الصراع والتناقض بين الجديد والقديم

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7271 - 2022 / 6 / 6 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حاول مفكري التجديد توليد صيغ جديدة ومعاني حديثة في محاولتهم للاحتفاظ بمولدات الفكر الجديد واستمراريته في الأداء وإدخال مفاهيم رؤيا واجتهادات تندرج في عملية استبدال تدريجي يؤدي إلى استنساخ المعنى الأول وجعل الفكر الجديد يتجدد ويتطور في الحياة ولكن هذا لم يحدث لأن محاولتهم استبدال المعاني تستوجب أن تسلك طريق التثقيف لمدة طويلة لكي يستطيع المجتمع أن يستوعب الأفكار الجديدة مما أدى إلى خلق اضطرابات بالفكر الذي دفع المجتمع إلى رفض الفكر الجديد لأنه لم يكن مؤهلاً بسبب تراكم القديم وتأثر المجتمع به وكان المفروض إصلاح القديم ومن ثم إدخال الفكر الجديد والتعامل به إلا أن المفكرين الذين دخلوا المجتمع بأفكار جديدة كانوا يريدون أن يحققوا ذهنية وأفكار متغيرة واستبدال القديم بثقافة جديدة إلا أن ذلك يجب أن يحدث من خلال وعي فكري في المجتمع يتجانس ويتفاعل مع الأفكار الجديدة لأن المفكرون الجدد أمام ثقافة فكرية غير قابلة للتغيير والاستبدال إلا من خلال إصلاح وتغيير جذري وفعلي وحقيقي للفكر القديم لأن الإنسان عندما يعتنق الجديد ويؤمن به ويصبح غاية وفعل من أجله يجب عليه أن يذلل التناقض بين المتراكمات من مخلفات واقعه القديم تذليلاً تاماً وخالصاً لأن أحد صور هذا التناقض يتجلى في حيوية مخلفات الماضي ويظهر ذلك من خلال الصراع بين العلاقات الاجتماعية القديمة ومصالحها ومكاسبها التي تمثل الرواسب الأنانية الفردية في وعي الناس ونمط حياتهم وهذا التناقض يذلل في المراحل اللاحقة من خلال التقدم والتطور في المجتمع حيث يكون التطور الجديد لكل فرد في المجتمع شرط لدخول التطور للجميع عن طريق الوعي الفكري بما ينسجم مع المجتمع الجديد لأن نتاج الأفكار والوعي والتصورات المرتبطة بالنشاط المادي والتعامل الذهني للإنسان لأنه يعتبر للواقع الموضوعي الذي يعيشه ويتفاعل معه المجتمع وهذا لا يكون سوى الوعي الموجود الإنساني الذي يجري بحياتهم الواقعية للحياة الجديدة أيضاً لأن وجود الوعي للإنسان ينشأ من خلال نشاط في الحياة التي تتركز وتحددها بصورة مباشرة في بحثه من أجل الأمن والاستقرار والاطمئنان والحياة المرفهة والمستقبل السعيد الأفضل.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات