أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي الرديني - منطقة الراحة (Comfort Zone)














المزيد.....


منطقة الراحة (Comfort Zone)


علي الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 7263 - 2022 / 5 / 29 - 16:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


معظم الناس ان لم نقل كلهم يرغبون ان يحسنوا حالهم ونمط حياتهم ويحققوا طموحاتهم ويطوروا إمكانياتهم ومهاراتهم ويصبحوا ناجحين في عملهم وبناء مستقبل زاهر .
الا ان القليل منهم عمل من اجل ذلك وحقق تقدم ملحوظ وبَقى الآخرون يتأملون ويحلمون وينتظرون ان ياتي لهم النجاح دون ان يحركوا ساكنا لانهم لا يريدون الخروج من منطقة الراحة الى منطقة الالم .
ومنطقة الراحة هي حالة نفسية يشعر بها الفرد بالأمان وبمستوى منخفض من التوتر والقلق على ما اعتاد عليه ورضي به دون بذل جهد وطاقة كبيرة التي ترفع من مستوى التوتر وتنقل الشخص الى منطقة الالم وله تاثير كبير على الحد من التقدم والتطور .
مثال على ذلك الموظف المعتاد على روتين عمله اليومي الذي لا نية لديه لتغير نحو الأفضل اذا طلب منه تقديم عمل غير مألوف شعر بالقلق والخوف من الفشل في انجازه وعرضه على مدراءه لانه ليس لديه الجرأة على الخوض بكل ما هو جديد او اتعاب نفسه ( الكسل) حتى يسيطر على عمل جديد يقلق استقراره وراحته هذه الحالة النفسية ستكون سببا في عدم تقدمه وتقدم اقرانه عليه ممن لهم السيطرة وكامل الثقة في تطوير ذواتهم والارتقاء بمكانتهم في العمل.
وهذا ينطبق على كثير من طلاب المدارس والمعاهد والكليات في اهمال دروسهم او الاكتفاء في الوصول الى حافة النجاح والقليل ممن يجاهد ويثابر ويتفوق وهؤلاء الذين احكموا السيطرة على أنفسهم بقوة ارادتهم وصلابة عزيمتهم.
لان هذا يتطلب جهدا عقليا ويستنزف طاقة ويحتاج الى تحكم ذاتي عند الشعور بالإجهاد وفقدان قوة التركيز تدريجا فاخذ مدة من الراحة وترفيه النفس والتغذية الصحية أمرا ضروريا للاستمرار بنشاط وحيوية .
فبدلا من التوتر والتذمر لتبرير الفشل في تطوير الذات بسبب الخوف من الخروج من منطقة الراحة الى منطقة اخرى محفوفة بالمخاطر
والاحتفاظ بحالة الكسل والدعة والاستقرار على المرء ان يراجع نفسه ويحاسبها وان يعمل خطوة بعد اخرى ليعود نفسه على التغلب على الخروج فتورها ويغامر حتى ولو لم يحقق ما يريد لان التقدم والنجاح يحتاج وقت وجهد ومحاولات عديدة وان فشلنا فالفشل يساعدنا التعلم من أخطاءنا ولا يوجد نجاح خالص بدون فشل.
فمن يريد ان ينقص وزنه ويتخلص من السمنة عليه الخروج من منطقة الراحة وتحمل اجهاد البدن بتمارين رياضية قاسية وترك ماتعود عليه من أكلات مسببة للسمنة والالتزام بالأكل الصحي . ومن يريد ان يرتقي فكريا ومعرفيا ما عليه الا بكثرة القراءة وتحمل اجهاد الدماغ . ومن يريد ان يكسب المال ويزيد من رصيده عليه ان يجازف في فتح مشاريع صغيرة او كبيرة ويتحمل المصاعب والعقبات حتى ينجح مشروعه.
ومن يريد ان يبحث عن الحقائق وكشف اسرار الوجود وحقائق الاشياء عليه ان يغامر ويتعب عقله ويحلل ويفكر كثيرا وان يتنازل عن اي راي او عقيدة قد تبناها مسبقا عن طريق أهله ومجتمعه اذا ما توصل الى قناعات مختلفة مبنية على براهين وأدلة وان يتحمل معادة الناس له الذي يَرَوْن ان الحقيقة المطلقة فيما يعتقدون ولا يتحملون ان يروا افكار متعارضة او مفندة لأفكارهم مما يسبب لهم قلق وتوتر نفسي فتكون ردة الفعل قاسية لان البشر متعودون ان يحافظوا على كل ماهو قديم موروث من الأجداد باعتقادهم هذا هو اليقين الذي ليس بعده شئ ولا قدرة لهم للعيش بدون هذا اليقين على الرغم ان هذا اليقين مفروض عليهم من بيئتهم لا اليقين الذي توصلوا اليه بتفكيرهم الحر !
ولذلك نرى الجماعات البشرية عاشت عبر التاريخ الى اليوم على الأوهام والآمال التي تعطيهم الشعور بالراحة وألامان والاستقرار واي قوة تبخسهم هذا ولا يستطيعون ان يقضوا عليها حلموا بظهور منقذ ينتقم من عدوهم ويحقق لهم الكمال حتى يرجعهم الى منطقة الراحة الجماعية في نهاية الامر .
حسب الدراسات والبحوث التي تنصح بعدة أمور للخروج من منطقة الراحة وهي : كسر الروتين بعمل شئ مختلف كأكل شئ غير معتاد عليه او القيام بعمل غير معتاد عليه ، والعمل على ما تخشاه وتتخوف منه وتغامر لتغلب على هذا الشعور وعمل قائمة بأهدافك ومشاريعك المستقبلية ، التحدث الى الجمهور او غرباء لا تعرفهم ، تجربة الاشياء التي لا تحب ان تجربها والسيطرة على الذات والقدرة على التحكم بها عن طريق تمارين برمجة اللغة العصبية ومحاربة تسويف النفس لتأجيل اعمال اليوم الى الغد .



#علي_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطة الأموات على الأحياء
- الإيمان الأعمى
- الاروقة الداخلية ( الاشراق النفسي)
- الاروقة الداخلية ( التعامل مع الجفاء النفسي)
- معضلة الإرادة حرة (تجربة ليبيت و تجربة هينز)
- معضلة الإرادة حرة (التوافقية واللاتوافقية )
- معضلة الإرادة حرة (الحتمية Determinism)
- معضلة الإرادة حرة (تعريفها وأنواعها)
- التنويم الايحائي الذاتي
- الاحلام حقيقة عالم آخر


المزيد.....




- شاهد أول رد من رئيس وزراء كندا على فرض أمريكا رسوم جمركية عل ...
- مستغربة طبع السعوديين وأسلوب تعاملهم مع الضيف والسائح ترويها ...
- طائفة سرية أجبرت أتباعها من الأمهات حديثات الولادة على التخل ...
- كيف علقت كندا والمكسيك والصين على فرض ترامب رسوماً جمركية عل ...
- ستارمر يستقبل شولتس في مقره الريفي ويبحث معه حرب أوكرانيا
- الولايات المتحدة.. انفجار وحريق هائل في مصفاة نفطية (فيديوها ...
- قوات كييف تستهدف بلدة في كورسك بصواريخ -هيمارس- أمريكية (فيد ...
- زاخاروفا تقترح تحويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى و ...
- إجلاء 37 مريضا من غزة لتلقي العلاج في مصر
- حاول الهرب فعلق أسفل جسر.. شاهد ما حدث لسارق تطارده الشرطة


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي الرديني - منطقة الراحة (Comfort Zone)