أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إدريس جنداري - مقاربة عبد الله العروي لظاهرة الفولكلور .. بين التاربخانية و الوطنية














المزيد.....

مقاربة عبد الله العروي لظاهرة الفولكلور .. بين التاربخانية و الوطنية


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 7262 - 2022 / 5 / 28 - 21:27
المحور: الادب والفن
    


لا يمكن إدراك تصور الأستاذ عبد الله العروي لظاهرة "الفولكلور" خارج المجال الابستيمي الذي تحرك فيه. فبالإضافة إلى كونه مفكرا عقلانيا تاريخاني النزوع، فهو خريج مدرسة الحركة الوطنية المغربية.
لذلك، اجتمع فيه ما تفرق بين غيره، فهو المفكر العقلاني الوطني الذي عاش تجربة النضال الطلابي في المعقل الاستعماري، و عاد إلى المغرب بعد التخرج/الاستقلال حاملا لمشروع وطني تحرري، رآه مجسدا في علال الفاسي النهضوي المحافظ و عبد الرحيم بوعببد رجل الدولة التقدمي.
وعى الأستاذ العروي، مبكرا، مدفوعا بالقيم الوطنية و المنهج العقلاني، أن المشروع الاستعماري يتجاوز الهيمنة العسكرية و السياسية، إنه -قبل ذلك كله- مشروع هيمنة ثقافية يسعى إلى إعادة إنتاج Reproduction الذات المستعمَرة كمتخيّل Imaginaire مفارق للحقيقة الواقعية، أي كفولكلور ! و ذلك بشكل ينسجم مع الطموح الهيمني الاستعماري الذي يسعى إلى إخصاء Castration الذات المستعمَرة بالمعنى الذي صاغه Franz Fanon في كتابه الذي مثل علامة فارقة في تاريخ الثقافة الكولونيالية، أقصد كتاب Peau noire Masques blancs.
هذا الجانب المسكوت عنه في المتن/المنهج الكولونيالي، لم يكن ليغيب عن ذهن إشكالي وقاد لا يرتاح للإجابات النمطية الجاهزة، لقد نجح الأستاذ العروي في وضع الأصبع على مكمن الجرح الغائر الذي يؤلم كل مغربي أصيل، رغم عجز الكثير منا عن إدراك سبب الألم، في حين يمنح لذة (النيرفانا) لكل جلاد استعماري يتلذذ، بشكل سادي، بضحيته المستعمَرة، ببنما يقف بينهما في مفترق طرق، بشكل أبله، المخصيون من دراري الفرنكفونيا الذين لم يفارقوا مراهقتهم (الفكرية) و لم يتضمخوا بعبق فكر التحرر الوطني.
هذا الفكر الذي عانى من أجل ترسيخه مناضلو الحركة الوطنية، و ضحت المؤسسة الملكية بوجودها من أجل ترسيخه، حينما فضل المجاهد الوطني الكببر الملك محمد الخامس حياة المنفى على حياة الاستعمار، و صرخ صرخته التاريخية المدوية: لست سلطان الحماية !
لا أظن هذه الصرخة إلا اخترقت كيان مفكر عقلاني وطني أصيل، من طينة عبد الله العروي، و دفعته إلى تدشين نضال عقلاني وطني من صميم انشغاله الثقافي، و لعل أبرز خطواته النضالية هي معركته ضد الفولكلور الذي سعى إلى تشويه الذاتية المغربية، و تقزيمها إلى كليشيهات ضمن متخيل استعماري مريض بالسادية.
يُذكّر الأستاذ عبد الله العروي كل من يقتات على المتخيل الكولونيالي من دراري الفرنكفونية: "الفولكلور لا يمكن أن يحل محل الثقافة الكلاسيكية/الثقافة العليا Haute culture" و المغرب وريث هذه الثقافة العليا التي تشكلت، على امتداد قرون و قارات، و ليس وليد المرحلة الاستعمارية.
لذلك، ينبه العروي كل من يفتقد هذا الوعي التاريخي أن " من لا يعرف الثقافة العربية الكلاسيكية/ الثقافة العليا، أو يعرف شذرات منها عبر الترجمة، يعتبر أن المجتمع المغربي مجتمع إثنوغرافي (فولكلوري) لا يصلح متخيله لبناء ثقافة معاصرة" و يعلق الأستاذ العروي: "أرفض أن نتصرف و كأننا أمة أمية. خرجنا من الأمية، منذ قرون، و ازدواجية اللغة بين مكتوبة و محكية ليس دليلا على أننا ما زلنا أميين !!! هذه مفاهيم مغلوطة ورثها البعض عن كتاب (جُهّٓال) ! أو مغرضين .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكيان العلمانوي الفرنسي عاريا
- الأدب الفرنكفوني و إعادة تدوير Recyclage المتخيل الكولونيالي
- أضواء على مؤتمر حظر استعمال الدين في السياسة
- دير تومليلين .. إعادة تدوير المتخيل الكولونيالي
- مسلسل -فتح الأندلس- الفن في خدمة الجيواستراتيجيا
- الحرب الأوكرانية: المركزية الغربية ضد الفاشية البوتينية/السل ...
- فولوديمير زيلنسكي .. سلاح الشعبية في مواجهة سلاح الخبرة
- أمريكا تصطاد عدة طرائد بطلقة واحدة
- الصين و روسيا.. الخصوصية بين المعرفي و السياسي
- بوتين يبتلع الطعم الأوكراني.. نهاية روسيا كما نعرفها
- النموذج التنموي الجديد.. مساءلة الإطار المرجعي
- النموذج التنموي الجديد.. هل هي بوادر الانفلات من القيد الفرن ...
- الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من المنطق الإيديولوجي إلى المنطق ...
- جهاز المخزن.. السلطة المركزية التي حصنت سيادة المغرب
- شولتس يعيد النزعة الشرقية الميركلية إلى قبرها.. الرياح تجري ...
- من استراتيجية الدفاع إلى استراتيجية الردع.. ثورة مغربية هادئ ...
- وعي عريي جديد قيد التشكل.. يجب دعمه
- التحولات الجيو-ستراتيجية و ضرورة تغيير اتجاه بوصلة المغرب
- حرب التهريب الإسبانية على المغرب.. هل سينقلب السحر على الساح ...
- انهيار وضع السطاتيكو.. النظام الجزائري في مواجهة مغرب جديد


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إدريس جنداري - مقاربة عبد الله العروي لظاهرة الفولكلور .. بين التاربخانية و الوطنية