أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - السبهلله (11)














المزيد.....

السبهلله (11)


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 7272 - 2022 / 6 / 7 - 07:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أعقاب ثورة يناير 2011 كان الاتفاق الذي تم بين السادات والاسلام السياسي حاضرا بقوة ، كان الاخوان علي مدار أربعين عاما يعملون من أجل تحقيق ما خبأوه عن السادات وهم يتفقون معه علي ضرب مناوئيه وهو الوصول إلي السلطة ، ضربوا كل شيء ، واخترقوا كل شيء ، وأفسدوا كل شيء ، وكانت يناير هي الفرصة التي أتاحت لهم جني ثمار مجهود هذه السنوات الأربعين .
أما مؤامرة المخابرات المركزية مع النظام السعودي والتي سمح السادات بتمريرها فكانت قد نجحت في :
1- القضاء علي كل أثر لنصر أكتوبر في الحياة المصرية وتحويل هذا النصر إلي مجرد أغنية موسمية تمجد مرة في صاحب قرار الحرب ، أو تمجد مرة أخري في صاحب الضربة الجوية.
2- إخراج مصر من معادلة المنطقة وتحويلها إلي مجرد بلد مزدحمة بالناس الشغوفين بالانصات إلي خرافات المشايخ .
3- إفساد الحياة العقلية للمصريين ومطاردة المفكرين وتسفيه العلم وشيطنة المرأة وإشاعة الكراهية للأغيار ، وتأكيد روح العنصرية والتميز الموهوم ، وابتداع نسق أخلاقي شديد الانحطاط والتردي .
وكان السادات بتغيير الدستور قد جعل من رجال الدين سلطة ومن الفتوي بديلا عن القانون وبعد أن كان الدين في خدمة الحياة صارت حياة المصريين في خدمة ما يفرضه رجال الدين كدين.
كل ما سبق جعل الحياة العلمية والفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية أشبه بخرابة كل شيء فيها مخترق ، كل شيء فيها ضعيف ، كل شيء فيها احتيالي ، كل شيء فيها مجرد شكل لا جوهر له بما في ذلك الشعائر الدينية ذاتها ، فقد أصبح الناس يصلون لبعضهم لا لله ، وصارت النساء ترتدين الحجاب لا للإيمان والتقوي لكن خوفا من بعضهم البعض ، وتغيرت حتي الأسماء ، وأصبح وصف الشخص بأنه بتاع ربنا بديلا عن كونه مهندس شاطر ، أو طبيب فالح ، أو موظف مثالي ، أو سياسي محنك ، وصارت الأطعمة تباع لا لكونها صالحة للاستخدام الآدمي وإنما لأنها معدة حسب الشريعة ، وصارت معظم المعلبات الفاسدة معنونة بكلمة ( حلال ) ، وأخذت الدكاكين والشركات والمستشفيات أسماء إسلامية لا صلة لها بمدي مشروعية ما تقدمه أو تمارسه ، جزارة مكة المكرمة ، حذاء المدينة المنورة ، ملابس الصفا والمروة ، مستشفي رب الحرمين يعني مستشفي ربنا ، شركة الأنوار المحمدية ، بقالة التوحيد ، محلات الصلا ع النبي للبسبوسه.
في هذه الأجواء المزيفه بفعل الهزيمة الحضارية التي بدأت فصولها في السبعينات كان من الطبيعي أن يقول لك أحد أعضاء حزب ليبرالي : لن ينصلح حال هذا البلد إلا بتطبيق شرع الله ، أو أن تري في أعقاب ثورة يناير زعيم ناصري صاحب أقوي حنجرة ناصرية يجلس كتلميذ أمام المرشد في مكتب الإرشاد عارضا تعاونه مع الاخوان لخدمة البلاد ، أو أن تشاهد روائيا تعدت شهرته الأدبية والثورية حدود البلاد وهو ممتليء بالفخر والسعادة في طريقه إلي قصر الاتحادية لمقابلة الرئيس الاخواني الذي ساهم وشجع علي اختياره رئيسا للبلاد لكونه - كما ضحك هو وخدع أتباعه من الثوار - أول رئيس مدني للبلاد .
بعد إزاحة الاخوان عن السلطة ، وبعد ضرب الارهابيين ضربة موجعة ، قد يخيل إليك أن الأمر قد انتهي ، أو أننا بدأنا حياة أخري تتميز بالعقل والحكمة والاتزان ، أو أن شارعنا السياسي صارت تسكنه قوي تدرك مشاكلنا الحقيقية ، أو أن لديها أطروحات من شأنها تعديل المسارات كافة بما فيها السلم الاجتماعي وحرية الفكر لا حرية الثرثرة والعدالة الاجتماعية لا السفالة الاجتماعية ، أو أن عيونها مركزة علي الوطن لا علي السلطة ، أو أن لديها موقف من خطيئة السبعينات لا ساقطة في وحلها ومخترقة حتي النخاع منها.
كل ذلك محض تهيؤات ، كل شيء في مكانه كما أراد الإخوان يوم اتفاقهم مع السادات علي ضرب مناوئيه ، وكل شيء قد تم تخريبه كما خططت المخابرات السعودية مع النظام السعودي لتخريب الحياة المصرية ، كل شيء في مكانه كما أراد السادات يوم إعلانه أنه رئيس مسلم لدولة مسلمه ، ثم قيامه بتغيير الدستور بحيث صار كل قانون يمس حياة المصريين يحال إلي لجنة الشئون الدينية في البرلمان ليتم النظر فيما إذا كان يتآلف مع الحياة العربية منذ أكثر من ألف عام أم لا.
يتبع



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السبهلله (10)
- السبهلله (9)
- السبهلله (8)
- السبهلله (7)
- السبهلله (6)
- السبهلله (5)
- السبهلله (4)
- السبهلله (3)
- السبهلله (2)
- السبهلله ( 1 )
- عمي جورج
- كورونا
- هكذا يُولد الحُب
- قميصي الأزرق
- البهجة
- لكمة واحدة نكفي
- الدوران حول السلطة
- في التنوير
- الامتحان الصعب
- أكذوبة التخصص


المزيد.....




- جين من فرقة -BTS- شارك في حمل شعلة أولمبياد باريس 2024
- العثور على أندر سلالات الحيتان في العالم
- الجمهوريون يرشحون ترامب رسميا لخوض الانتخابات والأخير يختار ...
- ليبرمان: نتنياهو يعتزم حل الكنيست في وقت مبكر من نوفمبر
- هل تنهي أوروبا أزمة أوكرانيا دون واشنطن؟
- موسكو: لا يوجد أي تهديد كيميائي لأوكرانيا من قبل روسيا
- الولايات المتحدة تؤيد دعوة روسيا لحضور -قمة السلام المقبلة- ...
- غروزني.. منتدى القوقاز الاستثماري
- شاهد.. احتفالات زفاف العام الفاخرة لابن أغنى رجل في آسيا تتو ...
- انتعاش الموسم السياحي في تونس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - السبهلله (11)