أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - واحة للنسيان














المزيد.....

واحة للنسيان


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7264 - 2022 / 5 / 30 - 13:24
المحور: الادب والفن
    


حين اختمرت الفكرة في ذهن "كوشولو" وأخذت حيزًا كبيرًا من تفكيره .. قرر تنفيذ ما خططَ له ..
لم تكن المشكلة في مغادرة كوكبه "ودمدناسي" لبضعة آلاف من السنين .. بل ما أثار قلقه و حزنه هو حرمان نفسه من متعة قد تعود على فعلها كل يوم ألا وهي التخاطر مع ابنه الذي ما زال جنينًا في عامهِ الرابع ..
سطوة أحلامنا غالبًا ما تجبرنا على أن ندير ظهورنا للواقع وإن كان هذ الواقع جميلًا .. هذا ما حدث مع كوشولو .. فأحلامه كانت جبارة لم تمهله سوى سبع سنين وهو موعد شروق شمس اليوم التالي .. ليحمل نفسه ويذهب في أغرب رحلة ..
الفضاء وهو يضم بين جنباته الكواكب والنجوم والشموس كما تَضم الأم وليدها .. كان قد أنساه قليلًا التفكير بصغيره وهَدّأ من حنينه المتزايد مع المسافة التي عليه قطعها للوصول إلى هذا الكوكب المتناهي في الصغر .. الأرض .. والتي تسمى أرض النسيان .. إنه جميل ويحمل نفس سمات كوكبه الأم ..
بتثاقل فتح كوشولو عينيه .. منظر السماء العالية الصافية والشمس تتوسطها .. أول شيء يراه .. شعر بالدهشة والتعجب .. لم يخرجه من حالتهِ سوى سماعه صوت تغريد بلابل مختبئة بين أوراق شجرة تفاح فتية .. طرب لسماعها فالصوت جاء متزامنًا مع خرير جدول ماء بالقربِ منه والذي تحيطه كائنات ملونة جميلة عبيرها ملأ المكان .. كل ذلك قد بدد وحشته وجعله يآلف المكان بسرعة ..
ذلك لم يمنعه من أن يسأل نفسه :
ـ أينَ أنا ؟! مَنْ أنا ؟!
لقد نسي كوشولوا كل شيء .. لأنه هبط في أرض النسيانِ ..
لا يعرف كم من الوقت مر عليه وهو يسير وحيدًا على غير هدى .. تعاقبت عليه الأيام والليالي دون أن تخطىء .. كل شيء حوله ينثر السحر ويحمل الجمال .. الجبال والبحر وحجارة الوادي وغيوم السماء وحتى رمال الصحراء .. جميعها وقفت ترتل أغنية واحدة كوشولو هو المستمع الوحيد لها ..
ذلك لم يمنع جنود الحزن من الزحف عليه لتحتل أيامه وتسكن روحه ثم لتسقط دموعه غزيرة صافية
كان يعرف أنه يبحث عن شيء ينقصه .. لم يعرف ما هو أو أين هو ..
صوتها وهي تغني .. قطع عليه حواره مع ذاته وجعله يتلفت .. صوت بعث الدفء في جسده البارد وأيقظ روحاً كانت نائمة .. تلك كانت داريسا الجميلة .. سيدة أرض النسيان ..
فجأة .. تلونت الصخور .. رقصت أمواج البحر .. ضحكت السماء حتى سقطت دموعها على الأرض العطشى لتزهر الرياحين ويثمر الشجر .. عادت الطيور لأعشاشها ..
منذ ذلك الزمن ما زال كوشولو يتلفت كلما سمع صوت امرأة .. يظنها جميلته "داريسا" ••



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة صيف باريسية
- ومضة في ذاكرة السمك
- غروب وأغنية
- المعطف
- بائعة الورد
- الدخول في الشرنقة
- السيدة انتظار
- لندن 2017
- مذكرات قرد في المنفى
- دار الغياب
- شريكة زوجي
- أمي وذلك العشيق
- ألوان فوق غيمة عابرة
- فقط ارفعي ذراعيكِ
- صفقة مع الحزن
- الظلال الحزينة
- بعد منتصف الحلم
- رسالة إلى العصافير
- ابنة الغجرية
- قارىء عداد الكهرباء


المزيد.....




- خبراء الوكالة الذرية في طهران لمناقشة القضايا الفنية مع اقتر ...
- مصر.. الحكم على شاب تحرش جنسيا بفنانة مشهورة
- اختتام أعمال المؤتمر الدولي للاستشراق في نسخته الأولى بالدوح ...
- مارتينيز.. لاعب كرة قدم إسباني احترف فنون القتال المختلط
- -لن نشارك في السيرك-.. إسرائيل ترفض التعاون مع العدل الدولية ...
- إيفرا قائد فرنسا السابق يدخل عالم فنون القتال وينشد الثأر من ...
- أصالة تعلّق على منحها عضوية نقابة الفنانين السوريين
- مهرجان -بيروت الدولي لسينما المرأة- يكرم هند صبري
- مهرجان -بيروت لسينما المرأة- يكرم هند صبري
- إطلاق خريطة لمترو موسكو باللغة العربية


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - واحة للنسيان