صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7262 - 2022 / 5 / 28 - 22:38
المحور:
كتابات ساخرة
كان هناك فنان فرنسي في بداية القرن العشرين، اسمه جوزيف بوجول 1875-1945، كان يلقب ب "الضّراط"، يقال انه كان لديه قوة تحكم بعضلاته بحيث كان يمكنه ان يطلق ضراطا بأشكال مختلفة ومتقنة، وهو الفنان الوحيد الذي "لا يدين بأي حقوق للمؤلف"، لقد كان تمثيله مقبولا الى حد ما في ذلك الوقت.
يخرج علينا الكثير من مهرجي السلطة، والذين تزايد عددهم بشكل كبير ولافت، بتصريحات وتغريدات لا تحسبها أكثر من تمثيل جوزيف بوجول، فمهرجي البرلمان "المأزوم أصلا" يجتمعون ليخرجوا علينا بقانون "تجريم التطبيع"!، ثم بعد ذلك يخرج علينا مهرج العملية السياسية "الكاظمي" ليتحدث لنا عن "النمو الاقتصادي"!، وليس لك الا ان تضحك ملء فمك، فقد تفوقوا على جوزيف بوجول بالتحكم بتصريحاتهم وقراراتهم.
"تجريم التطبيع" الملفت في هذه القضية انه كلما ازدادت ازمة قوى الإسلام السياسي، وأحسوا انهم تحت ضغط جماهيري كبير، كلما ذهبوا لهذه القضية، ويبدأ سوق الهرج والمرج، فممثل مهرجي البرلمان "الحلبوسي" يتحكم بعضلاته بالقول "يجب إزالة كلمة إسرائيل ووضع بدلها الكيان الصهيوني"، وجميع مهرجو البرلمان يتنافسون على من يكون الأكثر تشددا إزاء هذه القضية.
"نمو اقتصادي" ما معنى ذلك؟ انها عبارة غريبة عن قاموس الناس، فعندما تذهب لمدينة السماوة او الناصرية او الديوانية او الكوت فستدرك تماما ان في هذه العبارة تحكما عاليا في عضلات الفكين التي خرجت منها، او إذا قدمت لبغداد، ومن أي مدخل ترابي لها، او إذا تجولت في العاصمة الحبيبة، خصوصا في "عشوائياتها" السكنية الجميلة او “زراعياتها" السكنية الرائعة او طرقها وخدماتها العالية، او بطالة شبابها، او أسواق البالة و "الچنابر" او الشوارع الممتلئة ب "التكاتك"، او عمالة الأطفال في الشوارع مع كبار السن من الرجال والنساء، او مشاهد النفايات التي تملأ الشوارع وغيرها الكثير من المشاهد، ستدرك جيدا ان من يتحدث عن "نمو اقتصادي" هو ليس الا مهرج هزلي لديه قدرة عالية في التحكم بعضلاته.
كان جوزيف بوجول يضحك الناس ويشعرهم بالمتعة في اداءه، اما مهرجو سلطة الإسلام السياسي فهم الاكثر خسة ورداءة، فهم يسخرون ويهزؤون من معاناة الناس وآلامهم، بتصريحاتهم وقراراتهم القبيحة والقذرة.
#طارق_فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟