أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر رزوقي - جنون العقلاء














المزيد.....

جنون العقلاء


ناصر رزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 1676 - 2006 / 9 / 17 - 07:45
المحور: الادب والفن
    


أعتلى الحافلة التي تقلة الى دارة المبني من فضلات الحروب التي توالت على بلدة ، فقد كان مجرد جدران متعبة بان عليها شيب السنين وضغوط الأنفجارات حتى راحت تتكأ بعضها على بعض تتوجس خوف السقوط على سكناها ، وكان هناك بعض أثاث القديم تتوسطها صحيفة ممتلئة بعقاب السجائر ، وجرائد قديمة متناثرة بفنتازيا تعلوها صور لفنانات وعارضات أزياء لم يعلمن في يومٍ ما سوف تكون صورهن في مثل هذا المنزل الغريب .
جلس على مقعد كان قريب منه، ومضت الحافلة مابين شوارع المدينة المرعوبة من أهلها عابرة بأطارتها أشباح الموت المتخطفة على أبناء هذه المدينة ، ودوي الأسعافات وسيارات الشرطة المسرعة وصوت أطلاقات النارالتي راحت تدوي في كل أذن موجودة في هذه البقعة من الأرض زارعة الخوف ، حتى أشارات المرور المعطلة .
وهو ينظر من خلف الزجاج باحثاً عن السعادة في أرضً أكلتها أرضة الحروب وراح الشيب يداعب السنين سارقاً منها العمر بلا شعور تاركاً خلفة رجلً بسيط يركض خلف لقمة العيش الملطخة بالدم متناسياً طموحاته الى أن وصل به الحال الى هذه الغرفة وهذا الأثاث بلا زوجة وبلا أطفال وبلا عمل يضمن له حياته وما زالت الحافلة تمضي في نفس الشارع ونفس الملابس ونفس الخطوات .
مد يده في جيبة يخرج سجارة من بين الأف المتطلبات ومن بين كتل الهموم المتجمدة بدون الوصول الى حلولً لها ، يولعها من جديد عسى أن تفعل له شيأًيفتح حقيبة تأملاته يخرج الصور تلوا الصور يستذكر المرأة التي أحبها في تأملاته يزيح التراب من قلبة المتعطش الى رؤيتها يسترخي في مكانه ، وعيناه لم تفارق النظر الى الشارع .
وأذا بالحافلة تقف أمام محطة الوقوف المتهاوية التي تذكرة بالقاسم المشترك ما بينهم دائماً هي تنتظر الحافلات وهو ينتظر من يسعفة من هذه الحياة الرتيبة المملة .
حينها أقتلت الحافلة فتات جميلة جداً نظر اليها مندهشاً بما رأى .
- أنها هي أنها هي التي كنت أبحث عنها طوال هذه السنين ، بدأ القلق يهز اشلائه الهزيلة لا يعرف ماذا يصنع في هذه اللحظة ، جمع مشاعرة وعواطفة
كي يصبها في قدح أبتسامة العجاب المتلهفة للرد .
نظرة الية الفتاة مندهشة لهذه النظرة الغريبة التي أربكتها ولم تعد السيطرة على تصرفاتها ، جمعت أفكارها وراحت تناشدهُ بأبتسامة الرضى ، ومرت من أمامة وعينيها تبحث عن مكان كي تجلس فية الى أن وجدة المكان وجلسة خلفة مباشرةً .
بدائة حركاته العشوائية تتكر بلا شعور فاقداً السيطرة على نفسة تصاحبها تلفتات لا معنا لها باحثاً لى أي سبب ليفتح به حوار شفاف مع الفتاة ، لكن باتت جميعها بالفشل فقد كان الأحياءمتأصلاً في نفسه خائفاًمن مراقبة الناس له مما جعله يصفر ويحمر في لحظة محدثاً نفسه .
نعم هي التي كنت أبحث عنها طوال تلك السنين ، نفس المرأة التي كنت أحلم بها لقد أتت الفرصة ولن أتركها تمضي ، لقد فُتحت الأبواب أمامي ، سوف أغير حياتي سوف أغيرها وأغير منزلي سوف أحقق لها ما تريد لأني أحبها وهي أكيد تحبني والدليل أبتسامتها لي التي كانت تعبر عن مدى أشتياقها لي فسوف أرمقها بنظرة لا لا لا دعها تحترق بنار الشوق للحديث معي لابد أن أكون أنا المسيطر في كل الأمور .
ينظر من النافذة ويرى على جانب الطريق حديقة عامة تتوسطها مقاعد جميلة لم يجلس عليها شخص منذ زمن .
أه كم هذا المكان جميل يصلح أن أتحدث معها في هذا المكان أنه عام ، مع
انه لم يوجد فية أحد لكن وما شأني أنا أن وحد أحد أو لم يوجد ، سوف أنده على السائق حتى يقف وحينها أكيد هي سوف تنزل من الحافلة خلفي .
أيها السائق أنزلني هنا من فضلك .
تقف الحافلة على ناصية الطريق .
يبداء بالنزول يتخطى ببطء في ممر الحافلة اكنه لم يسمع أيةُ حركة من خلفة ، يخطف نظرة سريعة الى الخلف متفقداً الفتاة ، وأذا بها غارقة في النوم لا تعلم بشيء




#ناصر_رزوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اية الخطاب
- هلوسة 3
- هلوسة
- ابو محمد يسلم على ايران
- لو علمت يا فهد


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر رزوقي - جنون العقلاء