أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إدريس غازي - المغرب افقا للفكر من خلال «النقد المزدوج»، للراحل عبد الكبير الخطيبي














المزيد.....


المغرب افقا للفكر من خلال «النقد المزدوج»، للراحل عبد الكبير الخطيبي


إدريس غازي
كاتب و باحث

(Driss Rhazi)


الحوار المتمدن-العدد: 7261 - 2022 / 5 / 27 - 18:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وانا أعيد تصفح كتاب " النقد المزدوج " لكاتبه الراحل عبد الكبير الخطيبي ،وفي فصله المعنون ( المغرب : افقا للفكر) وددت مقاسمتكم عناصر هذا العنوان - جزء أساسي من المؤلف - وتكون البداية ما قاله عن التراث :
" كثيرا ما تفلت مسألة المغرب من هؤلاء الذين يسكنون فيه،فجدور الانسان الطبوغرافية لا تمنح كعطية للذين يقيمون في الارض التي ولدوا فيها ،أسير على هذه الأرض ،وتضيء نظري شمس هذه البلاد ،وأحيى وانا سائر وجوه البشر ،لكن ماذا تعني هذه الفقرة في مطلع هذا النص ؟
لهذا ننفصل رأسا عن معنى " التراث " الشائع ،صحيح أن التراث هو ،بالنسبة إلى الفكر ،راحة الموتى ،أرضيين وعليين ،وتنبع هذه الراحة من الارض ،من ماضي الارض ،في قلب الذاكرة .تؤسس هذه الدعوة في ذاتها ملجأ التراث ،فالتراث ( الذاكرة ،الأرض ،اللغة ) لا يضيء الانسان ،إلا بمقدار ما يستحق موته ،بين الموتى .
لماذا ننفصل رأسا عن معنى "التراث " الشائع.صحيح أن التراث هو عودة المنسي ،ولابد لهذه العودة ان نستوقفها ونطرح عليها الأسئلة لكي تدلنا على طريق الموتى الذين يتكلمون ،الذين يتحدثون معنا .بماذا ينطق التراث - كل التراث ؟ إنه ينطق بإقامة الإلهي في قلوب البشر وعقولهم ،وقد احتضنت الميتافيزيقا هذه الإقامة منذ نشأة الفكر ..."
اخترنا نقل هذا الجزء وهو الاوفر من نص لايزال طويلا ، وقع اختيارنا لهذا الجزء لما يتضمنه من أفكار توحدها رؤية وتبصر معرفي ،وعمق فلسفي وتميز في جدة التناول والتداول المنهجيين ...نترك لكم اولا فسحة الاطلاع على النص والتأمل في محتوياته وطرافته ،على أمل مواصلة قرائتنا للنص في سياق كتاب " النقد المزدوج " ،المؤلف الذي لم ينتبه له العديد من القراء والمهتمين ،لما يحتويه من غنى المواضيع والاشكالات وفرادة التناول المنهجي والتميز في الرؤية والتبصر .
تبعا لما اشرنا اليه، وخاصة في الباب المغرب : افقا للفكر،ىالذي وقع عليه اختيارنا في موضوع التراث ،يتبين ان عبد الكبير الخطيبي ،قد اثار مرجعية ميتافيزيقية للتراث ،وقد سماها هو بسماء التراث الروحية ،أي ان الميتافيزيقا هي أداة تصدير الفيزيقا إلى الميتا ( اي الماوراء ) ،الميتا التي ستجمع بين البشر والآلهة " ،بين الارض والسماء من أجل عودة الموتى الذين يتكلمون ..." وهنا يتساءل الفيلسوف الخطيبي ،هل نحن متأهبين لمجابهة هول هؤلاء الموتى المتكلمين ؟ ومن هنا قد يكون للمتكلم الميت وقعا سلبيا على إعادة تمثل التراث ،سواء عند محاولات محاورته.. واستنطاقه ،او عند عملية تثويره ،كي لا اقول تنويره ،لأن ما بين التنوير والتثوير مسافة معرفية ...
وحتى لا نسقط في فخ استباق تحليل ومناقشة افكار الرجل ،نبقى عند منطلق جرد فقرات جزء الكتاب المشار إليه سابقا ،وننتقل اليوم إلى مقالة 2 - والمعنونة ب " الاختلاف الوحشي :
أطلق فانون قبيل موته هذا النداء ( هيا أيها الرفقاء ،لقد انتهت اللعبة الأوروبية ،ولا بد من البحث عن شيء آخر ) ،التخلي عن أوروپا ،والابتعاد عنها إلى الأبد ؟ أليس هذا وهما ،ما دامت أوروپا تقيم في كياننا ؟ زد على ذلك أن الكائن العربيه هو ،في مشكلته القصوى ،كما نعتقد ، غرب صعب المعالجة اكثر من أي وقت مضى ..إذا كان الغرب فينا ،لا كشيء خارجي مطلق ،بل كاختلاف نقارنه بدقة مع اختلاف آخر ،يدعونا هو نفسه إلى التفكير فيه ،كما هو في رهان الفروقات ( فروقات الوجود )...لنسم الاختلاف الوحشي بالانفصال الزائف الذي يقذف بالآخر في خارج مطلق ،الإختلاف الوحشي يؤدي بشكل حتمي إلى ضلال الهويات المجنونة : الثقافوية ،التاريخاوية ،القوموية ،التزمتية الوطنية ،العرقية ...كانت هذه الدعوة إلى الاختلاف الوحشي ،الوحشي والساذج ،السخط الذي لم نتأمله ،في مرحلة زوال الاستعمار ،ويظل نقدها للغرب أسير العداوة وأسير هيغلية منحطة .وما نزال نتساءل : ما الغرب المعني ؟ ما الغرب الذي نعارضه بنا ،فينا نحن ؟ ومن نحن ؟
بهاته الأسئلة يختتم المفكر المغربي الخطيبي مقالته الاختلاف الوحشي .بعدما حلل بعمق علاقتنا بالتراث والغرب ،واعتبر ان اختلافنا ،الذي بنا وفينا ،مع الغرب ،هو اختلاف غير مبني على منظومات فكرية أو معرفية ،...من خلال الافكار والمعارف المثبتة ها هنا ،يتبين أننا ،ونحن في العشرية الثالثة من الألفية الثالثة لا نزال نحيى في نفس البنية بعلاقاتها واشكالاتها ،التي تناولها فيلسوفنا المغربي ،والناقد الادبي والباحث المتميز في مجال سوسيولوجيا الادب والمعرفة ...الخطيبي في مضمون هذا الكتاب لا يوجه نقده فقط للذات او الأنا ،بل يوجه نقده بشكل مزدوج ، للذات والآخر ،للشرق والغرب ....يتبع.



#إدريس_غازي (هاشتاغ)       Driss_Rhazi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة - حي بن يقظان- - ابن طفيل. الحلقة التاسعة والأخيرة
- قصة -حي ابن يقضان- لابن طفيل، الحلقة الثامنة
- قصة- حي بن يقضان - ابن طفيل : الحلقة السابعة
- - حي بن يقضان - ابن طفيل ( الحلقة الخامسة)
- قصة -حي بن يقضان- ابن طفيل( الحلقة السادسة)
- قصة - حي بن يقضان - لابن طفيل : الحلقة الرابعة
- قصة - حي بن يقضان - لابن طفيل :الحلقة الرابعة
- قصة -حي بن يقظان - لابن طفيل : الحلقة الثالثة(يخصص هذا الجزء ...
- الرواية الفلسفية: رواية -حي بن يقضان- للطبيب والفيلسوف العرب ...
- قصة - حي بن يقظان - - ابن طفيل الحلقة الثانية.
- الفلسفة الرشدية: تقديم بحث -مدخل لقراءة الخطاب الفلسفي لابن ...
- فوكو وإبيستيميات العصور الثلاثة: 2) العصر الكلاسيكي
- فوكو وإبستيميات العصور الثلاثة
- مشيل فوكو وايبيستيميات العصور الثلاث
- الإبستيمي والخطاب
- القطيعة في تاريخ الخطابات
- حقوق الطفل الانسان من خلال البرامج الدراسية في المدرسة المغر ...


المزيد.....




- إسبانيا.. العثور على 270 ألف خرزة في قبر واحد يقدر عمرها بـ5 ...
- روسيا.. انتهاء الاختبارات ما قبل السريرية للقاح الشخصي المضا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل مسلح أطلق النار على موقع عسكري با ...
- خمسة وزراء خارجية عرب في رسالة لواشنطن: لا لتهجير الفلسطينيي ...
- الهند ضاعفت عدد نمورِها خلال عشر سنوات.. لكن كيف؟
- البيت الأبيض ينشر قائمة -مثيرة للدهشة- بنفقات الوكالة الأمري ...
- الصين تخطط لإرسال مسبار جديد إلى القمر عام 2026
- عصابات المخدرات المكسيكية تهدد الجيش الأمريكي
- طهران: لم يطرأ أي تغيير على وضع إدارة الملف النووي
- في اليوم العالمي لمكافحة للسرطان.. إليكم بعض أعراضه الخفية! ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إدريس غازي - المغرب افقا للفكر من خلال «النقد المزدوج»، للراحل عبد الكبير الخطيبي