|
كيف نعبر إلى الضفة الأخرى في أمواج عاتية وسفينة يقودها الكتبة .,,
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 7272 - 2022 / 6 / 7 - 04:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كيف نعبر إلى الضفة الأخرى في أموج عاتية وسفينة يقودها الكَتَبة؟ تسوق هذه الأيام موضة جديدة، من خطابات وتصريحات نارية وغير مسؤولة ... تنطلق من هنا وهناك؟... قديمة جديدة متجددة في جوهرها وفحواها !!!... أصبحت هذه القوى ترمي بحجارتهم على الأخرين!... ليس في عتمة الليل ووحشته كما عودونا؟ ... بل يتقاذفونها في وضح النهار، وعلى مرأى ومسمع الأشهاد. في لقاءاتهم الصحفية وخطبهم الدينية، وعبر شاشات التلفاز التي يمتلكونها من فضائيات، وهي بالعشرات، ولا نعلم مصادر تمويلها؟... هنا لابد لنا أن نسأل الدولة ومجلس النواب والقضاء الأعلى والنزاهة عن أمر غاية الأهمية؟ لماذا لا يتم تفعيل قانون (من أين لك هذا) ؟... والذي سيكشف لنا المخفي والمستور!!... التي ستكشف للجميع كل الفضائح والسرقات للمال العام. الأبواق النشاز التي نراها ونسمعها بين الحين والأخر ومن جهات عديدة، لكنها ذات توجه واحد وإن اختلفت التسميات والألقاب والرتب!... فحوى هذه الحملة الشعواء على (الليبرالية ... والعلمانية ... والمدنية !!! ) مفادها، بأن الفساد.. والطائفية والمحاصصة، ودخول داعش واحتلاله لنصف مساحة العراق!!.. والملايين التي هجرت من مدنها وبيوتها، بعد 14/6/2014 م ، الذين الكثير منهم مازالوا لا يسمع صراخهم من قبل هؤلاء الحاكمين المتسلطين على رقاب الناس ؟ ... ناهيك عن الفشل تلو الفشل في إدارة (الدولة! )، وعدم الوفاء بأي التزام قطعه الحكام على أنفسهم أمام الشعب ، والمطالب الملحة لهذه للملايين الجائعة والعاطلة عن العمل ، وغياب الخدمات والأمن !.. هذا كله وغيره سببه كما يحلو للممسكين بالسلطة من الإسلام السياسي الحاكم اليوم ! ... ( الليبراليين .. والعلمانيين ؟؟!! ) . حقا إنه شيء مضحك ومبك في الوقت نفسه !!.. بل يدعوا للسخرية والاستهجان ، بل وإلى الشفقة على هؤلاء الذين يمسكون بكل شيء ، من مال وسلطة وسلاح ونفوذ ، والتربع على كل شيء ، ثم يزعقون بوجه من يذكرهم بما حل بالعراق جراء سلوكهم وحماقاتهم وفسادهم ونهج المحاصصة وتقاسم الكعكة العراقية بينهم !... رغم كل ذلك الخراب والدمار على أيديهم، يحملون المدنيين والليبراليين والعلمانيين مسؤولية فشلهم الفاضح !؟.. ويستدلون على ذلك هؤلاء السادة الفاسدون !.. بأن وزير الدفاع كان ليبراليا! ... ووزير النفط كان ليبرالي ووزير التجارة كان ليبرالي.. وغيرهم؟ ولم يبينوا للشعب بأنهم يهيمنون على كل المؤسسات الحيوية (الأمنية والسياسية والاقتصادية والإعلامية وبيدهم ناصية القرار دون سواهم، وأن كل ما يقولونه كذب ودجل ورياء وتضليل) . بالله عليكم إذا كان هؤلاء ليبراليون؟ ... فأين يذهب الأخرون؟ ... من المدنيين والليبراليين والعلمانيين؟ .. وتحت أي مسمى يصنفون !؟... وبأن (الدولة العراقية) منذ تأسيسها كانت علمانية وليست إسلامية ؟؟.. وإن العائلة المالكة والإقطاع وعملاء الإنكليز كانوا ليبراليين ومدنيين، حسب تصنيف السادة الأفاضل !!... رغم كل هذا يتساءلون؟ ... لماذا تحملون أحزاب الإسلام السياسي كل هذا الفشل الذريع والخراب والدمار والموت المجاني الذي حل في العراق، الذي عاشه العراق وما زال من الاختلال الأمريكي في 2003 م ؟.. قد يكون المتسبب بكل هذا الخراب والدمار والموت ... قدر مقدر ؟؟؟!!... من قوة خارقة جاءتنا من خارج المنظومة الكونية؟ ؟!.. وهم لا حول لهم ولا قوة !! كون من يتحكم بمجريات الأمور قوة خارج إرادتهم !!.. ويتهمونهم ظلما (بالفاسدين.. والطائفيين.. باحتكارهم للسلطة والتفرد في إدارة الدولة... واتهامهم زورا وظلما بأنهم ومنذ عقد ونصف مضى ولليوم يؤسسون لبناء الدولة الدينية ؟؟!!!!!... وقد يحاولون طمس الحقيقة وتعمي أبصارهم، ويدعون كذبا، بأنهم من حول العراق الى واحة للديمقراطية، ويسعون لقيام دولة المواطنة وقبول الأخر؟؟!!!... فهل رأيتم مثل هكذا ظلم تعرضوا إليه هؤلاء الحكام الأتقياء الأنقياء الورعين ؟!!!!... على يد الليبراليين والعلمانيين !!؟؟) ... هؤلاء المؤمنون الذين يخافون من رب العباد والبلاد!... ومن يوم الحساب!... هم المدنيون كما يدعون ؟.. ولكن الشعب لا يفقه مدنيتهم ، ولم يأخذوا الفرصة الكافية ليثبتوا للجميع !!.. بأنهم أنقياء أتقياء ونظيفي اليد والسمعة؟... وهم من حول خزينة البلاد وأودعوها في البنوك الخارجية لحسابهم !!! ،، وأفرغوا الخزينة من أموال الشعب خوفا عليها من أن يسرقها الشعب الجائع !... وكل ما يقال عنهم لا يعدوا كونه رياء ونفاقا!... فهذه لا تعدوا كونها هفوات.. وعثرات.. وزلات.. وهزائم.. وجرائم.. سيسامحهم الشعب عليها، ورب العباد والبلاد !!!!... إلى متى تبقون في غييكم يا سادة يا فاسدون يا خونة الشعب والوطن؟؟؟ ..و تستمرون تدورون في متاهات ليس لها أول وليس لها أخر؟ ... لماذا لا تنزلون عن بغلتكم؟؟ كما يقول المثل الدارج، وهو يضرب عن المتمسك بموقفه ورأيه ؟.. إلى متى تستمرون تغنون بالطاحونة ؟.. تاركين مركبكم تقذفه الرياح والأمواج العاتية؟ وتتركون الشمندفر وتركبون حماركم ؟.. كل يوم يمضي! تسيرون بالعراق وشعبه نحو جهنم ؟.. التي فتحتم أبوابها على هذا الشعب المسحوق والجائع المحروم من كل شيء جميل وحسن ؟.. عودوا الى رشدكم واستشعروا الخطر قبل وقوعه، واعملوا بصدق وبوازع من ضمير إن كان ما يزال عندكم ضمير، بالتعاون مع قوى شعبنا الديمقراطية والوطنية والعلمانية الكافرة كما تدعون فهم كذلك عباد الله إن كنتم تفقهون ؟.. والعمل فورا مع هذه القوى الخيرة والنظيفة، بالبدء فورا بإعادة بناء (الدولة) ، وبشكل عملي ومدروس ، وليس بوعود وأقوال كاذبة ومضللة . إن حبل الكذب قصير، وبيتكم اليوم أوهن من بيت العنكبوت ؟.. يجب البدء فورا بإعادة بناء الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية في العراق الواحد. إن دولتكم الدينية التي تسعون لقيامها منذ سنوات، ليس لها فرص للحياة كونها ولدت ميتة ولا تنسجم مع حركة الحياة والتاريخ. ولكي يكون يسيرا قيام دولة ديمقراطية علمانية، المخلص الوحيد والمنقذ للعراق وشعبه ولا خيار غيره أبدا حتى لو بقيتم لعشرات السنين تدورون في فلك دولتكم الميتة !.. يجب البدء بإعادة بناء مؤسسة أمنية وطنية ومهنية موحدة، وتكون عراقية الهوى وغير تابعة. على النظام السياسي القادم أن يقوم فورا بدمقرطة الدولة، ومؤسساتها ومؤسسات المجتمع والمجتمع. القيام بخطوات أخرى عاجلة، مثل الهيئات المستقلة وتوحيد الأوقاف الدينية وإعادة وزارة الأوقاف. تفعيل مجلس الخدمة وقانون الانتخابات، وقانون أحزاب وجعله حيز التطبيق وليس كمن اسمه بالحصاد ومنجله مكسور. وهناك استحقاقات كبيرة وكثيرة غير قابلة للتأجيل والتسويف والمماطلة، الكشف عن قتلت المتظاهرين وتقديمهم للمحاكم لينالوا جزائهم العادل، وتوفير الخدمات للمواطنين ومعالجة مشكلة البطالة وتحريك عجلة الاقتصاد والخروج من اقتصاد الدولة الريعي. هذا جانب ... والجانب الأخر.. إن ما تذهبون إليه اليوم في عسكرة الدولة والمجتمع، وتحت ذريعة محاربة داعش وما الى ذلك من فبركات! ... فهذا لا ينفعكم في شيء أبدا ؟؟... تدريبكم الأشبال واليافعين، ومحاضراتكم التحريضية ضد من تختلفون معهم، وسياسة أسلمة الدولة والمجتمع، وفرض رؤيتكم على الدولة والمجتمع ؟.. سوف بزيد الاحتقان والتشظي وتهديد حقيقي وخطير للسلم الأهلي، ويلحق الدمار والخراب والتمزق في الدولة والمجتمع، وسيخسر الجميع وأولهم أنتم!... فهذا مشروع الذي جسمتموه في نهجكم وسياستكم خاسر وخطر، وله أبعاد فكرية وسياسية لا تتماشى مع حركة الحياة والحضارة الإنسانيتين، وهو تعميق لنهج الطائفية والعنصرية والمحاصصة، وتشكل سابقة خطيرة قد تؤدي الى نزاعات طائفية ومناطقية وعرقية ـ وقد تشعل الأرض والنسل والحرث ـ ولن يوفر الحماية لكم ولنظامكم ولسلطتكم كما تعتقدون أبدا . ورأيتم بأم أعينكم كيف خرجت الملايين تهتف بنبذكم وسقوطكم، وما أفرزته الانتخابات الأخير لهو دليل فاضح على أفول نجمكم ودليل على هزيمتكم المنكرة، وجربها النظام السابق من قبلكم ، والنتيجة تعرفونها أنتم وغيركم ؟.. كذلك سياسة لي الأذرع وتكميم الأفواه، والتهديد والوعيد واستعراض العضلات والخطف والاعتقال، والتحريض على كل من يختلف معكم ومع نهجكم.. ومعاداتكم السافرة للمرأة وللحريات والحقوق ... جهارا نهارا ومن دون أي وازع قانوني أو أخلاقي!... هذا كله لا يعدوا كونه تصرفات وسلوكيات صبيانية مدانة !!، لا تنم عن حكمة ودراية وتعقل، ولا تنطلق من قوى وأفراد، من المفترض أن يكونوا رجال دولة. أن حصر السلاح والحد من أنتشاره والاستحواذ عليه وتحت أي ذريعة أو مسمى، وخارج المؤسسة الأمنية والعسكرية حتى وإن كان بغطاء الحشد الشعبي والتذرع به ـ؟.. فهي مخالفة دستورية وقانونية لا يحمد عقباها، ولا تؤسس الى دولة المواطنة. على الحكومة القادمة والحالية أذا كانت جادة؟ وتسعى الى استتباب الأمن، وتعمل على بناء دولة ديمقراطية علمانية مدنية غير عنصرية ، وتسعى لبسط الأمن في البلاد ، وتحرص على تماسك ووحدة النسيج المجتمعي ، عليها أن تتصدى للمجاميع المسلحة وللسلاح المنفلت السياسي ، وللمتنفذين في مفاصل الدولة ، الذين هم جزء من المشكلة وليسوا جزء من الحل ؟.. ولن يساهموا في بناء الدولة أبدا. بالرغم من الشك ويقينا بأن القائمين على إدارة الدولة ليس في ذهنهم ولا في برامجهم إعادة بناء دولة ديمقراطية مدنية عادلة، تقوم على المواطنة والدستور والعدل والمساواة، بالرغم من أني أشك في ذلك.. ولكن يحدوني الأمل في أن أرى الضوء في أخر النفق. 6/6،2022 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشهد راقص مهدات لمهرجان بابل !..
-
الذكرى الثانية لثورة تشرين .. رسالة إلى نور ...
-
حين ذهبت لبيتي القديم !..
-
الشيوعيون مشاعل تنير الدرب للمناضلين والمتنورين .
-
تغردنا اليوم حول الانتخابات العراقية ..
-
الأول من تشرين علامة مضيئة من تأريخ شعبنا .
-
تسبيح وتهجد وتعبد في أخر الليل !..
-
هبوا ضحايا الغدر والخيانة إلى ساحات التظاهر في الأول من تشري
...
-
رحيل المناضل خضير مسعود عباس البهرزي .
-
ندعوا إلى مقاطعة الانتخابات القادمة في 10/10/2021 م .
-
عشاق الحياة وبُنات الغد السعيد .
-
متى يتوقف الموت المجاني في عراق الحضارة ؟..
-
عاش اليوم الأممي للسلام .
-
يا واصل الأهل ...
-
تأملات مغرم مجنون بغانية فاتنة !...
-
مواجع في أخر الليل !..
-
الكاظمي نقض العهد والوعد !...
-
مشاهد غريبة يشهدها عراق الإسلام السياسي ؟..
-
لا ديمقراطية برؤيا الدولة الدينية .
-
نحو المزيد من التضامن لدحر الإرهاب .
المزيد.....
-
العثور على جثث 4 أطفال في الجزائر عليها آثار حروق
-
-إعصار القنبلة- يعصف بالساحل الشرقي لأمريكا مع فيضانات ورياح
...
-
في خطوة رائدة.. المغرب ينتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في
...
-
أذربيجان تتهم الخارجية الأمريكية بالتدخل في شؤونها
-
ماكرون يسابق الزمن لتعيين رئيس للوزراء
-
نائب روسي ينتقد رفض زيلينسكي وقف إطلاق النار خلال أعياد المي
...
-
ماكرون يزور بولندا لبحث الأزمة الأوكرانية مع توسك
-
الحكومة الانتقالية في سوريا تعلن استئناف عمل المدارس والجامع
...
-
رئيس القيادة المركزية الأمريكية يزور لبنان للتفاوض على تنفيذ
...
-
جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال
...
المزيد.....
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
المزيد.....
|