مخطوطة (مصحف) ابن كعب على سورتين إضافيتين (شبيهة بالفاتحة) ولابن مسعود ترتيب مختلف ويتجاهل السور 1 و 113 و 114. علما أنه [ابن مسعود] كان من "تلاميذ" و"مرافقي" النبي محمد لفترة طويلة وكان على دراية بالقرآن أفضل من زيد بن ثابت. حتى بعد إنتاج "مخطوطة" زيد ، كانت هناك مجموعة كبيرة ومتنوعة من القراءات المختلفة (تمتد إلى المعنى ولا تقتصر فقط على النطق) من خلال وسائل مختلفة من التأشير والحروف المتحركة. في النهاية ، تم اعتبار سبعة قراءات صالحة ومعترف بها، ثم تمططت لعشرة وأكثر.

جمع القرآن ومتغيراته
عثمان ومراجعة القرآن وتنقيحه

"ليون كايتاني" - Leone Caetani

"القرآن الذي في حوزتنا اليوم ليس هو نفسه الذي تلاه محمد على أصحابه".

يرى "كايتاني"، خلال حياة النبي وبعد وفاته مباشرة ، تم تداول آيات "ملفقة" أو منسوبة خطأ إليه. لذا كان التنقيح العثماني ضروريًا خوفا من تفشي النيل من اليقين فيما يتعلق بالنص القانوني أو التشكيك فيه. "من الواضح أنه في عام 30 هـ ، لم يكن هناك "تدوين" رسمي للقرآن ، والسردية الإسلامية نفسها يعترف بوجود عدة " مدارس "، واحدة في العراق ، وواحدة في سوريا ، وواحدة في البصرة ، وأخرى في أماكن أصغر وأقل أهمية ، ولتفادي هذا الإشكال، حاولت السردية الإسلامية - بشكل مبالغ فيه بالمعنى الأرثوذكسي - فرض تفسير واحد لا ثاني له مفاده أن تلك الاختلافات لم تكان جوهرية تمامًا وإنما "شكلية" وبالتالي لا تمثل أي مشكل ؛ لكن مثل هذه التأكيدات لا تتوافق مع معارضة فعل الخليفة عثمان، لا سيما في الكوفة. فهل تعلق الأمر بتعديلات كانت "خطيرة للغاية" في عيون أهل الكوفة ".

التجميع أو التنقيح الأول في عهد أبي بكر وعمر مجرد خرافة
لماذا أخفى أبو بكر مخطوطته عمليا ، خاصة إذا كان موت الكثير من المسلمين في معركة اليمامة قد عرّض وجود القرآن للخطر كما دأبت على قول ذلك وأصرت عليه إلى اليوم؟
لماذا لم يكن هناك إجماع على القرآن في سنة 30 هـ مادامت "المخطوطة الرسمية" (تجميع أبي بكر) موجودا؟
في واقع الأمر، تمت المراجعة العثمانية لدوافع سياسية وليس دينية (2).
________ (2) هناك أحاديث صحيحة توشي بالصراع السياسي، منها هذا الحديث (( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنَّهُ قالَ: يَوْمُ الخَمِيسِ، وَما يَوْمُ الخَمِيسِ ثُمَّ جَعَلَ تَسِيلُ دُمُوعُهُ، حتَّى رَأَيْتُ علَى خَدَّيْهِ كَأنَّهَا نِظَامُ اللُّؤْلُؤِ، قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ائْتُونِي بالكَتِفِ وَالدَّوَاةِ، أَوِ اللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ، أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا، فَقالوا: إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَهْجُرُ.)) الراوي : سعيد بن جبير، المحدث : مسلم ، المصدر : صحيح مسلم. وهناك أحاديث مماثلة في صحيح البخاري. ___________________________________________________

لم يتخذ محمد أي تدابير ملموسة وقابلة للتطبيق فورا لاستمرار القيادة السياسية والدينية بعد وفاته. وفي ظل غياب إرشاده المباشر ، أصبحت معرفة الرجال الذين يتذكرون تعاليمه (الرواة و قراء القرآن) ذات قيمة. وانتشر هؤلاء مع توسع الإمبراطورية من خلال إنشاء المدارس وتعليم السكان العاديين وقراء آخرين. ثم تطورت الجماعات المتنافسة وبدأ العديد من هؤلاء في التعبير عن رفضهم الشديد للخليفة والقادة العسكريين والولاة الذين تجاهلوا القرآن بعمق. كما شجعوا على ثورة عامة ضد عثمان في 25 هـ. لكن رد عثمان كان سريعا، وأمر باعتماد تدوينته للقرآن كنص رسمي دون سواه ، ووصف كل من اعتمد غيره أو بشكل مختلف عنه بالزندقة. وهذا ما كسر- بشكل فعال- "قوة" القرآن لما نزع احتكار القراء "لعلم" القرآن.

يرى "ليون كايتاني" وجوب مراجعة الرأي في شخصية عثمان وذلك اعتبارا للتضليل الناتج عما كرسته السردية الإسلامية بخصوصه في وقت لاحق.
احتفظت تلك السردية بانتقادات كثيرة مسيئة عن عثمان ، لكن منتقدوه لا يجرؤون على انتقاد روايته وتجميعه للقرآن ، لأن المصحف الناتج عنه هو الذي ظل أساس الإسلام. إن العديد من المؤاخذات على عثمان هي – في واقع الأمر- مجادلات معادية للأمويين. وفي هذا السياق، أن اختراع قصة "مصحف أبو بكر الصديق" يقلل بشكل فعال من دور عثمان واعتباره مجرد ناسخ لنص تم تجميعه مسبقًا قبله. وقد حقق هذا الهدف المزدوج المتمثل في الحفاظ على سلطة النص الحالي للقرآن ، مع طمس فضل عثمان في حفظ القرآن.
يجب أن نراجع رأينا في شخصية عثمان ولا تنخدع الصحافة الإسلامية السيئة اللاحقة.
يجد التقليد صعوبة في الحديث عن عثمان ، لكنهم لا يجرؤون على انتقاد روايته ، لأن القرآن الناتج هو أساس الإسلام. العديد من الشكاوى ضد عثمان هي مجادلات معادية للأميين وتلقي باللوم عليه ظلماً على الأخطاء المالية لسلفه عمر. إن اختراع تصحيح أبي بكر يقلل بشكل فعال من دور عثمان إلى مجرد آلة نسخ لنص تم تجميعه مسبقًا. حقق هذا الغرض المزدوج المتمثل في الحفاظ على سلطة النص الموجود ، مع عدم إعطاء عثمان أي الفضل في حفظ القرآن.

ثلاثة مصاحف قديمة
ألفونس مينجانا (3) - Alphonse Mingana
________ (3) " ألفونس مينجانا" (1878- 1937) ، وهو مسيحي كاهن ولاهوتي ومستشرق. مكث في "مركز وودبروك" لمدة عامين ودرّس العربية والعبرية هناك. أصبح صديقًا لـ "ديفيد صموئيل مارغوليوث" - David Samuel Margoliouth- ، أستاذ اللغة العربية بجامعة أكسفورد ، وبدأ عمله حول أصول الإسلام. ركز عمله كعالم لغوي - من بين أمور أخرى - على نشأة القرآن ، حيث سعى خصوصا إلى إبراز التأثير السرياني. كانت في حوزته – ملكيته – مجموعة من نفائس المخطوطات، من ضمنها، 2000 مخطوطة عربية إسلامية عن مواضيع مختلفة للإسلام، بالإضافة إلى نسخ عديدة من القرآن ومجموعتين من أجزاء من القرآن بالخط الكوفي يعود تاريخهما إلى القرنين السابع والتاسع. وتحتوي المخطوطات الأخرى على شروح القرآن والأحاديث وقواعد الشريعة والأدب ورسائل في العلوم
والتصوف._____________________________________

مصادر القرآن - كان محمد أميًا، وكان يعتمد على المعلومات الشفوية من المسيحيين وخاصة من اليهود. ويفسر فساد النقل الشفهي عدم دقة جملة من القصص في القرآن. وتشمل بعض الأخطاء التاريخية:
- كون مريم أخت هارون (سورة آل عمران) (5)،
___________ (5) (( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ . ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. َلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ. فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ.))_______________________________

- وهامان خادم فرعون (سورة القصص 38) (6)
_____________ (6) ((وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ )) _________________________________________________________________

- ودمج جدعون وشاوول (سورة البقرة: 249) (7). هناك مواقف متناقضة تجاه غير المسلمين. سورة البقرة: 190 – (8) تقول أن نقاتل الكفار وتقول سورة التوبة شن حرب على من يختلفون ، لكن سورة البقرة: 256 (9) تقول أنه لا إكراه في الدين وأن سورة العنكبوت: 46 (10) تقول أن تجادل فقط بلطف مع اليهود والمسيحيين.
__________(7) (( لَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصابرين وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ))
(8) (( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ))
(9) ((لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ))
_________(10) ((وَلَا تجادلوا أَهْلَ الكتاب إِلَّا بِٱلَّتِى هي أَحْسَنُ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱلَّذِىٓ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ واحد وَنَحْنُ لَهُۥ مُسْلِمُونَ)) __________________________________________________________________________

إذا استغنينا عن التعليق والتفسير والتأويل ، فإن القرآن يظل غامضا ويستعصى فهمه. ويشرح علماء الدين المسلمون التناقضات بمحاولة وضع الآيات في سياقها التاريخي ومن خلال مناشدة آداه الناسخ والمنسوخ.

النقل من 612 إلى 632؟

ليس هناك ما يدل بالقطع أن محمد أمر بتدوين القرآن كاملا ، وعندما طلب أبو بكر ذلك لأول مرة ، لزيد بن ثابت رفض، بحجة أنه لا يحق له القيام بذلك إذ لم يعتبره النبي ضروريًا. ولقد تمت المبالغة – المبالغ فيها- في تقدير الذاكرة الرائعة والفريدة للعرب. يبدو أن بعض الآيات دونت، لكن لم يتم تحديد وتعيين هذه الآيات بالضبط وكيفية الحفاض عليها وهل كانت تلك المخطوطات تستعمل أن دونت وتركت جانبا وما مآلها الأخير، هل فقدت أو أتلفت ؟!

من هو الذي جمع و دَوّن النص القرآني الذي بين أيدينا اليوم؟ وهل هو أصلي؟

إن السردية الإسلامية تُقِرّ بأن زيد بن ثابت جمع ونسخ نص القرآن بالكامل مرتين على الأقل (تحت حكم أبو بكر ثم تحت حكم عثمان) . أعطيت التدوينة الأولى لحفصة. لكن بعد 15 سنة كان المؤمنون لا يزالون يتجادلون حول القرآن، لذلك طلب عثمان من زيد تجميع القرآن وتدوينه مرة أخرى وإتلاف كل التدوينات غيرها. ربما حاول زيد إعادة إنتاج كلمات محمد بأمانة، في الواقع، القرآن الذي بين أيدينا اليوم قد يكون مطابقا إلى حد كبير لهذا التجميع والتنقيح الثاني ، ولكن ليس بالضرورة لكلمات محمد الأصلية. فالادعاء بأن القرآن هو "عربي قح" هو هراء - فهناك العديد من الأمثلة على التكرار والركاكة، والقوافي الضعيفة ، وتغيير الحروف لإجبار القافية ، والكلمات الأجنبية ، والاستخدامات الفريدة ، أو تغيير أسماء لشخصيات تاريخية (على سبيل المثال ، تحويل اسم أب إبراهيم من "تارح" إلى "آزر" (11)، و "شاوول" إلى "طالوت"، و"أخنوخ" إلى "إدريس").
________(11) تارح والد النبي إبراهيم، جاء ذكره صريحاً في التوراة. اختلف الفقهاء المسلمون حوله ، ومرد الاختلاف يعود حول العلاقة التي تربط آزر - شخصية مذكورة في القرآن - بإبراهيم، وقد ورد ذكر آزر صريحًا في الآية ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )) ، وفسّر بعض الفقهاء أن المقصود بهذا الاسم هو تارح أبو إبراهيم، بينما جملة من الفقهاء الآخرين ردّوا على ذلك بقولهم أن آزر ما هو إلا جد إبراهيم لأمه أو عمّه. فهناك آراء متضاربة بهذا الخصوص. _________________________________________________________

اعتمد المسلمون في دراسة نص القرآن بشكل تقليدي من خلال:
(1) التعليقات،
(2) النحاة الذين يدرسون حروف العلة العربية ونقاط التشكيل ( النحو، الصرف، الإعراب، البلاغة)،
(3) أنواع الحروف المستخدمة ( الخط، الرسم) .

المعلق الأول هو ابن عباس. إنه المصدر الرئيسي للتفسير التقليدي ، على الرغم من أن جملة من آرائه تعتبر هرطقة. ومن المعلقين المهمين الآخرين الطبري (839-923) ، الزمخشري (1075-1144) ، والبيضاوي (المتوفى في 1286)
لم تكن علامات التشكيل موجودة قبل الخلافة الأموية. تم استعارتها من العبرية والآرامية. ومن النحويين المهمين خليل بن أحمد (718-791) الذي اخترع "الهمزة" ، وسيبويه (خليل). ولم يتم اكتشاف أحرف العلة إلا في نهاية القرن الثامن في بغداد تحت تأثير الآرامية.
تم استخدام ثلة من الخطوط، من أهمها النسخ والكوفي. يعطي نوع الكتابة أول تقسيم تقريبي جدا لعمر المخطوطات. ويتم التوصل إلى تحديد عمر أكثر دقة نسبيا من خلال النظر في ميزات أخرى ، مثل استخدام نقاط التشكيل.
________________ يتبع ______________________________



#جدو_جبريل (هاشتاغ)       Jadou_Jibril#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب -أصول القرآن- 1
- الدعوة إلى إحياء -الخلافة الإسلامية- بعيون غربية 3
- الدعوة إلى إحياء -الخلافة الإسلامية- بعيون غربية 2
- الدعوة إلى إحياء -الخلافة الإسلامية- بعيون غربية 1
- كتاب -الإسلام الفاتح-
- -بدايات الإسلام، معالم لقصة جديدة-
- -القرآن الأصلي:التاريخ الحقيقي للنص المنزل- -أطروحة منذر سفا ...
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط2
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط1
- إعادة قراءة النص القرآني وتأويله وفق ما يتماشى مع تطورات الع ...
- عوائق السياسة الخارجية الأوروبية في الركح الجيوسياسي
- التاريخ المبكر للإسلام : ما المانع من تنقية الموروث والسردية ...
- التراويح بين البدء واليوم
- تاريخ الإسلام المبكر: على سبيل التوطئة
- اطروحة فرونسواز ميشو
- أيام النسيء
- الموروث والسردية الإسلاميان : ملاحظات حول إشكالية المصداقية ...
- الاستنتاجات والتساؤلات 1
- الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس، لمعروف الرصافي
- الموروث و السردية الإسلاميان


المزيد.....




- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جدو جبريل - كتاب -أصول القرآن- 2